حياتنا - بيت المقدس

استغرب اننا ونحن في هذا العصر ما زلنا نتجادل حول ما اذا كانت زيارة القدس المحتلة تعتبر تطبيعا أم لا؟ ففي الوقت الذي تتعرض فيه المدينة الى أكبر حملة تهويد وتطهير عرقي وهدم منازل نجد العرب يضنون عليها بمجرد الزيارة باعتبار ان زيارة القدس تحت الاحتلال تنقض الوضوء وتفسد الصيام وتفرق بين الرجل وزوجه والأب وابنه.
فالهراء السائد حول هذا الامر يجعلنا حائرين، فمن يزور القدس الأسيرة صار يعتبر عميلا للاحتلال أما من يتقاعس عن نصرة القدس ودعمها فهو بطل مجاهد في سبيل الله. فالقمة العربية في سرت قررت 500 مليون دولار لدعم صمود أهل القدس.. لكن لم يصل منها فلس واحد.. فمن هو أشرف من يزور القدس تضامنا مع أهلها ودعما لصمودها أم من يتقاعس؟
إن شعار التطبيع من عدمه رفع سابقا لعزل اهلنا في منطقة عام 1948 وحوصروا طوال عقود تحت شعار أنهم يحملون جواز سفر اسرائيليا.. والآن يجري اهمال القدس مع أن زيارتها واجبة وفقا للحديث النبوي الشريف. والانقطاع عن زيارة القدس ومقدساتها هو الحرام بعينه لأن الوصول الى بيت الله بأي شكل من الاشكال هو سعي في سبيل الله. ولم يهمل المسلمون المسجد الاقصى إبان احتلال الفرنجة له بل واصلوا زيارته دوما سواء من داخل فلسطين او خارجها وحاولوا قدر الامكان الحفاظ على نظافة المكان وطهارته.. فالعجز عن تحرير الاقصى لا يعني العجز عن الحفاظ عليه طاهرا مصانا ودعم من هم في اكنافه فقد روى ان ملكا من الفرنجة ايام الاحتلال الصليبي دخل ساحة الحرم القدسي ذات سنة فشاهد حارسا مسلما يطرد العصافير «بنقافة» حتى لا تدنس ساحة المسجد بروثها.. فقال الملك للحارس ساخرا «كنت تنتظر العصافير فجاءتك الخنازير» في اشارة الى الاحتلال الصليبي. وهذا يؤكد استمرار محاولة العرب الحفاظ على المسجد رغم وقوعه تحت الاحتلال.. وهنا نتساءل: اليست نصرة القدس فرض عين؟ ولماذا تترك هكذا دون نصير؟ ولماذا يباح للمسلم زيارة كل الاماكن والبيوت والبيت الابيض وبيت الطاعة الاميركي وبيت هوفن وبيت كريستيان ديور ويحرم عليه زيارة بيت المقدس؟



حافظ البرغوثي

الموضوع سياسي ولا علاقة للدين فيه ..مرة حرام ومرة حلال