«متنجديم» كلمة عبرية معناها «المعارضون», أطلقها الحسيديون على أعضاء المؤسسة الحاخامية الذين تصدوا لحركتهم.
أما مؤسسة الحاخامات, فقد عارضت الحسيدية لعد أسباب أهمها:
1ـ وجود اتجاهات حلولية متطرفة شديدة الوضوح داخل الحسيدية, ولذلك فقد رأى المتنديم أن المفهوم الحسيدي للإله ينفي عنه أي تسام أو تجاوز.
2ـ موقف الحسيدية من الشر, وقد قال الحسيديون إن الشر غير موجود, فالشر نفسه قد التصقت به الشرارات الإلهية, وهي رؤية حلولية تتنافى تماما مع التمييز بين الخير والشر.
3ـ ويرتبط بهذا اعتراض المتنجديم على دور التساديك في الشفاعة عند الإله وفي الوساطة بينه وبين المخلوقات, وفي تمتعه بقوى خارقة. ومثل هذه الأفكار مستقة مع الفكر الحلولي.
4ـ وقد اعترض المتنجديم أيضا على أن الحسيديين أهملوا دراسة التوراة (والتلمود) التي هي الهدف الأساسي من وجود اليهود, وأنهم يكرسون وقتا طويلا في الاعداد العاطفي والنفسي للعبادة, بل يهملون العبادة نفسها, وأنهم يهملون مضمون الصلوات ويحولونها إلى تكأة او وسيلة لتوحيد حالة من الشطحة الصوفية. ويذهب المتنجديم إلى أن الأغاني التي يغنيها الحسيديون, والرقصات التي يؤدونها, أمر غير لائق تماما.
5ـ اعترض المتنجديم أيضا على التعديلات الشعائرية المختلفة التي كان الحسيديون يحاولون عن طريقها تحقيق قدر من الاستقلال عن المؤسسة الحاخامية. ومن هذه التعديلات تبني فصل القبالاه السفاردي الذي كان يؤكد ترقب الماشيح, والتعديل الذي أدخل على الذبح الشرعي. وبطبيعة الحال, فقد وجد الحاخامات أن قيام الحسيديين بتأسيس معابد يهودية خاصة بهم يدعم شكوكهم. ولعل الحركة الفرانكية هي ما كان في ذهن الحاخامات حينما تصدوا للحسيدية. وفي الواقع, فإن ربطهم بين الفرانكية والحسيدية أمر منطقي للغاية, فكلتاهما تتبعان من القبالاه اللوريانية, وكلتاهما تدوران حول الموضوعات المشيحانية نفسها.
وقد تصاعد الصراع بين الفريقين بشدة عام 1772, حينما أصدرت المحكمة الشرعية الحاخامية التابعة لقهال فلنا, وبموافقة الحاخام إلياهو زلمان (فقيه فلنا), قرارا بطرد الحسيديين من حظيرة الدين (حيريم). وأرسلت نسخة منه إلى الجماعات اليهودية في بولندا وجاليشيا الشرقية, طالبة من كل الحاخامات أن يتخذوا حطوات مماثلة. وردا على هذا, قام أعضاء القيادة الحسيدية بالهجوم الشديد على علم الحاخامات الزائف ومعرفتهم الجافة, ووصفوهم بأنهم حولوا التوراة إلى مجرد معول, وأداة يحصلون عن طريقها على المكانة الاجتماعية والربح المادي, وانعزلوا عن الجماهير وانشغلوا بالتفسيرات التي تتبع نمط البيلبول الذي لا فائدة ترجى من ورائه. فنشر الحاخامات حظرا آخر يمنعون فيه أعضاء الجماعة اليهودية من التعامل مع الحسيديين, أو الزواج من أبنائهم وبناتهم, أو حتى دفن موتاهم. وكان فقيه فلنا قائد هذه الحملة. وحينما حاول زلمان شنياءور مقابلته, قوبلت محاولته بالرفض. وحينما ظهر كتاب شنياءور زلمان هاتانيا (1796), هاجمه الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو بعد ذلك بعام احتفل بعض الحسيديين سرا بالمناسبة, فقررت قيادة الجماعة اليهودية الانتقام منهم. وفي اجتماع سري, قرروا أن يدعوا الدولة الروسية, التي كانت قد ضمت ليتوانيا لتوها, للتدخل في معركتهم, واتهموا شيناءور زلمان بالقيام بأعمال تخريبية وجمع الأموال لأهداف مشبوهة. فقبض عليه, وأرسل مكبلا بالأغلال إلى سانت بطر سبرج حيث سجن عدة أشهر, ثم أفرج عنه بعد أن ثبتت براءته, ولكنه وضع تحت المراقبة. وقد قام الحسيديون برد الصاع صاعين بعد عام واحد, وأدت وشايتهم لدى الدولة إلى القبض على بعض القيادات الحاخامية. وقد جاء دور المتنجديم مرة أخرى عام 1800, واتهموا الحسيديين بأنهم جماعة «لا تخاف إلا الإله ولا تخاف الإنسان», أي أنهم لا يخافون من السلطة الروسية, فأعيد القبض على شيناءور زلمان, وأحضر إلى العاصمة حيث سجن مدة أخرى وأفرج عنه. ولم يتوقف الصراع المرير إلا بعد تدخل الحكومة القيصرية التي أعطت الحسيديين الحق (عام 1804) في أن يقوموا بنشاطهم دون تدخل من المؤسسة الحاخامية. وقد ساعد على فض الاشتباك تقسيم بولندا لأن المقاطعات الحسيدية ضمت إلى النمسا في حين ضمت ورسيا مقاطعات قيادتها أساسا من المنتجديم.
ومع هذا, فلا يزال الصراع دائرا حتى الآن, وله أصداؤه في الكيان الصهيوني. ويبدو أن حزب ديجيل هاتوراه يمثل المتنجديم والنخبة الليتوانية (الليتفاك) في مواجهة حبد والحسيديين الذين يمثلهم حزب أجودت إسرائيل. وقد سئل الحاخام شاخ, الزعيم الروحي لديجيل هاتوراه, عن أقرب الديانات إلى اليهودية, فقال حبد. وهي إجابة ساخرة تعني أنه لا يعتبر الحسيديين يهودا.
أما مؤسسة الحاخامات, فقد عارضت الحسيدية لعد أسباب أهمها:
1ـ وجود اتجاهات حلولية متطرفة شديدة الوضوح داخل الحسيدية, ولذلك فقد رأى المتنديم أن المفهوم الحسيدي للإله ينفي عنه أي تسام أو تجاوز.
2ـ موقف الحسيدية من الشر, وقد قال الحسيديون إن الشر غير موجود, فالشر نفسه قد التصقت به الشرارات الإلهية, وهي رؤية حلولية تتنافى تماما مع التمييز بين الخير والشر.
3ـ ويرتبط بهذا اعتراض المتنجديم على دور التساديك في الشفاعة عند الإله وفي الوساطة بينه وبين المخلوقات, وفي تمتعه بقوى خارقة. ومثل هذه الأفكار مستقة مع الفكر الحلولي.
4ـ وقد اعترض المتنجديم أيضا على أن الحسيديين أهملوا دراسة التوراة (والتلمود) التي هي الهدف الأساسي من وجود اليهود, وأنهم يكرسون وقتا طويلا في الاعداد العاطفي والنفسي للعبادة, بل يهملون العبادة نفسها, وأنهم يهملون مضمون الصلوات ويحولونها إلى تكأة او وسيلة لتوحيد حالة من الشطحة الصوفية. ويذهب المتنجديم إلى أن الأغاني التي يغنيها الحسيديون, والرقصات التي يؤدونها, أمر غير لائق تماما.
5ـ اعترض المتنجديم أيضا على التعديلات الشعائرية المختلفة التي كان الحسيديون يحاولون عن طريقها تحقيق قدر من الاستقلال عن المؤسسة الحاخامية. ومن هذه التعديلات تبني فصل القبالاه السفاردي الذي كان يؤكد ترقب الماشيح, والتعديل الذي أدخل على الذبح الشرعي. وبطبيعة الحال, فقد وجد الحاخامات أن قيام الحسيديين بتأسيس معابد يهودية خاصة بهم يدعم شكوكهم. ولعل الحركة الفرانكية هي ما كان في ذهن الحاخامات حينما تصدوا للحسيدية. وفي الواقع, فإن ربطهم بين الفرانكية والحسيدية أمر منطقي للغاية, فكلتاهما تتبعان من القبالاه اللوريانية, وكلتاهما تدوران حول الموضوعات المشيحانية نفسها.
وقد تصاعد الصراع بين الفريقين بشدة عام 1772, حينما أصدرت المحكمة الشرعية الحاخامية التابعة لقهال فلنا, وبموافقة الحاخام إلياهو زلمان (فقيه فلنا), قرارا بطرد الحسيديين من حظيرة الدين (حيريم). وأرسلت نسخة منه إلى الجماعات اليهودية في بولندا وجاليشيا الشرقية, طالبة من كل الحاخامات أن يتخذوا حطوات مماثلة. وردا على هذا, قام أعضاء القيادة الحسيدية بالهجوم الشديد على علم الحاخامات الزائف ومعرفتهم الجافة, ووصفوهم بأنهم حولوا التوراة إلى مجرد معول, وأداة يحصلون عن طريقها على المكانة الاجتماعية والربح المادي, وانعزلوا عن الجماهير وانشغلوا بالتفسيرات التي تتبع نمط البيلبول الذي لا فائدة ترجى من ورائه. فنشر الحاخامات حظرا آخر يمنعون فيه أعضاء الجماعة اليهودية من التعامل مع الحسيديين, أو الزواج من أبنائهم وبناتهم, أو حتى دفن موتاهم. وكان فقيه فلنا قائد هذه الحملة. وحينما حاول زلمان شنياءور مقابلته, قوبلت محاولته بالرفض. وحينما ظهر كتاب شنياءور زلمان هاتانيا (1796), هاجمه الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو بعد ذلك بعام احتفل بعض الحسيديين سرا بالمناسبة, فقررت قيادة الجماعة اليهودية الانتقام منهم. وفي اجتماع سري, قرروا أن يدعوا الدولة الروسية, التي كانت قد ضمت ليتوانيا لتوها, للتدخل في معركتهم, واتهموا شيناءور زلمان بالقيام بأعمال تخريبية وجمع الأموال لأهداف مشبوهة. فقبض عليه, وأرسل مكبلا بالأغلال إلى سانت بطر سبرج حيث سجن عدة أشهر, ثم أفرج عنه بعد أن ثبتت براءته, ولكنه وضع تحت المراقبة. وقد قام الحسيديون برد الصاع صاعين بعد عام واحد, وأدت وشايتهم لدى الدولة إلى القبض على بعض القيادات الحاخامية. وقد جاء دور المتنجديم مرة أخرى عام 1800, واتهموا الحسيديين بأنهم جماعة «لا تخاف إلا الإله ولا تخاف الإنسان», أي أنهم لا يخافون من السلطة الروسية, فأعيد القبض على شيناءور زلمان, وأحضر إلى العاصمة حيث سجن مدة أخرى وأفرج عنه. ولم يتوقف الصراع المرير إلا بعد تدخل الحكومة القيصرية التي أعطت الحسيديين الحق (عام 1804) في أن يقوموا بنشاطهم دون تدخل من المؤسسة الحاخامية. وقد ساعد على فض الاشتباك تقسيم بولندا لأن المقاطعات الحسيدية ضمت إلى النمسا في حين ضمت ورسيا مقاطعات قيادتها أساسا من المنتجديم.
ومع هذا, فلا يزال الصراع دائرا حتى الآن, وله أصداؤه في الكيان الصهيوني. ويبدو أن حزب ديجيل هاتوراه يمثل المتنجديم والنخبة الليتوانية (الليتفاك) في مواجهة حبد والحسيديين الذين يمثلهم حزب أجودت إسرائيل. وقد سئل الحاخام شاخ, الزعيم الروحي لديجيل هاتوراه, عن أقرب الديانات إلى اليهودية, فقال حبد. وهي إجابة ساخرة تعني أنه لا يعتبر الحسيديين يهودا.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر