بسام البدارين
انظروا كيف نجح الرسميون في تقليص أحلامنا الإعلامية وإقناعنا بأن الفتات يمكن ان يصبح وجبة دسمة .. ظهرت مقالات في صحافة بلادي تشيد بتلفزيون الحكومة ليس لإن هذا التلفزيون فضح إسرائيل أو كشف مؤامراتها أو ساهم في إعادة الضفة الغربية وتحريرها.
التلفزيون يستحق زغرودة أردنية نشمية بامتياز، فقط لإنه تجرأ وسمح للدكتور عبد اللطيف عربيات بالظهور على الشاشة الساحرة لكي يشرح وجهة نظر التيار الإسلامي بمسألة مقاطعة الانتخابات.
عربيات لمن لا يعرفه، المواطن الوحيد الذي حصل على لقب (معالي) من الملك الراحل حسين بن طلال بدون حقيبة وزارية، وأحد المؤسسين الأوائل لوزارة التربية والتعليم ورئيس مجلس النواب عدة دورات.. الأهم ان عربيات أحد أعمدة النظام والاستقرار الاجتماعي في المملكة الأردنية الهاشمية المبتلاة بنخبها.
يعني ذلك ببساطة ان الرجل - نقصد عربيات - كان مشغولا قبل أربعة عقود بتأسيس الأردن الحديثن في الوقت الذي كان فيه كثيرون من الذين تبوأوا المناصب الكبيرة يسعون لإسقاط النظام.. أليست تلك مفارقة عربية بامتياز؟
لست إسلاميا ولا أميل سياسيا للإسلاميين لكن استغرب التصفيق للتلفزيون الأردني لمجرد انه أزال إشارة (المنع) عن استضافة شخصية مثل عربيات، فالأصل ينبغي أن يكون العكس تماما وهو أن يجلس عربيات على سدة القرار في مؤسسة التلفزيون (او غيره) ثم تتوجه له (جاهة كريمة) من السياسيين والإعلاميين تحاول إقناعه بان يمنح الآخرين فرصة الظهور على الشاشة.
ما يقلقني كيف يركب البعض حافلة تقليص الأحلام وتخفيض السقوف، بحيث أصبحت إطلالة أحد مؤسسي البلاد على الشاشة بحد ذاتها مسألة تستحق الثناء رغم أنها الأصل.
تذخير توجان فيصل
السؤال المرعب أكثر ..إذا كان احد أعمدة النظام والتوافق والاعتدال يحتاج ظهوره على شاشة الحكومة لكل هذا التصفيق فمتى يمكن ان نرى الشيخ زكي بني إرشيد أو توجان فيصل او ليث الشبيلات على شاشتهم الوطنية؟ أغلب الظن إذا حصل ذلك سنقيم تمثالا لصالح مديري التلفزيون في حديقة عامة!
شخصيا لأ أعرف أي حكمة مهنية تقف خلف منع بعض رموز المعارضة من المواطنين الأردنيين أصحاب وجهات النظر من الظهور على شاشتهم اليتيمة ما دامت الحكومة وافقت على بيع المحطة الخاصة الوحيدة التي منحتها الترخيص كخردة.
لماذا لا 'يكاكي' المعارضون على شاشتنا؟ أليس في ذلك توفير للجهد والوقت؟ أقصد: بدلا من إعلان الطوارئ لأن توجان فيصل ستظهر لاحقا على شاشة 'الجزيرة' وتخصيص عشرين رقيبا للتسجيل والتوثيق والتنسيق مع رؤساء التحرير وبعض كتاب 'الدف الحكومي' استعدادا للرد وإشغال جميع المؤسسات.. بدلا من كل ذلك لماذا لا نطلب من توجان ان تقول ما تريده على شاشة المنزل؟ يمكن ان نفعل ذلك بدون كلفة والعائد كبير، فتوجان ستخفف لهجتها على الشاشة الوطنية وستكون إيجابية بدلا من 'تذخيرها' وتسليمها للفضائيات 'المعادية'، فعلى حد علم الجميع لا يوجد ولا معارض أردني واحد للنظام نفسه أو يطالب بتغييره او الانقلاب عليه، فكل رموز المعارضة ضد بعض قرارات وسياسات وتوجهات بعض رجال النظام.
بذلك نضرب عدة عصافير بحجر واحد.. جماعتنا من المعارضين يكاكون ويبيضون عندنا بحيث نوفر بعض المال والجهد .. كما نحرم الشاشات المعادية من الذخيرة وبالتالي نحافظ على 'العمالة الأردنية' في قطر مثلا، ثمة حجر إضافي يمكن ضربه .. نحرم البعض من إمكاناته الاستثنائية في توتير العلاقة الأردنية ببعض الحكومات العربية لأنه يتسبب بأزمة فورية مع دولة مجاورة كلما تنطح للرد على ما تقوله توجان وليث شبيلات وغيرهما على فضائيات الآخر.
في الطريق يمكن ان نستفيد من 'تفريغ' نخبة من كتبة التدخل السريع للاهتمام ببعض القضايا المهنية بدلا من عقد اجتماعات حرب على مستوى القمة تهيئ للرد على توجان وزكي وليث وغيرهم بعد اطلالتهم على الشاشات العربية.
وعلى ذكر كتاب التدخل السريع ورؤساء التحرير تذكرت حوارا لطيفا مع ثلاثة منهم على هامش قمة سرت اختلفوا فيما بينهم حول الأجدر بينهم بلقب (صحفي الدولة) أو كاتبها.. زميل طريف حل الخلاف بالشكل التالي: بالنسبة للسيستم هناك ثلاثة أنواع من الصحافيين الأول 'كيبل' أي 'سلكي' بمعنى مربوط بسلك جذري بالدولة ومؤسساتها، والثاني 'لاسلكي' او wirele يمكن التواصل معه أحيانا.. المشكلة كانت في الثالث الذي سأل: إذا كان الأخ سلكي والأخ الثاني لاسلكي فأنا أين؟... أعتقد ان الزميل وهو رئيس تحرير إحدى اليوميات حصل على الإجابة فقد طرد من وظيفته ولم يبك عليه أحد من داخل السيستم.
أمن وإف.إم
الهدف من محطة إذاعية اسمها 'أمن .إف.إم' كما أفهمه كمواطن بسيط هو مساعدة الناس والأمن على تقديم تسهيلات وحلول لمشكلات الشارع، مثل زحمة السير وبعض حوادث الطرق وتقديم إرشادات تخفف العبء الأمني الكبير الذي يقوم به رجال الأمن في الشوارع.
هذه المحطة توظف شخصا بعقد مدني ينتحل صفة (مذيع) ويهتم كل صباح بإيذاء آذان المستمعين وأذواقهم بسيل من الشتائم والأوصاف والتصنيفات تعكس ثقافة شارعية... أخونا يحدد بعض الشخصيات العربية البارزة كأهداف مفضلة لقاموسه المسيء ويبدأ بشتمها صباحا في برنامج تفاعلي مع الجمهور يستمع له عدد محدود من سائقي التاكسي.
هنا يقدم الإعلام الهوائي الأردني دليلا جديدا لما يدور حول السؤال التالي: كيف تكون ضحلا من الناحية المهنية وتساهم في خسارة الأردن لبعض الأصدقاء المهمين في الخارج؟ باختصار إذا أردت ذلك إبدأ صباحك بالاستماع للبرنامج الذي يقدمه المتعاقد المدني مع محطة أمن إف إم.
ليالي الأنس في شارع الليل
مبنى محطة التلفزيون الخاصة اليتيمة في الأردن وهي آي .تي .في عرض للبيع بالمزاد العلني على طريقة بيع (الخردة).. تلك حقيقة تجاوزها الرأي العام في البلاد لكن أحد الساخرين طرح سؤالا يحفز على الخيال: برأيكم إلى ماذا سيتحول المقر الضخم والجميل والأنيق للمحطة بعد تمكن احد رجال البزنس من شراء المحتويات؟
العرض لا يخلو من الإغراء فالمقر يجلس بوقار دليلا على وفاة أول فكرة للكاميرا الحرة في البلاد في شارع اسمه شارع مكة في العاصمة عمان وهو بالمناسبة الشارع الوحيد في المملكة الذي لا يحمل من اسمه نصيبا فهو يحتضن سلسلة من البارات والأندية الليلية والخمارات غير موجودة من حيث العدد والنوع في أي مكان آخر في ضواحي عمان.
يعني ذلك ببساطة ان مقر التلفزيون المتوفى يمكن ان يتحول لبار ليلي ضخم فكل شيء ينقص في الأردن ويتأثر بالأزمة الاقتصادية إلا 'اولاد الليل' الذين يتزايدون ويبيعون عقاراتهم وأسهمهم وميراثهم لكي يسهروا بثمنها في شارع مكة، بدليل ان عدد فتيات الليل ومن مختلف الجنسيات هو المؤشر الحيوي الوحيد الذي ينمو اقتصاديا في الجزء الغربي من عمان العاصمةن خصوصا بعد انتقال النشاط السياحي 'الاوكراني' من دبي والعقبة للجزء الغربي المتحضر من عمان.
هذا النمو الواضح في مؤشرات السهر والفنطزة الليلية وعدد المستورات المستوردات بصفة 'فنانة' لتشجيع السياحة وتحديدا في شارع مكة، يجعل إقامة أحد أحدث الأندية الليلية في مقر محطة التلفزيون المأسوف على شبابها استثمارا ذكيا وناجحا خصوصا مع توفر 'مبردات' وأجهزة تكييف ضخمة على الريموت كونترول استوردت خصيصا من اليابان للتبريد على الاستديو الحديث جدا في المكان.
طبعا ينمو شيء آخر في السياق وهو معدلات 'لطع' بعض الضيوف من أقطاب الإعلام العربي في مطار الملكة علياء الدولي لساعات أكثر بقصد الاستجواب او فقط الإذلال، وهي فكرة وثقها زميلنا عبد الحليم قنديل الذي قال بعد احتجازه في المطار لعدة ساعات: قبل عشر سنوات حضرت لعمان فأخروني 15 دقيقة فقط .. اليوم حضرت فتأخرت ثماني ساعات .
ثم أضاف لقادة النقابات المهنية الذين استقبلوه لإلقاء خطاب يبكي على حصار أهل غزة: تعجبني معدلات النمو الكبيرة لديكم في تأخيري بالمطار.
ولأن القصص تستعيد بعضها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بما يحصل مع الإعلاميين في مطارات العرب اسمحوا لي بالقصة القصيرة والأخيرة التالية: رافقت إعلاميا كبيرا حضر للبلاد ضيفا شخصيا على القصر الملكي إلى المطار.. صاحبنا أصر على المغادرة كبقية خلق الله وليس كما دخل عبر إدارة التشريفات.. سأله شرطي الحاجز : أنت فلان الفلاني؟ قال نعم: فقال الشرطي: كنت في السعودية سنة كذا ثم ليبيا سنة كذا؟.. أجاب الضيف : نعم فقال الشرطي: هل اسم أمك حليمة؟.. أجاب الضيف: رحمها الله إنها حليمة فعلا؟.. سأل الشرطي: كيف دخلت البلاد يا رجل؟ ثم ختمها بالمسك:.. أنت مطلوب .. راجع مكتب 516 .. طبعا وزير الإعلام آنذاك الذي رتب الزيارة وهو الدكتور طالب الرفاعي أخذ 'يلطم' على الهاتف .
التلفزيون يستحق زغرودة أردنية نشمية بامتياز، فقط لإنه تجرأ وسمح للدكتور عبد اللطيف عربيات بالظهور على الشاشة الساحرة لكي يشرح وجهة نظر التيار الإسلامي بمسألة مقاطعة الانتخابات.
عربيات لمن لا يعرفه، المواطن الوحيد الذي حصل على لقب (معالي) من الملك الراحل حسين بن طلال بدون حقيبة وزارية، وأحد المؤسسين الأوائل لوزارة التربية والتعليم ورئيس مجلس النواب عدة دورات.. الأهم ان عربيات أحد أعمدة النظام والاستقرار الاجتماعي في المملكة الأردنية الهاشمية المبتلاة بنخبها.
يعني ذلك ببساطة ان الرجل - نقصد عربيات - كان مشغولا قبل أربعة عقود بتأسيس الأردن الحديثن في الوقت الذي كان فيه كثيرون من الذين تبوأوا المناصب الكبيرة يسعون لإسقاط النظام.. أليست تلك مفارقة عربية بامتياز؟
لست إسلاميا ولا أميل سياسيا للإسلاميين لكن استغرب التصفيق للتلفزيون الأردني لمجرد انه أزال إشارة (المنع) عن استضافة شخصية مثل عربيات، فالأصل ينبغي أن يكون العكس تماما وهو أن يجلس عربيات على سدة القرار في مؤسسة التلفزيون (او غيره) ثم تتوجه له (جاهة كريمة) من السياسيين والإعلاميين تحاول إقناعه بان يمنح الآخرين فرصة الظهور على الشاشة.
ما يقلقني كيف يركب البعض حافلة تقليص الأحلام وتخفيض السقوف، بحيث أصبحت إطلالة أحد مؤسسي البلاد على الشاشة بحد ذاتها مسألة تستحق الثناء رغم أنها الأصل.
تذخير توجان فيصل
السؤال المرعب أكثر ..إذا كان احد أعمدة النظام والتوافق والاعتدال يحتاج ظهوره على شاشة الحكومة لكل هذا التصفيق فمتى يمكن ان نرى الشيخ زكي بني إرشيد أو توجان فيصل او ليث الشبيلات على شاشتهم الوطنية؟ أغلب الظن إذا حصل ذلك سنقيم تمثالا لصالح مديري التلفزيون في حديقة عامة!
شخصيا لأ أعرف أي حكمة مهنية تقف خلف منع بعض رموز المعارضة من المواطنين الأردنيين أصحاب وجهات النظر من الظهور على شاشتهم اليتيمة ما دامت الحكومة وافقت على بيع المحطة الخاصة الوحيدة التي منحتها الترخيص كخردة.
لماذا لا 'يكاكي' المعارضون على شاشتنا؟ أليس في ذلك توفير للجهد والوقت؟ أقصد: بدلا من إعلان الطوارئ لأن توجان فيصل ستظهر لاحقا على شاشة 'الجزيرة' وتخصيص عشرين رقيبا للتسجيل والتوثيق والتنسيق مع رؤساء التحرير وبعض كتاب 'الدف الحكومي' استعدادا للرد وإشغال جميع المؤسسات.. بدلا من كل ذلك لماذا لا نطلب من توجان ان تقول ما تريده على شاشة المنزل؟ يمكن ان نفعل ذلك بدون كلفة والعائد كبير، فتوجان ستخفف لهجتها على الشاشة الوطنية وستكون إيجابية بدلا من 'تذخيرها' وتسليمها للفضائيات 'المعادية'، فعلى حد علم الجميع لا يوجد ولا معارض أردني واحد للنظام نفسه أو يطالب بتغييره او الانقلاب عليه، فكل رموز المعارضة ضد بعض قرارات وسياسات وتوجهات بعض رجال النظام.
بذلك نضرب عدة عصافير بحجر واحد.. جماعتنا من المعارضين يكاكون ويبيضون عندنا بحيث نوفر بعض المال والجهد .. كما نحرم الشاشات المعادية من الذخيرة وبالتالي نحافظ على 'العمالة الأردنية' في قطر مثلا، ثمة حجر إضافي يمكن ضربه .. نحرم البعض من إمكاناته الاستثنائية في توتير العلاقة الأردنية ببعض الحكومات العربية لأنه يتسبب بأزمة فورية مع دولة مجاورة كلما تنطح للرد على ما تقوله توجان وليث شبيلات وغيرهما على فضائيات الآخر.
في الطريق يمكن ان نستفيد من 'تفريغ' نخبة من كتبة التدخل السريع للاهتمام ببعض القضايا المهنية بدلا من عقد اجتماعات حرب على مستوى القمة تهيئ للرد على توجان وزكي وليث وغيرهم بعد اطلالتهم على الشاشات العربية.
وعلى ذكر كتاب التدخل السريع ورؤساء التحرير تذكرت حوارا لطيفا مع ثلاثة منهم على هامش قمة سرت اختلفوا فيما بينهم حول الأجدر بينهم بلقب (صحفي الدولة) أو كاتبها.. زميل طريف حل الخلاف بالشكل التالي: بالنسبة للسيستم هناك ثلاثة أنواع من الصحافيين الأول 'كيبل' أي 'سلكي' بمعنى مربوط بسلك جذري بالدولة ومؤسساتها، والثاني 'لاسلكي' او wirele يمكن التواصل معه أحيانا.. المشكلة كانت في الثالث الذي سأل: إذا كان الأخ سلكي والأخ الثاني لاسلكي فأنا أين؟... أعتقد ان الزميل وهو رئيس تحرير إحدى اليوميات حصل على الإجابة فقد طرد من وظيفته ولم يبك عليه أحد من داخل السيستم.
أمن وإف.إم
الهدف من محطة إذاعية اسمها 'أمن .إف.إم' كما أفهمه كمواطن بسيط هو مساعدة الناس والأمن على تقديم تسهيلات وحلول لمشكلات الشارع، مثل زحمة السير وبعض حوادث الطرق وتقديم إرشادات تخفف العبء الأمني الكبير الذي يقوم به رجال الأمن في الشوارع.
هذه المحطة توظف شخصا بعقد مدني ينتحل صفة (مذيع) ويهتم كل صباح بإيذاء آذان المستمعين وأذواقهم بسيل من الشتائم والأوصاف والتصنيفات تعكس ثقافة شارعية... أخونا يحدد بعض الشخصيات العربية البارزة كأهداف مفضلة لقاموسه المسيء ويبدأ بشتمها صباحا في برنامج تفاعلي مع الجمهور يستمع له عدد محدود من سائقي التاكسي.
هنا يقدم الإعلام الهوائي الأردني دليلا جديدا لما يدور حول السؤال التالي: كيف تكون ضحلا من الناحية المهنية وتساهم في خسارة الأردن لبعض الأصدقاء المهمين في الخارج؟ باختصار إذا أردت ذلك إبدأ صباحك بالاستماع للبرنامج الذي يقدمه المتعاقد المدني مع محطة أمن إف إم.
ليالي الأنس في شارع الليل
مبنى محطة التلفزيون الخاصة اليتيمة في الأردن وهي آي .تي .في عرض للبيع بالمزاد العلني على طريقة بيع (الخردة).. تلك حقيقة تجاوزها الرأي العام في البلاد لكن أحد الساخرين طرح سؤالا يحفز على الخيال: برأيكم إلى ماذا سيتحول المقر الضخم والجميل والأنيق للمحطة بعد تمكن احد رجال البزنس من شراء المحتويات؟
العرض لا يخلو من الإغراء فالمقر يجلس بوقار دليلا على وفاة أول فكرة للكاميرا الحرة في البلاد في شارع اسمه شارع مكة في العاصمة عمان وهو بالمناسبة الشارع الوحيد في المملكة الذي لا يحمل من اسمه نصيبا فهو يحتضن سلسلة من البارات والأندية الليلية والخمارات غير موجودة من حيث العدد والنوع في أي مكان آخر في ضواحي عمان.
يعني ذلك ببساطة ان مقر التلفزيون المتوفى يمكن ان يتحول لبار ليلي ضخم فكل شيء ينقص في الأردن ويتأثر بالأزمة الاقتصادية إلا 'اولاد الليل' الذين يتزايدون ويبيعون عقاراتهم وأسهمهم وميراثهم لكي يسهروا بثمنها في شارع مكة، بدليل ان عدد فتيات الليل ومن مختلف الجنسيات هو المؤشر الحيوي الوحيد الذي ينمو اقتصاديا في الجزء الغربي من عمان العاصمةن خصوصا بعد انتقال النشاط السياحي 'الاوكراني' من دبي والعقبة للجزء الغربي المتحضر من عمان.
هذا النمو الواضح في مؤشرات السهر والفنطزة الليلية وعدد المستورات المستوردات بصفة 'فنانة' لتشجيع السياحة وتحديدا في شارع مكة، يجعل إقامة أحد أحدث الأندية الليلية في مقر محطة التلفزيون المأسوف على شبابها استثمارا ذكيا وناجحا خصوصا مع توفر 'مبردات' وأجهزة تكييف ضخمة على الريموت كونترول استوردت خصيصا من اليابان للتبريد على الاستديو الحديث جدا في المكان.
طبعا ينمو شيء آخر في السياق وهو معدلات 'لطع' بعض الضيوف من أقطاب الإعلام العربي في مطار الملكة علياء الدولي لساعات أكثر بقصد الاستجواب او فقط الإذلال، وهي فكرة وثقها زميلنا عبد الحليم قنديل الذي قال بعد احتجازه في المطار لعدة ساعات: قبل عشر سنوات حضرت لعمان فأخروني 15 دقيقة فقط .. اليوم حضرت فتأخرت ثماني ساعات .
ثم أضاف لقادة النقابات المهنية الذين استقبلوه لإلقاء خطاب يبكي على حصار أهل غزة: تعجبني معدلات النمو الكبيرة لديكم في تأخيري بالمطار.
ولأن القصص تستعيد بعضها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بما يحصل مع الإعلاميين في مطارات العرب اسمحوا لي بالقصة القصيرة والأخيرة التالية: رافقت إعلاميا كبيرا حضر للبلاد ضيفا شخصيا على القصر الملكي إلى المطار.. صاحبنا أصر على المغادرة كبقية خلق الله وليس كما دخل عبر إدارة التشريفات.. سأله شرطي الحاجز : أنت فلان الفلاني؟ قال نعم: فقال الشرطي: كنت في السعودية سنة كذا ثم ليبيا سنة كذا؟.. أجاب الضيف : نعم فقال الشرطي: هل اسم أمك حليمة؟.. أجاب الضيف: رحمها الله إنها حليمة فعلا؟.. سأل الشرطي: كيف دخلت البلاد يا رجل؟ ثم ختمها بالمسك:.. أنت مطلوب .. راجع مكتب 516 .. طبعا وزير الإعلام آنذاك الذي رتب الزيارة وهو الدكتور طالب الرفاعي أخذ 'يلطم' على الهاتف .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر