العرب يحتاجون الى ربيع تعليمي
الكاتب: د.بسام عويض
شخصيا انا متفائل من الربيع العربي ، ولكن على المدى البعيد .
جزء من العالم العربي ثار ضد الاستبداد والظلم السياسي ، وهذا شئ طبيعي بحكم مكر التاريخ بحسب الفيلسوف الالماني هيغل ، ولكن الشئ المؤسف هنا ان بعض الدول الغربية والخليجية وعلى راسها الولايات المتحدة تنبهت الى هذا الحراك وخطورته مستقبلا على المصالح الغربية والخليجية في المنطقة الغربية وخصوصا على اسرائيل وبالتالي تحاول حاليا ترتيب الاوراق السياسية الجديدة بحيث يتناسب ومصالحها السياسية .
عندي قناعة كاملة ان الدول العربية التي اجتاحتها ثورات بحاجة الى ثورات اخرى وخاصة ثورة فكرية وتعليمية ، وهذا ما تنبه له سابقاً على سبيل المثال لا الحصر عميد الادب العربي طة حسين (حصل على رسالتي دكتوراة الاولى من مصر عن فيلسوف الشعراء ابو العلاء المعري والثانية من فرنسا عن مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون ) طالب من خلال كتابه " مستقبل الثقافة في مصر "بنقل علوم الغرب الى الوطن العربي ، وقال: " الطريق الى تطور الوطن العربي يمر عبر باريس ولندن وطوكيو "
وهذا ما ينطبق ايضا على الكاتب المصري الكبير زكي نجيب محمود فقد طالب الوطن العربي بالانتقال الى الحداثة من خلال كتابه الشهير " مجتمع جديد او الكارثة " .
الناس في الوطن العربي كالغرقى الذين يبحثون عن معجزة لتنقذهم فهم اما بين يدي الاستبداد السياسي او بين الحركات الاصولية التي ستعيد عقارب الساعة عشرات السنوات الى الوراء .
الوطن العربي يتمدد كميا وليس نوعيا ، فالتكاثر الارنبي ينتشر في الوطن العربي مثل انتشار النار في الهشيم ويوميا تتزايد الطبقات الفقيرة و المهشمة التي تنام في المقابر وعلى السطوح ، فالاطفال عندنا ُيولدون في بيئة غير صحية على الاطلاق .
في حين ان المثقفين والمفكرين العرب لا يفكرون بوضع خطة اصلاح او خارطة طريق لمشروع تنويري يساعد على نهوضنا ، والعلو من شأننا بين الامم ، فالشتم على الغرب ليس حلا ، والسب على امريكا لن يفيد ، الحل / او خارطة الطريق / او الطريق يمر عبر التعليم ، والتعليم فقط ، وهذا يتطلب :
اولا- علينا ان نقوي انفسنا من الداخل و ان نشمر عن سواعدنا وان نضع خطة نهضوية مستنيرة تتم مراجعتها سنويا ، خطة شاملة تقود الى تحرير التعليم من الايدولوجيا وتعمق التربية الجذرية داخل المجتمع وتكافح التكاثر الارنبي وتحارب البطالة والامية وتبني مؤسسات الدولة الحقيقية وتعمق حق المواطنة ودولة القانون والدستور وتنشر ثقافة الديمقراطية وتقوم ببناء المصانع وتنشر التكنولوجيا الزراعية وتحارب الفساد والمحسوبية والرشوة .
ثانيا- علينا ان نقوي قطاع التعليم ونصلحه اداة ومضمون ،
فالتعليم الحقيقي هو التعليم المحرر من الايدولوجيا ، هو الذي يحفز على الابداع والتفكير ، صدقوني انه لا يوجد في بلادنا مدارس ، المعلمون و الاساتذة في بلادنا يحتاجون الى تأطير ، و المناهج ايضا تحتاج الى تطوير .
كيف لنا ان نتفوق ولا يوجد جامعة عربية واحدة من بين اول 500 جامعة متفوقة في العالم ؟ كيف لنا ان نتطور وبيننا 100 مليون امي منهم 17 مليون امي من مصر و100 الف مصري لا يستطيعون الزواج ثانية بسبب القيود الكنسية ؟ ونسبة البطالة في بعض الاقطار العربية تتعدى نسبة 45 % .
التعليم المؤطر هو مفتاح تطور الشعوب ،نحتاج التعليم الذي لا يدرس الدين والتاريخ وانما يدرس تاريخ اديان مقارنة وفلسفة التاريخ والعلوم الفلسفية والمنطق والاخلاق و المسرح والموسيقى والفن واللغات والمختبرات العلمية الحديثة التي تساعد على التفكير بل هي اصل التفكير ، فالكاتب المغربي الكبير عبد الله العروي قال " الامية لا ترتفع باتقان القراءة والكتابة "
ينبغي على المفكرين العرب الاجابة على السؤال المركزي وهو: كيف ننهض ؟
أو بعبارة أخرى: كيف نحقق ارادة سياسية وتنمية ثقافية وفكرية واقتصادية في بلادنا ؟ كيف نصلح التعليم أداة ومضمون ؟ ما هي أسس التربية الصحيحة لاطفالنا ؟ كيف نحفز طلابنا في المدارس والجامعات على التفكير بدلاً من الحفظ ؟ كيف يمكن أن نقاوم الكبت الجنسي والنفسي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يعيشه شباب الوطن العربي ؟ كيف يمكن مقاومة القهر الذي تعيشه المرأة العربية ؟ وكيف يمكن لنا بناء أنسان عربي جديد .
بدون الأجابة على هذه الاسئلة وغيرها ، سنبقى خارج دائرة التاريخ ، أي خارج دائرة الزمان والمكان .
الكاتب: د.بسام عويض
شخصيا انا متفائل من الربيع العربي ، ولكن على المدى البعيد .
جزء من العالم العربي ثار ضد الاستبداد والظلم السياسي ، وهذا شئ طبيعي بحكم مكر التاريخ بحسب الفيلسوف الالماني هيغل ، ولكن الشئ المؤسف هنا ان بعض الدول الغربية والخليجية وعلى راسها الولايات المتحدة تنبهت الى هذا الحراك وخطورته مستقبلا على المصالح الغربية والخليجية في المنطقة الغربية وخصوصا على اسرائيل وبالتالي تحاول حاليا ترتيب الاوراق السياسية الجديدة بحيث يتناسب ومصالحها السياسية .
عندي قناعة كاملة ان الدول العربية التي اجتاحتها ثورات بحاجة الى ثورات اخرى وخاصة ثورة فكرية وتعليمية ، وهذا ما تنبه له سابقاً على سبيل المثال لا الحصر عميد الادب العربي طة حسين (حصل على رسالتي دكتوراة الاولى من مصر عن فيلسوف الشعراء ابو العلاء المعري والثانية من فرنسا عن مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون ) طالب من خلال كتابه " مستقبل الثقافة في مصر "بنقل علوم الغرب الى الوطن العربي ، وقال: " الطريق الى تطور الوطن العربي يمر عبر باريس ولندن وطوكيو "
وهذا ما ينطبق ايضا على الكاتب المصري الكبير زكي نجيب محمود فقد طالب الوطن العربي بالانتقال الى الحداثة من خلال كتابه الشهير " مجتمع جديد او الكارثة " .
الناس في الوطن العربي كالغرقى الذين يبحثون عن معجزة لتنقذهم فهم اما بين يدي الاستبداد السياسي او بين الحركات الاصولية التي ستعيد عقارب الساعة عشرات السنوات الى الوراء .
الوطن العربي يتمدد كميا وليس نوعيا ، فالتكاثر الارنبي ينتشر في الوطن العربي مثل انتشار النار في الهشيم ويوميا تتزايد الطبقات الفقيرة و المهشمة التي تنام في المقابر وعلى السطوح ، فالاطفال عندنا ُيولدون في بيئة غير صحية على الاطلاق .
في حين ان المثقفين والمفكرين العرب لا يفكرون بوضع خطة اصلاح او خارطة طريق لمشروع تنويري يساعد على نهوضنا ، والعلو من شأننا بين الامم ، فالشتم على الغرب ليس حلا ، والسب على امريكا لن يفيد ، الحل / او خارطة الطريق / او الطريق يمر عبر التعليم ، والتعليم فقط ، وهذا يتطلب :
اولا- علينا ان نقوي انفسنا من الداخل و ان نشمر عن سواعدنا وان نضع خطة نهضوية مستنيرة تتم مراجعتها سنويا ، خطة شاملة تقود الى تحرير التعليم من الايدولوجيا وتعمق التربية الجذرية داخل المجتمع وتكافح التكاثر الارنبي وتحارب البطالة والامية وتبني مؤسسات الدولة الحقيقية وتعمق حق المواطنة ودولة القانون والدستور وتنشر ثقافة الديمقراطية وتقوم ببناء المصانع وتنشر التكنولوجيا الزراعية وتحارب الفساد والمحسوبية والرشوة .
ثانيا- علينا ان نقوي قطاع التعليم ونصلحه اداة ومضمون ،
فالتعليم الحقيقي هو التعليم المحرر من الايدولوجيا ، هو الذي يحفز على الابداع والتفكير ، صدقوني انه لا يوجد في بلادنا مدارس ، المعلمون و الاساتذة في بلادنا يحتاجون الى تأطير ، و المناهج ايضا تحتاج الى تطوير .
كيف لنا ان نتفوق ولا يوجد جامعة عربية واحدة من بين اول 500 جامعة متفوقة في العالم ؟ كيف لنا ان نتطور وبيننا 100 مليون امي منهم 17 مليون امي من مصر و100 الف مصري لا يستطيعون الزواج ثانية بسبب القيود الكنسية ؟ ونسبة البطالة في بعض الاقطار العربية تتعدى نسبة 45 % .
التعليم المؤطر هو مفتاح تطور الشعوب ،نحتاج التعليم الذي لا يدرس الدين والتاريخ وانما يدرس تاريخ اديان مقارنة وفلسفة التاريخ والعلوم الفلسفية والمنطق والاخلاق و المسرح والموسيقى والفن واللغات والمختبرات العلمية الحديثة التي تساعد على التفكير بل هي اصل التفكير ، فالكاتب المغربي الكبير عبد الله العروي قال " الامية لا ترتفع باتقان القراءة والكتابة "
ينبغي على المفكرين العرب الاجابة على السؤال المركزي وهو: كيف ننهض ؟
أو بعبارة أخرى: كيف نحقق ارادة سياسية وتنمية ثقافية وفكرية واقتصادية في بلادنا ؟ كيف نصلح التعليم أداة ومضمون ؟ ما هي أسس التربية الصحيحة لاطفالنا ؟ كيف نحفز طلابنا في المدارس والجامعات على التفكير بدلاً من الحفظ ؟ كيف يمكن أن نقاوم الكبت الجنسي والنفسي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يعيشه شباب الوطن العربي ؟ كيف يمكن مقاومة القهر الذي تعيشه المرأة العربية ؟ وكيف يمكن لنا بناء أنسان عربي جديد .
بدون الأجابة على هذه الاسئلة وغيرها ، سنبقى خارج دائرة التاريخ ، أي خارج دائرة الزمان والمكان .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر