رغم الآلام التي تتوالد في الذاكرة الفلسطينية جراء الفواجع والمحن التي لا يزال يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني من احتلال وتدمير وقهر وامتهان للكرامة الإنسانية على أيدي المغتصبين إلا أن التفاصيل المرة للتهجير القصري والحكايات القاسية عن النكبة ومآسيها لا تزال محفورة وراسخة في ذاكرة الوجع الفلسطيني.
فقرية قاقون التي تقع في الشمال الغربي من مدينة طولكرم وتبعد عنها حوالي 7 كيلو متر تعتبر جزءً من تجربة حالكة عاشها الشعب الفلسطيني برمته بعد سقوط القرى الفلسطينية واغتصابها وتدميرها ومحاولة تغيير معالمها العربية وبناء المستعمرات الإسرائيلية فوقها لتصبح القرية حكاية في كتب التاريخ ترويها الأمهات والجدات لأبنائهن على أمل أن يتحقق حلم العودة في يوما ما .
الحاجة كلزار أبو هنطش" 80" عاماً والتي تسكن مخيم طولكرم وعاشت تفاصيل النكبة بذاكرة تزخر بالأحداث بعد تهجيرها من بلدة قاقون شمال غرب مدينة طولكرم تتحدث بصوت مشتاق إلى أيام عز البلاد خاصة وأنها عاشت في كنف عائلة ثرية لها أملاك وأراضي واسعة في قريتها المدمرة التي نال منها الاحتلال وحولها إلى مستعمرات (غان يوشيبا ) ( وروفين) والتين تم انشاؤهما 1949 ناهيك عن مستعمرة بيكون التي أنشئت العام 1950.
لم تتمكن الحاجة من الحديث عن ماضيها في قاقون دون تقليب صورها المعتقة وزوجها ومن سكنوا معها في البلدة إضافة إلى تلمس مفاتيح منزل عائلتها التي تواظب على رؤيته كونه يحمل ذكريات لا يمكن نسيانها مهما دارت الأيام و تقدم بها الزمن .
وحول تفاصيل ما جرى في قاقون من مجازر وجرائم على أيدي عصابات الهاجانا "الصهيونية" قالت الحاجة كلزار لمراسلتنا همسه التايه في طولكرم "إن مليات إطلاق كثيفة للنيران جرت تصدى لها المناضلون حسب إمكانياتهم المتوفرة"، مشيرة إلى أن قوات كبيرة من الاحتلال تحركت باتجاه القرية الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين في ظل قصب القرية بشكل متواصل.
وأضافت الحاجة كلزار " نزحت وأهلي وأنا في عمر الثامنة عشر ولم نستطع الخروج بأي من حاجياتنا وأغراضنا باستثناء مفاتيح المنزل، مشيرة إلى أن رحلة عذاب عاشوها حتى استطاعوا الوصول إلى مخيم طولكرم.
وأكدت أن عدد من المعارك نشبت بين المناضلين الفلسطينيين والاحتلال قبل وصول الجيش العراقي الذي أخذت مدفعياته تقصف المستعمرات المحيطة، قائلة "إن مشاهد الدمار والصور الحية التي بثت الخوف والهلع والخوف في قلوب الأطفال والنساء خاصة بعد تدمير معالم القرية كاملة لا تزال تسكن في ذاكرتها".
وأشارت إلى أنه نتيجة لذلك هربت النساء والأطفال إلى البيارات القريبة من الجهة الشرقية لكن مدافع الاحتلال لم ترحم المواطنين أبداً .وعندما أوشكت القرية على السقوط تحركت وحدات الجيش العراقي ولكن لم يتم التصدي للصهاينة حيث استشهد العديد من المواطنين.
وكانت كلزار تعلمت الصفوف الإعدادية في مدرسة الزهراء بنابلس وتزوجت بابن عمها الثري الذي يملك أكثر من 1000 دونما في قاقون لتعاني من قسوة اللجوء بعد الشهر الأول منن زوجاها لتعيش في فقر شديد حيث باعت مصاغها السيارة والنحاس وفراش منزلها واستغنت عن مقتنيات منزلها لتستطيع العيش والصمود هي وأهلها.
وقالت "إن أهالي القرية أصابهم الخوف والفزع من هول ما سمعوا وشاهدو من جرائم"، مشيرة إلى عدد من القرى الفلسطينية أمثال وادي الحوارث وبيار عدس قد سقطت بعد أن حاصرها الخوف، معربة عن أملها في أن تعود لقريتها قاقون التي لا تزال تعيش تفاصيل أيامها بشكل يومي .
من الجدير بالذكر أن قرية قاقون تعتبر من المواقع التاريخية والأثرية في فلسطين حيث عانت من الحروب الصليبية كما أنها كانت في عهد المماليك مركزا للبريد بين الطيرة وأم الفحم على طريق غزة دمشق . حيث نشأت مباني القرية فوق أنقاض قاقون القديمة التي أعاد الظاهر ببيبرس بناء قلعتها عام 1267 وقد امتدت مباني القرية بمحاذاة سكة الحديد وأنشئت فيها مدرسة ابتدائية للبنيين أيام الانتداب البريطاني وتوسطها جامع وسوق حيث تم الاعتماد على الآبار في مياه الشرب .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر