منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 ونهاية حكم الرئيس الراحل صدام حسين الذي استمر اكثر من ثلاثة عقود، وعمليات اعادة رسم العراق، ثقافيا وطائفيا ولغويا مستمرة، من مثل اعادة تسمية الشوارع والزينات والاحتفالات بالائمة وتأكيد الهوية العراقية اللغوية العربية ـ الكردية وفي بعض المناطق، خاصة الجنوب الفارسية.
وتم بعد الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين على يد الامريكيين تغيير مدينة الثورة واطلق عليها اسم مدينة الصدر، ومطار صدام الدولي، غير الى مطار بغداد الدولي. كل هذا الى جانب الحرب الطائفية التي غيرت معالم عدد من من المدن العراقية خاصة بغداد التي تحولت الى احياء منفصلة بحسب الطائفة. ومع كل هذه الجهود بدأ 'العراق الجديد' عملية انتقائية في رؤيته للماضي واعادة كتابة تاريخه منذ منتصف القرن الماضي.
فمع اعتبار حزب البعث والانتماء اليه امرا محرما، حيث صارت تهمة الانتماء للبعثية 'سبة' تحرم المواطن من العمل وتؤدي احيانا لطرده من البلاد ان لم يقتل. وصارت عملية اجتثاث البعث سلاحا قويا في يد الساسة المتنازعين على السلطة تشهر في وجه اي شخصية تشكل تهديدا سياسيا.
وعلى الرغم من قبول هذا الوضع من الجانب السياسي اذ انه يفهم ضمن لعبة السياسة وقتل السياسيين لمستقبل بعضهم البعض لكن الجانب التربوي مثل بقية القطاعات في 'العراق الجديد' يعاني من رقابة وانتقائية في تعليم التاريخ وتحليله محاوره فمثلا تحرم المؤسسة التعليمية على المدرسين والمربين تدريس الاحتلال الامريكي ولا حتى النظر الى فترة صدام حسين، وكلا الحدثين فصلان مشطوبان من تاريخ العراق 'الجديد'. وكما تقول مديرة مدرسة ثانوية في بغداد 'كلا الحدثين ليسا موجودين'.
وتشير المديرة الى ان صدام حسين ظل في السلطة مدة 35 عاما واضافته الى مقرر التاريخ في هذا الوقت سيكون سريعا، لانه ما زال حاضرا في ذهن العراقيين وترى انه من الافضل عدم ذكره لانهم اي المربين والعراقيين 'لا يريدون سماع اي شيء عنه'.
وتقول صحيفة 'نيويورك تايمز' في تقرير لها انه بعد سبعة اعوام من الاحتلال، تحاول الحكومة العراقية اعادة تأهيل المقررات الدراسية خاصة موضوع التاريخ الذي كان اداة مهمة في الحشد في الماضي، لكنه تحول الى موضوع حساس لانه يعني اللج في مناطق طائفية ونقاط مثيرة للخلاف في مجتمع حالته كهذه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي مهمته اعادة تنظيم المقررات الدراسية قوله انهم في الحكومة يحاولون 'ترتيب موضوع حساس'.
ويبدو ان الحكومة في الوضع الحالي تحاول تجنب المناطق الخلافية، فمن ناحية يقول المسؤول ان عملية الغزو عام 2003 هناك من يطلق عليها اسم 'عملية الحرية للعراق' ومن ينظر اليها بـ 'الاحتلال' ولهذا فالحل بالنسبة للحكومة في الوضع الحالي عدم 'التطرق اليها'.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن نائب مدير المقررات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، ان المشكلة الكبرى التي تواجه الخبراء تتعلق بالطائفة. وبحسب المسؤول فكل طائفة تريد تغيير وشطب ما لا توافق عليه.
ومن هنا تقوم ادارة المقررات التعليمية بمحاولة علاج المشكلة. ويشير المسؤول الى ان المشكلة تبدو اكثر في المقرر الديني- اي تعليم الاسلام، فهناك خلافات بين السنة والشيعة ـ فيما يتعلق بتاريخ الاسلام وطريقة اداء شعائره. ومن هنا يواجه المسؤولون مشكلة في كيفية عرض مبادئ الدين في ظل الخلافات حول مثلا طريقة الصلاة من ناحية تعليم الاولاد الصلاة بحسب المذهب الجعفري او مذهب من مذاهب السنة الاربعة المعترف بها.
ويرى مسؤولون انه من الصعوبة تدريب كلا الرأيين في مجتمع لا يعرف طبيعة التنوع ولم يتعلم كيفية الاحتفاء بها. وفي الوضع الحالي تتم الاشارة الى سقوط النظام السابق في كتب التاريخ المقررة على المدارس الثانوية وبشكل سريع بالنظام السابق او الديكتاتور.
ويقارن المقرر القمع السياسي الذي عاشه العراقيون والاحتجاجات بين العراقيين التي سبقت انقلاب عام 1958 ونهاية الملكية باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد وقمع الشيعة في الجنوب بعد حرب الخليج عام 1991.
ويقول المقرر ان المدن العراقية شهدت احتجاجات واضطرابات وثورات ضد السلطات قبل عام 1958 وهذا تماما ما حدث في العراق في ' زمن الديكتاتور'.
وتقول الصحيفة ان الغزو لا يتم ذكره وان طرح الموضوع في حصة الدراسة يقوم المدرس سريعا بتغيير الموضوع. ولكن بعض المدرسات والمدرسين يرون ضرورة نقاش الامر وتقول مدرسة انه في حالة طرح الغزو تشير اليه بالاحتلال وليس التحرير، ويقول اخر يدرس التاريخ الاوروبي انه في اية فرصة يتم فيها الحديث عن الاستعمار يجلب الى النقاش احتلال العراق. ومع ان تاريخ العراق يمتد الى عهود ما قبل التاريخ فالكثير من خبراء التاريخ يرون ان المقررات الدراسية حوله اصبحت رديئة بشكل كبير مع ان المسؤولين عن التعليم شطبوا اي ذكر لصدام وعهده منها.
ولا يقتصر الحظر على صدام في مقررات المدارس فذكر البعث وصدام ممنوعان في الجامعات وكليات التعليم العالي. ويشكو المدرسون من ضحالة المادة التاريخية في الكتب فمقارنة مع كتب العهد السابق والتي كانت تحتوي على دعاية للنظام بصورة الرئيس الا ان تاريخ العراق القديم كان يدرس بتفصيل وعمق كبيرين.
وتعلق الصحيفة انه باسم التعددية الثقافية وتجنب الحساسية يتم تكثيف المقرر الدراسي واختصاره والابتعاد كثيرا عن فكرة القومية العربية. ويتساءل مدرس عن فائدة تدريس الهندوكية والبوذية للعراقيين وهم مهد الحضارات. ويشير المدرس ان تاريخ العراق من احتلال وتدميرها عام 1258 الى الان اختصر في 96 صفحة. ومن جانب اخر يدافع المسؤولون عن طريقة كتابة التاريخ بانها محاولة لدمقرطته كطريق لتوحيد العراقيين.
وكان العراق قد بدأ عام 2008 باعادة تنظيم المقررات الدراسية وتحت اشراف منظمة العلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة 'يونسكو' وسينتهي العمل بالمقررات عام 2012.
وتم بعد الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين على يد الامريكيين تغيير مدينة الثورة واطلق عليها اسم مدينة الصدر، ومطار صدام الدولي، غير الى مطار بغداد الدولي. كل هذا الى جانب الحرب الطائفية التي غيرت معالم عدد من من المدن العراقية خاصة بغداد التي تحولت الى احياء منفصلة بحسب الطائفة. ومع كل هذه الجهود بدأ 'العراق الجديد' عملية انتقائية في رؤيته للماضي واعادة كتابة تاريخه منذ منتصف القرن الماضي.
فمع اعتبار حزب البعث والانتماء اليه امرا محرما، حيث صارت تهمة الانتماء للبعثية 'سبة' تحرم المواطن من العمل وتؤدي احيانا لطرده من البلاد ان لم يقتل. وصارت عملية اجتثاث البعث سلاحا قويا في يد الساسة المتنازعين على السلطة تشهر في وجه اي شخصية تشكل تهديدا سياسيا.
وعلى الرغم من قبول هذا الوضع من الجانب السياسي اذ انه يفهم ضمن لعبة السياسة وقتل السياسيين لمستقبل بعضهم البعض لكن الجانب التربوي مثل بقية القطاعات في 'العراق الجديد' يعاني من رقابة وانتقائية في تعليم التاريخ وتحليله محاوره فمثلا تحرم المؤسسة التعليمية على المدرسين والمربين تدريس الاحتلال الامريكي ولا حتى النظر الى فترة صدام حسين، وكلا الحدثين فصلان مشطوبان من تاريخ العراق 'الجديد'. وكما تقول مديرة مدرسة ثانوية في بغداد 'كلا الحدثين ليسا موجودين'.
وتشير المديرة الى ان صدام حسين ظل في السلطة مدة 35 عاما واضافته الى مقرر التاريخ في هذا الوقت سيكون سريعا، لانه ما زال حاضرا في ذهن العراقيين وترى انه من الافضل عدم ذكره لانهم اي المربين والعراقيين 'لا يريدون سماع اي شيء عنه'.
وتقول صحيفة 'نيويورك تايمز' في تقرير لها انه بعد سبعة اعوام من الاحتلال، تحاول الحكومة العراقية اعادة تأهيل المقررات الدراسية خاصة موضوع التاريخ الذي كان اداة مهمة في الحشد في الماضي، لكنه تحول الى موضوع حساس لانه يعني اللج في مناطق طائفية ونقاط مثيرة للخلاف في مجتمع حالته كهذه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي مهمته اعادة تنظيم المقررات الدراسية قوله انهم في الحكومة يحاولون 'ترتيب موضوع حساس'.
ويبدو ان الحكومة في الوضع الحالي تحاول تجنب المناطق الخلافية، فمن ناحية يقول المسؤول ان عملية الغزو عام 2003 هناك من يطلق عليها اسم 'عملية الحرية للعراق' ومن ينظر اليها بـ 'الاحتلال' ولهذا فالحل بالنسبة للحكومة في الوضع الحالي عدم 'التطرق اليها'.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن نائب مدير المقررات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، ان المشكلة الكبرى التي تواجه الخبراء تتعلق بالطائفة. وبحسب المسؤول فكل طائفة تريد تغيير وشطب ما لا توافق عليه.
ومن هنا تقوم ادارة المقررات التعليمية بمحاولة علاج المشكلة. ويشير المسؤول الى ان المشكلة تبدو اكثر في المقرر الديني- اي تعليم الاسلام، فهناك خلافات بين السنة والشيعة ـ فيما يتعلق بتاريخ الاسلام وطريقة اداء شعائره. ومن هنا يواجه المسؤولون مشكلة في كيفية عرض مبادئ الدين في ظل الخلافات حول مثلا طريقة الصلاة من ناحية تعليم الاولاد الصلاة بحسب المذهب الجعفري او مذهب من مذاهب السنة الاربعة المعترف بها.
ويرى مسؤولون انه من الصعوبة تدريب كلا الرأيين في مجتمع لا يعرف طبيعة التنوع ولم يتعلم كيفية الاحتفاء بها. وفي الوضع الحالي تتم الاشارة الى سقوط النظام السابق في كتب التاريخ المقررة على المدارس الثانوية وبشكل سريع بالنظام السابق او الديكتاتور.
ويقارن المقرر القمع السياسي الذي عاشه العراقيون والاحتجاجات بين العراقيين التي سبقت انقلاب عام 1958 ونهاية الملكية باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد وقمع الشيعة في الجنوب بعد حرب الخليج عام 1991.
ويقول المقرر ان المدن العراقية شهدت احتجاجات واضطرابات وثورات ضد السلطات قبل عام 1958 وهذا تماما ما حدث في العراق في ' زمن الديكتاتور'.
وتقول الصحيفة ان الغزو لا يتم ذكره وان طرح الموضوع في حصة الدراسة يقوم المدرس سريعا بتغيير الموضوع. ولكن بعض المدرسات والمدرسين يرون ضرورة نقاش الامر وتقول مدرسة انه في حالة طرح الغزو تشير اليه بالاحتلال وليس التحرير، ويقول اخر يدرس التاريخ الاوروبي انه في اية فرصة يتم فيها الحديث عن الاستعمار يجلب الى النقاش احتلال العراق. ومع ان تاريخ العراق يمتد الى عهود ما قبل التاريخ فالكثير من خبراء التاريخ يرون ان المقررات الدراسية حوله اصبحت رديئة بشكل كبير مع ان المسؤولين عن التعليم شطبوا اي ذكر لصدام وعهده منها.
ولا يقتصر الحظر على صدام في مقررات المدارس فذكر البعث وصدام ممنوعان في الجامعات وكليات التعليم العالي. ويشكو المدرسون من ضحالة المادة التاريخية في الكتب فمقارنة مع كتب العهد السابق والتي كانت تحتوي على دعاية للنظام بصورة الرئيس الا ان تاريخ العراق القديم كان يدرس بتفصيل وعمق كبيرين.
وتعلق الصحيفة انه باسم التعددية الثقافية وتجنب الحساسية يتم تكثيف المقرر الدراسي واختصاره والابتعاد كثيرا عن فكرة القومية العربية. ويتساءل مدرس عن فائدة تدريس الهندوكية والبوذية للعراقيين وهم مهد الحضارات. ويشير المدرس ان تاريخ العراق من احتلال وتدميرها عام 1258 الى الان اختصر في 96 صفحة. ومن جانب اخر يدافع المسؤولون عن طريقة كتابة التاريخ بانها محاولة لدمقرطته كطريق لتوحيد العراقيين.
وكان العراق قد بدأ عام 2008 باعادة تنظيم المقررات الدراسية وتحت اشراف منظمة العلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة 'يونسكو' وسينتهي العمل بالمقررات عام 2012.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر