متر واحد، هو عرض الزقاق الذي يفصل المنازل المتقابلة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة جنوب غرب فلسطين، والذي يضم داخل مساحته المحدودة ثمانية مخيمات جمعتني الصدفة باثنين منها، وهما مخيم النصيرات ومخيم البريج ، الواقعان وسط القطاع.
هذا المتر الواحد، خصص لمرور سكان الحي وزائريه، ولأطفاله ومراهقيه، ولنسائه إذ يجففن الملابس بعد غسلها بنشرها على أبواب منازلهن، فترسم للزقاق لوحةً لن تراها إلا في مخيمات الفلسطينيين سواء داخل فلسطين أم خارجها، ليس هذا فحسب؛ بل إن لهذا الزقاق بمتر عرضه قدرة عجيبة، أضف إلى ما ذكرته سابقاً، قنوات مكشوفة للصرف الصحي الذي يخرج من المنازل ليصب في قناة مكشوفة تتوسط الزقاق...
لن أتحدث أكثر عن الزقاق، بل سأترك لمخيلتك أن تكمل رسم لوحة المخيم، وحال أحله مع الأوبئة والأمراض التي تتسبب بها قنوات الصرف الصحي هذه، ناهيك عن الروائح الكريهة، والأطفال؛ يلعبون...
لا أنكر أن هناك بعض الجهود التي بذلت لتعبيد الطرق الرئيسة، أو بعض شوارع الخيمات، ولكن ماذا عما تبقى؟ فما رأيته بأم عيني عمره سنوات وليس أيام أو شهور، ومع ذلك تجد أهل المخيم صابرون، بل وإن صح التعبير تجدهم معتادون على هذا الوضع.
واللافت للنظر مسنة على مشارف السبعين من العمر، منَ الله على أولادها واستطاعوا أن يبنوا لهم منزلاً على أطراف المخيم أفضل حالاً من منزل أبيهم الذي استدعوه هو ووالدتهم للعيش معهم، فرفضت الأم وبشدة، مفضلة منزلها القديم ذو السطح "الزينجو" بالرغم من كوننا مقبلون على الشتاء.
فلو نظرت إلى المخيم، لوجدت منازل أشبه بعلب الكبريت، فهي صغيرة الحجم متراصة، إن عطس أحدهم سمعه الجيران من الجهات الأربع، وكأنهم يعيشون في منزل واحد، فكيف هو الحال في ظل انقطاع التيار الكهربي لأكثر من ثمان ساعات يومياً، إثر تدمير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمحطات توليد الكهرباء في القطاع قبل عدة أشهر، أي مع مطلع فصل الصيف اللاهب في قطاع غزة الساحلي المشهود له بالرطوبة العالية، فشباب مدن القطاع كانوا يفرون من عتمة منازلهم للتسامر على الأرصفة قبالة منازلهم، وهو الأمر الذي حرم منه شباب المخيم وهو ما أفاض به إلي أخصائي اجتماعي يعمل في إحدى جمعيات تأهيل وتدريب الشباب الفلسطيني.
قد يرى البعض بأني أبالغ، وهذا البعض أدعوه لزيارة المخيم والتحدث مع ساكنيه كما فعلت، وكما يقول المثل:" من يعد العصي ليس كمن يأكلها" _أي يضرب بها_ فما رأيته كان يتحدث عن نفسه، وزاده السكان رونقاً ووضوحاً.
لطالما تحدثنا عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ولكن ماذا عن الداخل؟ عن اللجوء الذي يتلوه لجوء، لجوء الوطن في الوطن، لا يحتاج اللاجئون للطعام والشراب فقط، جميل أن نقدم لهم المساعدات المعيشية، ولكن ماذا عن الخدماتية؟! ما فائدة الطعام وقنوات الصرف الصحي تتصدر الأزقة بكل ما تحمله من وباء وبال على السكان.
لطالما تحدثنا عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ولكن ماذا عن الداخل؟ عن اللجوء الذي يتلوه لجوء، لجوء الوطن في الوطن، لا يحتاج اللاجئون للطعام والشراب فقط، جميل أن نقدم لهم المساعدات المعيشية، ولكن ماذا عن الخدماتية؟! ما فائدة الطعام وقنوات الصرف الصحي تتصدر الأزقة بكل ما تحمله من وباء وبال على السكان.
أتمنى على الجميع من مهتمين وذوي اختصاص، أن يقدموا يد العون للمخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، أو على الأقل زيارة هذه المخيمات والإطلاع على أحوال ساكنيها، والاستماع لهم ولهمومهم ومشاكلهم، كما أدعو زملائي الصحفيين إلى طرق أبواب المخيمات من باب الاهتمام، لتحقيق هدف، وليس من باب التنويع في الموضوعات، فلاجئونا يستصرخون أفلا نلبي النداء؟؟!
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر