علامات على الطريق - المفاوضات.. اشتباك أم انسحاب؟؟؟؟
برغم أن المعارضة في بلادنا، وخاصة المعارضة الفلسطينية بعناوينها الوطنية والإسلامية، تشطح في بعض الأحيان إلى حد اللا معقول فإن البيان الذي صدر عن الجبهة الثلاثية لمعارضة المفاوضات_ الجبهتان الشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية_ قد تجاوز حتى حدود اللا معقول، حين طال الرئيس أبو مازن من الانسحاب من المفاوضات فورا!!!
صحيح أن المفاوضات التي انطلقت في الثاني من هذا الشهر لم تحدث حتى الآن الاختراق المطلوب، إلا أن دائرة هذه المفاوضات تتسع لتشمل البعد العربي من خلال الأطراف المباشرة حالياً ومستقبلياً لهذه المفاوضات وهم الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون، أو مصر والأردن الحاضرين الآن، وبقية النظام الإقليمي العربي ممثلاً بمبادرة السلام العربية ولجنة المتابعة، وهو التأكيد الذي جدده الأمين العام عمرو موسى حين قال بأن العرب لن يقولوا للفلسطينيين اذهبا أنتما وربكما فقاتلا!!!! بل حدد الوقوف العربي مع الفلسطينيين في المسألتين الرئيسيتين وهما تجميد الاستيطان ورفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائل.
ولكن دائرة المفاوضات تتسع لتشمل مساحة أوسع، فقد رأينا قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يعلنون موقفا بضرورة استمرار تجميد الاستيطان، كما أن الإدارة الاميركية التي ترعى هذه المفاوضات، تديرها بطريقة مختلفة تماما عن إدارة محادثات كامب ديفيد الثانية أيام الرئيس كلينتون، وقد استمعت قبل يومين إلى تشخيص دقيق لهذا المنهج الجديد للإدارة الاميركية في مقاربة المفاوضات الحالية، قدمه الدكتور مهدي عبد الهادي في مداخلة صريحة على قناة الجزيرة، وأتمنى لو يعود ويعرض هذه القراءة على نطاق أوسع أمام الرأي العام الفلسطيني، فربما تتبين المعارضة الفلسطينية موقفها بشكل أفضل مما هي عليه الآن وتخرج من هذا النفق الهروبي الذي وضعت نفسها فيه وهو التهديد بمزيد من إضعاف النظام السياسي الفلسطيني، حيث لم تكتفي بالانقسام الكارثي، بل بعضها يهدد بانقسام مقسم ، من خلال الخروج من اللجنة التنفيذية، دون أن يعرف أحد إلى أين سيخرج ولمصلحة من يكون هذا الخروج!!!!.
كمواطن فلسطيني، فإنني أطالب دائما بنبذ هذا الشعور المريع بالدونية وعدم الثقة بالنفس الذي تمارسه بعض فصائل المعارضة الفلسطينية بعناوينها المختلفة بل المتناقضة التي لا يجمعها جامع، والعودة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه الشعب الفلسطيني بالاجماع ، بأن المفاوضات هي في الحقيقة ميدان اشتباك معقد لا يجوز لنا نحن أصحاب القضية الانسحاب منه، بل يتوجب علينا أن نشتبك بكل عناصر موقفنا وثوابتنا الرئيسية،وأن نحشد حول موقفنا التفاوضي أكبر قدر من المؤيدين والحلفاء العرب والإقليميين والدوليين، لأن الانسحاب الطوعي الهروبي غير المبرر معناه بصريح العبارة أننا نترك مقعدنا لآخرين لا نثق بهم، ونترك ثوابتنا أمانة في يد من يقايض عليها بالمجان أو بأبخس الأثمان إن كنا هاربين وغائبين.
وإذا كانت عقدة الاستيطان، وهي أخطر العقد، قد وصلت إلى مرحلة الإجماع الدولي بتبني موقفنا من خلال المطالبة بالتجميد، أو حل هذه العقدة عن طريق البدء بترسيم الحدود، وهو أحد مطالبنا الرئيسية، فكيف للمعارضة الفلسطينية أن تطالب الرئيس أبو مازن بالانسحاب وهو في أوضح حالات الثبات والصلابة والتأييد والصعود؟؟؟؟
المعارضة الفلسطينية يجب أن تتذكر في كل لحظة أنه من أبرز واجبات المرجعية الوطنية والشرعية الوطنية التي يمثلها الرئيس أبو مازن أن تكسب شرعية المفاوضات، وكسب معركة المفاوضات لا يتوقف فقط على حتمية نجاحها، فقد تفشل كما فشلت جولات سابقة، ولكن كسب المعركة يتضمن أن لا تحتمل فلسطينيا مسئولية الفشل، وأن يتعزز موقفنا بمزيد من المؤيدين لكي يكونوا شركاء لنا في كفاحنا العادل الذي يرتكز إلى حقنا الذي من أبرز قواعده وجود أكثر من خمسة ملايين فلسطيني وجودا حقيقيا وليس افتراضيا فوق الأرض الفلسطينية، وأن هذا الوجود نفسه هو الهيكل النضالي الأكبر الذي لا يوجد هيكل آخر أو خيار آخر يضاهيه في أجندة قوى الممانعة والمعارضة، وأن هذا الوجود له استحقاقات ومتطلبات، ولا يحق للمعارضة تحت أي عنوان أن تدير الظهر لهذه الاستحقاقات والمتطلبات.
وبصراحة أكثر:
فإن المعارضة الفلسطينية بأطيافها الوطنية والإسلامية ، لم تعرض حتى الآن بديلا يقنع أحدا أو يلمسه الناس ويرونه بعيونهم ، فما هو البديل؟؟؟ هل هو سر تحتفظ به المعارضة بنفسها بعيدا عن الشعب الفلسطيني؟؟؟ المرجعية الوطنية والشرعية الوطنية تقول علنا وعلى رؤوس الأشهاد أنه دون ثوابتنا المعروفة الواضحة لن نواصل المفاوضات، وتقول علنا وعلى رؤوس الأشهاد أنه إذا فشلت هذه المفاوضات فلدينا دائما هذا الوجود الحيوي لشعبنا فوق أرضنا وسوف نستمر في دعمه وتنميته بكل ما نملك من وسائل، ومن خلال أوسع شراكة ممكنة مع النظام الإقليمي العربي ومع حلفائنا في المنطقة والعالم، فماذا تقول المعارضة؟ ماذا تعرض؟ وهل اثبات وجودها لا يتحقق إلا بتوجيه الضربات للنظام السياسي الفلسطيني كما حدث في كارثة الانقسام؟؟؟
بل الأخطر من كل ذلك: هل المعارضة الفلسطينية التي تعقد مؤتمراتها واجتماعاتها الحالية تحت مظلة بالكاد تدوم بضع لحظات، هل لديها توافق فيما بينها بالحد الأدنى على شيء ما؟ ما هو مركز هذا اللقاء؟؟؟ هل يوجد ولو شبه اتفاق مبدأي على المقاومة وآلياتها وإدارتها وآفاقها؟؟؟؟ لماذا هذا الصمت عن قول الحقيقة؟ بينما القاصي والداني يعلمون أن بعض الفصائل تصرخ بمر الشكوى من بعضها، وتأن تحت وطأة جراحها المؤلمة، فكيف نراها بغتة بهذه الاجتماعات المعارضة كمان لو أن كل شيء بينها على ما يرام؟ هذه مسئولية أن تكتموا الحقيقة عن شعبكم ، وتعتبرون الانسحاب، مجرد الانسحاب من ميدان الاشتراك في المفاوضات مهمة دولية من الدرجة الأولى.
فلسطينيا:
علينا أن نتمسك بكل بارقة أمل ، وكل خطوة نجاح ، ويكفي أن هذه المفاوضات التي نحن في بدايتها ، نرى اتساع رقعة المؤيديين الذين يتحدثون بنفس مطالبنا على امتداد العالم.
يحيى رباح
برغم أن المعارضة في بلادنا، وخاصة المعارضة الفلسطينية بعناوينها الوطنية والإسلامية، تشطح في بعض الأحيان إلى حد اللا معقول فإن البيان الذي صدر عن الجبهة الثلاثية لمعارضة المفاوضات_ الجبهتان الشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية_ قد تجاوز حتى حدود اللا معقول، حين طال الرئيس أبو مازن من الانسحاب من المفاوضات فورا!!!
صحيح أن المفاوضات التي انطلقت في الثاني من هذا الشهر لم تحدث حتى الآن الاختراق المطلوب، إلا أن دائرة هذه المفاوضات تتسع لتشمل البعد العربي من خلال الأطراف المباشرة حالياً ومستقبلياً لهذه المفاوضات وهم الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون، أو مصر والأردن الحاضرين الآن، وبقية النظام الإقليمي العربي ممثلاً بمبادرة السلام العربية ولجنة المتابعة، وهو التأكيد الذي جدده الأمين العام عمرو موسى حين قال بأن العرب لن يقولوا للفلسطينيين اذهبا أنتما وربكما فقاتلا!!!! بل حدد الوقوف العربي مع الفلسطينيين في المسألتين الرئيسيتين وهما تجميد الاستيطان ورفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائل.
ولكن دائرة المفاوضات تتسع لتشمل مساحة أوسع، فقد رأينا قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يعلنون موقفا بضرورة استمرار تجميد الاستيطان، كما أن الإدارة الاميركية التي ترعى هذه المفاوضات، تديرها بطريقة مختلفة تماما عن إدارة محادثات كامب ديفيد الثانية أيام الرئيس كلينتون، وقد استمعت قبل يومين إلى تشخيص دقيق لهذا المنهج الجديد للإدارة الاميركية في مقاربة المفاوضات الحالية، قدمه الدكتور مهدي عبد الهادي في مداخلة صريحة على قناة الجزيرة، وأتمنى لو يعود ويعرض هذه القراءة على نطاق أوسع أمام الرأي العام الفلسطيني، فربما تتبين المعارضة الفلسطينية موقفها بشكل أفضل مما هي عليه الآن وتخرج من هذا النفق الهروبي الذي وضعت نفسها فيه وهو التهديد بمزيد من إضعاف النظام السياسي الفلسطيني، حيث لم تكتفي بالانقسام الكارثي، بل بعضها يهدد بانقسام مقسم ، من خلال الخروج من اللجنة التنفيذية، دون أن يعرف أحد إلى أين سيخرج ولمصلحة من يكون هذا الخروج!!!!.
كمواطن فلسطيني، فإنني أطالب دائما بنبذ هذا الشعور المريع بالدونية وعدم الثقة بالنفس الذي تمارسه بعض فصائل المعارضة الفلسطينية بعناوينها المختلفة بل المتناقضة التي لا يجمعها جامع، والعودة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه الشعب الفلسطيني بالاجماع ، بأن المفاوضات هي في الحقيقة ميدان اشتباك معقد لا يجوز لنا نحن أصحاب القضية الانسحاب منه، بل يتوجب علينا أن نشتبك بكل عناصر موقفنا وثوابتنا الرئيسية،وأن نحشد حول موقفنا التفاوضي أكبر قدر من المؤيدين والحلفاء العرب والإقليميين والدوليين، لأن الانسحاب الطوعي الهروبي غير المبرر معناه بصريح العبارة أننا نترك مقعدنا لآخرين لا نثق بهم، ونترك ثوابتنا أمانة في يد من يقايض عليها بالمجان أو بأبخس الأثمان إن كنا هاربين وغائبين.
وإذا كانت عقدة الاستيطان، وهي أخطر العقد، قد وصلت إلى مرحلة الإجماع الدولي بتبني موقفنا من خلال المطالبة بالتجميد، أو حل هذه العقدة عن طريق البدء بترسيم الحدود، وهو أحد مطالبنا الرئيسية، فكيف للمعارضة الفلسطينية أن تطالب الرئيس أبو مازن بالانسحاب وهو في أوضح حالات الثبات والصلابة والتأييد والصعود؟؟؟؟
المعارضة الفلسطينية يجب أن تتذكر في كل لحظة أنه من أبرز واجبات المرجعية الوطنية والشرعية الوطنية التي يمثلها الرئيس أبو مازن أن تكسب شرعية المفاوضات، وكسب معركة المفاوضات لا يتوقف فقط على حتمية نجاحها، فقد تفشل كما فشلت جولات سابقة، ولكن كسب المعركة يتضمن أن لا تحتمل فلسطينيا مسئولية الفشل، وأن يتعزز موقفنا بمزيد من المؤيدين لكي يكونوا شركاء لنا في كفاحنا العادل الذي يرتكز إلى حقنا الذي من أبرز قواعده وجود أكثر من خمسة ملايين فلسطيني وجودا حقيقيا وليس افتراضيا فوق الأرض الفلسطينية، وأن هذا الوجود نفسه هو الهيكل النضالي الأكبر الذي لا يوجد هيكل آخر أو خيار آخر يضاهيه في أجندة قوى الممانعة والمعارضة، وأن هذا الوجود له استحقاقات ومتطلبات، ولا يحق للمعارضة تحت أي عنوان أن تدير الظهر لهذه الاستحقاقات والمتطلبات.
وبصراحة أكثر:
فإن المعارضة الفلسطينية بأطيافها الوطنية والإسلامية ، لم تعرض حتى الآن بديلا يقنع أحدا أو يلمسه الناس ويرونه بعيونهم ، فما هو البديل؟؟؟ هل هو سر تحتفظ به المعارضة بنفسها بعيدا عن الشعب الفلسطيني؟؟؟ المرجعية الوطنية والشرعية الوطنية تقول علنا وعلى رؤوس الأشهاد أنه دون ثوابتنا المعروفة الواضحة لن نواصل المفاوضات، وتقول علنا وعلى رؤوس الأشهاد أنه إذا فشلت هذه المفاوضات فلدينا دائما هذا الوجود الحيوي لشعبنا فوق أرضنا وسوف نستمر في دعمه وتنميته بكل ما نملك من وسائل، ومن خلال أوسع شراكة ممكنة مع النظام الإقليمي العربي ومع حلفائنا في المنطقة والعالم، فماذا تقول المعارضة؟ ماذا تعرض؟ وهل اثبات وجودها لا يتحقق إلا بتوجيه الضربات للنظام السياسي الفلسطيني كما حدث في كارثة الانقسام؟؟؟
بل الأخطر من كل ذلك: هل المعارضة الفلسطينية التي تعقد مؤتمراتها واجتماعاتها الحالية تحت مظلة بالكاد تدوم بضع لحظات، هل لديها توافق فيما بينها بالحد الأدنى على شيء ما؟ ما هو مركز هذا اللقاء؟؟؟ هل يوجد ولو شبه اتفاق مبدأي على المقاومة وآلياتها وإدارتها وآفاقها؟؟؟؟ لماذا هذا الصمت عن قول الحقيقة؟ بينما القاصي والداني يعلمون أن بعض الفصائل تصرخ بمر الشكوى من بعضها، وتأن تحت وطأة جراحها المؤلمة، فكيف نراها بغتة بهذه الاجتماعات المعارضة كمان لو أن كل شيء بينها على ما يرام؟ هذه مسئولية أن تكتموا الحقيقة عن شعبكم ، وتعتبرون الانسحاب، مجرد الانسحاب من ميدان الاشتراك في المفاوضات مهمة دولية من الدرجة الأولى.
فلسطينيا:
علينا أن نتمسك بكل بارقة أمل ، وكل خطوة نجاح ، ويكفي أن هذه المفاوضات التي نحن في بدايتها ، نرى اتساع رقعة المؤيديين الذين يتحدثون بنفس مطالبنا على امتداد العالم.
يحيى رباح
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر