ملاك يمشي على الأرض, طفل شارك في صناعة التاريخ, تاريخ أمة بأكملها, طفل ربما يحمل عقل مئة رجل أو ما يزيد من رجال هذا الزمان, وضع نصب عينيه الدفاع عن وطنه ولو بالحجر والشجر, يصعب على الكثير فهمه, أو معرفة ما يريد, ليس لأنه صعب أو معقد لا, لأن ما يريده أصبح في هذا الزمان من المستحيل, ولكنه لا يفهم معنى لكلمة مستحيل, ربما لم يدرسها في منهاجه المدرسي بعد..إنه الطفل طارق جمال أبو الفحم, الذي قطع بحارا ومحيطات وجاء إلى أمريكا والى ولاية كالفورنيا بالتحديد ليعالج يده التي خرقتها رصاصة غدر وحقد صهيونية فكسرت العظم والمفصل.ربما ساقه الله إلينا ليعرينا, ويظهر مدى عجزنا, ومدى تفاهتنا ونحن نقاتل بعضنا هنا في المهجر على منصب وهمي صنعناه في جلسة سمر على قهوة من المقاهي أو نادي ليلي على كأس من النبيذ ..فالكل يريد هنا أن يصبح الرئيس الفلاني ومؤسس ومفكر وقائد, حتى لو كان على الورق , لأنه باختصار يمكن أي شخص في أمريكا تأسيس أي جمعية أو مؤسسة وينصب نفسه رئيسها ويصبح قائدها الأعلى بدون منافس, والويل لمن ينافسه..
طارق أبو الفحم من قرية البرير, وهي قرية تم تدميرها ومحوها عن الخريطة الجديدة, طرد والديه منها وهم أطفال وسكنوا مخيم جباليا في غزة.عندما ولد طارق والده كان في السجن ولم يره إلا طفلاً كبيراً تجاوز الست سنين، ولكنه أوصى أمه أن تسميه طارق تيمماً باسم صديقه في السجن, وما أدراك ما صداقة السجن..طارق يقول إن أباه يحبه كثيراً ولكنه لا يعلم لماذا؟ ربما لأنه لم يره عند ولادته... أو ربما لأن اسمه طارق المهم أنه يحبه كثيراً .
طارق أبو الفحم من قرية البرير, وهي قرية تم تدميرها ومحوها عن الخريطة الجديدة, طرد والديه منها وهم أطفال وسكنوا مخيم جباليا في غزة.عندما ولد طارق والده كان في السجن ولم يره إلا طفلاً كبيراً تجاوز الست سنين، ولكنه أوصى أمه أن تسميه طارق تيمماً باسم صديقه في السجن, وما أدراك ما صداقة السجن..طارق يقول إن أباه يحبه كثيراً ولكنه لا يعلم لماذا؟ ربما لأنه لم يره عند ولادته... أو ربما لأن اسمه طارق المهم أنه يحبه كثيراً .
طارق خرج في يوم 4-11-2000 في مسيرة سلمية لم يرد العدو أن تبقى سلمية أبداً كعادته.توجه طارق إلى معبر بيت حانون وبدأ الصهاينة بإطلاق النار عليهم والغاز.. وبدأ طارق برمي الحجارة عليهم.. وشاهده قناص حاقد فصوب على رأسه.. فشاء الله أن لا تصيب رأسه, فانتبه عليه رفاقه عندما شاهدوا الضوء الأحمر على رأسه وطلبوا منه الرجوع ولكنه أبى إلا أن يرمي الحجر الذي بيده, فأطلق النار القناص فخرقت الرصاصة يده لتخرج منه إلى الطفل الذي يقف وراءه لتخترق جسده وتصيبه بالشلل وأخيراً وصلت الرصاصة إلى طفل ثالث و أصابته في قلبه فاستشهد على الفور..الحجر بقي في يد طارق حتى بعد إصابته, وذهب إلى الإسعاف التي كانت بالجوار وهو يحمل الحجر, كيف يسقط الحجر من يد الطفل الفلسطيني والاحتلال جاثم على أنفاسه الطاهرة.!!طارق قبل الانتفاضة الأخيرة لم يكن يعلم أن هناك يهود يحتلون بلده, كان طفل عادي ولكن أباه كان دائما يكلمه عن فلسطين و أيام زمان كما يقول طارق... وأخبره عن قصة استشهاد جده وكيف قتله اليهود وهو في السجن ب 36 طلقة لأنه رفض الإفصاح عن أسماء رفاقه, رغم أنه كان تحت التعذيب المتواصل.
طارق كان يخرج كل يوم لملاقاة المحتلين دون إخبار والده, لأنه كان يمنعه من ذلك.
سألته هل تخاف من اليهود؟ضحك وقال إنهم هم من يخافوا منا, لديهم الدبابات والمصفحات ونحن لا نلمك سوى الحجر ومع هذا يخافونا,طارق لا يعلم لماذا يخاف الجندي من طفل يحمل حجرا !!السيد عاصم وهو رب العائلة المستضيفة لطارق هنا في كالفورنيا يقول لنا: إن طارق ليس طفلا ًعادياً... عندما أخذناه إلى ديزني لاند لم ينبهر كثيراً كبقية الأطفال, وعندما رأى إحدى الشخصيات الكارتونية هناك قال: أعرف أن بداخلها رجلا عاديا, نحن في المخيم نعمل مثلها ولكن على شكل شارون وثم نحرقها تعبيراً عن غضبنا...عجب عاصم كما عجبت أنا لهذا الربط العجيب.
ويقول عاصم أيضاً إن عيون طارق دوماً في السماء وكلما سمع صوت طائرة ما قال هذه اف 16 وهذه أباتشي..طارق محلل سياسي أكاد أجزم أنه أجدر من الصحاف.. يقول إنه عندما تأتي طيارة "إسرائيلية" وتحوم فوق المخيم فهي جاءت إما لتقصف موقع معين بسرعة وترجع, أو إذا لم نسمع صوت انفجار خلال وقت قصير, فهذا يعني أن هناك زحف قادم, فلكل حالة استعداد مختلف من الأهالي.سألته لم لا تعيش في أمريكا؟قال: و الأقصى !!خجلت من نفسي.سألته هل تريد أن تقول شيئاً لمن يعيش هنا في أمريكا ؟ قال : ساعدوا الشعب الفلسطيني...قلت له سؤال أخير هل إذا عولجت من إصابتك هل سترجع لترمي الحجار على المحتلين؟ضحك طارق.. ثم نظر في وجهي وضحك ثانية..ودعته إلى الباب وقبلت يده فقال لي أنا من يقبل يدك "باعتباري أكبر منه سنا" قلت له لا بل نحن جميعاً ننحني ونقبل اليد الطاهرة التي أصيبت وهي تدافع عن شرف أمة بكاملها...ذهب طارق عني ولكني لهذه اللحظة لم أعلم لماذا ضحك طارق على سؤالي الأخير؟هل لأنه سؤال غبي أم أنه ضحك علينا وعلى حالنا
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر