بقلم: غازي الصوراني *
بداية أشير إلى أن الحديث عن م.ت.ف أو حركة فتح والفصائل الفلسطينية هو حديث عن مراحل ومواقف متغيرة، إذ ليس من الممكن الحديث عن م.ت.ف أو أي فصيل آخر عبر برامج أو مواقف وأهداف مبدئية أو ثابتة، وذلك يعود إلى أسباب وعوامل متنوعة تدفع إلى التغيير يختلط فيها الذاتي بالموضوعي عبر مبررات أو ذرائع أو أسباب وظروف (محلية وعربية ودولية) اضطرارية أو واقعية أو مصلحية أو انتهازية ..الخ.
بداية أشير إلى أن الحديث عن م.ت.ف أو حركة فتح والفصائل الفلسطينية هو حديث عن مراحل ومواقف متغيرة، إذ ليس من الممكن الحديث عن م.ت.ف أو أي فصيل آخر عبر برامج أو مواقف وأهداف مبدئية أو ثابتة، وذلك يعود إلى أسباب وعوامل متنوعة تدفع إلى التغيير يختلط فيها الذاتي بالموضوعي عبر مبررات أو ذرائع أو أسباب وظروف (محلية وعربية ودولية) اضطرارية أو واقعية أو مصلحية أو انتهازية ..الخ.
فالمعروف تاريخياً أن المقاومة الفلسطينية جاءت بعد تفاقم أزمة الحركة القومية العربية، وبعد بدء انكسار الأحلام التي انتشرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في التحرر والوحدة القومية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وقد كان لهزيمة الخامس من حزيران دوراً أساسياً في خلق المناخ الملائم للمقاومة الفلسطينية أو اتساعها على اثر انكسار المشروع القومي الناصري .
فمن قلب هذا المناخ انبثقت روح المقاومة والبطولة والتضحية وتبلور التصوّر الشعبي العربي للمقاومة الفلسطينية، لتصبح فكرة توحيدية مركزية أو قيمة شبه مطلقة، ومقدسة، هنا تكون محاولة التقييم و النقد صعبة، وتزداد هذه الصعوبة عبر الإشكالية الأخرى للمقاومة التي تنامت عبر تراكم ممارساتها السالبة، حيث أن في التجربة الفلسطينية من «الركاكة» والتخلف على الصعيد النظري، وفي مجال العمل الحزبي والعسكري والسلوك، ما يجعل التقييم والنقد لا يبدوان منطقيين، لكن في كل الأحوال من الضروري تقييم التجربة، انطلاقاً من أن الظروف العامة التي باتت تعيشها المقاومة الفلسطينية، (أو ما بقي منها) تجعل مسألة التقييم راهنة وذات أهمية إرتباطاً بمستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية وضرورة التحامها العضوي بالبعد القومي التحرري العربي،
على أن مناقشة التجربة الفلسطينية تفترض التنويه إلى مسألتين :
فأولاً:
نحن نناقش المقاومة الفلسطينية أو الحركة السياسية الفلسطينية، ونعني هنا أننا نحاول التمييز بين المنظمات الفلسطينية والجماهير الفلسطينية، دون التوقف عند الفروق الجوهرية بين حركة جماهيرية عفوية، غير منظمة، وبين حركة سياسية منظمة لها تصوراتها وبرامجها وقياداتها وتعبيراتها الطبقية. فقد بدأ النضال الفلسطيني المعاصر بمجموعة من القوى، أهمها حركة القوميين العرب – أبطال العودة وحركة فتح، حاولت أن تلعب دوراً عسكرياً « جديداً» ضد الكيان الصهيوني، كان يبدو صغيراً قبل هزيمة عام 1967، لكن الهزيمة دفعت الجماهير الفلسطينية للحاق بهذا الخيار، وإن تمييزنا بين المقاومة (المنظمات الفلسطينية) و الجماهير، يهدف إلى إعمال التقييم النقدي في الحركة السياسية ذاتها، مع الانتباه للتضحيات الكبيرة التي قدّمتها ولازالت تقدمها الجماهير الفلسطينية، لكن المسؤولية الأولى والمباشرة تتحملها الفصائل والأحزاب وقياداتها في كافة الظروف والمراحل.
ثانياً:
لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار حالة التباين والاختلاط السياسي والفكري او النظري في مكونات فصائل المقاومة الفلسطينية، اذ انه ليس من السهل تلخيص أزمة المقاومة الفلسطينية في بنيتها النظرية، بسبب تباين الرؤى النظرية في تلك البنية كانعكاس لتعدد الشرائح الاجتماعية او "الطبقات" وبالتالي تعدد الاتجاهات الفكرية والسياسية الى جانب تعدد المصالح والتوجهات والممارسات.
في ضوء ما تقدم، يمكن تحديد الخطوط العامة للمشروع التحرري الفلسطيني، بثلاث قضايا أساسية، أولها يتعلق بإشكالية العلاقة بين "النضال القطري" والنضال القومي أي برؤية وضع فلسطين، والقضية الفلسطينية من منطلق ان الصراع هو صراع عربي – صهيوني بالدرجة الأولى والتعامل مع دولة إسرائيل وفق هذا المنطلق، وثانيها يتعلق بطبيعة المرحلة التي يمرّ النضال الفلسطيني فيها، كمرحلة تحرر وطني وديمقراطي ومن ثم تحديد القيادة الطبقية المهيأة للقيام بالدور الريادي. وثالثها وضوح الإستراتيجية المحددة للنضال الوطني التحرري الفلسطيني بكل أشكاله الكفاحية والسياسية والجماهيرية وفق ظروف وعوامل موضوعية وذاتية محددة في المكان والزمان المناسبين.
ذلك ان قصور – او عجز – الرؤية الإستراتيجية بسبب هيمنة شرائح طبقية أيدلوجية محددة، قد أحدث فصلاً مفتعلاً بين القضية الفلسطينية والقضية العربية من جهة، وبين الكيان الصهيوني والإستراتيجية الإمبريالية من جهة أخرى. وإذا كان هذا الفصل خاطئ من أساسه، فقد أوجد خطأً مضاعفاً في التجربة الفلسطينية، لأنه قاد إلى تصورات خاطئة فيما يتعلق بطبيعة النضال أدت إلى نتائج خطيرة ها هو شعبنا يحصد او يتجرع ثمارها المُرَّة عبر الانقسام واستمرار الصراع على السلطة والمصالح بين فتح وحماس.
في المقابل، عانى المشروع السياسي الفلسطيني من غياب الرؤية الواضحة لطبيعة المشروع الصهيوني. لقد إبتُسِر المشروع الصهيوني إلى أبعد حَدٍّ أيضاً، فاعتُبر مشروعاً استيطانياً، و هو كذلك بمعنى من المعاني، لكن مع ملاحظة أن غرض التوطين ليس حلّ مشكلة اليهود. إن للتوطين غرض آخر غير الغرض «الإنساني»، إنهم جنود في حرب الإمبريالية للسيطرة على الوطن العربي، و لم يكن ممكناً تحقق المشروع الصهيوني بقيام الكيان الصهيوني لولا ذلك، ما يؤكد على ذلك الدور العدواني المتغطرس الذي تمارسه دولة العدو الإسرائيلي في المرحلة الراهنة، حيث يتبين بوضوح تحول هذه الدولة من حالة التبعية للنظام الامبريالي الأمريكي المعولم، إلى حالة الشراكة بعد أن أصبحت إسرائيل اليوم دولة امبريالية صغرى على مستوى الإقليم الشرق أوسطي كله.
إن محاولة الانطلاق من الطابع الاستيطاني للكيان الصهيوني فقط، إضافة إلى أنها تتجاوز الدور الإمبريالي الذي يقوم به، تقود إلى ربط المشروع الصهيوني بفلسطين فقط، انطلاقاً من (الرؤية التوراتية) ذاتها، التي تربط اليهود بفلسطين، متجاوزة المسألة الأهم، و هي أن فلسطين لم تكن بالنسبة للمشروع الإمبريالي الصهيوني، سوى «موطئ قدم» من أجل تنفيذ سياسات إمبريالية في الوطن العربي من أجل استمرار احتجاز تطوره وتكريس تخلفه وتبعيته من ناحية وضمان السيطرة على موارده وثرواته النفطية من ناحية ثانية.
وهذا المنطق يعيد تأسيس «الكيانية الفلسطينية»، لكنه يفتح آفاقاً رحبة للسياسة القائمة على أساس التفاوض مع الكيان الصهيوني، لأنه يُسقِط قانون الصراع مع الإمبريالية، و يعتبر أن الاستيطان هو المشكلة. و في هذا الوضع يمكن اللجوء إلى الولايات المتحدة من أجل إيجاد حلٍّ وسط يرضي أطراف فلسطينية (فتح أو حماس حسب منطلقات كل منهما) و أطراف صهيونية، ولقد كان هذا الفصل يتجاهل الحقائق التالية:
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر