الندوة التي شاركت فيها يوم أمس الخميس في فندق الكمودور بمدينة غزة، والتي دعت اليها مشكورة الهيئة الوطنية للاجئين، حول القوانين والإجراءات الإسرائيلية تجاه حق العودة، كانت متواضعة الحضور، خاصة على مستوى الأجيال الشابة! وكان هذا مثار سؤال كبير، واعتقد أن جميع الجهات التي نظمت فعاليات لمناسبة الذكرى الثانية والستين للنكبة، واجهت الصدمة نفسها، وهي تواضع الحضور على مستوى أجيال الشباب! ولكن السبب لم يعد مجهولاً بعد أن عرفنا أن هذا الانقسام الذي هو نكبتنا الثانية، قد دخل على خط المؤسسات والهيئات العاملة في حقل الفعاليات لأجل النكبة، مما يمكن معه القول ان الانقسام، والخلاف وصل إلى معنى النكبة نفسها، وكأن لسان الحال يقول: «لكم نكبتكم ولنا نكبتنا ولا نتوجع بما تتوجعون»، وهذا فصل جديد من فصول التراجع الفلسطيني.
المهم، أن النكبة، تلك الخطيئة الكبرى التي اقترفت ضد الشعب الفلسطيني، ليست فعلاً مأساوياً حدث وانتهى، بل هي فعل مأساوي يتجدد، ويعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة!!! فالنكبة كانت موجودة في مأساة مخيم تل الزعتر، وفي مذبحة صبرا وشاتيلا، وفي إبادة مخيم النبطية، وحرب المخيمات التي خضناها مكرهين مع بعض الفصائل اللبنانية! النكبة موجودة في مأساة معسكر الوليد على الحدود العراقية السورية الذي أقيم للفلسطينيين الذين هربوا من نار الثأر الطائفي في العراق، وفي مأساة مخيم نهر البارد الذي دمر بمدافع وطائرات ودبابات الجيش اللبناني ولم يتم بناؤه من جديد حتى الآن مع أن التكاليف لم يتحملها الجيش الذي دمر المخيم بل تحملها المجتمع الدولي! وفتح الإسلام التي اتخذت ذريعة لتدمير المخيم ليست صناعة فلسطينية بل هي صناعة عربية مئة في المائة.
النكبة مازالت مستمرة:
والعوامل التي أدت إلى وقوع النكبة في عام 1948 ما زالت قائمة في محيطنا العربي والإقليمي حتى الآن، والناشط البارز في الحركة الصهيونية قبل إنشاء إسرائيل الياهو ساسون، أول سفير لإسرائيل في القاهرة بعد كامب ديفيد، وكان قبل قيام إسرائيل بمثابة سفير متجول للوكالة اليهودية في المنطقة، يحدثنا في كتاب صغير الحجم صدر له منذ عقود، عما دار بينه وبين زعماء الطوائف في هذه المنطقة العربية، الذين كانوا يؤمنون أن بقاءهم يعتمد على قيام دولة طائفية قوية، دولة يهودية، دولة إسرائيل! مع الفارق أن زعماء تلك الطوائف أصبحوا الآن زعماء دول!.
بل إن يوميات النكبة، يوميات ذلك الخروج الفلسطيني الكبير، تكشف عنها الوثائق أكثر وأكثر كل يوم، وتطلق معها آلاف الأسئلة التي تريد لها جواباً:
* لماذا دخلت تلك الجيوش العربية، وماذا كان هدف كل جيش؟
* لماذا حدث ذلك الخروج الكبير على النحو الذي جرى عليه؟
* وكيف اتفق العرب آنذاك ومعهم بعض الدول الإسلامية في المنطقة على تزويد إسرائيل بالسكان من خلال طرد اليهود، أو تسهيل هجرتهم إلى فلسطين كما حدث في كل المنطقة ابتداءً من المغرب على شاطئ الأطلسي، مروراً باليمن على شاطئ بحر العرب، وصولاً إلى إيران على شاطئ بحر قزوين، وبقية الدول التي هجرت يهودها بعد أن رفض يهود أوروبا الهجرة إلى إسرائيل؟
* ولماذا جرى الخروج الفلسطيني على ذلك النحو، لماذا خرج أهل جبع وعين غزال واجزم الذين هم على بعد دقائق سيراً على الأقدام من جنين، لماذا خرجوا إلى البصرة، من الذي أخرجهم هناك؟ ولماذا خرج أهالي الجليل الشرقي إلى حمص وحلب؟ ولماذا تكدس كل هذا العدد من الناس في شريط ضيق معزول هو قطاع غزة؟.
* وأين ذهبت كل تلك الإطارات الفلسطينية التي كانت قائمة حتى عشية الخامس عشر من أيار، مثل الجيش الفلسطيني، والهيئة العربية العليا، والإدارة الفلسطينية، والأحزاب الفلسطينية، والهيئات والمنظمات الفلسطينية الأخرى؟ أين ذهبت وكيف اختفت حتى أنها لم تعد موجودة لتقدم للخارجين ولو مجرد نصيحة إلى أين يذهبون! ولم تقدم لهم جرعة ماء في دروب المنفى المحترقة بالعطش!
* هل المشروع الصهيوني كان ممكن أن يستمر ويتواصل بهذا النجاح رغم عثراته الذاتية الكثيرة، لو أن الإجابة اختلفت في أي واحدة من تلك التفاصيل؟ وهل كانت إسرائيل ستقوم أصلاً لو أن الواقع المحيط بنا كان مختلفاً ولو بدرجة قليلة؟ وهل الواقع المحيط بنا والذي أدى إلى النكبة قد تغير أم أنه قائم هو نفسه، صراع الطوائف على أشده وصراع الكراسي والعروش والمصالح التافهة على أشده، والفلسطينيون ضحايا النكبة أدمنوا دور المفعول به، ويكفي أن ننظر إلى هذا الانقسام الذي يدمرنا بالمجان، ويقدمنا أشلاءً للاستخدام، لكي نعرف أنه بعد اثنتي وستين سنة فإن النكبة مازالت مستمرة وتنتج نفسها كل يوم من جديد
.الكاتب يحي رباح
المهم، أن النكبة، تلك الخطيئة الكبرى التي اقترفت ضد الشعب الفلسطيني، ليست فعلاً مأساوياً حدث وانتهى، بل هي فعل مأساوي يتجدد، ويعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة!!! فالنكبة كانت موجودة في مأساة مخيم تل الزعتر، وفي مذبحة صبرا وشاتيلا، وفي إبادة مخيم النبطية، وحرب المخيمات التي خضناها مكرهين مع بعض الفصائل اللبنانية! النكبة موجودة في مأساة معسكر الوليد على الحدود العراقية السورية الذي أقيم للفلسطينيين الذين هربوا من نار الثأر الطائفي في العراق، وفي مأساة مخيم نهر البارد الذي دمر بمدافع وطائرات ودبابات الجيش اللبناني ولم يتم بناؤه من جديد حتى الآن مع أن التكاليف لم يتحملها الجيش الذي دمر المخيم بل تحملها المجتمع الدولي! وفتح الإسلام التي اتخذت ذريعة لتدمير المخيم ليست صناعة فلسطينية بل هي صناعة عربية مئة في المائة.
النكبة مازالت مستمرة:
والعوامل التي أدت إلى وقوع النكبة في عام 1948 ما زالت قائمة في محيطنا العربي والإقليمي حتى الآن، والناشط البارز في الحركة الصهيونية قبل إنشاء إسرائيل الياهو ساسون، أول سفير لإسرائيل في القاهرة بعد كامب ديفيد، وكان قبل قيام إسرائيل بمثابة سفير متجول للوكالة اليهودية في المنطقة، يحدثنا في كتاب صغير الحجم صدر له منذ عقود، عما دار بينه وبين زعماء الطوائف في هذه المنطقة العربية، الذين كانوا يؤمنون أن بقاءهم يعتمد على قيام دولة طائفية قوية، دولة يهودية، دولة إسرائيل! مع الفارق أن زعماء تلك الطوائف أصبحوا الآن زعماء دول!.
بل إن يوميات النكبة، يوميات ذلك الخروج الفلسطيني الكبير، تكشف عنها الوثائق أكثر وأكثر كل يوم، وتطلق معها آلاف الأسئلة التي تريد لها جواباً:
* لماذا دخلت تلك الجيوش العربية، وماذا كان هدف كل جيش؟
* لماذا حدث ذلك الخروج الكبير على النحو الذي جرى عليه؟
* وكيف اتفق العرب آنذاك ومعهم بعض الدول الإسلامية في المنطقة على تزويد إسرائيل بالسكان من خلال طرد اليهود، أو تسهيل هجرتهم إلى فلسطين كما حدث في كل المنطقة ابتداءً من المغرب على شاطئ الأطلسي، مروراً باليمن على شاطئ بحر العرب، وصولاً إلى إيران على شاطئ بحر قزوين، وبقية الدول التي هجرت يهودها بعد أن رفض يهود أوروبا الهجرة إلى إسرائيل؟
* ولماذا جرى الخروج الفلسطيني على ذلك النحو، لماذا خرج أهل جبع وعين غزال واجزم الذين هم على بعد دقائق سيراً على الأقدام من جنين، لماذا خرجوا إلى البصرة، من الذي أخرجهم هناك؟ ولماذا خرج أهالي الجليل الشرقي إلى حمص وحلب؟ ولماذا تكدس كل هذا العدد من الناس في شريط ضيق معزول هو قطاع غزة؟.
* وأين ذهبت كل تلك الإطارات الفلسطينية التي كانت قائمة حتى عشية الخامس عشر من أيار، مثل الجيش الفلسطيني، والهيئة العربية العليا، والإدارة الفلسطينية، والأحزاب الفلسطينية، والهيئات والمنظمات الفلسطينية الأخرى؟ أين ذهبت وكيف اختفت حتى أنها لم تعد موجودة لتقدم للخارجين ولو مجرد نصيحة إلى أين يذهبون! ولم تقدم لهم جرعة ماء في دروب المنفى المحترقة بالعطش!
* هل المشروع الصهيوني كان ممكن أن يستمر ويتواصل بهذا النجاح رغم عثراته الذاتية الكثيرة، لو أن الإجابة اختلفت في أي واحدة من تلك التفاصيل؟ وهل كانت إسرائيل ستقوم أصلاً لو أن الواقع المحيط بنا كان مختلفاً ولو بدرجة قليلة؟ وهل الواقع المحيط بنا والذي أدى إلى النكبة قد تغير أم أنه قائم هو نفسه، صراع الطوائف على أشده وصراع الكراسي والعروش والمصالح التافهة على أشده، والفلسطينيون ضحايا النكبة أدمنوا دور المفعول به، ويكفي أن ننظر إلى هذا الانقسام الذي يدمرنا بالمجان، ويقدمنا أشلاءً للاستخدام، لكي نعرف أنه بعد اثنتي وستين سنة فإن النكبة مازالت مستمرة وتنتج نفسها كل يوم من جديد
.الكاتب يحي رباح
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر