في زمن أصبح فيه التفكير وإعمال العقل فعلا مشبوها، والخيانة وجهة نظر سِيّان أن يُصيب فيها المجتهد أو أن يُخطئ، اختلط حابل الوطنيّة بنابل الخيانة، فكوّنا جبهة من الإسهال المصطلحي، والفوضى الدلاليّة. وأمسى الجميع بحاجة إلى 'صكوك غفران' تسمح بالتفكير على مقاس الحذاء العسكري 'المعولم' الذي يُطبق على الأنفاس، ويدوس كل القيم والمواثيق بقوانين استنبطها 'ذئب'، وسوّق لها 'ابن آوى' بما يُشبه العودة إلى كتاب 'كليلة ودمنة' لَكِنْ على إيقاع شخير محرّكات سيارات 'الهامر' الفارهة، وعلى صور الأقمار الصناعيّة الرقميّة التي تبثّ مباريات كرة القدم، وتتلصّص، في الأثناء، على أشدّ غرف النوم عسسا وحصانة.
في هذا الزمن الغريب والهجين، تأتي الأخبار بما يُصيب قارئها بدُوار لا يُرْجى منه شفاء، ويُلقي به في أتّون أسئلة قد تذهب ببقايا عقله. مِنْ هذه الأخبار ما راج عن نيّة نقابة الممثّلين المصريين فتح تحقيق مع الممثّل المصري 'خالد النبويّ' بتهمة التّطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ، بعد أن ثبت أنّه 'تورّط' بالتمثيل إلى جانب الفنّانة الإسرائيلية 'ليزار شارهي' في الفيلم الأمريكي 'اللعبة العادلة'، وترك 'آثار الجريمة' عندما رافقها في مهرجان 'كان'، ووقف إلى جانبها في صورة تذكاريّة بدا فيها مُبتَسما منشرحا. وقد كان نقيب الممثلين المصريين الفنّان 'أشرف زكي' واضحا وصريحا، عندما نفى خبر التحقيق مع الممثّل نفيا قاطعا، وأكّد أنّه اتفق معه، في مكالمة هاتفيّة، على بسط الموضوع حين عودته من الخارج. وفي هذا التصريح التوضيحيّ، بيّن النقيب أنّه سيسأل الفنان إن كان على علم بجنسيّة الفنانة التي تشاركه العمل وهو يأمل في طلب إيضاحات منه.'
هل يُعَدُّ ما قام به 'خالد النبويّ' بدعة في القول والفعل تستوجب كلّ هذا الاستنفار؟ هل هذا الفنّان الذي دعّمه المخرج الراحل 'يوسف شاهين'، هو الذي دعا الموسيقيّ الإسرائيليّ إلى القاهرة ليشنّف أسماع المصريين بألحانه في دار 'الأوبرا'؟ هل هذا الفنّان هو الذي دعا 'تسيفني ليفني' إلى اجتماع طارئ في القاهرة قُبيْل نفث إسرائيل حممها على غزّة؟ هل كان هذا الفنّان ضمن الوفد الذي أمضى معاهدة 'كامب ديفيد' أو ضيف شرف على حفل توقيع معاهدة 'وادي عربة؟ هل ثبت أنّه شارك بالتمثيل أو الغناء، في الحفلات التي تقام على شرف المسؤولين الإسرائيليين الذين تعاقبوا على زيارة مصر من 'بيغن' و'شامير' إلى 'بيريس' و'شارون' وصولا إلى باراك و'نتنياهو'؟
هل من الحكمة محاسبة هذا الفنّان على عمل أدّى فيه مشهدا تمثيليّا ومِنْ حوله آخرون سبقوه إلى ما قام به في الواقع ليكتشفوا، بعد رحيل العمر السياسيّ، أنّهم انتُدِبوا ليلعبوا دور اكومبارسب دون أن يرتقوا إلى رتبة اممثّل محترفب رغم جليل خدماتهم؟
ماذا لو دعا هذا الممثّل إلى محاسبة السياسيين الذين يزورون سرّا وعلنا إسرائيل ومحاكمتهم قبل محاسبته على خطأ يُعَدُّ صغيرا مقارنة بما اقترفه غيره؟
ماذا لو رفع هذا الممثل شكوى إلى الجامعة العربيّة يدعوها إلى إنصافه من ظلم بني جلدته؟ ألَمْ تبق الجامعة-أمّ العرب الحنون- على المبادرة العربيّة رغم الدم الذي سال في رحلة كسر الحصار عن غزّة؟
وهل يشكّ العربّي - مواليا كان أم ممانعا - في أنّ هذا الفنّان سيربح القضيّة من الحكم الابتدائيّ،وسيُخْرِس الألسن عندما يعلن استعداده لحرق كلّ صوره في الفيلم، ومنع عرضه إذا سحبت الجامعة العربيّة مبادرة السلام؟
هل بلغ العرب، شعوبا وقبائل، زمنا أصبحت حكمة مسك العصا من الوسط تقتضي أن يردّدوا:نعم للتطبيع السياسيّ لا للتطبيع الفنّي؟
في هذا الزمن الغريب والهجين، تأتي الأخبار بما يُصيب قارئها بدُوار لا يُرْجى منه شفاء، ويُلقي به في أتّون أسئلة قد تذهب ببقايا عقله. مِنْ هذه الأخبار ما راج عن نيّة نقابة الممثّلين المصريين فتح تحقيق مع الممثّل المصري 'خالد النبويّ' بتهمة التّطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ، بعد أن ثبت أنّه 'تورّط' بالتمثيل إلى جانب الفنّانة الإسرائيلية 'ليزار شارهي' في الفيلم الأمريكي 'اللعبة العادلة'، وترك 'آثار الجريمة' عندما رافقها في مهرجان 'كان'، ووقف إلى جانبها في صورة تذكاريّة بدا فيها مُبتَسما منشرحا. وقد كان نقيب الممثلين المصريين الفنّان 'أشرف زكي' واضحا وصريحا، عندما نفى خبر التحقيق مع الممثّل نفيا قاطعا، وأكّد أنّه اتفق معه، في مكالمة هاتفيّة، على بسط الموضوع حين عودته من الخارج. وفي هذا التصريح التوضيحيّ، بيّن النقيب أنّه سيسأل الفنان إن كان على علم بجنسيّة الفنانة التي تشاركه العمل وهو يأمل في طلب إيضاحات منه.'
هل يُعَدُّ ما قام به 'خالد النبويّ' بدعة في القول والفعل تستوجب كلّ هذا الاستنفار؟ هل هذا الفنّان الذي دعّمه المخرج الراحل 'يوسف شاهين'، هو الذي دعا الموسيقيّ الإسرائيليّ إلى القاهرة ليشنّف أسماع المصريين بألحانه في دار 'الأوبرا'؟ هل هذا الفنّان هو الذي دعا 'تسيفني ليفني' إلى اجتماع طارئ في القاهرة قُبيْل نفث إسرائيل حممها على غزّة؟ هل كان هذا الفنّان ضمن الوفد الذي أمضى معاهدة 'كامب ديفيد' أو ضيف شرف على حفل توقيع معاهدة 'وادي عربة؟ هل ثبت أنّه شارك بالتمثيل أو الغناء، في الحفلات التي تقام على شرف المسؤولين الإسرائيليين الذين تعاقبوا على زيارة مصر من 'بيغن' و'شامير' إلى 'بيريس' و'شارون' وصولا إلى باراك و'نتنياهو'؟
هل من الحكمة محاسبة هذا الفنّان على عمل أدّى فيه مشهدا تمثيليّا ومِنْ حوله آخرون سبقوه إلى ما قام به في الواقع ليكتشفوا، بعد رحيل العمر السياسيّ، أنّهم انتُدِبوا ليلعبوا دور اكومبارسب دون أن يرتقوا إلى رتبة اممثّل محترفب رغم جليل خدماتهم؟
ماذا لو دعا هذا الممثّل إلى محاسبة السياسيين الذين يزورون سرّا وعلنا إسرائيل ومحاكمتهم قبل محاسبته على خطأ يُعَدُّ صغيرا مقارنة بما اقترفه غيره؟
ماذا لو رفع هذا الممثل شكوى إلى الجامعة العربيّة يدعوها إلى إنصافه من ظلم بني جلدته؟ ألَمْ تبق الجامعة-أمّ العرب الحنون- على المبادرة العربيّة رغم الدم الذي سال في رحلة كسر الحصار عن غزّة؟
وهل يشكّ العربّي - مواليا كان أم ممانعا - في أنّ هذا الفنّان سيربح القضيّة من الحكم الابتدائيّ،وسيُخْرِس الألسن عندما يعلن استعداده لحرق كلّ صوره في الفيلم، ومنع عرضه إذا سحبت الجامعة العربيّة مبادرة السلام؟
هل بلغ العرب، شعوبا وقبائل، زمنا أصبحت حكمة مسك العصا من الوسط تقتضي أن يردّدوا:نعم للتطبيع السياسيّ لا للتطبيع الفنّي؟
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر