اثنتان وثلاثون عائلة في 'خربة طانا' تعيش حالة من الفزع والقلق وعدم الاستقرار، بعد أن أصبحت أرضها ومصدر رزقها مهددة بالمصادرة، وبعد أن هدمت بيوتهم الواقعة على أراضي قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس، بأوامر عسكرية من الاحتلال، للمرة الرابعة منذ 2005.
'للمرة الرابعة هدموا بيتي ومكان مولدي وذكريات طفولتي'، يقول محمد أسعد حنني (70 عاما) وهو يقف على أنقاض بيته (الصفائح الحديدية) في الخربة، ولا يستطيع إخفاء شعوره بالبرد القارس في الأجواء الماطرة، رغم التحافه بردائه الرث.
وتساءل محمد عن مستقبله وأولاده السبعة 'من أين سنعيش وأين سنتوجه بعد اليوم؟ لقد تربيت بين هذه الأراضي التي ورثتها عن أجدادي، واليوم أصبحنا مهددين بالتشرد.
وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أن هذه الأرض منطقة رماية وتدريب عسكري، ولا يوجد ما يثبت ملكيتها لأراضينا، مؤكدا وجود أوراق ملكية مسجلة منذ عهد الأتراك تؤكد ملكية أجداده للأراضي.
وقال:' أعدنا بناء ما هدموه وصمدنا على الأرض، وتم بناء بيوت من الطوب، ولكن اليوم فوجئنا بقرار الهدم ولم تنته الأمور القانونية بعد'.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت عدة مرات بمضايقات وكان المستوطنون يلاحقون الرعاة، وفي كثير من المرات أقدموا على خطف المواشي والاعتداء على سكان الخربة.
ومن جانبه، أكد رئيس بلدية بيت فوريك عاطف حنني أن أراضي خربة طانا تابعة لقرية بيت فوريك وهي منطقة ممسوحة لدى المالية وموثق ملكيتها بأسماء مواطنيها ومسجلة بأراضي المساحة منذ عهد الحكومة الأردنية والأتراك أيضا، موضحا أن إسرائيل صادرت أكثر من ثلث أراضي القرية ومنها الخربة، التي يستغلها السكان كمراعٍ وأراضٍ زراعية في موسم الشتاء.
وأضاف حنني، أنه بعد سيطرة الاحتلال على أراضيها قامت ببناء مستوطنة ' ماخورا' وأصبحت منطقة عسكرية للجيش وتدريباته.
ومن المعروف أنه لا يسكن أراضي خربة طانا أي مستوطن، فقط جيش الاحتلال هم من يقيمون فيها، ومن فترة لأخرى يقومون بمضايقات ضد المواطنين سواء وحدهم أم مع المستوطنين، وأغلقوا المنطقة عدة مرات وحولوها إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وبين حنني أن الخربة يقطنها حوالي 200 مواطن فلسطيني، وأن الاحتلال صادر حوالي ثلث أراضيها التي تبلغ مساحتها 12 آلف دونم، ويسكن مواطنوها في بيوت من طوب وبركسات وخيم وحتى في الكهوف، ويوجد فيها جامع ومدرسة.
وذكر أن أول مرة هدم الاحتلال بيوت الخربة كانت في شهر تموز 2005 ، وبتاريخ 26/1/2009 قررت المحكمة العليا الإسرائيلية هدم بيوت الخربة وتهجير السكان الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، وفي 10-1-2010 هدمها الاحتلال للمرة الثانية، وفي 9-12-2010 هدمت للمرة الثالثة، وفي 9-2-2011 هدمها الاحتلال للمرة الرابعة.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض خلال تفقده لخربة طانا، أن مشهد الصراع يتلخص في إرادة شعبنا في الحياة والصمود والبقاء في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي في التدمير والاقتلاع والتهجير.
وكان د. فياض قد شارك أصحاب البيوت المدمرة في إعادة بناء بيوتهم وخيمهم، وتم توزيع عدد من الخيم على أصحاب البيوت المدمرة.
وشدد فياض على أن 'السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس تقف إلى جانب أبناء شعبنا في طانا وفي كافة المناطق التي تواجه ممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه لتمكينهم من الثبات والصمود والبقاء على أرضهم'.
وقال: 'سياسة التدمير والتخويف الإسرائيلية هدفها دفع أبناء شعبنا إلى الهجرة، فهذه هي المرة الرابعة التي يتم بها هدم الخيم والبركسات في خربة طانا، ونحن هنا لنرد على هذه الممارسات من خلال إعادة بناء ما يدمره الاحتلال، وتعزيز صمود أبناء وبنات شعبنا في هذا الجزء من وطنهم، وتأكيدا على حقهم في الحياة والبقاء والبناء إلى أن نصل في النهاية إلى دولتنا المستقلة على كامل الأرض المحتلة عام 1967 في قطاع غزة، والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية'.
وأكد فياض أن السلطة الوطنية ستعمل بأقصى إمكانياتها لتوفير مقومات بقاء وثبات أبناء شعبنا على أرضهم، وضمان حقهم في الحرية والكرامة في وطنهم.
ويذكر أن وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم، أكد أن هدم الاحتلال المتكرر للخربة الواقعة على مشارف الأغوار يهدف إلى تهجير أهلها ومصادرة أراضيهم لتنفيذ مخططات استيطانية، مشيرا إلى أن إجراءات الحكومة بإعادة بناء المنازل تمت بالتنسيق مع المؤسسات الدولية والإنسانية العاملة في الوطن؛ بهدف وضع حد لاعتداءات الاحتلال التي تستهدف المواطنين، ولإحكام السيطرة على منطقة الأغوار عمق الدولة الفلسطينية العتيدة.
وأدان غنيم التصعيد الإسرائيلي خاصة في فصل الشتاء بهدف إحداث ألم أكبر للمواطنين، مشددا على دعم إرادة المواطنين في البقاء على أرضهم والتشبث فيها، لإفشال مخططات الاحتلال بتقويض بناء الدولة الفلسطينية.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918