ولا تبصقوا حولها ضجرا | |
ولا تنظروا شذرا | |
سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية | |
وجيش مكافحة السخرية | |
سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا | |
سنصمد مهما تنكر هذا الزمن | |
سنصمد حتى نهاية هذا الوطن | |
سنصمد حتى تجف المياه ..لآخر قطره | |
وحتى يموت الرغيف الأخير ..لآخر كسره | |
وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر | |
ثوره | |
فإن مات هذا الوطن | |
فقد عشت من أجل فكره | |
فموتوا ، كما لم يمت أحد قبلكم | |
ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره | |
نموت ؟ | |
ومن أجل أية ثورة .. نموت ؟ | |
فمن كل فكره | |
ستولد ثورة | |
ومن كل ثورة | |
ستولد فكره | |
سلام عليكم | |
سلام على فكرةٍ | |
سوف تولد من موت شعبٍ وفكره ! | |
خطاب النساء ! | |
على كل امرأة حارسان | |
وفى كل امرأة أفعوان . | |
ألا .. فاجلدوهن قبل الآوان و | |
اجلوهن في الصبح جلده ، | |
لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ، | |
وفى الليل جلده | |
لئلا يعدن إلى لذة الإثم | |
واستغفروا الله ، وارموا | |
على مرفأ الجرح ورده | |
ولا تهجروهن فوق المخدة | |
فإن النساء على كل معصية قادرات | |
وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان | |
تزوجت خمسين مرة . . | |
لأعرف مرة | |
إذا كان ابني هو ابني | |
وأي ولي على العهد كنت أباه | |
وفى كل مرة ، | |
أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى | |
ولكنني .لا أراه | |
لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه | |
ويقتلني كل يوم وفى كل سهره | |
يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل | |
يغيب لأدخل ..ثم أنام .. فيدخل | |
فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع | |
غيري؟. | |
وكيف أغير جلدا بجلد .ونهدا بنهد.. ونهرا | |
بنهر؟. | |
وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟ | |
وهل أستطيع دخول الحكاية | |
وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة | |
أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية | |
ولكن قلبي موله | |
وعرشي مؤله | |
وفى كل امرأة شهرزاد .. وثعلب | |
وفى كل طاغية شهريار المعذب . | |
وان النساء على كل معصيـة قادرات | |
وأن النساء حبيباتنا | |
ضربن على سحرهن الحجاب | |
فشب الدبيب بأجسادهن ، وضاجعن | |
أول مفتاح باب | |
وأول قط ، وأول ساعي بريد ، وأول كتاب | |
هذا الخطاب | |
وبرأن عائشة من ظنون عليٍ | |
ولكن تأوهن بعد العتاب | |
أصحراء حول الحميراء، مطلع ليل، وشاب | |
طلى الشباب | |
لماذا .. لماذا .. ؟ | |
وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير .. | |
وذاب ؟. | |
ضربن على سحرهن الحجاب | |
ولكن هذا الذي لا يرى قد رأى واستجاب | |
فهل تتغطى العواصف يوما بشال | |
السحاب ؟. | |
وماذا وراء الحجاب ؟. - | |
إلا أنهن «صواحب يوسف » | |
رغم الحزام ، ورغم الحرام ، ورغم العقاب | |
قوارير تكسر .. | |
أساطير تسحر.. | |
وذاكرة للغياب | |
ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا | |
وفى أي غاب ؟ | |
وفى وسعهن ملاقاة أى هلالٍ .. | |
ينام على غيمة أو سراب .. | |
وفى وسعهن خيانتنا بين أحضاننا | |
والبكاء من الحب .. والاغتراب | |
وفى وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع | |
أسرارهن . |
+12
ابو سلمى
رحيل
عـائـــدون
ام وطن
اسيد
عاشق العيون
وديع
سوزان
بنت نابلس
علاءالدين
الجنرال الفتحاوي
لمى جبريل
16 مشترك
ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
نسمة بلادي- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- تاريخ التسجيل : 10/05/2009
- مساهمة رقم 31
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
نسمة بلادي- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- تاريخ التسجيل : 10/05/2009
- مساهمة رقم 32
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب | |
ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا | |
كما يرتدين الثياب | |
فما نفع هذا الحجاب | |
وما نفع هذا العقاب ؟ | |
وإن النساء على كل معصية قادزات | |
وان النساء حبيباتنا .. | |
تعبت .. ولو أستطيع جمعت النساء .. | |
بواحدة واسترحت | |
وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء | |
وليا على العهد مثلي وجدي | |
صحيحا فصيحا يواصل عهدي | |
ويحفظ خير سلاله | |
لخير رسالة | |
ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله | |
ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء | |
وفاكهة للشتاء | |
وذاكرة من هواء | |
وان النساء إماء | |
يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم | |
وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء | |
وفيهن ما أحزن الأنبياء | |
وما أشعل الحرب بين الشعوب | |
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء | |
فكيف أحل سؤال النساء؟. | |
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟ | |
على كل امرأة أن تخون معي زوجها | |
لأعرف أنى أبوكم | |
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء.. | |
وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟ | |
أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة | |
يشارك فيها الكبار | |
ومن بلغ العاشرة .. | |
سأعلن حربا لمدة عام | |
تكون النساء عليكم حرام | |
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى | |
كل بيت | |
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت | |
لأحرث من شئت منهن : | |
بعد الظهيرة - بنت | |
وفى الليل - بنت | |
وفى الفجر - بنت | |
لتحمل منى جميع البنات | |
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى .. | |
سأختاره كيف شئت | |
صحيحا فصيحا مليح القوام | |
.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام | |
وأعلن عيد السلام | |
وأعرف مرة | |
لأول مرة | |
بأن الولي على العهد .. إبنى | |
وأنيَّ أبني | |
بلادا بلا دنس أو حرام | |
فألف سلام عليكم | |
وإن النساء حلال عليكم | |
فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام | |
وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن | |
ألف سلام .. | |
وألف سلام !! | |
خـطاب الخطاب ! | |
إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق | |
الكلام | |
وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين | |
العوام ، | |
وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى | |
ما حولها من غمام | |
فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام | |
وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك | |
تهجو السلام | |
وأن تذكر الياسمين وحيدًا ،وتضحك ، معناه : | |
أنك تهجو النظام | |
ولا تستطيع الحكومة شنق المجاز ونفى | |
الأسى عن هديل الحمام .. . | |
وبين الطباق وبين الجناس تقول القصيدة ما | |
بيننا من حطام | |
وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي | |
في الزحام | |
وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من | |
سياج المنام | |
فيصبح حلم الجماهير فوضى ، ولا نستطيع | |
التدخل بين النيام | |
أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى | |
بغير الطعام | |
و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى | |
لغة من رخام .. | |
.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة | |
كل عام . | |
.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين : | |
حلال ، حرام | |
فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق | |
بهذا المقام ، | |
فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد .. | |
وساد الخراب ، | |
لأن الكلام الكثير غبار الذباب | |
وأن نظام الخطاب | |
خطاب النظام .. | |
وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي | |
ما يقول الخطاب | |
فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ، | |
والشعب عبد الكتاب | |
وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له | |
من سياق وغاب | |
سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع | |
الكبير لفكر الصواب | |
وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى | |
الدرب معجزة من سراب ! | |
وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ، | |
وامتد فينا العباب ! | |
إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل | |
خطبته في اليباب | |
أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا | |
الكلام .. إلى أى باب ؟! | |
قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل | |
خطوتنا في طريق العذاب |
نسمة بلادي- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : اردنية
اعلام الدول :
نقاط : 2026
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
- مساهمة رقم 33
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة | |
صلبة للسحاب | |
قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة | |
هذا الخراب | |
ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين .. | |
ويعلو الضباب | |
إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى | |
بعشب الغياب | |
لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم | |
خطاب الخطاب ؟ | |
فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ، | |
ويحيا الغبار ويفنى التراب . | |
وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها | |
ليعيش الخطاب | |
خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين | |
مفردة لا تصاب ، | |
بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم | |
إلا الجواب ، | |
كلامي غاية هذا الكلام | |
خطابي واقع هذا الخطاب | |
لأن خطاب النظام | |
نظام الخطاب .. | |
خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى | |
الكلام | |
إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة | |
من خطاب السحاب | |
وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من | |
خطاب الطعام | |
وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا | |
مقطعا من خطاب الحسام | |
ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على | |
العرش | |
في البدء كان الخطاب . | |
سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق | |
الطويل على لغة من صواب | |
وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما | |
وخمسين عاما .. ونام ! | |
أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو | |
يريد سقوط النظام | |
وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو | |
رسو الهضاب ! | |
وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم | |
يبق غير الخطاب ! | |
فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا | |
الكلام .. | |
ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق | |
ونفقد كنز السراب | |
ولا تقربوا الشعر ، فالشعر يهدم صرح | |
الثوابت في وطن من وئام | |
وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى | |
والربا والحرام . | |
.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام | |
وشاخ الخطاب | |
وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين | |
الحَمام وبين الحمام | |
.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى | |
ويكفى لنستورد الخبز ، | |
يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب . | |
وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال | |
بهذا الخطاب | |
فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من المفردات | |
وشدوا الحزام | |
فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب | |
السلام . | |
وإن خطاب النظام | |
نظام الخطاب .. |
جيفارا- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 594
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
- مساهمة رقم 34
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
يا محمودنا
د. زياد محاميد
[center].. يا محمود فلسطيننا..
يا محمود الشعب والرب ..
يا محمود التراب والسواقي والداليات
ما بك, لا تركل الموت ركله..
مثل كره بالية في أزقه المخيمات..
فيصيرالموت , عندها رذاذا وفتات..
ما بك لا تقبض على روح الموت بكف..
تعمد من نرجس بيسان وزناد الرشاشات..
لم لا ترمه , بحجر خبأته في جيبك..
حين رماه الطفل ليشج رؤوس الدبابات...
ما بك لا ترعب الموت, يا محمود, بمقلاع..
طارت منه الحجاره ,كالشهب في المجرات..
واطلق عليه رصاصه بيروتيه..
سهرت معك هناك , في الليالي الحالكات..
وإن تمرد ..وتمادى..وتحدى
فاغرس قلمك في قلب قلبه,يمت حتما.
في حبره نوتات الحياه والثوره والفراشات..
ودع ريتا تنظر في عينيه.. يحترق..
من شعاع في العيون الحالمات ..
وحاصره بمليون عصفور جليلي..
غردت لفلسطين في الساحات..
وإصنع له شبكا ..
من حبال غسيل الدمع المسكوب..
في الدقائق والساعات..
يا محمود...
النائم بين النرجس والزعتر وريشات الحمامات
أفق من نومك الملائكي..
وانطلق كنسور اريحا..
الى الشمس, الى النجمات..
ما غائب أنت..
فقلبك دافق وهادر..
ولا الموت منه متمكن او هو عليك قادر..
لن يخنك قلبك..فقلبك قلب ثائر
وحين نامت كل قلوب الناس ..
الم يبق قلبك وحده,,ساهر...؟؟
فقلبك مصب ينبايع الحنين والحياة
..للهزيمه قاهر
كل قلوب الناس جنسيتك...
وكل قلوب الناس هويتك..
إذن باق أنت... في عقول الناس ..
وفي صدور الناس
في عمق الحس وفي مدى الإحساس..
في الفتح المبين.. في ضميرنا , قدس الأقداس..
في دخان الاطارات.. في سخونه الرصاص..
في عبق قهوه أمك..
وفي آخر قطره ماء تروي ظمأ الناس..
وتبقى شعاعا أبديا..
من عيون أجمل شمس بين الأشماس..
اذا... قم,, وأركل ركله..
وسدد بقبضتك لكمه..
قم..يا محمود..
فنحن بانتظار صوتك وحبرك ..
ولو بكلمه.. فكلماتك لنا ,,
نحن الجياع لوطن...
هي اللقمه..
وكلماتك على الظلم والظلام ..
وعلى الموت.. نقمه..
قم وانهض.. لتاخذنا معك الى القمه..
****
اوقدنا لك الشمعات...
ودعونا لك الفراشات..
ونثرنا لك البخور والأغنيات..
حاملين لك حبا..
لا يعرف النهايات
حبا أبديا...
يكبر ويعلو..للنجمات..
قم واصح...
فصحوتك اليوم..
هي لنا أجمل الصحوات..
وفي التاريخ , هي أعظم الصحوات..
د. زياد محاميد
[center].. يا محمود فلسطيننا..
يا محمود الشعب والرب ..
يا محمود التراب والسواقي والداليات
ما بك, لا تركل الموت ركله..
مثل كره بالية في أزقه المخيمات..
فيصيرالموت , عندها رذاذا وفتات..
ما بك لا تقبض على روح الموت بكف..
تعمد من نرجس بيسان وزناد الرشاشات..
لم لا ترمه , بحجر خبأته في جيبك..
حين رماه الطفل ليشج رؤوس الدبابات...
ما بك لا ترعب الموت, يا محمود, بمقلاع..
طارت منه الحجاره ,كالشهب في المجرات..
واطلق عليه رصاصه بيروتيه..
سهرت معك هناك , في الليالي الحالكات..
وإن تمرد ..وتمادى..وتحدى
فاغرس قلمك في قلب قلبه,يمت حتما.
في حبره نوتات الحياه والثوره والفراشات..
ودع ريتا تنظر في عينيه.. يحترق..
من شعاع في العيون الحالمات ..
وحاصره بمليون عصفور جليلي..
غردت لفلسطين في الساحات..
وإصنع له شبكا ..
من حبال غسيل الدمع المسكوب..
في الدقائق والساعات..
يا محمود...
النائم بين النرجس والزعتر وريشات الحمامات
أفق من نومك الملائكي..
وانطلق كنسور اريحا..
الى الشمس, الى النجمات..
ما غائب أنت..
فقلبك دافق وهادر..
ولا الموت منه متمكن او هو عليك قادر..
لن يخنك قلبك..فقلبك قلب ثائر
وحين نامت كل قلوب الناس ..
الم يبق قلبك وحده,,ساهر...؟؟
فقلبك مصب ينبايع الحنين والحياة
..للهزيمه قاهر
كل قلوب الناس جنسيتك...
وكل قلوب الناس هويتك..
إذن باق أنت... في عقول الناس ..
وفي صدور الناس
في عمق الحس وفي مدى الإحساس..
في الفتح المبين.. في ضميرنا , قدس الأقداس..
في دخان الاطارات.. في سخونه الرصاص..
في عبق قهوه أمك..
وفي آخر قطره ماء تروي ظمأ الناس..
وتبقى شعاعا أبديا..
من عيون أجمل شمس بين الأشماس..
اذا... قم,, وأركل ركله..
وسدد بقبضتك لكمه..
قم..يا محمود..
فنحن بانتظار صوتك وحبرك ..
ولو بكلمه.. فكلماتك لنا ,,
نحن الجياع لوطن...
هي اللقمه..
وكلماتك على الظلم والظلام ..
وعلى الموت.. نقمه..
قم وانهض.. لتاخذنا معك الى القمه..
****
اوقدنا لك الشمعات...
ودعونا لك الفراشات..
ونثرنا لك البخور والأغنيات..
حاملين لك حبا..
لا يعرف النهايات
حبا أبديا...
يكبر ويعلو..للنجمات..
قم واصح...
فصحوتك اليوم..
هي لنا أجمل الصحوات..
وفي التاريخ , هي أعظم الصحوات..
ايميل الناصري- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 670
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/05/2009
- مساهمة رقم 35
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
حياتنا- المحمود ,,, بقلم / حافظ البرغوثي
في فجرنا الندي جلست قبالة شجرة خوخ وعلى يميني شجرة تين ويساري شجرة مسك الليل، هذه تغرينا بالثمار الملونة كخدود الحسان المتوردة خجلا، وتلك بالطعم السكري وهذه تنبعث منها أبخرة من الرائحة المنعشة، بعد قليل ينقشع غبش الليل ويتلاشى ضباب الندى وتصل البلابل باحثة عن غذائها اليومي مقابل اغاريدها الطرية على الاذن.
جال في خاطري حديث عابر مع رجل لم يعبر حياتنا بل ظل فينا كأنما يرفض الرحيل.
انه المحمود بين الشعراء، قال انه يكتب شعره صباحا حيث يكون الذهن متحفزا ونقيا بعد نوم هادئ، قلت ما عساه يكتب لو كان الان بيننا؟، فقصيدته لم تنته بعد، نستطيع ان استطعنا الارتقاء الى ملكوته الشعري ان نضيف، لكننا ما زلنا نراوح في مكاننا.. قلت له وانا ارقب اسرابا من الدبابير والصمل الشرس وهي تفتش بين اوراق الشجر عن ثمار ناضجة لامتصاصها وتحرمنا منها: تعال ايها الشاعر وافرد عباءتك بشِعرها الحقلي فوق بيدرنا المتيبس ودع الفلاح يؤدي رقصة الحقل وهو يتناول زوادته من انثاه الناعسة فجرا قبل ان يغيب على سفوح التلال.
جعلتني ايام خمسة من السياسة في بيت لحم احن الى حقلي اشتاق الى ثمار الشجر، وكان المقترعون في المجلس الثوري في طوابيرهم يستغربون مكالماتي مع الجريدة لإعداد صفحات في ذكرى رحيلك ولسان حالهم يتساءل عن هذا الذي تشغله ذكرى شاعر راحل عن تصفيات المركزية، وها انا اتقافز كما كنت ذات سنة طفلا على صخور الخواص التقط ثمار الصبر ما زلت طفل الارض الذي لا يكبر، كم يضيع الانسان من عمره وهو يفتته بين امور كثيرة ليس بينها تأملات الارض وكائناتها وحجارها وصخورها، ذات يوم قلت لي "لماذا لم تسألني عن رأيي في رواية الخواص؟" فقلت لا تسل روائيا عن رواية، فأنت حاولت كتابة الرواية قبل الشعر فقال:"انها رواية فيها رواية انصحك بالاستمرار".
لا احد هنا في هذا الخلاء المطل على ما حوله، لا احد هنا غير ذكراك، اتفقنا ذات يوم ان نجيء الى هنا في ذروة الربيع ولم آت لاجيء بك، اظنك ايها الانيق وانت المطل على جزئيات الجمال وذرات التراب كنت ستحب هذا، لكنك ستلاحظ ان لا احد في هذا الخلاء، لم يعد ثمة فلاحون ولا >اوف وميجانا< بين جنبات الوادي، غاب عشاق الارض في قبورهم وظل عشاق غير الارض في أبراجهم، وكأني بك تردد:
يا رفاقي الشعراء
نحن في دنيا جديدة
مات ما فات فمن يكتب قصيدة
في زمان الريح والذرة
يخلق انبياء.
مرت فصول ربيع كثيرة ولم آت لاجيء بك، ومن بعدك ابحث عن ربيع فلا اجده، فصولنا باتت ثلاثة، وربما اثنان، ولاحقا بلا فصول، من يكتب الشعر في زمن بلا فصول؟.
جال في خاطري حديث عابر مع رجل لم يعبر حياتنا بل ظل فينا كأنما يرفض الرحيل.
انه المحمود بين الشعراء، قال انه يكتب شعره صباحا حيث يكون الذهن متحفزا ونقيا بعد نوم هادئ، قلت ما عساه يكتب لو كان الان بيننا؟، فقصيدته لم تنته بعد، نستطيع ان استطعنا الارتقاء الى ملكوته الشعري ان نضيف، لكننا ما زلنا نراوح في مكاننا.. قلت له وانا ارقب اسرابا من الدبابير والصمل الشرس وهي تفتش بين اوراق الشجر عن ثمار ناضجة لامتصاصها وتحرمنا منها: تعال ايها الشاعر وافرد عباءتك بشِعرها الحقلي فوق بيدرنا المتيبس ودع الفلاح يؤدي رقصة الحقل وهو يتناول زوادته من انثاه الناعسة فجرا قبل ان يغيب على سفوح التلال.
جعلتني ايام خمسة من السياسة في بيت لحم احن الى حقلي اشتاق الى ثمار الشجر، وكان المقترعون في المجلس الثوري في طوابيرهم يستغربون مكالماتي مع الجريدة لإعداد صفحات في ذكرى رحيلك ولسان حالهم يتساءل عن هذا الذي تشغله ذكرى شاعر راحل عن تصفيات المركزية، وها انا اتقافز كما كنت ذات سنة طفلا على صخور الخواص التقط ثمار الصبر ما زلت طفل الارض الذي لا يكبر، كم يضيع الانسان من عمره وهو يفتته بين امور كثيرة ليس بينها تأملات الارض وكائناتها وحجارها وصخورها، ذات يوم قلت لي "لماذا لم تسألني عن رأيي في رواية الخواص؟" فقلت لا تسل روائيا عن رواية، فأنت حاولت كتابة الرواية قبل الشعر فقال:"انها رواية فيها رواية انصحك بالاستمرار".
لا احد هنا في هذا الخلاء المطل على ما حوله، لا احد هنا غير ذكراك، اتفقنا ذات يوم ان نجيء الى هنا في ذروة الربيع ولم آت لاجيء بك، اظنك ايها الانيق وانت المطل على جزئيات الجمال وذرات التراب كنت ستحب هذا، لكنك ستلاحظ ان لا احد في هذا الخلاء، لم يعد ثمة فلاحون ولا >اوف وميجانا< بين جنبات الوادي، غاب عشاق الارض في قبورهم وظل عشاق غير الارض في أبراجهم، وكأني بك تردد:
يا رفاقي الشعراء
نحن في دنيا جديدة
مات ما فات فمن يكتب قصيدة
في زمان الريح والذرة
يخلق انبياء.
مرت فصول ربيع كثيرة ولم آت لاجيء بك، ومن بعدك ابحث عن ربيع فلا اجده، فصولنا باتت ثلاثة، وربما اثنان، ولاحقا بلا فصول، من يكتب الشعر في زمن بلا فصول؟.
يافاوية- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : عربية
اعلام الدول :
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/05/2009
- مساهمة رقم 36
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
شاعر الوطن والتراب محمود درويش
ذهبت جسدا وبقيت شعرا
لك السلام
واشكر الملتقى على هذه اللفتة للتذكير بالراحل درويش
ذهبت جسدا وبقيت شعرا
لك السلام
واشكر الملتقى على هذه اللفتة للتذكير بالراحل درويش
وديع- مشرف أجراس اخبارية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 2258
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
- مساهمة رقم 37
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
عائد الى يافا=محمود درويش
هو لآن يرحل عنّا
و يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ..
تقلِّد موعده الأخضرا.
هو الآن يعلن صورته-
و الصنوبر ينمو على مشنقهْ
هو الآن يعلن قصَّته-
و الحرائق تنمو على زنبقهْ
هو الآن يرحل عنّا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه،
و يافا حقائبُ منسيَّة في مطارْ
و نحن بعيدون عنه؛
لنا صُوَرٌ في جيوب النساء،
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصَّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح و قبلة نار.
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغاً فصيحاً
و شعراً حديثاً
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجُّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحه القطن حتى نلمِّعَ
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطرهْ
و ينهمر الدمُ منهُ
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرهْ
على خنجر ٍ؟
و المساءُ بعيدٌ عن الناصرهْ!
هو الآن يمضي إليه
قنابل.. أو برتقاله
و لا يعرف الحدَّ بين الجريمة حين تصير حقوقاً
و بين العدالهْ
و ليس يصدِّق شيئاً
و ليس يكذِّبُ شيئاً.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حيناً
و نقبلَ حيناً
هو الآن يمضي شهيداً
و يتركنا لاجئينا!
و نام
و لم يلتجئ للخيام
و لم يلتجئ للموانئ
و لم يتكلَّمْ
و لم يتعلَّمْ
و ما كان لاجئ
هي الأرض لاجئةٌ في جراحه
و عاد بها.
لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منّا
و عاد..
هو الآن يُعدمُ
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ.
تقلِّد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعةُ اللاجئين
رياحاً.. رياحا.
لتنتشر الآن أسماؤهم
جراحاً.. جرحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحاً.. صباحاً.
لتكتشف الأرضُ عنوانها
و نكتشف الأرضَ فينا.
هو لآن يرحل عنّا
و يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ..
تقلِّد موعده الأخضرا.
هو الآن يعلن صورته-
و الصنوبر ينمو على مشنقهْ
هو الآن يعلن قصَّته-
و الحرائق تنمو على زنبقهْ
هو الآن يرحل عنّا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه،
و يافا حقائبُ منسيَّة في مطارْ
و نحن بعيدون عنه؛
لنا صُوَرٌ في جيوب النساء،
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصَّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح و قبلة نار.
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغاً فصيحاً
و شعراً حديثاً
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجُّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحه القطن حتى نلمِّعَ
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطرهْ
و ينهمر الدمُ منهُ
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرهْ
على خنجر ٍ؟
و المساءُ بعيدٌ عن الناصرهْ!
هو الآن يمضي إليه
قنابل.. أو برتقاله
و لا يعرف الحدَّ بين الجريمة حين تصير حقوقاً
و بين العدالهْ
و ليس يصدِّق شيئاً
و ليس يكذِّبُ شيئاً.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حيناً
و نقبلَ حيناً
هو الآن يمضي شهيداً
و يتركنا لاجئينا!
و نام
و لم يلتجئ للخيام
و لم يلتجئ للموانئ
و لم يتكلَّمْ
و لم يتعلَّمْ
و ما كان لاجئ
هي الأرض لاجئةٌ في جراحه
و عاد بها.
لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منّا
و عاد..
هو الآن يُعدمُ
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ.
تقلِّد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعةُ اللاجئين
رياحاً.. رياحا.
لتنتشر الآن أسماؤهم
جراحاً.. جرحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحاً.. صباحاً.
لتكتشف الأرضُ عنوانها
و نكتشف الأرضَ فينا.
لمى جبريل- المدير العام
- جنسيتك : اردنية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 2
نقاط : 27505
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
- مساهمة رقم 38
يا شاعري محمود.. وداعاً
د. عادل الأسطة
صباح السبت، 9/8، اشتري جريدة، وأقرأ في الصفحة الأولى نبأ عن حالتك الصحية، عن العملية التي أجراها جراح عراقي يعد من أمهر الجراحين في العالم، وفي مكتب الجريدة، حيث أسلم دفتر الأحد، مقالي الأسبوعي، نأتي على سيرتك، على حالتك الصحية، على شاعريتك، على علاقتي بك، وسأقول للعاملين أنني، حين تعود سالما معافى، سأزورك، لأهنئك بالسلامة.
مساء السبت، أجلس على الرصيف، أجلس مع عمي، آخر من تبقى من عائلتي ممن ولدوا في يافا، يحدثني عن حنينه إليها وإلى شاطئها وبحرها ومنزل أبيه فيها، منزله الذي جرفته جرافات أبناء العمومة، وفجأة يناديني أخي، فثمة من يطلبني على الهاتف. امرأة في وكالة أنباء ذكرت اسمها لي، وذكرت اسمها هي أيضا، ولم أعد، الآن، أذكرهما، تسألني عنك، تقول لي إنك لم تمت بعد. إنك في حالة موت سريري. ستسألني وأجيب، وتسألني وأجيب. سأعطيها رقم هاتفي النقال، بناء على طلبها، وسأتابع آخر الأخبار. الحالة حرجة. مت. لم تمت. وسأصغي إلى خبر نعيك. ينعاك الرئيس.
*****
ماذا سأكتب في رثائك يا شاعري. لم ألتق بك إلا مرات قليلة لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وهنا أحور في بعض أسطرك الشعرية، سكنتني أربعين عاما تقل قليلا. هل تذكر ما كتبته عن أحمد الزعتر الفدائي الذي سكنك عشرين عاما واختفى، وظل وجهه بارزا كالظهيرة. هل اختفيت أنت أيضا؟ أظن أن أشعارك التي سكنتني منذ العام 1973، ستظل تسكنني ما دامت لي ذاكرة ويد تكتب، ما دمت أدرس في الجامعة وأشارك في المؤتمرات، فأنت شاعري المفضل، شاعري الذي أنجزت عنه غير كتاب، وعشرات الدراسات والمقالات، حتى قال لي أحدهم، ذات نهار، لفرط ما لاحظ من اهتمامي بشعرك: سنسميك عادل درويش. بل إن أحد قراء دراساتي عنك سألني ذات نهار إن كانت لك ابنة شابة، ظانا أنني أتودد إليك حتى أخطبها.
*****
في العام 1973 قرأتك لأول مرة. درست قصيدة "جندي يحلم بالزنابق البيضاء" في الجامعة، وبدأت أتعرف إلى أشعارك وأشعار شعراء المقاومة: سميح وتوفيق وراشد وسالم. وغامرت واشتريت ديوان الوطن المحتل الذي أشرف على إنجازه الشاعر يوسف الخطيب. وسأظل أحتفظ به حتى العام 1976، أقرأ فيه وأقرأ فيه، وربما حفظت مقاطع كثيرة منه. وفي هذه الأثناء سأصغي إلى أصوات زملائي، في الجامعة، يقرأون قصائدك وقصائد فدوى. "نحن في حل من التذكار فالكرمل فينا، وعلى أهدابنا عشب الجليل". هل كنت يومها أدرك المعنى جيدا؟
*****
تسألني مراسلة وكالة الأنباء: لم تميز محمود درويش عن رفاقه شعراء المقاومة؟ فأقول لها بسبب شاعريته. هل قرأت أنا منذ العام 1976 شاعرا كما قرأتك؟ لا أظن ذلك. لم أكن أعرفك شخصيا، لكن أشعارك وجدت صدى في نفسي، فأخذت أقرأك غالبا قراءة ناقد متعاطف. كم من مرة قرأت أحمد الزعتر التي صدرت في كراس خاص، قبل أن تصدر في ديوان "أعراس" (1977) الذي أعادت دار الأسوار في عكا طباعته وطباعة ديوانيك "أحبك أو لا أحبك" (1971) و"محاولة رقم 7" (1974)، وفي فترة متأخرة "حصار لمدائح البحر"؟ لا أدري، ولكني قرأتها كما لم أقرأ شعرا من قبل.
وسيسحرني مقالك عن غسان "غزال يبشر بزلزال". سأجري، وأنا معلم في مدرسة إعدادية، هي العقربانية، مسابقة قراءة، يتنافس فيها الطلاب، سأعطيهم نصك في غسان، وسيتعمم النص، النص الذي اندمج فيه قارئوه كما لم يندمجوا في قراءة أي نص آخر. أنت شاعر في نثرك، ونثرك لا يقل قيمة عن شعرك، وربما لم أكن مخطئا حين قلت: إن من يريد أن يفهم أشعار درويش، عليه أن يقرأها مع نثره. نثرك يضيء شعرك ويوضح بعض غموضه. لقد خسرناك ناثرا قدر ما خسرناك شاعرا.
******
في قصيدتك لأمك حورية "تعاليم حورية" أتيت على لقاءاتك العابرة بها. كانت لقاءاتكما سريعة، ولكن أيامك كانت تحوم حولها وحيالها. وكانت هي تعد أصابعك العشرين عن بعد. في قصيدتك هذه قلت: لم أكبر على يدها كما شئنا: أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرخام. هل كانت علاقتي بك وبأشعارك مشابهة؟ لم أكبر على يدك، كانت مقالاتي تحوم حولك وحيالك، وكنت تعد أصابعي العشرين عن بعد. كم كنت حاضرا في كتاباتي، وكم كنت، في السنوات الأخيرة، حاضرا في بعض قصائدك وفي بعض مقابلاتك. إلى ناقد في "حالة حصار" (2002).
كأنني المقصود: لا تفسر كلامي بملعقة الشاي. هل آلمتك تأويلاتي السياسية لبعض أشعارك؟ وفي مقابلتك المنشورة في القدس العربي 8/7/2008، وفي الأيام 9/7/2008، كان بعض كلامك، لا كله، يخصني. كنت، من خلال الكلام المشفر، أفهم تفهمك. أعرف حزنك أو غضبك أو فرحك. وأدركت أن بعض مقالاتي تركت أثرا فيك، كما تركت أشعارك كلها أثرا واضحا لا يزول فيّ. كم كنا قريبين، ونحن بعيدان عن بعضنا. هل كنت أكابر حين لا أزورك؟ هل كنت تكابر حين لا تتصل بي لتبدي رأيك فيما أكتبه حولك؟
أحيانا كانت تأتيني تحياتك. من خلال شاعر ما. من خلال طالب ما يزورك. أحيانا تبلغني شاعرتنا المرحومة فدوى عن غضب اعتراك لدراسة لم ترق لك. أحيانا يبلغني شاعر قريب منك، كنت ألتقي به، عن رأيك فيما اكتب. أحيانا يقول لي: يخبرك محمود أن ما كتبته عنه كفاية. هل قلت هذا أم أنه من قول الشاعر نفسه، لأنه ينبغي أن أكتب عن غيرك، عن الشاعر الذي ينقل لي الكلام؟
*****
سأتذكر قصيدتك: "حجرة العناية الفائقة" من ديوان: هي أغنية.. هي أغنية" (1986)، سأتذكر أسطرك فيها:
"هو القلب ضَلَّ قليلا وعاد، سألت الحبيبة: في أي قلب أصبتُ؟ فمالت عليه وغطّت سؤالي بدمعتها. أيها القلب.. يا أيها القلب كيف كذبت عليّ وأوقعتني عن صهيلي؟
لدينا كثير من الوقت، يا قلبُ، فاصمد
ليأتيك من أرض بلقيس هدهد
بعثنا الرسائل
قطعنا ثلاثين بحرا وستين ساحل
وما زال في العمر وقت لنشرد"
كم مرة خانك قلبك، ولكن الطب أسعفه. هذه المرة لم يسعفك أمهر الجراحين في العالم. هل خانك قلبك أم خانك الطب أم خانتك الدنيا بعد أن مر وقت كثير دون أن يأتي الهدهد من أرض بلقيس، ودون أن تأتي إجابات الرسائل، وبعد أن قطعت ستين بحرا ومائة وعشرين ساحلا. لم يعد لديك في العمر وقت لتشرد. نحن ما زلنا نشرد. الآن لا نتابع أخبار قلبك. لقد غدا قلبنا، نحن أبناؤك، يوجعنا، ولا أظن أن إجابات الرسائل ستصل.
*****
في السنوات الأخيرة أردت الاتصال بك لأقول لك: كف قليلا عن نشر الكتب، فأنا خائف عليك. هذا النشاط أوحى لي بأنك تسابق الوقت، وأنا أريد أن تعيش فترة أطول. كلما صدر لك كتاب، منذ "لا تعتذر عما فعلت"، دون أن يمر وقت طويل، كما كانت عادتك سابقا، كنت أهجس: هل يسابق الموت؟
******
ربما لم ترق قصيدتك الأخيرة "سيناريو جاهز" لي فنيا. ربما، ولكنني توقفت مطولا أمام نهايتها:
"هرب الوقت منا/ وشذ المصير عن القاعدة/ هنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة واحدة.. وعلى شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو إلى آخره".
هل كنت يا شاعري، تودعنا؟ محمود درويش.. وداعاً.
جيفارا- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 594
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
- مساهمة رقم 39
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
درويش..انك نصف العرب وأكثر..! | |
بقلم: د. صلاح عودة الله "رجل نُجمع على تبجيله..وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم"..الناقد السعودي عبد الله الغذامى. في مثل هذه الأيام من العام المنصرم رحل شاعر ومناضل ورمز قلما تنجب الأرحام مثله, رحل محمود درويش..تمر علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل شاعر القضية الفلسطينية ومقاومتها والألم لا يزال يعتصر قلوبنا على من ترك الشعر وحيدا يتيما..من الصعب أن نكتب في هذا الانسان, الرمز, العاشق, المناضل, المتؤلم..فكيف تكون الكتابة في غياب صاحبها, فهو رمز من رموز النضال الفلسطيني, وعلم من أعلام الثقافة والأدب العربي, وصوت شاعرصادق وأمين, خاطب ضمائر العالم الحية بقلب مثقل بأحزان فلسطين وشعبها, وأوصل دمعة القدس الجريح الى كل فضاء ومنبر حر في كافة بقاع الأرض. رحل محمود وقلبه مليء بهموم القضية, فهو اللاجىء من"البروة" الى "الجديدة", انه اللاجىء في وطنه وما أصعبه من لجوء..رحل محمود بعد أن أصبح كغيره من الملايين من أبناء شعبه, أصبح لاجئا في بلاد العرب والغرب..توقف قلبه عن الخفقان, فلم يعد بمقدوره تحمل عبء القضية, انه قلب لا يرحم, فبتوقفه هذا رحل جزء هام ورئيس من أجزاء القضية..هذا ما لم يرده محمود وان كان يتوقع حدوثه كل لحظة..أحمل في صدري"قنبلة موقوتة" كما كان يقول, وهذا ما لم نرده نحن والقدس, كيف لا وقد كان ابنها المدلل, ابنها الذي حمل أسمها وهمومها أينما رحل وحل, ولم يكن متعبا بها, فدفن بالقرب منها وعلى تلة تطل عليها, ومنها يصبو اليها محمود ويداعبها وتداعبه. شوكة في حلق العدو ورمد في عيونه كنت..اعتقلك وعذبك ولكن الصمود عنوان نضالك كان ولم يجد اليأس الى نفسك سبيلا..غادرت الى موسكو ومن هناك الى القاهرة وبيروت وتونس لتأخذ مكانك الطبيعي..مكانك الثوري النضالي, وكتبت ثم كتبت وتوجت الكتابة بالحنين الى خبز أمك وقهوة أمك..قمت برثاء الكثيرين حتى نفسك ولكنك لم تتمكن من رثاء أمك يا محمود.."حورية", فكانت من بين من ودعوك, كهلة تجاوزت التسعة عقود, وما هي الا أشهر قلائل حتى رحلت هي أيضا, رحلت والمرارة تعتصرها, فرحيلك أدمى قلبها كما أدمى قلوب الملايين. إنه محمود درويش، ولا أحد اليوم غير محمود درويش, لأنه وحده وطن كامل وضمير أمة بأسرها..انه أسطورة هددت أشعاره الكيان الصهيوني.."أيها المارون بين الكلمات العابرة"..كلمات هزت برلمان هذا الكيان, وأصبحت شغله الشاغل لأنه فعلا كيان عابر ومصطنع كتاريخه..أيها الدرويش, حتى من كلماتك اهتزت الأرض من تحت أقدامهم ولا تزال تهتز, فها هو أحمد الطيبي يخاطبهم وصارخا في وجوههم ومن على منصة برلمانهم بعد أن حاولوا تمرير اقتراح عنصري يهدف الى شطب الأسماء العربية للمدن والقرى الفلسطينية وكذلك من على جميع اللافتات واستبدالها بأسماء عبرية:احملوا أسماءكم وانصرفوا..واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، انصرفوا..وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة..وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا..انكم لن تعرفوا, كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء؟..أيها المارون بين الكلمات العبرة..ولهذا لك أن تنام قرير العين يادرويش, فروحك اعلنت الثورة على الطغيان ورفاقك لم ولن ينسوا ماقدمت، كانت كلماتك حجرا فجر ثورة آلمتهم في حياتك و غدا سلاحا فتاكا أدخله رفاقك الى بيتهم في مماتك, فكأنك معنا يا محمود. لقد سقط الحصان عن القصيدة لكي يرحل إلى البيت عبر السفح كما شاء: إما الصعود وإما الصعود..والآن يا أخانا بعد أن لم تعد بشرا مثلنا، لأنك مت شاعرا أسطوريا لتعيش مع من هم مثلك, مع الأساطير.. لقد دخلت التاريخ، وصرت اليوم ما أردت, فقد صرت فكرة وكرمة وطائرا فينيقيا وشاعرا جسده تحت الثرى، واسمه فوق الثريا..لقد صرت تماما كل ما تريد, لقد صرت فكرة," سأصبح يوماً فكرة..لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب..كأنها مطر على جبل تصدع من تفتح عشبه..لا القوة انتصرت..ولا العدل الشريد..سأصير يوماً ما أريد..أنا من تقول له الحروف الغامضات, اكتب تكن, واقرأ تجد". لقد كانت قصائد درويش وستبقى وطناً وهوية، لذا أحبه الشعر ومنحه أسرار خلوده، لكنه ظل يبحث عن الموت في جداريته"الوصية" بلا موت، ويهزم الموت باستعلاء قائلاً:"هزمتك يا موت الفنون جميعها..هزمتك يا موت الأغاني في بلاد الرافدين..مسلة المصري، مقبرة الفراعنة..النقوش على حجارة معبد هزمتك انتصرت, وأفلت من كمائن الخلود..فاصنع بنا, واصنع بنفسك ما تريد". لقد انتظرت الموت يا محمود "بذوق الأمير الرفيع البديع", وأبنت نفسك بأفضل مما قد يفعل أي منا، فكانت وصيتك في جداريتك: "أقول صبّوني بحرف النون ، حيث تعبّ روحي..سورة الرحمن في القرآن..وامشوا صامتين معي على خطوات أجدادي, ووقع الناي في أزلي, ولا تضعوا على قبري البنفسج ، فهو زهر المحبطين يذكّر الموتى بموت الحبّ قبل أوانه..وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت، وبعض شقائق النعمان إن وجدت، وإلا، فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس". لم يمت محمود درويش..ولن يرحل من نفوسنا..فكل قصيدة هي رمز من رموز الحياة..وكل لحن غنى لفلسطين وللأمة من أشعاره..باق وخالد في أرواحنا أبد الدهر..وعزاؤنا في محمود درويش هذا الإرث الذي تركه فينا..فنم قرير العين وأنت تحتضن القدس في قلبك..وستخلد الأجيال تلو الأجيال ذكراك العطرة..بقصائدك وأشعارك وكتاباتك..فكم من العظماء أمثالك عاشوا الآف السنين بآثارهم الخالدة. فعلا إنه محمود درويش، ولا أحد اليوم غيره, لأنه وحده وطن كامل وضمير أمة بأسرها..لأنه هو من حمل ضحكة فلسطين وأحزان فلسطين في حروف أبياته حتى آخر يوم في حياته، ومحمود درويش ليس شاعراً فريداً، بل أسطورة زمن غابت فيه الأساطير..!. وكل من يمر بين كلمات درويش غير العابرة لا يجد في رصيده من شعر الغزل إلا ديوانا واحدا لم يقل فيه كلاما رومانسيا كحال كل الشعراء بل اعترف فيه لسيدات فلسطين بدروهن في الثورة ومنح لكل واحدة منهن وسام اعتراف وحب، وخشي أن يتزوج منهن واحدة فتغضب منه الأخرى لأن الوطن لجميعهن وهو وطن كامل..بل أكبر بكثيرمن نصف العرب. صحيح أن الموت غيب الشاعر الكبير محمود درويش بعد عملية القلب المفتوح..لكن الأكيد هو أنه مازال حيا يرزق لأنه ولد بقلب مفتوح على قضيته الكونية الكبيرة بل أضاف لرصيد القلوب العربية نوعا آخر من إحساس الكينونة..قالوا إنه مات جسدا لكني أراه حيا خالدا فالعظماء لا يموتون..سيبقى خالدا في دم فلسطين وأحلام الشهداء وعرق الرجال وفي صهيل الخيول العربية. تحدى درويش الصهيونية"جولدا مئير" التي أعلنت موت الهوية الفلسطينية بعيد نكسة حزيران فكتب "سجل أنا عربي" ليقول إن الوجدان الفلسطيني حي رغم أنف الصهاينة..هو الذي تحدى السجون وعارض اتفاق أسلو والتطبيع واستمر لوحده في المقاومة نيابة عن الضمير العربي والقضية الفلسطينية فخلدته الذاكرة الموسيقية العربية, بل كل العرب والعروبة, فهل من شاعر بعد درويش يحمل القضية وهمها, أم أن الواقع اليوم لم يعد "يسجل أننا عرب"؟. ونقرأ في تحديه للسجون والزنازين والسجانين"وضعوا على فمه السلاسل..ربطوا يديه بصخرة الموتى، و قالوا:أنت قاتل..أخذوا طعامه والملابس والبيارق ورموه في زنزانة الموتى، وقالوا:أنت سارق..طردوه من كل المرافيء..أخذوا حبيبته الصغيرة، ثم قالوا:أنت لاجيء..يا دامي العينين والكفين, إن الليل زائل..لا غرفة التوقيف باقية, ولا زرد السلاسل..نيرون مات، ولم تمت روما بعينيها تقاتل..وحبوب سنبلة تجف, ستملأ الوادي سنابل..!. يقول شكسبير"ان الحياة التي تستحق أن تعاش, هي تلك التي نعيشها من أجل الاخرين"..والحياة يا محمود لا توهب لتعرف أو تعرض للنقاش، بل لتعاش..وتعاش بكاملها، وتلتهم كقطعة حلوى إلهية، أو شفتين ناضجتي الكرز, وقد عشتها كما شئت أنت، لا كما هي شاءت, أحببتها فأحبتك, وشاكست ما يجعلها أحد أسماء الموت، في عصر القتل المعولم الذي يمنح القتلى قسطاً من الحياة لا لشيء..الا لينجبوا قتلى. لقد عشت من أجل الأرض, أرض فلسطين الطاهرة ورحلت عاشقا لها ومدافعا عنها, فلا عجب أن نفرأ لك عن الأرض وفي يومها" أنا الأرض, يا أيّها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها, أحرثوا جسدي..أيّها الذاهبون إلى جبل النار, مرّوا على جسدي..أيّها الذاهبون إلى صخحرة القدس, مرّوا على جسدي..أيّها العابرون على جسدي, لن تمرّوا..أنا الأرض في جسد, لن تمرّوا..أنا الأرض في صحوها, لن تمرّوا..أنا الأرض, يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها, لن تمرّوا, لن تمرّوا, لن تمرّوا. في"طللية البروة"وهي من قصائد محمود درويش الأخيرة، يقف الشاعر على أطلال قريته..في عام النكبة كان محمود في السادسة من عمره, لجأ مع والديه إلى جنوب لبنان ولمدة وجيزة، إذ قرر الوالد العودة إلى فلسطين, فعاد الجميع إلى"البروة" ليجدوا ان الإقامة فيها مستحيلة فلجأوا الى"الجديدة"واقاموا فيها, ومع الوقت تحولت البروة إلى قفر يخلو من الحياة.."يا صاحبيّ قفا.. يقول محمود في قصيدة البروة، تماما كما قال امرؤ القيس من قبل, يقف على أطلال ما كان يُسمّى بالبروة، ويصف ما يشاهده ويروي ذكريات طفولته فيها:"هنا وقعت سماءٌ ما على حجرٍ وأدمته لتبزغ في الربيع شقائقُ النعمان..هناك كسر الغزال زجاج نافذتي لأتبعه الى الوادي..هنا حملت فراشات الصباح الساحرات طريق مدرستي..هنا هيّأتُ للطيران نحو كواكبي فرساً". |
جيفارا- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 594
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
- مساهمة رقم 40
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
انه يتحدث حديثا رومانسياً عذبا عن ذكريات أيامه في الطفولة، بل عن حكايته الأولى:"حليبي ساخن في ثدي أمّي، والسرير تهزّه عصفورتان صغيرتان، ووالدي يبني غدي بيديه".. وعندما يقول له سائح افتراضي يرافقه في البروة، وقد شاهده منفعلا: انتظر اليمامة ريثما تُنهي الهديل، يجيبه الشاعر:"تعرفني وأعرفها"، أي انه عرفها عندما كان في البروة, فإذا سأله هذا السائح عما اذا كان يرى خلف الصنوبرة مصنع الألبان الذي أقامه اليهود، يجيب الشاعر:"كلاّ, لا أرى إلا الغزالة في الشباك".. يقول: والطرق الحديثة هل تراها فوق انقاض البيوت؟ أقول: كلاّ, لا أراها, لا أرى الا الحديقة تحتها، وأرى خيوط العنكبوت"..انه يصر على رؤيته السابقة للبروة، ويرفض مصنع الألبان، الطرق الحديثة، إذ لا يرى في ذاكرته وأعماق نفسه سوى الحديقة التي بُنيت الطرق فوقها، كما يرى خيوط العنكبوت التي كانت من أشياء الحديقة.
لم يشاهد محمود درويش وهو يقف على البروة سوى شبحها، وأشباح ما كان ومن كان فيها، انه أسير ماضيه فيها، وأسير ذكرياته..يرفض مصنع ألبان اليهود ويرفض طرقهم الحديثة ويتشبت بما كان، ولا يريد ان يتعزى لأن بروته قد بادت إلى الأبد, فحصانه لا يزال يحرسها.
على أن كل ذلك لا يفوت محمود درويش، فإذا كان قد انهى طللية البروة، بوقفة تراجيدية تعيد الحياة الى الشعر الملحمي"أقول أرى الغياب بكامل الأدوات..ألمسه وأسمعه، ويرفعني إلى الأعلى..أرى أقصى السماوات القصية..كلما متُّ انتبهتُ، وُلدت ثانيةً وعدتُ من الغياب إلى الغياب"..فإنه يعود إلى أطلال القضية كلها عندما يتحدث عن جرحه وجرح فلسطين ولا يجد قاضياً حيادياً يفصل فيها ويجري تنفيذ الحكم. يرد ذلك في"طللية" أخرى في ديوانه الأخير"لا أريد لهذي القصيدة ان تنتهي"..عنوان هذه الطللية:"على محطة قطار سقط عن الخريطة" يتحدث فيها عن ضياع فلسطين، ويرفض ان يصدق ما حصل، ولا يقتنع الا بما يقوله له حدسه.."كلّ ما في الأمر أني لا أصدّق غير حدسي..للبراهين الحوار المستحيل, لقصة التكوين تأويل الفلاسفة الطويل.. لفكرتي عن عالمي خلل يسبّبه الرحيلُ..لجرحي الأبدي محكمة بلا قاضٍ حيادي..يقول لي القضاة المنهكون من الحقيقة: كل ما في الأمر ان حوادث الطرقات أمر شائع..سقط القطار عن الخريطة، واحترقت بجمرة الماضي..وهذا لم يكن غزواً..ولكني أقول: وكل ما في الأمر أني لا أصدّق غير حدسي..لم أزل حيّاً".
تفتقد قضية فلسطين، كما يقول محمود درويش، المحكمة الحيادية والقاضي المحايد, ولأن الأمر كذلك، فإن الافك أو الباطل ينجح في تصويرها وفق هواه، لا وفق مبادئ الحق والعدالة، ولكن هل يستطيع الباطل ان يصول ويجول وأن ينتصر إلى ما لا نهاية؟.
وأنهي بما قاله الأستاذ أحمد درويش الشقيق الأكبرللراحل:"شعرت في المرة الأخيرة التي زارنا فيها في قرية "الجديدة" أنها الليلة الأخيرة, التقطنا صوراً كثيرة على غير العادة, وأحسست أن سفره إلى أميركا سيكون بمثابة رحلته الأخيرة..شهادتي لا تختلف عن شهادات الآخرين فليس لي بمحمود أكثر من الآخرين"..فهل بعد هذه الشهادة من شهادة؟..فعلا, لقد كنت يا محمود نصف العرب بل أكثر.
محمود, كم سنفتقدك حيا في كل مكان, وكم ستبقى حيا بيننا أبدا تغني.."على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
لمى جبريل- المدير العام
- جنسيتك : اردنية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 2
نقاط : 27505
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
- مساهمة رقم 41
رد: ملف خاص في ذكرى وفاة الشاعر محمود درويش 13/8
أفق القصيدة: في غنائيات محمود درويش
محمد بنيـــــس
محمد بنيـــــس
ذلك الأفقُ، الذي أراده محمود درويش لقصيدته، لم يكن محفوظاً في صندوق الأجداد. نفيٌ به تبدأ القصيدة قصيدتُه كي لا تنتهي. كان الأفق، عبر حياة من القصيدة، شيئاً فشيئاً يتشكل، في صيرورة هي وحدها التي اكتشف فيها ما ستكون عليه قصيدته. بطيئاً كان ينصت إلى الزمن في قصيدته، وصبوراً كان في كل خريف على موعد معها. شيءٌ من الحُمّى أو الجنون، في رحيل تعددت مساراته واختلفت. وبتؤدة كان يشطب على الكامل، المكتمل، في القصيدة والحياة، حماية لما لا ينتهي من أي ثقة بان القصيدة انتهت حتى قبل كتابتها. مغامرة فاتنة. ونحن كلما أعدْنا قراءة أعمال محمود درويش اتضحت لنا طبيعة العقد الذي كان بينه وبين قصيدته. أسميه عقداً سرياً، فيه وبه كانت القصيدة على الدوام تنفي اكتمالها. وفي إعادة القراءة ننصت من جديد إلى تلك الصيحة المباركة التي كانت لدرويش الجرأة على تحريرها من جوف صدره، معلناً عن رفضه للحب القاسي، عندما أصبح القارئ العربي، لما بعد يونيو 1967، يطوق به عنق القصيدة الفلسطينية، التي كان لها اسم 'شعر المقاومة'. آنذاك، وفي غمرة الاحتفال بانتصار القصيدة على واقع الهزيمة، أدرك محمود أن في حب كهذا ما يحكم على القصيدة بألا تكون، لأنها، في منظور ساذج كالذي احتفى بها، تؤدي إلى إلغاء القصيدة، بكل بساطة. كل كلام كان قصيدة لمجرد أن يختار كلمات هي مفتتح الانتصار على الهزيمة في واقع الهزيمة. تلك الصيحة هي التي رافقته على امتداد حياة أفردها للقصيدة وحدها وانفرد بها. وربما كان هذا أعلى درجات اللقاء بالقصيدة بعد رحيل صاحبها، حيث تصبح طائرة في فضاء الشعر، جنباً إلى جنب مع ديوان الشعر العربي والإنساني، صوتاً ينزل في صدورنا موشوشاً أو جموحاً. لا تنس شيئاً مما سأكون، تقول القصيدة لقارئها في صمته، وهي في نهر الكلمة البشرية تسعى. 2. ذلك ما تعودتُ عليه وأنا اقرأ قصائد ودواوين محمود درويش، منذ 1968، فيما كنت، أنا الآخر، أبحث في صمت فاس عن قصيدتي. كنت، في قصائده ودواوينه، أسمع شيئاً ما لم يكن واضحاً بعد في صوت قصيدته. كانت تلك القصيدة غنائية، تنظر في كل وقت إلى شعر نزار قباني، بما هو الطريق الذي للقصيدة أن تسير عليه. وحتى ما كان يتعلمه من ترجمات الشعر العالمي إلى العبرية، لم يكن يضاهي غنائية نزار قباني. لكن القلق سيد قصيدة محمود درويش. وهو ما قربني أكثر منه ومن تجربته. كنت، كغيري، أقرأه أو أنصت إليه في إلقائه الشعري، بما تطالبني به القراءة الجماعية من الانحياز لهذه القصيدة. هي قصيدة تأتي من عذابات منفى الشعب الفلسطيني. ولكني، في الوقت نفسه، كنت أقرأ قصيدة ذات حساسية شعرية مختلفة، تعلمتها من مدرسة الشعر العربي الحديث ومن حركة الشعر الغربي الحديث منذ القرن التاسع عشر. كانت قصائد ديوان 'العصافير تموت في الجليل'، و'حبيبتي تنهض من نومها'، تتبع الغنائية التلقائية، ثم أصبح القلق يتضح، لاحقاً، في 'أحبك أو لا أحبك' أو 'تلك صورتها وهذا انتحار العاشق'. ضرب من الجنون يهدم أوليات اليقين بنمط غنائي تستريح إليه القصيدة عندما تنسى أنها قصيدة. وفي 'أحمد الزعتر' أو 'مديح الظل العالي' أو 'قصيدة بيروت' كان ما ينشأ في القصيدة، من حيث الارتفاع بالغنائية إلى فضاء ملحمي. مع هذه القصائد أخذت ملامح التكوين الشعري الجديد تظهر، وأصبح السؤال الشعري يعبر إليها من أمكنة معرفية وجمالية عمل الشاعر على الرحيل إليها: لم أسمع دمي من قبلُ ينطق باسم عاشقة تنام على دمي... وتنامُ... من مطرٍ على البحر اكتشفنا الإسمَ، من طعْم الخريف وبرتقال القادمين من الجنوبِ، كأننا أسلافُنا نأتي إلى بيروت كي نأتي إلى بيروتَ... من مطرٍ بنيْـنا كوخنا، والريحُ لا تجري فلا نجري، كأن الريحَ مسمارٌ على الصلصال، تحفر قبْونا فننام مثلَ النمل في القبو الصغير كأننا كنا نُغـني خلسة: بيروت خيمتنا بيروت نجمتنا' (قصيدة بيروت) هذا الصوت الجديد، الذي أخذ يتردد على البيت الشعري، كان يعني ثقافة شعرية أعطت للقصيدة وعداً بأفق مختلف. وهو ما لم يتأخر عن البروز في ديوان 'ورد أقل'، الذي أرى فيه صدمة لذائقة شعرية كانت لا تأخذ من القصيدة سوى ما كان يأتيها من خارج القصيدة. فمع 'ورد أقل' أصبحت القصيدة تبني رؤية لزمن شعري أوسع من الزمن الواقعي الذي كان لا يزال يرن فوق بلاط الإيديولوجيا. في هذا الديوان نشيد لقصيدة النقصان، لما لا يكتمل في القصيدة ولا ينتهي، ولما لا يريد له درويش أن ينتهي فيها. 3. ولم أتفاجأ بعبور القصيدة إلى أفق آخر مع 'أرى ما أريد'. ذلك ما كنت أنتظره منها: فلمَ اندفعتََََََََ الآن في السفر الكبير وأنتَ توراةُ الجذورْ أنتَ الذي ملأ الجرارَ بأول الزيْتِ المقدّس، وابتكرتَ من الصخورْ كرْماً. وأنتَ القائلُ الأبديّ: لا ترحلْ إلى صيدا وصورْ أنا قادمٌ حيّاً وميْتاً، يا أبي، توّاً.. أتغفرُ لي جنوني بطيور أسئلتي عن المعنى؟ أتغفر لي حنيني هذا الشتاءَ إلى انتحار باذخٍ؟ شاهدتُ قلبيَ يا أبي وأضعتُ قلبكَ يا أبي، خبّأتُه عني طويلاً، فالتجأتُ إلى القمرْ قلْ لي: أحبكَ، قبلَ أنْ تغفو.. فينهمرُ المطرْ (رب الأيائل يا أبي). هنا الشعري يحمل التاريخي إلى مكان السؤال والجنون. وهنا الأبدي يصبح عادياً في حياة لم تمتلئ تماماً، كما تطالب القراءة العادية للتاريخ. ينتقل الغنائي، في رؤية شعرية كهذه، إلى أفق ملحمي هو أفق الشعري بامتياز، أفق لم تعد فيه فلسطين ثابتة عند مدرّج وقائع اليومي في عهد الاحتلال الجديد، بل الزمن أزمنة والأب يذهب عبرها ويعود، لا لكي يتذكر أو يبكي، ولكن لكي يبدأ البحث عن المعنى الذي هو اسم فلسطين. 4. لنقل إنها القصيدة التي أصبح أفقها يمتد في الأسطورة والحكاية. أفق بلا نهاية. أو نهايته هي اللانهاية. وفي ذلك نقد لإيديولوجية الدولة العبرية، التي تنفي الأسطورة كما تنفي الحكاية، حتى لا يبقى لديها إلا بدايةٌ كتَبها متخيلٌ مريض عن التوراة، لا تنفذ إليه قطرة من حياة شعب كان هنا ويكون هنا، في المكان الذي له البداية المتعددة المتكررة اللانهائية لزهرة اسمها فلسطين، بداية تعددت في الماضي لكي تتكرر في مستقبل مفتوح على سموق الزهرة في أغنية شاعر لا يغيب عن الأرض. في هذا الأفق بالذات تبدل سؤال القصيدة كما كتب محمود درويش: ' لم تعد تسأل ماذا أكتب؟ بل كيف أكتب؟ تستدعي حلماً فيفر من الصورة، وتناشد معنى فيضيق به الإيقاع. وفي ظنك أنك قد تخطيت العتبة الفاصلة بين الأفق والهاوية، وتدربت على فتح الاستعارة لغياب يحضر وحضور يغيب بتلقائية تبدو مطيعة.' قصيدة يتفيأ فيها الشعر ظل النثر. 'لكنها، كما يكتب محمود دائماً، في حاجة إلى فكر يقودها وتقوده في مناخ الإمكانيات المفتوحة، وإلى أرض تحملها وإلى قلق وجودي وإلى تاريخ وأسطورة' (في حضرة الغياب، ص. 99). هي ذي قصيدة أخرى، بمنظور ما يأتي لا بما كان، وبرؤية المصاحب للقصيدة في لا نهايتها، حيث يلتقي كل شيء كما كل شيء يعيد التكوين. فكرٌ قبل القصيدة يصبح آخر في القصيدة، وأرض لها أفق القلق الوجودي، مثلما فيها التاريخ والأسطورة يتآخيان. بذلك تنشأ حقيقة مختلفة عن كل حقيقة نافية للمتعدد فيها والمتكرر، قادماً من البدايات، التي كلُّ قوْلٍ بجمودها، في نقطة بداية واحدة، هو النقيض لما هي عليه، واقعاً في التاريخ والأسطورة في آن. 5. ولا ننفصل عن هذا الأفق الأبعد دائماً، والمستحيل دائماً. في الديوان الأخير، هناك ما يفصح عن هذا الأفق في القصيدة ذاتها التي هي 'لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي'. هل هي شهادة أم اعتراف؟ لا إنها استراتيجية القصيدة التي كانت لها رغبة الكشف في صيرورتها عن أفق لا ينتهي بالقصيدة وفي القصيدة: لا أريد لهذي القصيدة أنْ تنتهي أبدَا لا أريد لهَا هدفاً واضحاً لا أريد لها أنْ تكونَ خريطةَ منفى ولا بلدَا لا أريدُ لهذي القصيدة أن تنتهي بالختامِ السعيد ولا بالرّدَى أريد لهَا أنْ تكونَ كما تشتهي أنْ تكونَ: قصيدةَ غيري. قصيدةَ ضدّي. قصيدةَ نِدّي... أريد لهَا أن تكونَ صلاةَ أخي وعدُوّي. كأنّ المُخاطَبَ فيها أنا المتكلّمُ الغائبُ فيها. كأن الصدَى جسدي. وكأني أنَا أنتِ، أو غيْرُنا. وكأني أنا آخَري! بين اللاإرادة والإرادة يلتقي الأقصيان، ما ليست القصيدة وما تكون، في حياة كان فيها محمود درويش لا يتوقف عن الإنصات إلى الزمن في القصيدة والحياة معاً. نفيُ الانتهاء هو، من جهة، قبول برغبة القصيدة ذاتها، حيث كتابتها تتبع منعرجات الشهوة. والإثبات، من جهة أخرى، إعلان عن المتواري من الذات خلف الذات، حيث المتكلم هو نفسه الغائب، وحيث الأنا هي آخر، كما كتب رامبو. قصيدة بين مجهول ومجهول، فيه وحده يتكاثر الأفق، لا من مرحلة إلى مرحلة، بل من غنائية إلى أخرى. هناك جربت القصيدة غموضها الذي يريد له الشاعر أن يكون عنوان القصيدة. غموضها وغموض هدفها. فيها هي ذاتها كل ما ينشأ ويتبدل، سعياً إلى أفق هو أفق القصيدة كل قصيدة، عندما تدرك أنها من الزمن أتتْ وفيه تسافر، عبر رحلة لا ينتهي فيها المعنى عند معلوم، كما تسعد بذلك غنائية الخطابة. ولمحمود درويش غنائية أخرى، قادمة من مجهول القصيدة، حتى لا أفق غير هذا الذي لا ينتهي، في القصيدة، مع كل خريف يتهيأ كي يكون خريفا قادماً على الدوام، أبداً، لا ينتهي لقصيدة هي ذاتها، لا تنتهي. |
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر