حياة المرحوم الاستاذ محمد داوود القيمري
اعدها وجمعها الاستاذ ناصر محمد القيمري:
ولد عام الجراد " 1914 " حيث لا قيود و لا شهادات , تدون ذلك كان في ولادته , جاراً للحرم الابراهيمي الشريف , لم يكن في ولادته فقيرا ولكنه و بعمر خمس سنوات اصبح يتيما .
وأنه لمن الصعب حقا تحديد المدارس التي تعلم بها , ولكن من السهل بمقدار تتبع سيرته , فالخليل بذلك العدد البسيط من العائلات , التي يسكن البعض منها جارا قريبا للاخر . و يغنيك عن السؤال احيانا كثيرة ما قد تسمعه عن الثقات , و قد اهتممت كثيرا بما سمعته من السيد حميدي البكري , و قد زرته بعد ذلك للتدقيق بما قال و تدوينه فروى :-
" اذكر انه وقبل حوالي خمس وخمسين عاما بالتقريب , انني كنت جالسا في ديوان ال البكري , بالخليل , و كان النقاش عن العلم و التعليم , و قد صرح عمي السيد عبد الغني البكري , بانه عندما كان يسري الى عمله في الصبح و عندما يعود من عمله ساعات الليل , يرى ذللك التلميذ , واسماه باسمه محمد داود القيمري , منكبا على الدراسة و الكتاب بين يديه ليلا نهارا , تحت فانوس الخرم الشريف , و قال بالحرف الواحد , انه لمن انشط التلاميذ , سيكون رجل علم يشار اليه بالبنان ".
وهكذا بدا الايمان بالعلم على كره من جميع من كان حوله , فاستمد نور العلم من انوار الحرم الابراهيمي الشريف . و اعلم انه في كثير من الاحيان لم يكن ليستطيع اضاءة مصباح لمذاكرة دروسه .
اتم دراسته في مدارس الخليل , و اكمل في الكلية العربية , الواقعة قرب المندوب السامي في القدس , و اهى دراسته بها عام 1934 , وكانت سمات النبوغ ظاهرة واضحة عليه بشهادة معلميه وزملائه .
وهكذا بدا , شابا طموحا وسيما , مديد الطول , عربي الملامح , كريم الاصل التحق في سلك التعليم , وبدا حياته معلما في بئر السبع , وبعد تمام السنة الاولى من عمله تقدم خاطبا , وتزوج ليعود الى بئر السبع .
أما ما خطت يداه في تلك الفترة , فقد بدا بكتابة تاريخ الانجليز و بدا يتبحر في دراساته و في كتاباته و اطلاعاته , وقد وجد هوى في فقه اللغة العربية , و التاريخ و قد بقى معلما في بئر السبع حتى عام 1938 , ومان ان ولدت له في بئر السبع ابنته الاولى اختي "فاطمة" في دار ابي حسن التركمان ليلة 3 شعبان وكذلك و لدت له اختي الثانبة "نعمة" بدار الشيخ سليم بسيسو مفتي السبع ليلة القدر , وقد نقل في بداية عام 1939 الى مركزه الجديد معلما في المجدل .
ادارة المعارف
اللواء الجنوبي
يافا 14-9-1939
حضرة السيد محمد القيمري
اصدر مدير المعارف قرارا في 12-9-39 رقم 21/5428 , بنقلكم من مدرسة بنين السبع الى مدرسة بنين المجدل لبتدلء من 16-9-1939 عليكم تنفيذ ذلك .
مفتش المعارف
ادارة المعارف
اللواء الجنوبي
يافا 29-11-1943
حضرة السيد محمد القيمري المحترم
بواسطة حضرة مدير مدرسة البنين في المجدل المحترم
المبحث : النقل
قرر جناب مدير المعارف نقلكم من مركزكم الحالي الى مديرية مدرسة اسدود اعتبارا من 1-12-43 . تتسلمون المدرسة حالا من السيد عبد الكريم ابو كف بحسب الاصول المتبعة و المنصوص عليها في منشوري رقم 569 تاريخ 25-11-1942.
مفتش المعارف
ادارة المعارف
اللواء الجنوبي
يافا 18-8-1944
قرر جناب مدير المعارف نقلكم من مركز عملكم الحالي في مدرسة اسدود الى مركز اخر سيعين مكانه فيما بعد. تسلمون مدرسة قرية اسدود لخلفكم السيد احمد ريماوي بتاريخ 31-8-44.
مفتش المعارف
وتشاء الاقدار ان تجمعنا مع اخ كريم , وقد عاصره وكان تلميذا في اسدود و المجدل فيقول السيد محمد البطراوي :
" اعود بذكرياتي لعام 1941, عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي , وقد كنت حينئذ مجا في دروسي, و يعيبني الخط واذكر كيف ان المرحوم وبطريقته الخاصة حعلني طالبا اجيد الخط بدرجة انه طلب مني ان اصحح كراسات الطلاب الاخرين, قائلا " ان خط هذا الطالب الان افضل من خطي" .
ويكمل السيد البطراوي : وفي اسدود نقل الاستاذ القيمري مديرا هناك , وقد عمل على افتتاح الصف السابع , وقد احضر لذلك طلابا تركوا المدرسة من الصف الخامس , و كذلك احضرني من المجدل , والمدهش في الامر ان معدلات هذا الصف الجديد , كانت اعلى معدلات صف سابع في فلسطين كلها ..
وبعد طول غياب , قابلته عام 1959 , فعرفني على الفور , ذاكرا اسمي واسم ابي واسم جدي و العائلة , علما باننا لم نلتق منذ عام 1943.
وان نسيت فلا انسى ما حدث عندما سمعت بمرضه , وعدته في بيته وكان حاضرا لديه السيد عمر العناني , فذكرني له باعتزاز , وذكر له امورا كنت نسيتها , وتراجم اعددتها و انا تلميذ عنده , وقرأها علينا من ذاكرته , ومن ثم احضر ملفا واستخرج منه اوراقي وانا تلميذ , وعجبت لعظمة هذا الانسان".
( وللحقيقة فانني اعتبر كا نجاح احرزته بحياتي يعود الفضل فيه للنشاة التي انساني عليها استاذي العظيم ).
ادارة المعارف
اللواء الجنوبي
يافا 2-9-1944
حضرة السيد محمد القيمري المحترم
المبحث : النقل
قرر جنلب مدير المعارف نقلكم من مركز مدير مدرسة قرية اسدود الى مركز معلم في مدرسة البنين في اللد , وذلك بمثل راتبكم اعتبارا من 25-9 . لا تدفع لكم نفقات السفر و علاواته لان النقل كان بطلب منكم.
مفتش المعارف
ادارة معارف اللواء الجنوبي – يافا
21-9-1944
حضرة السيد محمد القيمري المحترم
الاشارة كتابي 34/3152 بتاريخ 2-9-1944
يلغي كتابي المشار اليه , ويعمل بما يلي :-
قرر جناب مدير المعارف نقلكم من مركز معلم في مدرسة البنين في اللد , الى مركز معلم في المدرسة البكرية بالقدس ,اعتبارا من 25-9-1944.
مفتش المعارف
في القدس
وانا اذ اضع نفسي و فكري , اعلم عن يقين ما هي الدوافع التي خلف محاولات والدي الانتقال الى القدس , فهو رحمه الله , قد درس تاريخ العرب , وكان معجبا بسيرة الناصر صلاح الدين الايوبي , ومر في ما مر بدراساته عن ذكر امراء القيامرة , ومجدهم , وسيرتهم , وما قدموه لبيت المقدس ,فكان دؤوبا للعودة الى بيت المقدس , الى البحث عن تراثهم , واحياء ذكراهم , وتدوين اعمالهم , وبحمد الله فقد اتم ذلك , وسوف يرى النور باذن الله كتابه عنهم و ابحاثه في ذلك .
وقد بدأ عمله في المدرسة البكرية بالقدس والتي كانت في ذلك الوقت بالمصرارة , و قد رافقه في ذلك الوقت الاستاذ الكبير محمد صيام , وقد مرت ايام البكرية, كأيام بئر السبع و المجدل ,سنوات من الكفاح , وكان خلالها الاستاذ يحيى حياة الشهابي مديرا للمدرسة البكرية. واستمر معلما بها حتى عام 1948.
وبذا انتهت ايام الانتداب و فتح عصر جديد .
فتح المدارس
اجتمع المعلمون في المدرسة الرشيدية بالقدس , وعين المرحوم مديرا للمدرسة الرشيدية – القسم الابتدائي , وبقي هناك لفترة سنة , وكان نائبا له الاستاذ محمد صيام.
نقلت المدرسة بعد ذلك الى المدرسة المركزية وهي في موقع المدرسة المامونية , و سنة اخرى هنالك حتى افرغ الحكم العسكري روضة المعارف و المعروفة حاليا بالمدرسة العمرية , و انتقلت المدرسة الى الى هناك و يروي لنا الاستاذ محمد صيام بعض التفاصيل عن تلك الفترة فيقول :
" نقلت انا و المرحوم الى مدرسة الروضة , وقد كان يرى في عمر بن الخطاب مثالا يحتذى , فكتب رحمه الله – العهدة العمري – ودونتها انا بخطي , ووضعت من اسفل صورة عمر بن الخطاب التي رسمها الاستاذ داوود زلاطيمو و بقيتا في صدر العمرية لسنوات ".
"اشترك في عدد من المؤلفات , وله اناشيد مدرسية تحت عنوان الروائع , وكان يهتم بالتاريخ العربي الاسلامي ,وكان اديبا و شاعرا , وكان مطلعا على اداب اللغة العربية متينا بها , متينا بقواعدها. وهي التي جمعت بيننا ,فانا احبها كذلك ".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر