الفنانة التشكيلية الفلسطينية ( فاطمة أبو رومي ) من مواليد بلدة طمرة في جليل فلسطين عام 1977، موهبتها الفطرية وجدت لها رعاية كريمة من أبناء جلدتها، الفنانَين خليل ريان، وأحمد كنعان اللذان ساهما في صقل موهبتها عبر مجموعة من الدورات الفنية التشكيلية في ميادين التصوير والنحت الفني، مما أهلها لدخول الجامعة والدراسة في كلية مار الياس في مدينة عبلين الفلسطينية، وحصولها على دبلوم الفن المعماري، ثم التحاقها بكلية أورانيم، وانتسابها لقسم الفنون وتخرجها فيه بدرجة امتياز عام 2005، وهي مساهمة نشطة في ميادين هوايتها ودراستها الأكاديمية، من خلال مشاركاتها في العديد من المعارض الجماعية داخل مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 1948.
لوحاتها التصويرية تُغرد خارج سرب مواطنيها التشكيلين الفلسطينيين، سواء أكانوا داخل فلسطين المحتلة أو خارجها. وجدت ضالتها المنشودة في مساحة الابتكار الفني التصويري عبر توليفات تقنية للشخوص التي استلهمتها من واقع الحياة اليومية الفلسطينية، ورسمتها وصورتها في مطابقة وصفية للنماذج الواقعية المرسومة، والمحملة بملامح فلسطينية بدوية واضحة، تنشد من خلالها بلوغ الحلم الذاتي، والرؤية الفنية الشخصية الحاشدة بالتعبيرات الحسيّة، والسباحة في وجدان الحالة التعبيرية التي تود إيصالها إلى جمهور الفن والتلقي، كتفريغ طبيعي لمساحة الانفعال الشخصي بجماليات الإنسان الفلسطيني خصوصاً، والعزف على تنويعات التراث الشعبي بشكل ما أو بآخر، واستحضار مشاهد بصرية لوجوه نألفهم وكأنهم يعيشون بيننا ونعرفهم.
الخمار والنسوة وحتى الرجال المتدثرون في خماراتهم التي تخفي بعض ملامح وجوههم، هي من أكثر المفردات الوصفية، والعناصر التشكيلية التي تجد طريقها بيسر وجودة خطيّة وحركية، ومتعة لونية في نشر بيانها البصري فوق سطوح اللوحات، بصور تعبيرية شتى متماثلة اللمسة الإيقاعية، موحدة في الأسلوب التقني، جامعة لمسارات وحدتها العضوية والتقنية وطريقتها في اختيار لقطة الكادر الفني المرسوم. تغدو لوحاتها التشخيصية أشبه بقصيدة لونية موحدة الهيئة والبنية التشكيلية، تستحضر مناقب وحدتها الشكلية الجامعة لشخوصها وزخارفها وملوناتها المتداعية بتواتر ومشابهة تقنية أيضاً.
اللون في لوحاتها محكوم بصمحترم شكلية مقاربة لواقعية شخوصها، تُماثل فيها عين كاميرا التصوير الضوئي في كثير من الحالات، وتسعى لنبش حقائق الانفعال الذاتي للشخوص المرسومة، كما تراها الفنانة كمحددات فنية وجمالية مستوعبة لمقدرتها الشخصية على الوصول إلى طبيعة الأشخاص والوجوه الشخصية المطروقة، وما يكتنفها من سمات وخلفيات، المُختلف فيها مجموعة متوالية لأشكال الزخرفة الهندسية المُضافة في خلفيات اللوحات، والتي تُعطي حيوية حركية في عين المتلقي. وتشي بجماع هوايتها الفنية ودراستها الأكاديمية في ميادين فنون العمارة المدنية.
لوحاتها مزحومة بزخارف نباتية، مستعارة من جعبة رصيدها التقني متنوع الخصائص والسمات، متوالدة في هيئات منسوجة بتقنيات مُغايرة لفن التصوير المدرسي التقليدية، بل هي مأخوذة بناصية النصوص الجاهزة والمعالَجة التقنية بطرق وبرامج فنية مدرجة في حاضنة الرسم والتصوير التكنولوجي (الكمبيوتر)، في مدارات دقتها الوصفية وتداخلها الملحوظ مع ثنايا النص البصري التصويري الأساسي، المُتجلي بالوجوه الآدمية التي أدمنت رسمها وتصويرها بعلاقات شكلية ولونية متجانسة، وكأنها بذلك توجه رسائلها الفنية الموحية، ومقصودة الغايات والأثر من خلال جمعها تقنيات فنية يدوية متعددة الصنائع والأغراض في بوتقة شكلية واحدة، كأسلوب مُبتكر يُكرس للفنانة مكانة ما، وأسلوبية تعبيرية وتفرد تقني وشكلي في مجمل تجاربها الفنية التي ندور في واحاتها السردية.
نجدها في لوحاتها التصويرية المنقولة من وحي البلدة التي تعيش في ثناياها، أقرب للواقعية التعبيرية، ذات الأنفاس التسجيلية، معنية في وصف الأشكال العامة الخارجية للأماكن المرصودة في مستوى تقني أقل جودة عما رأيناه في الوجوه، وفي جميع الأحوال نتلمس في لوحاتها ضجيج الأنا الذاتي وتقاسيم المزاج الشخصي للفنانة، وهي سمة طبيعية لدى الفنانين، ومحاولة طموحة تحبو في أحضان القصائد الفنية التشكيلية لفناني الوطن الفلسطيني المحتل عام 1948، ورسم معالم نوتة بصرية جديدة في مسيرة مؤسسة (إبداع) الفنية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر