ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    موقع العرب من عملية تغيير العالم \نصر شمالي

    avatar
    يزن المصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر السمك جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : موقع العرب من عملية تغيير العالم \نصر شمالي Jordan_a-01
    نقاط : 4341
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    موقع العرب من عملية تغيير العالم \نصر شمالي Empty موقع العرب من عملية تغيير العالم نصر شمالي

    مُساهمة من طرف يزن المصري الأحد 27 يونيو 2010, 2:32 pm

    أصبح من شبه المؤكّد أنّ البشرية عموماً تجتاز حالياً تلك المسافة أو المساحة القاحلة التي تفصل عادة بين عصرين عالميين. إنّها مرحلة الانتقال العظمى من عصر إلى عصر، التي عاشتها البشرية وأنجزتها مرّات قليلة، لا تتجاوز عدد أصابع الكفّ الواحدة، عبر الثمانية آلاف عام الماضية، فكانت تتسم بالفوضى والاضطراب والقلق وانعدام اليقين عالمياً، مع الصراخ من الآلام الفظيعة التي تشبه آلام المخاض، تتردّد أصداؤه في جميع القارات!
    في عملية الانتقال هذه التي يجتازها العالم اليوم، والتي من الواضح أنّ عدداً من الأمم بات يتصرّف على أساسها، فإنّه لمن المفترض أنّ للأمة العربية دوراً رئيسياً فيها، حيث هي إن فعلت تكون قد حظيت بشرف المساهمة الرئيسية في تغيير العالم نحو الأفضل مرّتين. فقد كانت المرّة الأولى في القرن السابع الميلادي، عندما قادت الأمة العربية عملية تقويض النظم الدولية العبودية، الكسروية والقيصرية وغيرها، وحرّرت الإنسان والإنتاج على نطاق واسع جدّاً، بأقلّ التكاليف وبنجاح منقطع النظير.
    إنّ المظاهر السطحية الآنية لوضع الأمة العربية توحي كأنّما العرب في حالة من العجز شبه التام، حيث هم لا يملكون حتى إمكانية الدفاع عن أنفسهم، فكيف يمكنهم الإسهام في خلاص البشرية؟ لكنّ هذه المظاهر الخارجية السطحية، المؤقتة، لا تخدع غير الجهلة، ولدينا على ذلك أدلّة كثيرة نذكر منها اثنين، أحدهما من الماضي والآخر من الحاضر:
    الدليل الأول نأخذه من التاريخ القديم، فنذكر ما كانت عليه أوضاع العرب قبل انطلاق ثورتهم الأممية الإسلامية، في القرن السابع الميلادي. لقد كانت شام الغساسنة، وأرض الكنانة ووادي النيل، والمغرب، في ركاب القياصرة. وكان عراق المناذرة، والجزيرة العربية، في ركاب الأكاسرة والأحباش..الخ. تماماً مثلما هو حال العرب في هذا العصر تقريباً، وربّما أسوأ! لكنهم في لحظة وعي، وإيمان، وإجماع تاريخي نادر خلف قيادة عظيمة، خرجوا من حالهم المزري بسرعة قياسية، فاتحدوا ووحدوا العالم أجمع خلال حوالي ثمانية عقود من الزمن، وذلك بفضل عقيدتهم الإنسانية التقدمية التي رحبت بها الشعوب عموماً.
    أمّا الدليل الثاني فنأخذه من الوقائع المعاصرة شبه اليومية، وليكن على سبيل المثال لا الحصر تلك المقالة التي نشرها قبل أيام رئيس الوزراء الإسباني السابق أزنار(في التايمز البريطانية) وأعلن فيها (ضمناً) أنّه لا ينخدع بالمظاهر السطحية الآنية لوضع العرب اليوم، ولا يعتقد بهوانهم وعجزهم المزمن، بل على العكس، يعتقد أنّ الكيان الإسرائيلي معرّض لخطر الانهيار، بل إنّ أزنار ذهب بعيداً فعبّر عن مخاوفه بصدد مصير هذا العصر الأوروبي/الأمريكي ونظامه العالمي بمجمله! لقد ربط بين اضطراب أوضاع الكيان الإسرائيلي (الكيان الذي يلخّص ويختصر الغرب الاستعماري بقرونه الخمسة كما وصفه) وبين اضطراب الأوضاع العامة لهذا العصر الربوي العبودي! إنّ أزنار يعتقد، في المحصّلة التي يمكن استنتاجها بسهولة من كلامه، أنّ تحرير فلسطين يعني انهيار الهيمنة الأوروبية/الأمريكية وتغيير العالم، ويرى أنّ هذا ممكن حدوثه!
    وهكذا، من دون الدخول هنا في التفاصيل، مع أخذ تجربة القرن السابع بعين الاعتبار، وأخذ كلام أزنار على محمل الجدّ حيث هو يستحقّ ذلك، يصبح مفهوماً أنّ تلكّؤ العرب في الربط بين حجم الضغوط الدولية التي تمارس ضدّهم وبين حجم القضية الأممية العادلة التي يفترض بهم الانتصار لها هو سبب تخبّطهم وهوانهم! أي أنّ هذا التلكّؤ هو أبرز مظاهر تخلّفهم، وأنّ تلافيه وتجاوزه يعني تطوّر وعيهم تحديداً ليبلغ مستوى عقيدة سياسية أممية جامعة تغطي جميع مناحي الحياة العالمية. وهل يستحيل على العرب الإدراك أنّ الحياة ليست سوى التطوّر بالضبط، الذي إن توقّف توقفت الحياة، وأنّ التطوّر يبدأ انطلاقاً من فهم العالم الواقعي، بماضيه وحاضره ومستقبله، وبتحديد موقع الأمة فيه ومنه؟
    إنّ الخروج من حالة التلكّؤ العربي (التخلّف) يتحقّق بإدراك الفارق الهائل بين نضال الأمة فقط من أجل استرداد قطعة أرض مغتصبة، وبين نضالها دفاعاً عن وجودها من أساسه، وأنّ وجودها لا يمكن أن يكون حقيقياً من دون بعده الأممي الإنساني. وهكذا يتكرّر السؤال المشروع: هل قضية العرب هي قضية حدود أم قضية وجود؟ فإذا أجمعت الأمة على أنّ وجودها مهدّد حقاً، وأنها معنية بتحقيق العدالة الأممية حقاً، فإنّ مظاهر هوانها السطحية الآنية سوف تنهار دفعة واحدة، وسوف تباشر نهوضها على الفور رابطة بإحكام بين ما تتعرّض له من أهوال خارجية وداخلية عظمى وبين خوف الظالمين من قدرتها على النهوض والقيام بواجباتها الأممية، كما فعلت في القرن السابع، الأمر الذي يعرّض نظامهم الربوي العالمي لخطر الانهيار!
    ولكن، إذا كانت بدايات عملية انتقال البشرية من عصر إلى عصر قد أصبحت شبه مؤكّدة، فهل يمكن أن يتحقق هذا الانتقال بمعزل عن الأمة العربية وفي غيابها؟ طبعاً هذا ممكن! إنّ أمماً عديدة منخرطة الآن في عملية الانتقال هذه، وسوف تمضي بها إلى غاياتها القصوى، مع العرب أو من دون العرب. لكنّ شبه الثابت والمؤكّد أنّ الأمة العربية، التي تجاوزت خطر استئصالها واندثارها منذ نجحت في استرداد الجزائر، سرعان ما سوف تتطوّر إلى الحدّ الكافي لانخراطها بدورها في عملية الانتقال الأممية. فعلى الرغم من جميع عمليات التضليل والتعتيم والإحباط السائدة يبقى مؤكّداً أنّ ما عجز المستعمرون عن تحقيقه في الجزائر لن يتحقّق في فلسطين، وأنّ تحرير فلسطين لن يعني أقلّ من تغيير العالم، وبالتالي فإنّ مخاوف أزنار وأمثاله هي في محلّها تماماً!
    لقد عبّر أزنار عن قناعته بأنّ قوّة الكيان الإسرائيلي هي خلاصة قوة هذا النظام الربوي العالمي المهيمـــــن، وعبّر عن مخاوفه من اضطراب هذه القوة العالمية، الأمر الذي يستدعي، من وجهة نظره، مزيداً من الدعم والتطوير للقـــوة الإسرائيلية، ومزيداً من الإضعاف والتبديد للقوة العربية! لكنّه تجاهل دخول العالم بمجمله مرحلة الانتقال إلى عصر آخر، بالعرب أو من دون العرب، وأنّ هذا النظام الربوي العالمي أصبح معوّقاً للتطور الإيجابي، وخطراً ماحقاً يهدّد الحياة البشرية، الأمر الذي يعني رهانه غير المنطقي على قضية خاسرة. أمّا العرب فسرعان ما سوف يتداركون منطقياً نواقصهم، وينخرطون بداهة في عملية التغيير الأممية العادلة والرابحة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024, 12:50 am