كان من ألأدق و الأسهل لو كان موضوع هذه المداخلــة (دورألاعلام في المعركة ضد العدو الصهيوني ) .. و لهذا القول سببان , الأول أن الثقافة مسألة تحتمل الزيادة و النقصان , و هي بذلك تتعرض لعمليَّة التوهين ATTENUATION مما يبعد منحـى البحث عن الدقـــة , و بالتالــي عن قواعد البحث العلمــي ذاته Scientific Method ,كما إتفقنـا عليهــا عبر رحلتنــا الدراسيَّــة . و السبب الثانــي قد يقبــع في صميم التجربَّــة الذاتيَّــة التي إكتسبناها نحن القوميين الاجتماعيين , من خلال عقود طويلــة في معترك المجالات الثقافيَّــة , فكم عانينـا من زلات المثقفيـن الذيـن كانوا من غلاة المأخوذين بالثقافـة كيفما جائت , مـمـا أورث الكثير من الإحباطات و الغموض لدى المثقف السوري و العربــي و بالتالــي إنعكـس على الوضــع الاجتماعي و السياسـي و الاقتصادي بشكلً قلما وجدنا له مثيلاَ في مجتمعات الدول الناميَّــة .
هذا من الوجهــة السلبيَّــة , أمـا من الوجهــة الإيجابية فتدبُــر مسائل الإعلام أمرٌ أبسط و أدق , و هـو بالنتيجــة علمٌ لــه قواعده و أدواتــه و يمكنـنـا درســه و نقده و تسجيل الملاحظات حولـه و رســم الصور البيانيَّــة له و العودة الى مناهل نشوئه و تطوره , كما يمكنـنـا وضــع المناهـج المطلوبــة للعمـل بــه على ضوء الحاجــة اللإجتماعيّة أو الاقتصادية أو العسكريَّــة الــــــخ ……...!! كما يمكنـنـا تبنيّ تجارب الغير و لو كان الغير عدواً قومياً و العمل بهـا دون أي حرج . و من ثم نحــن بحاجـة ماسة, تساوي الخبز اليومي , لكل أنماط الأعلام .
و الحقيقــة المؤلمة أنـنـا, شعوب هذه المنطقــة, التي أسماها كسينجـر السيىء (( بحيرة اللاهوت )) , بحاجــة جديَّــة و ملحــة لتنظيم طرحنـا الإعلامي و تحديثـه بما ينـاسب ثقافــــةالشعوب المستهَدَفــة .أمـا تجاربنـا الفاشلــة في هذا المضمار ففشلهـا عائد الى الطريقة التي نستعمل فيها بعض المرتكزات الثقافيَّـة التي ننطلق منهــا و المجذَّرة في تراثنـا الحضاري , و مثلً واضـحٌ على ذلك هي مقولة العدالة التي تسيطر على طروحنـا الإعلامية بما يخص إعلامنا حول المسألة الفلسطينيَّــة , فالعدالة التي هي إحدى أهم القيم التي أنشأنا صروحنـا الحضاريَّـة فوق أعمدتهـا , والتي كانت إحدى أسباب نشؤ القوانين و الشرائع الأولى في التاريخ , لم تعد تعنــي كثيراًً للمستهلك ألغربـــــــي الذي عُلِّـب عقلــه بطريقــة تتجاوب مع (التحايل) أكثر ممـا تتجاوب مع الحق ..ومع القوة اكثر من العدالة , و لدينـا مثل تاريخي على ذلك لا يقبل الجدل. ففي أوائل الستينات كانت المعركة على رئاســة أمريكا بين ريتشارد نيكســون الحقوقي المجرب و صاحب الخبرة الطويلة في متاهات السياســة , و بين جون إف كندي , الشاب المترَف إبن البيت الأرستقراطي . و التقى ألاثنان في حوار على (الراديو) إنتظرتــه أمريكا لأنه كان الحدث الأول من نوعــه , و بنتيجــه الآمر أيد الشعب الأمريكي بأكثريتــه المرشــح نيكسون الذي أفحم خصمــه بمنطقــه و خبرتــه , و قبيل يوم ألانتخاب إستطاع أحد عباقرة الإعلام من فريق كندي أن يجر نيكسون الى حوار متلفَّــز . و رأى الشعب الأمريكي نيكسون القبيح الوجــه يتهجَّــم على ذلك الشاب الوسيم الجميل , قلت رأى و لم أقل ســمـع , و كانت النتيجــه كما توقعها ذلك الإعلامي , نجح كندي و أصبح معبود الناس و ما زال, رغم مواقفه السياسية التي أودت بحياته .
فالعدالة و الحق قيمتان ثقافيتان أساسيتان لكل مجتمعات الأرض , و لكنهمـا ليستا قيمتين إعلاميتين مطلقتين , بمعنى أن مضامـيـنهمــا لا تصلح , كما هي , لكل زمـان و مكـان و مثلٌ آخر يصب في الموضــوع , فعام 1967 و يوم وقعت الحرب الثالثة بين العرب و إسرائيل أرســـــل العراق جيشـاً للمشاركة , و أثناء وداع الجيـش في بغداد ألقى رئيس العراق يوم ذلك ( عبد الرحمن عارف ) خطاباً في الجيش الذاهب إلى المعركــة و في الخطاب أوصى الجيش نفس الوصيَّــة التي أوصاها الخليفة الراشدي عمر بن الخطَّاب للجيش المسلم الذي كان ذاهبا لفتح الهلال الخصيب , فقال عبد الرحمن عارف , " لا تقتلو امرأة و لا شيخاً و لا طفلاً و لا تقلعواشجرة " و حين و صول الجيش العراقي الى مفرق النقطة الرابعة على الحدود الأردنيَّة , أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية و استطاع الجيش أن يســقط بعضهــا , و كان قائد إحدى طائرات الميراج المغيرة فتاة في الثامنـة عشرة من عمرها .!!!
علينـا أن نختار من تراثنــا الحضاري الثقافي بكثير من التأنـي , و علينـا أن نعلم علم اليقيــن , أن زمـن التبشـير الملقى على عواهنـه قد مضـي , صحيـح إنـنا قوم نعتّـز بقيمنـا العليا , و قيمنـا العليا تلك سـرت على وجـه الأرض كما يســري ضباب الصباح , إلاّ أننا لا نري اليوم لتلك القيـم إسـماً واضحـاً على جداول البورصات المالية و التي تتحكـم حتى بنوع الهواء الذي يتـاح لنـا إستنشـاقـه . ليـس المطلوب التخلي عن قيمنـا العليـا تلك و لكـن كل السـلع تحتأج لتوضيب خاص يتنـاسب مع ســوق الإستهلاك ... و يبدو أنـنـا و في حالـة الدفاع عن النفـس علينـا أن نلقي بكل أسلحتنـا في حميم المعـركــة , فالغـرب الجشـع الأعمـى لا يـرى إن هنالك أشياء في هذا العالم مصنـوعـة من غيـر الإسـمنت ..!! و قد صاغ سـُـلم قيـمه على هديـر ثورتـه الصناعـة فجائت منحنيّـة كعتلــة القطار و لكنهـا تحمـل خاصيّـة الحركـة و نعمـة بلوغ الهدف تمشياً مع مثلهم الغير مناقبي المعروف The name of the game,is to win it ( قيمة اللعبـة في ربحهـا )....حتى (الغزال) أيهـا الشابات ...و قبيل لحظـة إستسلامـه لبراثن النمــر .. يقف و يبصق عليــه ...!! ( حقيقة علميّة )
إن المشكلة الكبيرة التي ما زلنا ندور حول نارها الدرويشَّـة,هي معنـى التطوير بحد ذاته و هنا تقبـع بوضوح عملية العلاقة بين المخزون الثقافي الحضاري و عمليَّــة تحديث الجملة الإعلامية , فالحداثـة لا يمكن أن تُجتــــرح بتجديد الأشكال, كوســائل و أدوات التحديثTools ,
إنهـا عمليَّة ( (Process على جانب كبير من التعقيد و تحتاج الى نهضـة تغييرية شاملة و الى METHOD ( منهـج ) يأخذ بعين الاعتبار الواقع العملي (الديناميكي) و يستقي من المخزون الحضاري (( الستاتيكي )) عوامل و ديناميات ثقافيَّـة مشعة على سـلم ألاستمرار الحضاري الداكن. و هذا أمر كان لا بد من أن يتعرض لـه سعادة بشـجاعـة الفاتحيين الكبار . علينـا درس و توضيـح و تشعيب مقولـة سعادة حول ما سماه بالعقليّـة الأخلاقيّـة الجديدة ...!!
يبقى هنالك أمرٌ لا يحمل الجدل , و هـو أن الثقافـــــــة , و في أي إتجاه إتجهــت , هي بالمحصلـة الأخيرة أمرٌ معرفي Epistemic أو إدراكي مكتَســـــب, بعامـل موروث و مـركــوز يقبـّـع في صلب التكوينالجينــي فينــا , و غايتــه الوحيدة الجامعــة المانعــة , هي البقاء Survival , بهذا المعنــى نستطيع تعريف الثقافـــة أنهــا معرفــة مكتســبة نمت و تطورت من صراع الإنسان من أجل البقاء و التنوُّرْ Enlightenment . الثقافــة نشــأت و تطورت من عمليَّــة صراع الإنسان المستمر على هذا الكوكب مع عوامل الطبيعــة ( الصراع العامودي ) من جهــة , و عوامـل الغَلَبـة حسب تعبير إبن خلدون أي (الصراع ألأفقي) من الجهة ألثانية.و علينـا أن نلاحظ أمراً فلسفياً على جانب كبيـر من الأهميـة و هـو أن فكـر سعادة الفلسفي الأخلاقي لم يكن فكراً ( تنسيقياً RECOMPOSED) بل كان فكراً (توحيدياً RECOMBINED) فديناميات الإصلاح في المبادئ الإصلاحيّـة تنطلق من رحم المبادئ الأسـاسيّـة , في وحدة مدرحيّـة بديعـة التكوين . و هنا تقبع علميَّـة القوميَّة الاجتماعية بشكل يتعدى كل أنواع الجدل الذي تسمعونه في الكثير من الطروحات الثقافية الزائفـة .ففي التفكير العربي الحديث الكثيـر من الســـــقط (JUNK) و الذي حاول سـعادة جاهداً فضحـه و تسخيفـه و القضاء عليــه و كان يحاربه على جبهـات عديدة, أخطرهـا حربـه على(الرومنسّـية)التي أورثنـا إياها(المستشـرقون ) الغربيون على إختلاف أنواعهــم , و لا أظن أنهـا كانت بريئـــة و إن ألبســوهـا لباساً علمياً .
للثقافــة مصدران المصدر الأول , و يمكنـنـا أن نسميــه المصدر الغير الرســـــمي أو الغير الشكلي Informal , و المصدر الثانــي هــو المصدر الشكلــي أو الرسمي Formal . فالمصدر الأول يُعزى الى الحركيَّـة الاجتماعية العامــة حيث يســعى الإنسان للحصول على ديناميات ثقافيَّــة و مهاريَّة تمكنــه من السلوك في مجتمــع ما, في حقبــة حضاريَّــة ما , تخولــه هذه(المهارات) المشاركــة في تقافة الحقبة التي وجد فيها. أما المصدر الثاني فهــو مصدر تعليمــي ترعاه مؤسسات المجتمـع أو الدولــة , حيث يتم تجميــع الخبرات و تحويلهــا الى نظريات يتم تدريــسها وفق مناهج معينــة . هذا هـــو التعريف المتــبَّع للثقافــة و لكنــنـا لا نستطيــع أن نمّر على الموضـوع دون و ضع الأمور في مســارها التاريخــي , فنحــن بالنتيجــة مجتمعــات مسحوبــة في حيز زمنــي , و الملاحظ أنـنـا كلما تقدمنــا في مناهل المدنيَّــة وجدنـا حاجــة ملحة الى العودة للجذور, تزداد زيادة توازي التقدم في مسارات المستقبل .
يتبع.........
هذا من الوجهــة السلبيَّــة , أمـا من الوجهــة الإيجابية فتدبُــر مسائل الإعلام أمرٌ أبسط و أدق , و هـو بالنتيجــة علمٌ لــه قواعده و أدواتــه و يمكنـنـا درســه و نقده و تسجيل الملاحظات حولـه و رســم الصور البيانيَّــة له و العودة الى مناهل نشوئه و تطوره , كما يمكنـنـا وضــع المناهـج المطلوبــة للعمـل بــه على ضوء الحاجــة اللإجتماعيّة أو الاقتصادية أو العسكريَّــة الــــــخ ……...!! كما يمكنـنـا تبنيّ تجارب الغير و لو كان الغير عدواً قومياً و العمل بهـا دون أي حرج . و من ثم نحــن بحاجـة ماسة, تساوي الخبز اليومي , لكل أنماط الأعلام .
و الحقيقــة المؤلمة أنـنـا, شعوب هذه المنطقــة, التي أسماها كسينجـر السيىء (( بحيرة اللاهوت )) , بحاجــة جديَّــة و ملحــة لتنظيم طرحنـا الإعلامي و تحديثـه بما ينـاسب ثقافــــةالشعوب المستهَدَفــة .أمـا تجاربنـا الفاشلــة في هذا المضمار ففشلهـا عائد الى الطريقة التي نستعمل فيها بعض المرتكزات الثقافيَّـة التي ننطلق منهــا و المجذَّرة في تراثنـا الحضاري , و مثلً واضـحٌ على ذلك هي مقولة العدالة التي تسيطر على طروحنـا الإعلامية بما يخص إعلامنا حول المسألة الفلسطينيَّــة , فالعدالة التي هي إحدى أهم القيم التي أنشأنا صروحنـا الحضاريَّـة فوق أعمدتهـا , والتي كانت إحدى أسباب نشؤ القوانين و الشرائع الأولى في التاريخ , لم تعد تعنــي كثيراًً للمستهلك ألغربـــــــي الذي عُلِّـب عقلــه بطريقــة تتجاوب مع (التحايل) أكثر ممـا تتجاوب مع الحق ..ومع القوة اكثر من العدالة , و لدينـا مثل تاريخي على ذلك لا يقبل الجدل. ففي أوائل الستينات كانت المعركة على رئاســة أمريكا بين ريتشارد نيكســون الحقوقي المجرب و صاحب الخبرة الطويلة في متاهات السياســة , و بين جون إف كندي , الشاب المترَف إبن البيت الأرستقراطي . و التقى ألاثنان في حوار على (الراديو) إنتظرتــه أمريكا لأنه كان الحدث الأول من نوعــه , و بنتيجــه الآمر أيد الشعب الأمريكي بأكثريتــه المرشــح نيكسون الذي أفحم خصمــه بمنطقــه و خبرتــه , و قبيل يوم ألانتخاب إستطاع أحد عباقرة الإعلام من فريق كندي أن يجر نيكسون الى حوار متلفَّــز . و رأى الشعب الأمريكي نيكسون القبيح الوجــه يتهجَّــم على ذلك الشاب الوسيم الجميل , قلت رأى و لم أقل ســمـع , و كانت النتيجــه كما توقعها ذلك الإعلامي , نجح كندي و أصبح معبود الناس و ما زال, رغم مواقفه السياسية التي أودت بحياته .
فالعدالة و الحق قيمتان ثقافيتان أساسيتان لكل مجتمعات الأرض , و لكنهمـا ليستا قيمتين إعلاميتين مطلقتين , بمعنى أن مضامـيـنهمــا لا تصلح , كما هي , لكل زمـان و مكـان و مثلٌ آخر يصب في الموضــوع , فعام 1967 و يوم وقعت الحرب الثالثة بين العرب و إسرائيل أرســـــل العراق جيشـاً للمشاركة , و أثناء وداع الجيـش في بغداد ألقى رئيس العراق يوم ذلك ( عبد الرحمن عارف ) خطاباً في الجيش الذاهب إلى المعركــة و في الخطاب أوصى الجيش نفس الوصيَّــة التي أوصاها الخليفة الراشدي عمر بن الخطَّاب للجيش المسلم الذي كان ذاهبا لفتح الهلال الخصيب , فقال عبد الرحمن عارف , " لا تقتلو امرأة و لا شيخاً و لا طفلاً و لا تقلعواشجرة " و حين و صول الجيش العراقي الى مفرق النقطة الرابعة على الحدود الأردنيَّة , أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية و استطاع الجيش أن يســقط بعضهــا , و كان قائد إحدى طائرات الميراج المغيرة فتاة في الثامنـة عشرة من عمرها .!!!
علينـا أن نختار من تراثنــا الحضاري الثقافي بكثير من التأنـي , و علينـا أن نعلم علم اليقيــن , أن زمـن التبشـير الملقى على عواهنـه قد مضـي , صحيـح إنـنا قوم نعتّـز بقيمنـا العليا , و قيمنـا العليا تلك سـرت على وجـه الأرض كما يســري ضباب الصباح , إلاّ أننا لا نري اليوم لتلك القيـم إسـماً واضحـاً على جداول البورصات المالية و التي تتحكـم حتى بنوع الهواء الذي يتـاح لنـا إستنشـاقـه . ليـس المطلوب التخلي عن قيمنـا العليـا تلك و لكـن كل السـلع تحتأج لتوضيب خاص يتنـاسب مع ســوق الإستهلاك ... و يبدو أنـنـا و في حالـة الدفاع عن النفـس علينـا أن نلقي بكل أسلحتنـا في حميم المعـركــة , فالغـرب الجشـع الأعمـى لا يـرى إن هنالك أشياء في هذا العالم مصنـوعـة من غيـر الإسـمنت ..!! و قد صاغ سـُـلم قيـمه على هديـر ثورتـه الصناعـة فجائت منحنيّـة كعتلــة القطار و لكنهـا تحمـل خاصيّـة الحركـة و نعمـة بلوغ الهدف تمشياً مع مثلهم الغير مناقبي المعروف The name of the game,is to win it ( قيمة اللعبـة في ربحهـا )....حتى (الغزال) أيهـا الشابات ...و قبيل لحظـة إستسلامـه لبراثن النمــر .. يقف و يبصق عليــه ...!! ( حقيقة علميّة )
إن المشكلة الكبيرة التي ما زلنا ندور حول نارها الدرويشَّـة,هي معنـى التطوير بحد ذاته و هنا تقبـع بوضوح عملية العلاقة بين المخزون الثقافي الحضاري و عمليَّــة تحديث الجملة الإعلامية , فالحداثـة لا يمكن أن تُجتــــرح بتجديد الأشكال, كوســائل و أدوات التحديثTools ,
إنهـا عمليَّة ( (Process على جانب كبير من التعقيد و تحتاج الى نهضـة تغييرية شاملة و الى METHOD ( منهـج ) يأخذ بعين الاعتبار الواقع العملي (الديناميكي) و يستقي من المخزون الحضاري (( الستاتيكي )) عوامل و ديناميات ثقافيَّـة مشعة على سـلم ألاستمرار الحضاري الداكن. و هذا أمر كان لا بد من أن يتعرض لـه سعادة بشـجاعـة الفاتحيين الكبار . علينـا درس و توضيـح و تشعيب مقولـة سعادة حول ما سماه بالعقليّـة الأخلاقيّـة الجديدة ...!!
يبقى هنالك أمرٌ لا يحمل الجدل , و هـو أن الثقافـــــــة , و في أي إتجاه إتجهــت , هي بالمحصلـة الأخيرة أمرٌ معرفي Epistemic أو إدراكي مكتَســـــب, بعامـل موروث و مـركــوز يقبـّـع في صلب التكوينالجينــي فينــا , و غايتــه الوحيدة الجامعــة المانعــة , هي البقاء Survival , بهذا المعنــى نستطيع تعريف الثقافـــة أنهــا معرفــة مكتســبة نمت و تطورت من صراع الإنسان من أجل البقاء و التنوُّرْ Enlightenment . الثقافــة نشــأت و تطورت من عمليَّــة صراع الإنسان المستمر على هذا الكوكب مع عوامل الطبيعــة ( الصراع العامودي ) من جهــة , و عوامـل الغَلَبـة حسب تعبير إبن خلدون أي (الصراع ألأفقي) من الجهة ألثانية.و علينـا أن نلاحظ أمراً فلسفياً على جانب كبيـر من الأهميـة و هـو أن فكـر سعادة الفلسفي الأخلاقي لم يكن فكراً ( تنسيقياً RECOMPOSED) بل كان فكراً (توحيدياً RECOMBINED) فديناميات الإصلاح في المبادئ الإصلاحيّـة تنطلق من رحم المبادئ الأسـاسيّـة , في وحدة مدرحيّـة بديعـة التكوين . و هنا تقبع علميَّـة القوميَّة الاجتماعية بشكل يتعدى كل أنواع الجدل الذي تسمعونه في الكثير من الطروحات الثقافية الزائفـة .ففي التفكير العربي الحديث الكثيـر من الســـــقط (JUNK) و الذي حاول سـعادة جاهداً فضحـه و تسخيفـه و القضاء عليــه و كان يحاربه على جبهـات عديدة, أخطرهـا حربـه على(الرومنسّـية)التي أورثنـا إياها(المستشـرقون ) الغربيون على إختلاف أنواعهــم , و لا أظن أنهـا كانت بريئـــة و إن ألبســوهـا لباساً علمياً .
للثقافــة مصدران المصدر الأول , و يمكنـنـا أن نسميــه المصدر الغير الرســـــمي أو الغير الشكلي Informal , و المصدر الثانــي هــو المصدر الشكلــي أو الرسمي Formal . فالمصدر الأول يُعزى الى الحركيَّـة الاجتماعية العامــة حيث يســعى الإنسان للحصول على ديناميات ثقافيَّــة و مهاريَّة تمكنــه من السلوك في مجتمــع ما, في حقبــة حضاريَّــة ما , تخولــه هذه(المهارات) المشاركــة في تقافة الحقبة التي وجد فيها. أما المصدر الثاني فهــو مصدر تعليمــي ترعاه مؤسسات المجتمـع أو الدولــة , حيث يتم تجميــع الخبرات و تحويلهــا الى نظريات يتم تدريــسها وفق مناهج معينــة . هذا هـــو التعريف المتــبَّع للثقافــة و لكنــنـا لا نستطيــع أن نمّر على الموضـوع دون و ضع الأمور في مســارها التاريخــي , فنحــن بالنتيجــة مجتمعــات مسحوبــة في حيز زمنــي , و الملاحظ أنـنـا كلما تقدمنــا في مناهل المدنيَّــة وجدنـا حاجــة ملحة الى العودة للجذور, تزداد زيادة توازي التقدم في مسارات المستقبل .
يتبع.........
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر