تبدو حالة البلدة القديمة في مدينة الظاهرية، جنوب الضفة الغربية، كأنها تعرضت لزلزال، فغادرها سكانها على عجل تاركين بعض أغراضهم فيها على أمل العودة من جديد. لكن هذه المدينة التي عمرها خمسة آلاف سنة بدات تجذب المستثمرين والدول التي ترى ان لتاريخها حصة من عبق المكان.
تقع الظاهرية في منتصف المسافة بين مدينتي الخليل، وبئر السبع، وتكتسب بلدتها القديمة أهمية لكونها، إحدى البلدات الفلسطينية وربما العربية القليلة، التي بقيت بمنازلها وأسواقها ومرافقها، كما تكونت طوال قرون. وتضم البلدة القديمة أبنية متنوعة بأنماط معمارية مختلفة، تعود لعدة عهود، بعضها للعصر الروماني، أي إلى اكثر من ألفي عام، بالإضافة إلى الفترات البيزنطية والإسلامية المختلفة، كالفاطمية والمملوكية، مما يجعل البلدة صالحة كمجال للدراسة والبحث، في المعمار والتاريخ الاجتماعي، لأن الاستيطان البشري فيها لم ينقطع منذ الكنعانيين، حين كانت تحمل اسم «جوشن».
ويقول سامي اشنيور، رئيس بلدية الظاهرية لـ«الشرق الأوسط» عن مدينته أنها من «المدن الكنعانية الرئيسية، أكسبها موقعها على الطريق التجاري بين مصر وبلاد الشام أهمية خاصة، اشتق اسمها من كلمة دوهر وتعني بالكنعانية البريد، عمرها لا يقل عن خمسة آلاف عام، تشكل البوابة الجنوبية للضفة الغربية وحلقة وصل بينها ومدينة بئر السبع».
وهناك من يعيد اسم المدينة إلى السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي عسكر وجيشه فيها، خلال الحروب مع الصليبيين، لموقعها الاستراتيجي، وحصنها.
والظاهرية من البلدات الحدودية، ودفعت ثمن ذلك كثيرا وصادر الإسرائيليون نحو 50 ألف دونم من أراضيها منذ عام 1948، وتبقى ميزتها الأهم انها تتكون من 950 مبنىً، وتشكل نحو 3% من إجمالي التراث الحضاري في فلسطين. ولأنها تشكل نمطا معماريا متكاملا، بدأت تستهوي المؤسسات الممولة لأعمال الترميم، وهو ما حدث فيما يتعلق بأحد معالم البلدة القديمة المسمى (الخوخة) الذي تم ترميمه بالتعاون مع مؤسسة «رواق» وبتمويل من وكالة التنمية السويدية بكلفة 110 آلاف دولار. وتولى الأتراك تجهيز المبنى ليكون مركزا ثقافيا يخدم البلدة لمدة عشرة أعوام يؤول بعدها إلى أصحابه.
ويتكون المبنى الذي احتفل، الأسبوع الماضي، بترميمه، من 10 غرف متفاوتة في المساحة، منها قاعة سفلية كان يطلق عليها «جامع الخوخة» وهي تسمية تعني انه كان مكانا لتجمع أهالي البلدة لتدارس شؤونهم، بينما الطوابق العليا للمبنى الذي يبدو كأنه قلعة صغيرة، فقد استخدمت كمركز للقوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بقيادة فوزي باشا، قائد الجيش العثماني السابع، الذي هزم أمام الجيش البريطاني المتقدم، وخرج من المدينة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1917.
وما زال عدد من كبار السن في المدينة يذكرون فوزي باشا، والذين حضروا افتتاح المركز الثقافي الذي مولته مؤسسة التنمية والتعاون التركية التابعة لرئاسة الوزراء التركية، واطلق على المركز اسم (مبنى فوزي باشا ـ المركز الثقافي التركي). وتم تجهيز المركز بقاعات متعددة الاستعمالات، من قاعة اجتماعات، وأخرى للمحاضرات تضم وسائل إيضاح إلكترونية وتجهيزات حديثة، ومكتبة، ومركزا نسويا..
وبجانب الحصن، مكان يطلق عيه الأهالي «الشهدا» يضم مجموعة مقابر قديمة يرجح البعض أنها تعود لفترة الفتح الإسلامي الأول لفلسطين.
ومن معالم البلدة القديمة التي يتم السعي لترميمها، مبنى يطلق عليه اسم القيسرية، وهو متعدد الطوابق، يشبه القلعة الصغيرة، يتميز بأقواسه، وزخارفه المبالغ فيها، والنقوش والكتابات المختلفة وبعضها باليونانية. وتنتمي عمارته إلى فترات مختلفة. ومن المرجح أن زخارفه تعود للعصر العثماني، وهي زخارف منتشرة داخل المبنى وخارجه. وتمتد أمامه أحواش سكنية، تتميز بأعمدتها وأقواسها وأدراجها وآبارها.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر