في مرمى العين ، وعلى كتف الصحراء ، تقف بلدة فلسطينية ثابتة تدعى الظاهرية ، وكأنها لم تخف من احد طوال الدهر ، وعلى عكس القرى الاخرى بيوتها غير ملاتصقة ، بل مترامية في فيافي الجنوب ، تلالها سهلة ، وهادها مهلة ورجالها يحملون اسم " غزلان الجنوب " .
الظاهرية 35 الف نسمة ، حفرت اسمها في الذاكرة المعاصرة لكل فلسطيني من خلال موقفين ، الاول كرم اهلها وشهامتهم ، فحين كان الاحتلال يسجن رجال فلسطين في سجن الظاهرية خلال الانتفاضة الاولى ، كان اهل الظاهرية يظهرون كرمهم على الفور ، وقد اكد عشرات الاسرى ان عائلات الظاهرية كانت تتسابق لمد يد العون للاسرى المحررين من سجنها ، فيجري على الفور تزويدهم بالطعام والمال للوصول امنين الى بيوتهم بل انهم كانوا يصرون على استضافة الاسرى للمبيت في بيوتهم بكرم ظائي أصيل . ، اما السمة الثانية فهي فريقها الرياضي والذي يحمل اسم غزلان الجنوب ، وهو فريق صاحب صولات وجولات في ملاعب الكرة ، خاض غمارها وحقق اجمل الانتصارات عن جدارة .
وفي دفاتر الثورة ان شبان الظاهرية كانوا السبّاقين لاحتضان الكفاح ولم يخل سجن من سجون الاحتلال من ابنائها ، فكانوا اول من يكافح واّخر من يسعى وراء الغنائم ، قدموا على مذبح القدس ما يكفيهم لرفع هاماتهم مئات السنين ، عاهدوا الله واعطوا القدس حقّها ، فسقط منهم الشهداء ووقع عنهم الاسرى والجرحى حتى امتلأت الدفاتر وخجلت الحروف .
لا يزال الاحتلال يلفها بالحواجز ، ويمنع عنها حرية الحركة ، فيضطر المسافر اليها ان يلف عبر قرى مدينة دورا وترى في سمائها منطادا نصبه الاحتلال لمراقبتها وهي الاقرب على مدينة بئر السبع من جهة الجنوب .
والظاهرية لا تظهر الا الطيب ، فلا تئن ولا تشكو ، ويعف أهلها ما أمكن عن مد ايديهم للمساعدة ، فتراهم يعملون في كل المجالات ويجوبون الارض بحثا عن لقمة العيش دون كلل او ملل . يبنون بيوتهم على الصخر وقد ورثوا ارادة تشبه صخورهم حتى اعتقد ان يهوشع بن نون كان يقصدهم وجيرانهم حين قال ( ان فيها قوما جبارين ) ... وفي الظاهرية لا ينام القمر بل يسهر على حراسة الصحراء التي تعانق مدينة بئر السبع .
وقد لاحظت شيئا جميلا في عادات اهلها ، ففي كل بيت يقيم فرحا ، يضع اهل البيت حاجزا من الحجارة - وان جاز القول حاجز الحب والكرم - ويجري تلوين حجارة الحاجز باللون الاخضر او اي لون اخر حتى يعرف كل عابر سبيل ان هنا دار فرح ، ويمر الناس على اهل الفرح فيأكلون من الثريد حاجتهم ، ولا يجب اخذ الهاديا الى الفرح ، فالحضور تشريف وليس تكليف .
والظاهرية تحرس صحرانا وتهدهد اسرانا ، وتبلسم جرحانا وتهتف نشيدنا ... وطوبا لها وطوبا لاهلها .
الظاهرية 35 الف نسمة ، حفرت اسمها في الذاكرة المعاصرة لكل فلسطيني من خلال موقفين ، الاول كرم اهلها وشهامتهم ، فحين كان الاحتلال يسجن رجال فلسطين في سجن الظاهرية خلال الانتفاضة الاولى ، كان اهل الظاهرية يظهرون كرمهم على الفور ، وقد اكد عشرات الاسرى ان عائلات الظاهرية كانت تتسابق لمد يد العون للاسرى المحررين من سجنها ، فيجري على الفور تزويدهم بالطعام والمال للوصول امنين الى بيوتهم بل انهم كانوا يصرون على استضافة الاسرى للمبيت في بيوتهم بكرم ظائي أصيل . ، اما السمة الثانية فهي فريقها الرياضي والذي يحمل اسم غزلان الجنوب ، وهو فريق صاحب صولات وجولات في ملاعب الكرة ، خاض غمارها وحقق اجمل الانتصارات عن جدارة .
وفي دفاتر الثورة ان شبان الظاهرية كانوا السبّاقين لاحتضان الكفاح ولم يخل سجن من سجون الاحتلال من ابنائها ، فكانوا اول من يكافح واّخر من يسعى وراء الغنائم ، قدموا على مذبح القدس ما يكفيهم لرفع هاماتهم مئات السنين ، عاهدوا الله واعطوا القدس حقّها ، فسقط منهم الشهداء ووقع عنهم الاسرى والجرحى حتى امتلأت الدفاتر وخجلت الحروف .
لا يزال الاحتلال يلفها بالحواجز ، ويمنع عنها حرية الحركة ، فيضطر المسافر اليها ان يلف عبر قرى مدينة دورا وترى في سمائها منطادا نصبه الاحتلال لمراقبتها وهي الاقرب على مدينة بئر السبع من جهة الجنوب .
والظاهرية لا تظهر الا الطيب ، فلا تئن ولا تشكو ، ويعف أهلها ما أمكن عن مد ايديهم للمساعدة ، فتراهم يعملون في كل المجالات ويجوبون الارض بحثا عن لقمة العيش دون كلل او ملل . يبنون بيوتهم على الصخر وقد ورثوا ارادة تشبه صخورهم حتى اعتقد ان يهوشع بن نون كان يقصدهم وجيرانهم حين قال ( ان فيها قوما جبارين ) ... وفي الظاهرية لا ينام القمر بل يسهر على حراسة الصحراء التي تعانق مدينة بئر السبع .
وقد لاحظت شيئا جميلا في عادات اهلها ، ففي كل بيت يقيم فرحا ، يضع اهل البيت حاجزا من الحجارة - وان جاز القول حاجز الحب والكرم - ويجري تلوين حجارة الحاجز باللون الاخضر او اي لون اخر حتى يعرف كل عابر سبيل ان هنا دار فرح ، ويمر الناس على اهل الفرح فيأكلون من الثريد حاجتهم ، ولا يجب اخذ الهاديا الى الفرح ، فالحضور تشريف وليس تكليف .
والظاهرية تحرس صحرانا وتهدهد اسرانا ، وتبلسم جرحانا وتهتف نشيدنا ... وطوبا لها وطوبا لاهلها .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر