بقلم ألان غريش
[b]عندما سمع صديق لي عنوان هذا الفصل, انفجر ضاحكا وقال «لكن ليس هناك ما يقال, فالاتحاد الأوروبي لم يتخذ موقفا واضحا من حق اللاجئين في العودة». وكدت أصدقه بعد النظر إلى المواقف التي تبناها الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالشرق الأوسط في الأعوام الأخيرة. من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفا من حقوق الفلسطينيين القومية وسياسة الاستيطان والقدس وإنشاء دولة فلسطينية وحق إسرائيل في العيش بأمان. إلا أن أي إشارات إلى اللاجئين كانت مبهمة: ومصطلح «حق العودة» لم يستخدم البتة.
كنت مشرفا على الاستسلام عندما عثرت, بطريق المصادفة تقريبا, على نص مؤرخا في 1971 ويعرف بـ «وثيقة شومان», نسبة إلى موريس شومان, وزير الخارجية الفرنسي آنذاك, في عهد الرئيس جورج بومبيدو.
يبنغي أن نذكر أن المجتمع الأوروبي كان مؤلفا وقتذاك من ستة أعضاء فقط: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولنده وبلجيكا ولوكسمبورغ. وكانت الدانمارك وأيرلنده والمملكة المتحدة تتهيأ للانضمام إلى المنظمة في سنة 1972, وكان المجتمع قد بدأ قبل ذلك بعام واحد (1971) التعاون السياسي الأوروبي, الذي نص على مشاورات منتظمة بشأن قضايا مهمة تتعلق بالسياسية الخارجية لكي «يقوي تضامنه بمراعاة تناغم وجهات النظر, والمواقف المتوافقة, والأعمال المشتركة حيثما كان ذلك ممكنا ومرغوبا فيه». ووسم هذا بداية عملية يراد بها جعل أوروبا كيانا واحدا يمكن أن تكون له كلمته في الشؤون الدولية مع الحرص على ضمان ألا تعرض الأزمات الدولية المجتمع الأوروبي نفسه للخطر.
من الواضح, في هذا السياق, أن الحرب في حزيران/ يونيو 1967 والصراع الإسرائيلي العربي مثلا موضوعا رئيسيا للاهتمام والتدخل. ولم يكن ذلك لأن المنطقة المعنية قريبة جغرافيا من أوروبا فحسب, بل أيضا لأن الدول الأعضاء لم تكن على وفاق, ففرنسا, تحت زعامة ديغول, من ناحية, وألمانيا وهولنده, القريبتان من الموقف الإسرائيلي, من ناحية أخرى.
وهكذا, ما إن اتخذت الخطوات الأولى باتجاه التعاون الأوروبي, حتى أقنعت فرنسا شركاءها بتبني نص مشترك يعلن المقترحات الأوروبية لحل الصراع الإسرائيلي ـ العربي. ووافق وزراء خارجية الدول الأعضاء الست بالإجماع على وثيقة شومان في 13 أيار / مايو 1971.
ما هي المبادئ الرئيسية المجملة في الوثيقة؟ فضلا عن نقاط تتعلق بالوساطة السياسية, وعلى الأخص دعم مهمة يارينغ, أكد المجتمع الأوروبي تأييده لقرار مجلس الأمن 242, وطالب تحديدا بـ :
ـ انسحاب إسرائيلي إلى الخطوط التي احتلت في 4 حزيران/ يونيو 1967, مع تغييرات طفيفة.
ـ إقامة خطوط منزوعة السلاح على كلا جانبي حدود إسرائيل, مع وجود قوات دولية غير تابعة للدول الكبرى الأربع.
ـ وضع دولي للقدس وتعليق مستمر لأي قرار بشأن السيادة على المدينة القديمة.
ـ وأخيرا, حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو خيار التعويض عليهم.
كانت هذه الخطة قائمة إلى حد كبير على مقترحات فرنسية طرحت في مناسبات مختلفة خلال العامين السابقين, ومن قبل موريس شومان على وجه الخصوص.
وقد أثار إعلان الوثيقة مقدارا من الاختلاف بين الدول الأعضاء. بل إن وزير الخارجية الألماني, وبضغط من إسرائيل, صرح بأن الوثيقة لا تتمتع بأي قيمة عملية. لكن, بالتغاضي عن تلك الاختلافات التي عكست صعوبة توصل المجتمع الأوروبي إلى موقف واحد, يبقى سؤال. لماذا, بعد تأييد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة في سنة 1971 ـ تمشيا مع تأييد الدول الأوروبية للقرار 194 ـ «نسيت» أوروبا هذا المقترح عندئذ؟ لماذا, رغم الزيادة الكبيرة في التوسط الأوروبي في الشرق الأوسط, لا يوجد نص واحد للاتحاد الأوروبي يذكر حق عودة اللاجئين؟ [/b]
[b]عندما سمع صديق لي عنوان هذا الفصل, انفجر ضاحكا وقال «لكن ليس هناك ما يقال, فالاتحاد الأوروبي لم يتخذ موقفا واضحا من حق اللاجئين في العودة». وكدت أصدقه بعد النظر إلى المواقف التي تبناها الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالشرق الأوسط في الأعوام الأخيرة. من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفا من حقوق الفلسطينيين القومية وسياسة الاستيطان والقدس وإنشاء دولة فلسطينية وحق إسرائيل في العيش بأمان. إلا أن أي إشارات إلى اللاجئين كانت مبهمة: ومصطلح «حق العودة» لم يستخدم البتة.
كنت مشرفا على الاستسلام عندما عثرت, بطريق المصادفة تقريبا, على نص مؤرخا في 1971 ويعرف بـ «وثيقة شومان», نسبة إلى موريس شومان, وزير الخارجية الفرنسي آنذاك, في عهد الرئيس جورج بومبيدو.
يبنغي أن نذكر أن المجتمع الأوروبي كان مؤلفا وقتذاك من ستة أعضاء فقط: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولنده وبلجيكا ولوكسمبورغ. وكانت الدانمارك وأيرلنده والمملكة المتحدة تتهيأ للانضمام إلى المنظمة في سنة 1972, وكان المجتمع قد بدأ قبل ذلك بعام واحد (1971) التعاون السياسي الأوروبي, الذي نص على مشاورات منتظمة بشأن قضايا مهمة تتعلق بالسياسية الخارجية لكي «يقوي تضامنه بمراعاة تناغم وجهات النظر, والمواقف المتوافقة, والأعمال المشتركة حيثما كان ذلك ممكنا ومرغوبا فيه». ووسم هذا بداية عملية يراد بها جعل أوروبا كيانا واحدا يمكن أن تكون له كلمته في الشؤون الدولية مع الحرص على ضمان ألا تعرض الأزمات الدولية المجتمع الأوروبي نفسه للخطر.
من الواضح, في هذا السياق, أن الحرب في حزيران/ يونيو 1967 والصراع الإسرائيلي العربي مثلا موضوعا رئيسيا للاهتمام والتدخل. ولم يكن ذلك لأن المنطقة المعنية قريبة جغرافيا من أوروبا فحسب, بل أيضا لأن الدول الأعضاء لم تكن على وفاق, ففرنسا, تحت زعامة ديغول, من ناحية, وألمانيا وهولنده, القريبتان من الموقف الإسرائيلي, من ناحية أخرى.
وهكذا, ما إن اتخذت الخطوات الأولى باتجاه التعاون الأوروبي, حتى أقنعت فرنسا شركاءها بتبني نص مشترك يعلن المقترحات الأوروبية لحل الصراع الإسرائيلي ـ العربي. ووافق وزراء خارجية الدول الأعضاء الست بالإجماع على وثيقة شومان في 13 أيار / مايو 1971.
ما هي المبادئ الرئيسية المجملة في الوثيقة؟ فضلا عن نقاط تتعلق بالوساطة السياسية, وعلى الأخص دعم مهمة يارينغ, أكد المجتمع الأوروبي تأييده لقرار مجلس الأمن 242, وطالب تحديدا بـ :
ـ انسحاب إسرائيلي إلى الخطوط التي احتلت في 4 حزيران/ يونيو 1967, مع تغييرات طفيفة.
ـ إقامة خطوط منزوعة السلاح على كلا جانبي حدود إسرائيل, مع وجود قوات دولية غير تابعة للدول الكبرى الأربع.
ـ وضع دولي للقدس وتعليق مستمر لأي قرار بشأن السيادة على المدينة القديمة.
ـ وأخيرا, حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو خيار التعويض عليهم.
كانت هذه الخطة قائمة إلى حد كبير على مقترحات فرنسية طرحت في مناسبات مختلفة خلال العامين السابقين, ومن قبل موريس شومان على وجه الخصوص.
وقد أثار إعلان الوثيقة مقدارا من الاختلاف بين الدول الأعضاء. بل إن وزير الخارجية الألماني, وبضغط من إسرائيل, صرح بأن الوثيقة لا تتمتع بأي قيمة عملية. لكن, بالتغاضي عن تلك الاختلافات التي عكست صعوبة توصل المجتمع الأوروبي إلى موقف واحد, يبقى سؤال. لماذا, بعد تأييد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة في سنة 1971 ـ تمشيا مع تأييد الدول الأوروبية للقرار 194 ـ «نسيت» أوروبا هذا المقترح عندئذ؟ لماذا, رغم الزيادة الكبيرة في التوسط الأوروبي في الشرق الأوسط, لا يوجد نص واحد للاتحاد الأوروبي يذكر حق عودة اللاجئين؟ [/b]
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر