ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    «المجيدل» دفعت ضريبة صمودها.. ولم تُمسح من ذاكرة أبنائها

    كتائب ابو علي
    كتائب ابو علي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الميزان جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : «المجيدل» دفعت ضريبة صمودها.. ولم تُمسح من ذاكرة أبنائها Palestine_a-01
    نقاط : 511
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009

    «المجيدل» دفعت ضريبة صمودها.. ولم تُمسح من ذاكرة أبنائها Empty «المجيدل» دفعت ضريبة صمودها.. ولم تُمسح من ذاكرة أبنائها

    مُساهمة من طرف كتائب ابو علي الأحد 05 يوليو 2009, 11:35 am


    «المجيدل» دفعت ضريبة صمودها.. ولم تُمسح من ذاكرة أبنائها File_bcefc90b34_old%20refugee
    المجيدل قرية مبنية على المنحدرات الجنوبية الخفيفة الانحدار لوادي المجيدل قضاء الناصرة، وهي إحدى القرى الثلاث في الناصرة التي دُمرت تدميراً كاملاً من قوات الاحتلال الصهيوني إلى جانب قريتي معلول وصفورية، حيث أخليت القرية تماماً من سكانها، ثم سُوّيت بالأرض.
    حول ما جرى في هذه القرية وتأخر سقوطها حتى نهاية تموز 1948 التقيت الحاج محمد سليمان غازي «أبو عاطف» مواليد1931 في منزله في منطقة زملكا إحدى ضواحي مدينة دمشق التي استقر بها بعد سنوات النكبة.
    يروي الحاج أبو عاطف ما حدث في يوم الثامن من رمضان ليلة التاسع منه، وتحديداً بعدما سقطت صفورية ليلة السابع من رمضان، وذلك بعد مقاومة باسلة، حيث أطلق المقاومون آخر طلقة معهم، قبل الرحيل أو الاستشهاد.
    بدأ أبو عاطف يحدثني عما حدث في رمضان من تلك السنة التي اضطر فيها مع أهله وأهل بلدته المجيدل إلى ترك الأرض والبيت والذكريات، وبدا واضحاً أن سنوات عمره الثماني والسبعين، لم تؤثر على ذاكرته.. فقد كان يحدثني كأنه يقرأ من كتاب.. وكأنما كان ينتظر هذه الفرصة كي يفرغ بعض ما في صدره من كلام وهمّ وأحلام وآمال وآلام..
    يقول الحاج الفلسطيني: «بدأت المناوشات عندما قام رجال عصابات الهاغاناه المدربون بالاعتداء على ابن القرية محمد الطبري عندما حاول أن يزيل الحجارة التي وضعها رجال الهاغاناه بين مستعمرتي جرجار وخنيفس بقصد قطع الطريق فأطلقوا عليه النار وقتلوه، ثم سحبوه وحفروا حفرة ووضعوه فيها وطمروها بالتراب.. هذه كانت البداية ومن ثم أمسكوا خليل خرباوي وحسن اليوسف وسليمان النقاش وقتلوهم جميعاً.
    ذكريات
    وقبل الدخول في تفاصيل الهجوم على القرية حدثني أبو عاطف عما يذكره من مشاركة أهل القرية في ثورة 1936 حيث قال: كان هناك دعم كامل من أهالي القرية للثورة الفلسطينية في عام 1936، وباعتبار موقع بيتنا آخر بيت في البلد من الجهة الشمالية، فقد كان هناك شخص اسمه أبو علي الناجي كان قائد فصيل وكان يتردد دائماً على بيتنا، مرّتين في الأسبوع، وأنا كنت أطلع مع الحراس السطح وكانوا يراقبون من هناك، ومرة طلعت مع واحد من الحراس وأذكر أنه سألني: شو شايف مقابيلك؟ قلت له: شايف طرف بارودة. فضحك وقال لي: أنت في المستقبل رح تحمل بارودة وتحارب مثلك مثلنا.
    ويتابع الحاج: صحيح أنني كنت صغيراً، وفي ذاك الوقت كان عمري خمس سنوات، لكن بذكر من يللي شاركوا في الثورة صادق المحمد وأحمد عبد العتيق وسعيد سلام.
    الهجوم على القرية
    كان الهجوم على القرية على ثلاث دفعات، بدأ الهجوم في المرة الأولى من مستعمرة خنيفس وجنجار، وقد سقط عدد من الشهداء، منهم عبد الحليم كساب ابن المختار وإسماعيل الطبعوني وسليمان الشاعر وأخته خضرا. وفي الهجوم الثاني الذي كان بعده بعشرة أيام تقريباً كان أيضاً من جهة خنيفس وجنجار، لكن لم يسقط شهداء.
    أما الهجوم الثالث فجاء بعد شهر، حيث دخلت ثلاث دبابات إلى القرية التي قُصفت بالمدفعية، وكان جيش الإنقاذ في البلد متمركزاً في المدرسة، وحاولت أن أصل إلى المدرسة قبل دخول اليهود القرية لإبلاغ أهالي القرية لكني لم أستطع، فذهبت إلى بيت العم عيسى؛ كان على الطريق الرئيسي، وكان فيه نحو ثمانية أشخاص، وبدأ القصف حيث كان الرصاص مثل زخّ المطر، من ثم خرجنا من البيت باتجاه بستان كبير، لكن لم نستطيع دخوله من شدة القصف، ومن ثم أخذنا طريق البحر ودخلنا في وادي أبو الدنين، وجرى اشتباك بيننا وبين اليهود، بعدها انسحبنا ووصلنا إلى يافا، وقد سقط عدد من الشهداء من أهالي القرية، منهم يوسف محمد، فايق الحمدان ومحمد وديع وعبد الغني سلمان ويوسف أبو سمارة وأبو وديع جمال.
    بعد الهجوم
    بعد هذا الهجوم، يضيف أبو عاطف، قمت بإخراج أبي وأمي وأختي وبنت أختي، أخرجتهم إلى دير الأمير، ورجعت إلى المجيدل في الليلة نفسها، وبقيت ساعتين. لكن بعد اشتداد القصف واستخدام العدو للطائرات خرجت إلى الناصرة، ومن ثم إلى منطقة جنين، وبقيت فيها ثمانية وعشرين يوماً، وقد حاولت الرجوع إلى المجيدل أنا وعبد الحميد وعبد الله الأحمد وحسين علي الغازي، لكن لم نستطع، فقررت الذهاب إلى الأردن، وسكنت في مدينة إربد، واشتغلت في مطعم، ومن ثم إلى سوريا في سنة 1956.
    تشتّت أهل المجيدل
    أما بقية سكان المجيدل، يقول الحاج، فمنهم من ذهب إلى الأردن في إربد وعمان، ومنهم من ذهب إلى لبنان وسكن في مخيم بعلبك، وآخرون ذهبوا إلى سوريا وسكنوا في مناطق متفرقة مثل جوبر وزملكا ودوما وعين ترما ومخيم اليرموك والبويضة ونجها والعادلية، وفي اللاذقية وبانياس.
    أما الذين بقوا في فلسطين فقد سكنوا في الناصرة وحيفا وجنين.
    يختم الحاج أبو عاطف متنهداً: تشتتنا بالبلاد، ومرت علينا أيام صعبة وقاسية، بس والله لسا متأمل إني أرجع، خاصة بعد يللي صار بغزة..
    «لأنو الشعب الفلسطيني ماعاد يغلط هذيك الغلطة ويطلع من أرضه».

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر 2024, 7:20 pm