اليسار هو مصطلح سياسي لمفهوم التغيير، لكل ما هو جامد ومتخلف وعنصري ومتطرف، كما هو اصطلاح للمعارضة لكل سياسة تعتمد على ركائز العادات والتقاليد الرأسمالية السائدة في مجتمع ما،وبذلك يكون اليسار أساس الأحزاب والحركات السياسية التي تتبع عقيدة الحريات بمفهومها السياسي وعقيدة العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين إنها باختصار الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب الماركسية وبعض الأحزاب ذات الأفق القومي المعترف بتعدد الأحزاب داخل مجتمعاتها .
إن الإطار الجغرافي لهذا البحث، هو لبنان بحدوده الحالية منذ عهد الانتداب الفرنسي عام 1920 حتى يومنا هذا.
إن نضال الأحزاب اليسارية خلال هذه الفترة كان وما يزال الأول لتحول لبنان من دولة مزارع للطوائف والإقطاع المالي والديني إلى دولة موحدة ينعم أبناؤها على مختلف انتماءاتهم بحريتهم السياسية من جهة، وينعمون بحقهم في العمل والعيش والتعليم والسكن وتحقيق الفرص المتساوية في كل شؤونهم وشجونهم.
وهذه مهمة شاقة ومعقدة في لبنان، يساهم اليسار اللبناني وخاصةً الحزب التقدمي الاشتراكي، في تفكيك كثير من العقد، التي كانت تقف عائقاً أمام التطور الضروري والطبيعي لانتقال الشعب اللبناني من مرحلة الانقسام الطائفي إلى مرحلة الشعب وفي الانتماء الطائفي إلى الانتماء "المواطنية " التي لا تعترف إلا بقدرة المواطن ولقاءاته كمعيار لتصنيفه داخل مجتمعه.
مع بداية الانتداب الفرنسي للبنان(1920)، برزت ملامح الجمهورية اللبنانية بحدودها الحالية، ونظامها السياسي والاقتصادي القائم على مفهوم الجمهورية البرلمانية والنظام الرأسمالي، مع احترام كامل لمفهوم التقسيم الطائفي لأركان السلطة، وللسيطرة الكاملة للرأسماليين عل الحياة الاقتصادية.
لقد نجحت فرنسا، بتركيب طاقم سياسي منبثق من أبناء العائلات السياسية ومن كل الطوائف، حيث استلمت السلطة والمعارضة على السواء وتقاسمت الأدوار خلال مرحلة الانتداب بكاملها ومرحلة كبيرة من الاستقلال.
واضح .. الانتداب بدأ النشاط اليساري داخل المجتمع اللبناني من خلال الحزب الشيوعي اللبناني ـ السوري الذي تأسس عام( 1924)وكان نشاطه محصوراً بالدفاع عن حقوق العمال والمزارعين كما دافع عن فكرة الاستقلال عن الجمهورية الفرنسية، وكان خلال فترة الانتداب الحزب اليساري الوحيد تقريباً الذي قاد عملية الدفاع عن حقوق العمال في وجه الرأسمالية السائدة آنذاك وذلك من خلال نشاطه داخل نقابات وتجمعات مهنية كثيرة، وقد نجح بدفع الحركات الشعبية إل إظهار قوتها السياسية من خلال المظاهرات والمؤتمرات الشعبية التي بارد إلى تنظيمها آنذاك ونتزع من السلطة المنتدبة، قانوناً "للعمل" اعتبر من أهم الانجازات في ذلك الوقت. كما ساهم الحزب الشيوعي في نضالات الشعب اللبناني ضد الانتداب لنيل الاستقلال، وقد ساهمت قيادته آنذاك بالمفاوضات التي جرت مع الحكومة المنتدبة في فرنسا، من خلال علاقاته المميزة مع الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان آنذاك شريكاً للسلطة في فرنسا، وقد ساهم هذا في تسريع فكرة الاستقلال عند الجانب الفرنسي.
لقد أسس الشيوعيون لنقابات عمالية بعيدة عن المفاهيم الطائفية التي كانت سائدة أنذاك، حيث خلقت هذه النقابات حالة شعبية جديدة تتحرك حسب مصالحها الطبيعية وليس الطائفة وكان ذلك من الانجازات الأساسية لليسار في هذا الإطار.
في المراحل الأولى من الاستقلال وتحديداً في الأول من آيار العام(1949) تأسس الحزب التقدمي الاشتراكي على يد كوكبة من رجالات السياسة والفكر والنقابيين، برئاسة القائد الشهيد كمال جنبلاط ، وكان ذلك بداية النضال السياسي الديمقراطي المنظم ضد الفساد والفوضى السياسية التي كانت سائدة آنذاك، في محاولة ، لتحقيق دولة ديمقراطية عصرية تقدمية التوجه اشتراكية النهج في علاقات قوى الإنتاج مع بعضها البعض.
انطلق الحزب التقدمي الاشتراكي، من مفهوم الاعتراف بالتعددية السياسية كشرط لبناء الوطن الجديد، على أسس فن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة، كذلك أدرك الحزب منذ بداية انطلاقه بأهمية وجوهر العلاقة مع القضايا العربية وضرورة النضال لتحقيق تحالف واسع من القوى الديمقراطية للدفاع عن قضايا العرب الأساسية في وجه الأطماع الرأسمالية الغربية والصهيونية العالمية المميزة بدول اسرائيل ، هذا الترابط بين التطور الداخلي والعلاقة مع العرب والقوى التقدمية العالمية كان شرط من شروط نجاح نضال الحزب للوصول إلى تحقيق أهدافه الداخلية.
لقد ترجم الحزب التقدمي الاشتراكي مفهوم الانفتاح والاعتراف بالآخر واحترام التعددية السياسية على كل الصعد الداخلية والعربية والخارجية.
داخلياً ، أطلق الحزب مفهوم العمل الجبهوي في الحياة لسياسية اللبنانية، فأخذ الحلول للوقوف في وجه الظلم والطغيان والفساد، وكأن لهذا المفهوم تكتيكه الخاص، أو كانت التحالفات تبنى مع القوى الموجودة، لتحقيق هدف محدد ثم تتبدل هذه التحالفات مع تبدل الأوضاع المشكو منها.
كانت باكورة هذا التحالف، الجبهة الوطنية الاشتراكية، التي تألفت من الحزب وبعض الشخصيات والقوى السياسية (كميل شمعون ـ غسان تويني ــ أنور الخطيب ...الخ) في أول الخمسينات (1951) ضد نهج رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك الشيخ بشارة الخوري،حيث الفساد والتسلط، والمحسوبية، وقد نجحت الجبهة في حشد جماهير شعبية كبيرة ضد الحكم آنذاك وأثمرت على إجبار الشيخ بشارة الخوري بالاستقالة بعد أن نجحت الجبهة الاشتراكية آنذاك بتنفيذ إضراب شامل وجاء نتيجة لذلك الرئيس كميل شمعون، أحد أعضاء الجبهة رئيساً للجمهورية.
مع عهد الرئيس شمعون، ساءت الأمور وتدهور الوضع السياسي، ولأن شمعون اتبع سياسة متحالفة مع الاقطاع الطائفي والمالي في الداخل، ومتحالفة مع قوى الغرب الخارج إذ حاول ربط لبنان بالأحلاف الغربية وتحديداً حلف بغداد وربط لبنان في الصراع الغربي ضد سياسة عبد الناصر التحررية في العالم العربي.
إن الإطار الجغرافي لهذا البحث، هو لبنان بحدوده الحالية منذ عهد الانتداب الفرنسي عام 1920 حتى يومنا هذا.
إن نضال الأحزاب اليسارية خلال هذه الفترة كان وما يزال الأول لتحول لبنان من دولة مزارع للطوائف والإقطاع المالي والديني إلى دولة موحدة ينعم أبناؤها على مختلف انتماءاتهم بحريتهم السياسية من جهة، وينعمون بحقهم في العمل والعيش والتعليم والسكن وتحقيق الفرص المتساوية في كل شؤونهم وشجونهم.
وهذه مهمة شاقة ومعقدة في لبنان، يساهم اليسار اللبناني وخاصةً الحزب التقدمي الاشتراكي، في تفكيك كثير من العقد، التي كانت تقف عائقاً أمام التطور الضروري والطبيعي لانتقال الشعب اللبناني من مرحلة الانقسام الطائفي إلى مرحلة الشعب وفي الانتماء الطائفي إلى الانتماء "المواطنية " التي لا تعترف إلا بقدرة المواطن ولقاءاته كمعيار لتصنيفه داخل مجتمعه.
مع بداية الانتداب الفرنسي للبنان(1920)، برزت ملامح الجمهورية اللبنانية بحدودها الحالية، ونظامها السياسي والاقتصادي القائم على مفهوم الجمهورية البرلمانية والنظام الرأسمالي، مع احترام كامل لمفهوم التقسيم الطائفي لأركان السلطة، وللسيطرة الكاملة للرأسماليين عل الحياة الاقتصادية.
لقد نجحت فرنسا، بتركيب طاقم سياسي منبثق من أبناء العائلات السياسية ومن كل الطوائف، حيث استلمت السلطة والمعارضة على السواء وتقاسمت الأدوار خلال مرحلة الانتداب بكاملها ومرحلة كبيرة من الاستقلال.
واضح .. الانتداب بدأ النشاط اليساري داخل المجتمع اللبناني من خلال الحزب الشيوعي اللبناني ـ السوري الذي تأسس عام( 1924)وكان نشاطه محصوراً بالدفاع عن حقوق العمال والمزارعين كما دافع عن فكرة الاستقلال عن الجمهورية الفرنسية، وكان خلال فترة الانتداب الحزب اليساري الوحيد تقريباً الذي قاد عملية الدفاع عن حقوق العمال في وجه الرأسمالية السائدة آنذاك وذلك من خلال نشاطه داخل نقابات وتجمعات مهنية كثيرة، وقد نجح بدفع الحركات الشعبية إل إظهار قوتها السياسية من خلال المظاهرات والمؤتمرات الشعبية التي بارد إلى تنظيمها آنذاك ونتزع من السلطة المنتدبة، قانوناً "للعمل" اعتبر من أهم الانجازات في ذلك الوقت. كما ساهم الحزب الشيوعي في نضالات الشعب اللبناني ضد الانتداب لنيل الاستقلال، وقد ساهمت قيادته آنذاك بالمفاوضات التي جرت مع الحكومة المنتدبة في فرنسا، من خلال علاقاته المميزة مع الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان آنذاك شريكاً للسلطة في فرنسا، وقد ساهم هذا في تسريع فكرة الاستقلال عند الجانب الفرنسي.
لقد أسس الشيوعيون لنقابات عمالية بعيدة عن المفاهيم الطائفية التي كانت سائدة أنذاك، حيث خلقت هذه النقابات حالة شعبية جديدة تتحرك حسب مصالحها الطبيعية وليس الطائفة وكان ذلك من الانجازات الأساسية لليسار في هذا الإطار.
في المراحل الأولى من الاستقلال وتحديداً في الأول من آيار العام(1949) تأسس الحزب التقدمي الاشتراكي على يد كوكبة من رجالات السياسة والفكر والنقابيين، برئاسة القائد الشهيد كمال جنبلاط ، وكان ذلك بداية النضال السياسي الديمقراطي المنظم ضد الفساد والفوضى السياسية التي كانت سائدة آنذاك، في محاولة ، لتحقيق دولة ديمقراطية عصرية تقدمية التوجه اشتراكية النهج في علاقات قوى الإنتاج مع بعضها البعض.
انطلق الحزب التقدمي الاشتراكي، من مفهوم الاعتراف بالتعددية السياسية كشرط لبناء الوطن الجديد، على أسس فن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة، كذلك أدرك الحزب منذ بداية انطلاقه بأهمية وجوهر العلاقة مع القضايا العربية وضرورة النضال لتحقيق تحالف واسع من القوى الديمقراطية للدفاع عن قضايا العرب الأساسية في وجه الأطماع الرأسمالية الغربية والصهيونية العالمية المميزة بدول اسرائيل ، هذا الترابط بين التطور الداخلي والعلاقة مع العرب والقوى التقدمية العالمية كان شرط من شروط نجاح نضال الحزب للوصول إلى تحقيق أهدافه الداخلية.
لقد ترجم الحزب التقدمي الاشتراكي مفهوم الانفتاح والاعتراف بالآخر واحترام التعددية السياسية على كل الصعد الداخلية والعربية والخارجية.
داخلياً ، أطلق الحزب مفهوم العمل الجبهوي في الحياة لسياسية اللبنانية، فأخذ الحلول للوقوف في وجه الظلم والطغيان والفساد، وكأن لهذا المفهوم تكتيكه الخاص، أو كانت التحالفات تبنى مع القوى الموجودة، لتحقيق هدف محدد ثم تتبدل هذه التحالفات مع تبدل الأوضاع المشكو منها.
كانت باكورة هذا التحالف، الجبهة الوطنية الاشتراكية، التي تألفت من الحزب وبعض الشخصيات والقوى السياسية (كميل شمعون ـ غسان تويني ــ أنور الخطيب ...الخ) في أول الخمسينات (1951) ضد نهج رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك الشيخ بشارة الخوري،حيث الفساد والتسلط، والمحسوبية، وقد نجحت الجبهة في حشد جماهير شعبية كبيرة ضد الحكم آنذاك وأثمرت على إجبار الشيخ بشارة الخوري بالاستقالة بعد أن نجحت الجبهة الاشتراكية آنذاك بتنفيذ إضراب شامل وجاء نتيجة لذلك الرئيس كميل شمعون، أحد أعضاء الجبهة رئيساً للجمهورية.
مع عهد الرئيس شمعون، ساءت الأمور وتدهور الوضع السياسي، ولأن شمعون اتبع سياسة متحالفة مع الاقطاع الطائفي والمالي في الداخل، ومتحالفة مع قوى الغرب الخارج إذ حاول ربط لبنان بالأحلاف الغربية وتحديداً حلف بغداد وربط لبنان في الصراع الغربي ضد سياسة عبد الناصر التحررية في العالم العربي.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر