اشتدت المعركة السياسية والاعلامية لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما)، وسط غموض وتكهنات متضاربة حول حقيقة حالته الصحية، وصمت رهيب من المؤسسة العسكرية الحاكمة منذ العام 1952، وبوادر بانطلاق 'قطار التوريث' بعد ان غطت صور جمال مبارك شوارع القاهرة في حملة لدعمه مرشحا للرئاسة تحت عنوان 'جمال مصر' قام بها كيان غامض يدعى (الائتلاف الشعبي).
وباعتبار ان 'اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش' وان موضوع اختيار الرئيس المقبل هو 'موضوع يخص الناس اللي ماسكة البلد' بدا رد الفعل الشعبي على حملة الترويج لجمال مبارك فاترا.
ورأى مراقبون ان الحملة الدعائية التي تروج لجمال رئيسا، ما كانت لتنطلق ويسمح لها بالصاق ملايين الصور في الشوارع دون موافقة من جهات سياسية وامنية متنفذة في الحزب والحكومة والاجهزة الامنية، الا انه يبقى من المبكر التكهن بامكانية نجاح 'قطار التوريث' في الوصول الى غايته. واعتبروا ان انطلاق الحملة بعد ايام قليلة من نشر تقديرات منسوبة الى مصادر استخباراتية في صحف عالمية تشير الى ان مبارك يعاني مرحلة متأخرة من مرض السرطان، يكرس الشكوك في مصداقية النفي الحكومي لها. وكانت صحيفة 'واشنطن تايمز' زعمت ان اجهزة الاستخبارات الغربية تتوقع حدوث فراغ مفاجئ في سدة الحكم في مصر خلال عام بسبب تدهور صحة مبارك، وهو ما نفته القاهرة بشدة مؤكدة انه في صحة جيدة. وقام مبارك خلال الاسبوع الماضي بنشاط ملحوظ شمل استقبال عدة زعماء ومسؤولين عرب واجانب.
ورغم تصريحات لامين الاعلام في الحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال مؤخرا بأن 'الحديث حول خلافة مبارك اثناء حياته هو نوع من قلة الادب' فان انصار جمال بدأوا حربا على الانترنت لجمع التوقيعات لدعمه رئيسا في مواجهة حملة جمع التوقيعات المؤيدة للدكتور محمد البرادعي، والتي تجاوزت حصيلتها الثلاثمائة الف توقيع بعد انضمام الاخوان اليها قبل ثلاثة اسابيع. وقال المسؤولون عن حملة 'نعم لجمال' انهم جمعوا اكثر من 1600 توقيع في اليوم الاول، وانهم قادرون على جمع خمسة ملايين توقيع.
ورأى المراقبون ان نجل الرئيس المصري ربما قرر محاكاة استراتيجية البرادعي في عدم الاعلان رسميا عن ترشحه، مع تمهيد الطريق لنزوله الساحة عندما يأتي الوقت المناسب بتهيئة المصريين، ومحاولة التأثير سياسيا وشعبيا على المؤسسة التي امتنعت عن ارسال اي اشارات حتى الان بشأن موقفها من انتقال السلطة.
ورأى مصدر ان مصير الرئاسة اصبح يتوقف الان بشكل واضح على صراع للقوى داخل النظام بين جمال والمؤسسة وكذلك بين اجنحة حزبية وسياسية وامنية بعضها مجهول، وهو صراع حقيقي وان كان يبدو احيانا من طرف واحد في الوقت الحالي مع التزام المؤسسة بالصمت الكامل في ظل وجود الرئيس مبارك على رأسها.
ويضيف 'عندما يخلو منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الاهم والاقوى الذي يتولاه تلقائيا رئيس الجمهورية، سيكون الوقت الوحيد الذي سينبغي فيه على الجميع الانصات جيدا لما ستقوله المؤسسة'.
وتتضارب التحليلات عند هذه النقطة اذ يؤكد البعض ان جمال نجح في تكوين تحالفات قد تضمن له قدرا كافيا من عدم الممانعة المؤسسية، الا ان النتيجة النهائية تبقى مرتهنة برد الفعل الشعبي على خلو منصب الرئيس، وان كان المصريون سيرونها الوقت المناسب لطلب التغيير ام ايثار الاستمرارية خوفا من المجهول.
فاذا صادف التوريث معارضة شعبية كافية لتهديد الاستقرار فان المؤسسة وكعادتها ستتدخل لمصلحة اقرار الامن والهدوء متفادية اي مواجهة مع الشارع.
ورغم ان الاحداث الاخيرة اثبتت ان الشارع لا يتحرك الا في مواجهة اشتداد الازمة الاقتصادية، كما حدث في اضرابات الاجور وتسريح العمال، او احتجاجا على التعذيب كما حدث في قضية خالد سعيد، الا ان تسارع التعيرات التي شهدتها الساحة المصرية خلال الاعوام القليلة الماضية يجعل من الصعب التكهن بما سيكون عليه رد الفعل تجاه 'التوريث'.
وستتعين مراقبة ان كان البرادعي سيعدل استراتيجيته في الامتناع عن اعلان نفسه مرشحا رئاسيا، بعد بدء جمال مبارك حملته وان كان بشكل غير رسمي، الا ان مقربين منه قالوا انه سيعود الى القاهرة قريبا وسيبقى في وضع الترقب لاتصال من المؤسسة قد يفتح الطريق الذي يبدو مسدودا نحو الرئاسة.
وحسب هؤلاء فان البرادعي حرص مؤخرا على توجيه رسائل سياسية لطمأنة اركان النظام، مفادها انه يريد الاصلاح، وليس هدم مؤسسات الدولة كما حدث في العراق، الا انه لم يتلق اي رد فوري عليها. كما ان البرادعي حرص مؤخرا على الاحتفاظ بمسافة عن خطاب بعض القياديين في الجمعية الوطنية للتغيير الذين استسلموا لخطاب راديكالي اجوف يفتقد الى الرؤية والاعتدال السياسي، بعد ان كانوا نجحوا في 'خطف الرجل' بعد عودته الى مصر في شهر شباط فبراير الماضي.
ولا تقتصر الصورة على جمال والبرادعي، اذ يقوم المعارض الدكتور ايمن نور بحملة واسعة 'لطرق الابواب' زار خلالها مئات القرى والمدن، رغم ان فرصه في خوض الانتخابات قد تكون ضئيلة حسب بعض المراقبين.
ويرى عدد من السياسيين ان المؤسسة تبقى العامل الحاكم في تحديد مصير الرئاسة، وان مرشحا عسكريا مجهولا، الا عندها، قد يكون هو الرئيس المقبل للبلاد. وتتردد في هذا المجال اسماء عديدة فيما لا يخرج عن كونه تكهنات لا تستند الى اساس واضح.
وعلى الصعيد الخارجي حسمت اسرائيل اختيارها باعلان دعمها لجمال مبارك على لسان وسائل اعلامها، باعتبار انه المرشح الوحيد الذي سيواصل سياسة والده، في المنطقة، وانتقدت الدكتور البرادعي، وحذرت من ان مصر قد تتحول الى دولة اسلامية يحكمها المتشددون في غياب مبارك.
اما الولايات المتحدة فرغم مطالبتها باجراء انتخابات حرة ونزيهة الا انها شددت على رفضها دعم اي مرشح بعينه باعتبار ان ذلك شأن داخلي. الا ان صحفا نسبت للسفير الامريكي الاسبق في القاهرة ان الولايات المتحدة تعرف بالفعل اسم الرئيس المقبل وانه (اي الرئيس) يسعى لتقوية علاقاته معها.
واعتبر المصدر ان الولايات المتحدة ربما تفضل جمال مبارك بشرط ان يقدم اصلاحات سياسية حقيقية، الا انها مستعدة لدعم اي مرشح اخر من النظام يضمن الاستقرار ويقود البلاد نحو انفتاح ديمقراطي، قد يمثل نقطة تحول اقليمية في اتجاه تنفيذ وعد ادارة اوباما بدفع عجلة الحرية وحقوق الانسان في المنطقة.
وعلى الرغم من تصريحات احد المحسوبين على النظام بأن امريكا واسرائيل يجب ان ترضيا عن اي رئيس جديد لمصر، فان معطيات الواقع قد تكون اكبر من هذه الحسابات القديمة، واكبر من اي شخص بعينه سواء كان في الحكم او في المعارضة، وهو ما يجعل الترقب لما سيصير اليه هذا المشهد المفتوح على كل الاحتمالات سيد الموقف وحتى اشعار اخر، قد يكون اقرب مما يظن كثيرون.
وباعتبار ان 'اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش' وان موضوع اختيار الرئيس المقبل هو 'موضوع يخص الناس اللي ماسكة البلد' بدا رد الفعل الشعبي على حملة الترويج لجمال مبارك فاترا.
ورأى مراقبون ان الحملة الدعائية التي تروج لجمال رئيسا، ما كانت لتنطلق ويسمح لها بالصاق ملايين الصور في الشوارع دون موافقة من جهات سياسية وامنية متنفذة في الحزب والحكومة والاجهزة الامنية، الا انه يبقى من المبكر التكهن بامكانية نجاح 'قطار التوريث' في الوصول الى غايته. واعتبروا ان انطلاق الحملة بعد ايام قليلة من نشر تقديرات منسوبة الى مصادر استخباراتية في صحف عالمية تشير الى ان مبارك يعاني مرحلة متأخرة من مرض السرطان، يكرس الشكوك في مصداقية النفي الحكومي لها. وكانت صحيفة 'واشنطن تايمز' زعمت ان اجهزة الاستخبارات الغربية تتوقع حدوث فراغ مفاجئ في سدة الحكم في مصر خلال عام بسبب تدهور صحة مبارك، وهو ما نفته القاهرة بشدة مؤكدة انه في صحة جيدة. وقام مبارك خلال الاسبوع الماضي بنشاط ملحوظ شمل استقبال عدة زعماء ومسؤولين عرب واجانب.
ورغم تصريحات لامين الاعلام في الحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال مؤخرا بأن 'الحديث حول خلافة مبارك اثناء حياته هو نوع من قلة الادب' فان انصار جمال بدأوا حربا على الانترنت لجمع التوقيعات لدعمه رئيسا في مواجهة حملة جمع التوقيعات المؤيدة للدكتور محمد البرادعي، والتي تجاوزت حصيلتها الثلاثمائة الف توقيع بعد انضمام الاخوان اليها قبل ثلاثة اسابيع. وقال المسؤولون عن حملة 'نعم لجمال' انهم جمعوا اكثر من 1600 توقيع في اليوم الاول، وانهم قادرون على جمع خمسة ملايين توقيع.
ورأى المراقبون ان نجل الرئيس المصري ربما قرر محاكاة استراتيجية البرادعي في عدم الاعلان رسميا عن ترشحه، مع تمهيد الطريق لنزوله الساحة عندما يأتي الوقت المناسب بتهيئة المصريين، ومحاولة التأثير سياسيا وشعبيا على المؤسسة التي امتنعت عن ارسال اي اشارات حتى الان بشأن موقفها من انتقال السلطة.
ورأى مصدر ان مصير الرئاسة اصبح يتوقف الان بشكل واضح على صراع للقوى داخل النظام بين جمال والمؤسسة وكذلك بين اجنحة حزبية وسياسية وامنية بعضها مجهول، وهو صراع حقيقي وان كان يبدو احيانا من طرف واحد في الوقت الحالي مع التزام المؤسسة بالصمت الكامل في ظل وجود الرئيس مبارك على رأسها.
ويضيف 'عندما يخلو منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الاهم والاقوى الذي يتولاه تلقائيا رئيس الجمهورية، سيكون الوقت الوحيد الذي سينبغي فيه على الجميع الانصات جيدا لما ستقوله المؤسسة'.
وتتضارب التحليلات عند هذه النقطة اذ يؤكد البعض ان جمال نجح في تكوين تحالفات قد تضمن له قدرا كافيا من عدم الممانعة المؤسسية، الا ان النتيجة النهائية تبقى مرتهنة برد الفعل الشعبي على خلو منصب الرئيس، وان كان المصريون سيرونها الوقت المناسب لطلب التغيير ام ايثار الاستمرارية خوفا من المجهول.
فاذا صادف التوريث معارضة شعبية كافية لتهديد الاستقرار فان المؤسسة وكعادتها ستتدخل لمصلحة اقرار الامن والهدوء متفادية اي مواجهة مع الشارع.
ورغم ان الاحداث الاخيرة اثبتت ان الشارع لا يتحرك الا في مواجهة اشتداد الازمة الاقتصادية، كما حدث في اضرابات الاجور وتسريح العمال، او احتجاجا على التعذيب كما حدث في قضية خالد سعيد، الا ان تسارع التعيرات التي شهدتها الساحة المصرية خلال الاعوام القليلة الماضية يجعل من الصعب التكهن بما سيكون عليه رد الفعل تجاه 'التوريث'.
وستتعين مراقبة ان كان البرادعي سيعدل استراتيجيته في الامتناع عن اعلان نفسه مرشحا رئاسيا، بعد بدء جمال مبارك حملته وان كان بشكل غير رسمي، الا ان مقربين منه قالوا انه سيعود الى القاهرة قريبا وسيبقى في وضع الترقب لاتصال من المؤسسة قد يفتح الطريق الذي يبدو مسدودا نحو الرئاسة.
وحسب هؤلاء فان البرادعي حرص مؤخرا على توجيه رسائل سياسية لطمأنة اركان النظام، مفادها انه يريد الاصلاح، وليس هدم مؤسسات الدولة كما حدث في العراق، الا انه لم يتلق اي رد فوري عليها. كما ان البرادعي حرص مؤخرا على الاحتفاظ بمسافة عن خطاب بعض القياديين في الجمعية الوطنية للتغيير الذين استسلموا لخطاب راديكالي اجوف يفتقد الى الرؤية والاعتدال السياسي، بعد ان كانوا نجحوا في 'خطف الرجل' بعد عودته الى مصر في شهر شباط فبراير الماضي.
ولا تقتصر الصورة على جمال والبرادعي، اذ يقوم المعارض الدكتور ايمن نور بحملة واسعة 'لطرق الابواب' زار خلالها مئات القرى والمدن، رغم ان فرصه في خوض الانتخابات قد تكون ضئيلة حسب بعض المراقبين.
ويرى عدد من السياسيين ان المؤسسة تبقى العامل الحاكم في تحديد مصير الرئاسة، وان مرشحا عسكريا مجهولا، الا عندها، قد يكون هو الرئيس المقبل للبلاد. وتتردد في هذا المجال اسماء عديدة فيما لا يخرج عن كونه تكهنات لا تستند الى اساس واضح.
وعلى الصعيد الخارجي حسمت اسرائيل اختيارها باعلان دعمها لجمال مبارك على لسان وسائل اعلامها، باعتبار انه المرشح الوحيد الذي سيواصل سياسة والده، في المنطقة، وانتقدت الدكتور البرادعي، وحذرت من ان مصر قد تتحول الى دولة اسلامية يحكمها المتشددون في غياب مبارك.
اما الولايات المتحدة فرغم مطالبتها باجراء انتخابات حرة ونزيهة الا انها شددت على رفضها دعم اي مرشح بعينه باعتبار ان ذلك شأن داخلي. الا ان صحفا نسبت للسفير الامريكي الاسبق في القاهرة ان الولايات المتحدة تعرف بالفعل اسم الرئيس المقبل وانه (اي الرئيس) يسعى لتقوية علاقاته معها.
واعتبر المصدر ان الولايات المتحدة ربما تفضل جمال مبارك بشرط ان يقدم اصلاحات سياسية حقيقية، الا انها مستعدة لدعم اي مرشح اخر من النظام يضمن الاستقرار ويقود البلاد نحو انفتاح ديمقراطي، قد يمثل نقطة تحول اقليمية في اتجاه تنفيذ وعد ادارة اوباما بدفع عجلة الحرية وحقوق الانسان في المنطقة.
وعلى الرغم من تصريحات احد المحسوبين على النظام بأن امريكا واسرائيل يجب ان ترضيا عن اي رئيس جديد لمصر، فان معطيات الواقع قد تكون اكبر من هذه الحسابات القديمة، واكبر من اي شخص بعينه سواء كان في الحكم او في المعارضة، وهو ما يجعل الترقب لما سيصير اليه هذا المشهد المفتوح على كل الاحتمالات سيد الموقف وحتى اشعار اخر، قد يكون اقرب مما يظن كثيرون.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر