بقلم: يعقوب عميدرور
(المضمون: لاسرائيل مصلحة كبيرة في الحفاظ على القواعد الديمقراطية والتعريف الواضح للمسموح به والممنوع مع سكانها العرب - المصدر).
القضايا الاخيرة التي نشرت عن دور بعض من عرب اسرائيل في الارهاب تثير القلق، ولكن الى جانب ذلك ينبغي القول ان الدعوات التي انطلقت مؤخرا كرد فعل لمقاطعتهم والاشتباه بهم بشكل عام ليست جيدة لدولة اسرائيل وليست اخلاقية. فالتشهيرات التعميمية ضد عرب اسرائيل يجب رفضها بشكل واضح، دون "لكن".
* * *
عرب اسرائيل هم أقلية تعيش بين ظهراني اغلبية يهودية في دولة طابعها يهودي. عمليا، نحن نوجد منذ 130 سنة في صراع بين الشعبين. فهم فلسطينيون اخوانهم يوجدون خلف الحدود وفي يهودا والسامرة؛ وهم يقاتلوننا ونحن نضربهم.
في هذا الوضع لا يمكننا ان نطالبهم الا يتماثلوا عاطفيا مع اخوانهم الذين يعانون من وقع يدنا، وحتى لو كان العنف الذي نستخدمه ضد محافل الارهاب مبررا – فهو بالتأكيد ليس لطيفا لهم.
ولما كانت منظمات الارهاب تنطلق من اوساط المواطنين وتستخدمهم كدرع بشري واق، فانه يتضرر بين الحين والاخر مواطنون فلسطينيون ايضا. نحن لا ينبغي أن نعتذر على المس بهم، وذلك لان هذه نتيجة ضرورية لمكافحة الارهاب، ولكن من غير الانساني مطالبة اخوانهم الفلسطينيين من الجانب الداخلي للخط الاخضر الا يشعروا بالاسى والالم.
ممكن ويجب ان نطالب عرب اسرائيل الا يتجاوزوا القانون. ممكن ويجب مقاطعة الافراد الذين يحاولون المشاركة في اعمال الارهاب. رد الشرطة على الاضطرابات في العام 2000، عندما حاول مواطنون عرب الانضمام الى الانتفاضة الفلسطينية كان مبررا. ولكن، مرة اخرى، محظور ان نمنعهم من الاعراب عن الاسى دون عنف.
ليس لليهود تجربة كأصحاب بيت في دولة سيادية، وبالتأكيد ليس لنا تجربة في السيطرة كأغلبية عندما لا تكون الاقلية تريدنا كأصحاب بيت عادي في اوساطنا. وعليه، فان علينا ان نطور فهم الممنوع والمسموح كحكام للدولة، وعلينا أن نعرف كيف نضع الخطوط الحمراء التي سيواجه تجاوزها بقوة الدولة السيادية. ولكن طالما ان هذا الخط لم يتم اجتيازه، فانه يجب السماح لعرب اسرائيل بالاعراب عن ارائهم الشخصية والجماعية، التي قد لا تكون مريحة لنا احيانا، ولكنها مسموح بها ولا يجب العقاب عليها.
أفكار مثل مقاطعة العلاقات التجارية مع الاقلية العربية في أوساطنا تشكل أسلحة يجب تركها لحالات متطرفة. محظور استخدامها عندما تعرب الجماهير عن ارائها بهدوء.
* * *
لاسرائيل مصلحة كبيرة في الحفاظ على القواعد الديمقراطية والتعريف الواضح للمسموح به والممنوع مع سكانها العرب. هذا هو السبب في أنه لا يجب الانفعال، وبالتأكيد لا يجب الحرمان من الحقوق للنواب العرب الذين يعبرون عن انفسهم بتطرف او حتى عن اولئك الذين يشاركون في حدث كالاسطول الى غزة.
بالطبع، اذا تجاوزوا القانون – فيجب تقديمهم الى المحاكمة. اما اذا لم يفعلوا ذلك، فلا يجب العمل ضدهم. ليس لانهم تصرفوا كما ينبغي، وليس لان هذا نهج مرفوض، بل لان الضرر الذي يلحق بدولة اسرائيل جراء المس بصورتها كديمقراطية أكبر من الضرر الكامن في مشاركة افراد في هذا الاسطول او ذاك او في احداث مشابهة. لا يجب تشديد الجدال الداخلي من خلال الهجوم اللفظي او الجسدي عليهم، وبالتأكيد لا يجب حرمانهم من أي حق مكتسب لاعضاء الكنيست.
علينا ان ندفع ثمن الديمقراطية حتى النهاية. وبفرح. هذه ديمقراطيتنا، نحن اليهود، وصحيح أن نتصرف بسخاء تجاه الاقلية التي ستبقى هكذا الى أبد الابدين.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر