تصريحات القدومي ما بين التشكيك والتأكيد؛ هل كان المحضر في مكتب الراحل عرفات؟
ما هي العلاقة بين المحضر الذي عرضه القدومي ورسالة دحلان وفحوى لقائه مع موفاز ؟
ما هي العلاقة بين المحضر واللقاءات الأخرى وبين فك الارتباط عن قطاع غزة ؟
من شاهد المحضر الذي عرضه القدومي في مكتب الراحل عرفات قبل استشهاده ولماذا يصمتون؟
عرب48/ حسن عبد الحليم
مقابلات لرصد وجهات النظر والأجواء عقب تصريحات لقدومي
19/07/2009 08:34
وقعت تصريحات أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، فاروق القدومي على الفلسطينيين وعلى حركة فتح على وجه الخصوص كالصاعقة، وكان الحدث شبيها بذلك النوع من الأحداث التي تشبه الإشاعة، احتاج استيعابها وقتا ما، ليتدفق بعدها سيل من الأسئلة والتحليلات والتشكيك والتصديق والنفي والتأكيد. وفي ليلة وضحاها تحول كل فلسطيني إلى تحر ومحلل يجيل تلك التصريحات بذهنة ويستذكر ويعيد ويربط الأحداث والأقوال وأجزاء المعلومات ويتوصل إلى نتائج واستنتاجات يحاجج بها أو يحتفظ بها لنفسه.
لماذا الصدمة؟ يتساءل أحد قيادات حركة فتح(سنسميه المصدر الأول). ويردف: لقد كان العنوان مكتوبا على الجدار. ولكن لماذا صمت القدومي كل هذا الوقت؟ طالما أن المحضر معه منذ عام 2004 لماذا لم يكشفه حينما انتخب محمود عباس رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اغتيال أبو عمار مباشرة، وبعد ذلك حين انتخب مرشح فتح للرئاسة؟ ويردف: "لكن ما هو مؤكد أن أبو اللطف هو قائد ومؤسس ولديه تاريخ نضالي طويل ولن يجازف عبثا بمعلومات دون التأكد من صحتها، ولا اشك للحظة أن «أبو عمار» تعرض لمؤامرة.
وسألته: تتحدث عن توقيت الكشف وماذ1 عن الفحوى؟ فيقول: " المؤامرة مكشوفة منذ وقت طويل. بالتأكيد كانت هناك مؤامرة ضد عرفات وضد المقاومة. لقد شاهدنا اللقاء بين دحلان وموفاز، في 2 يوليو/ تموز 2003، وتأكيد دحلان بأنه هو وعباس في صف واحد ضد عرفات، وترديده عدة مرات لموفاز مقولة "ربما يمكننا فعل شيء"، كان ذلك واضحا بشكل لا يقبل اللبس. وكانت خاتمة اللقاء بتوجه موفاز لدحلان قائلا: "إبدأ بالعمل الآن"، ماذا يعني ذلك؟ الأمور في غاية الوضوح. وما جرى من حديث بين الاثنين لا يختلف عن فحوى الرسالة التي وجهها دحلان لموفاز بعد عشرة أيام من لقائهما أي في 22 تموز يوليو/ 2003، والتي قال فيها "إن عرفات أصبح يَعُد أيامه الأخيرة ودعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم"، ووصف فيها المقاومة بأنها عصابات "مافيا" . (مرفق الرسالة والشريط التسجيلي الذي بثته قناة الجزيرة). ويردف: لا شك لدي بأنه كانت هناك مؤامرة، وأكاد أجزم بأن المؤامرة حيكت بين موفاز ودحلان ولا أستبعد بعد أن شاهدت شريط اللقاء بين دحلان وموفاز أن يكون عباس شريكا، وربما آخرون.
ويقول مصدر آخر (نسميه في التقرير المصدر الثاني)وهو من مؤيدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويدافع عنه: "لا أستبعد أن تكون الوثيقة من فبركات الراحل عرفات". وهنا أقاطعه سائلا: أنت بذلك تقر أن الوثيقة كانت بحوزة الراحل عرفات؟ فيجيب، سمعت من عدد من قيادات فتح أنهم رأوا الوثيقة في مكتب عرفات قبل استشهاده. فأسأله هل هناك أي منهم يستطيع أن يؤكد لنا أنه رأى الوثيقة في مكتب عرفات؟ فيجيب: مطلقا لن تجد أحدا يخبرك بذلك، حتى دون ذكر اسمه.
ويقول المصدر الأول عن الأجواء في حركة فتح: تصريحات أبو اللطف شكلت صدمة حقيقية لكوادر حركة فتح، وتملكهم الذهول وانقسموا ما بين مصدق ومكذب ومشكك، وجميعهم يلومون القدومي بشكل أو بآخر. ويضيف: ردود الفعل متباينة ومتضاربة حول صدقية المعلومات وحول وجود مثل هذا المحضر. فهناك من يعتبر أن هذه الوثيقة مجرد فبركات إعلامية وثمة من يعتقد أنها حقيقة بل ويؤكد أنها كانت مودعة في مكتب الشهيد عرفات. وأسأله هل يمكنك أن تجيب بشكل مباشر- هل سمعت من أحد القيادات أنه رأوا الوثيقة في مكتب عرفات قبل استشهاده؟، فيقول نعم. ولكنه يكرر ما قاله المصدر الثاني: "لن تجد من يدلي بهذه المعلومات للصحافة".
ورفض مسؤولون فلسطينيون من الصف الأول نفي أو تأكيد رؤية الوثيقة في مكتب الراحل عرفات، وكان الجواب المشترك أنهم لا يريدون الحديث عن الموضوع. وقال أحدهم ربما أتحدث عن ذلك بعد مؤتمر فتح. حاولت أن أنتزع منه معلومات بعد أن قطعت له وعدا بأن لا أنشرها فقال: "لا أسلم رقبتي لصحفيين".
ويضيف المصدر الأول: أذكر أن العلاقات في تلك الفترة(الاجتماع الذي تحدث عنه القدومي) بين الراحل عرفات من جهة وأبو مازن ودحلان من جهة أخرى كانت مشحونة جدا. وكان أبو عمار محاصرا. وأسأله: هل تقف وراء تصريحات القدومي بشكل مطلق؟ فيجيب: التأخير في الإعلان عن هذا المحضر يلعب ضد القدومي. ولكن ما أنا متأكد منه أن القائد التاريخي، والمؤسس، لن يزج بنفسه في عبثيات، ولا شك بأن مؤامرة حيكت ضد عرفات.
ضابط متقاعد في الأمن الفلسطيني، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن الوضع محزن، الاتهام محزن والسكوت عنه محزن، وما يحصل هو تضييع الفحوى لحساب المهاترات. تجتاح الشعب الفلسطيني أزمة فكر وثقافة تتلخص في «المبالغة والاستسهال»، والآراء مرهونة بالمواقف السياسية. وستسمع مؤيدو القدومي يعرضون رأيا، ومؤيدو عباس يعرضون رأيا مخالفا. الأزمة تتلخص في عدم القدرة على رسم حدود العلاقة وحدود الأزمة، وذلك يقودنا إلى التيه. ينبغي تغليب مصلحة الوطن على كل شيء. وينبغي التعامل مع اتهامات القدومي في المسار القانوني والقضائي وليس الإعلامي أو السياسي.
ويضيف الضابط المتقاعد: لا أحد يملك الحقيقة وليس هناك مسلمات وينبغي التعامل مع الأزمة بصبر وعقلانية بعيدا عن الاتهامات والمواقف الشخصية والمهاترات. لا شك بأن الزمن كفيل بكشف قضية اغتيال المرحوم القائد ياسر عرفات. ولكن لا يمكن عرض معلومات دون إثباتات وبراهين . وأعتقد أنه من المفضل عدم الخوض في القضية إعلاميا لأن ذلك سيزيد الطين بلة. ويتساءل هل يعقل أن تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الإجرامية بتسريب محضر هذه الجلسة، غير معقول. ربما ستكشف عن سر اغتيال عرفات بعد سنوات طويلة. ويختتم بالقول: "إسرائيل لم تكن تلعب خلال العقود الماضية، كانت تعمل على تفتيت الشعب الفلسطيني وتشويه نضاله".
كيف ستؤثر تلك المستجدات على المؤتمر السادس لحركة فتح المزمع في الرابع من الشهر المقبل؟
المصدر الأول: فتح أمام مفترق تاريخي قد يغير ثوبها. العضوية في المؤتمر حسمت، وهناك الكثيرين الذين يرون أنهم ظلموا. لا يمكن توقع اتجاه المؤتمر أو نتائجه ولكن بالتأكيد ستلقي تصريحات القومي بظلالها على المؤتمر. الفترة الآن فترة حراك من وراء الكواليس، واصطفافات وصفقات. ولكن مما لا شك فيه أن الفترة التي ستعقب المؤتمر ستكون مرحلة الانقسامات والتشرذم. لأن النتائج لن ترضي الجميع، وأي تيار سيخسر لن يقبل بالنتيجة. الفترة المقبلة ستكون حرجة. من الصعب تقدير تأثير الزوبعة التي أثارها أبو اللطف سننتظر ونرى النتائج.
المصدر الثاني(مؤيد لعباس): بالتأكيد سيكون لتصريحات القدومي تأثير على المؤتمر السادس. وكما يقول المثل الشعبي "الرصاص الذي لا يصيب يدوش". لا شك لدي بأن محضر الجلسة التي عرضها القدومي مفبركة. فلنفرض جدلا أن هذا الاجتماع قد حصل فعلا، كيف سيحصل عرفات على فحوى الجلسة؟ وبأي لغة كتب المحضر؟ وهل جلسات من هذا النوع تدون أصلا؟ ولو دونت من سربها لعرفات شارون أم عباس أم دحلان؟ أعتقد بأن هذه الوثيقة كانت تخدم الخلافات الداخلية حينها.
ويقول الضابط المتقاعد: لا أعتقد أن ذلك سيؤثر. وأعتقد أن نتائج المؤتمر محسومة. وأسأله: هل تعني لصالح تيار عباس؟ فيجيب: قطعا، وإلا لما كان تقرر عقد المؤتمر أصلا. فمؤتمرات مثل تلك لا تعقد في الوطن العربي إلا إذا كانت محسومة مسبقا، والأمور بالتالي محكومة للمصالح وللمال.
ويضيف المصدر الأول: فترة عباس كانت حقبة تصفية المقاومة وحلها وتجفيف منابع تمويلها، وتسريح المقاتلين القدامي(قادة الثورة والفدائيين وضباط قوات الـ17 والمطاردين) من الأجهزة الأمنية، وخلق ما يسمى برجل الأمن المهني الذي يطبق القانون بمعزل عن الأوضاع السياسية. ويصمت قليلا ويردف كأنه اكتشف شيئا: ألا ترى أن ثمة علاقة بين المحضر المذكور وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 وعرض الانسحاب إعلاميا على أنه من جانب واحد! لماذا لا نربط بين المحضر والانسحاب والنتائج بعد ذلك وصولا إلى الحسم العسكري في قطاع غزة.
ما هي العلاقة بين المحضر الذي عرضه القدومي ورسالة دحلان وفحوى لقائه مع موفاز ؟
ما هي العلاقة بين المحضر واللقاءات الأخرى وبين فك الارتباط عن قطاع غزة ؟
من شاهد المحضر الذي عرضه القدومي في مكتب الراحل عرفات قبل استشهاده ولماذا يصمتون؟
عرب48/ حسن عبد الحليم
مقابلات لرصد وجهات النظر والأجواء عقب تصريحات لقدومي
19/07/2009 08:34
وقعت تصريحات أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، فاروق القدومي على الفلسطينيين وعلى حركة فتح على وجه الخصوص كالصاعقة، وكان الحدث شبيها بذلك النوع من الأحداث التي تشبه الإشاعة، احتاج استيعابها وقتا ما، ليتدفق بعدها سيل من الأسئلة والتحليلات والتشكيك والتصديق والنفي والتأكيد. وفي ليلة وضحاها تحول كل فلسطيني إلى تحر ومحلل يجيل تلك التصريحات بذهنة ويستذكر ويعيد ويربط الأحداث والأقوال وأجزاء المعلومات ويتوصل إلى نتائج واستنتاجات يحاجج بها أو يحتفظ بها لنفسه.
لماذا الصدمة؟ يتساءل أحد قيادات حركة فتح(سنسميه المصدر الأول). ويردف: لقد كان العنوان مكتوبا على الجدار. ولكن لماذا صمت القدومي كل هذا الوقت؟ طالما أن المحضر معه منذ عام 2004 لماذا لم يكشفه حينما انتخب محمود عباس رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اغتيال أبو عمار مباشرة، وبعد ذلك حين انتخب مرشح فتح للرئاسة؟ ويردف: "لكن ما هو مؤكد أن أبو اللطف هو قائد ومؤسس ولديه تاريخ نضالي طويل ولن يجازف عبثا بمعلومات دون التأكد من صحتها، ولا اشك للحظة أن «أبو عمار» تعرض لمؤامرة.
وسألته: تتحدث عن توقيت الكشف وماذ1 عن الفحوى؟ فيقول: " المؤامرة مكشوفة منذ وقت طويل. بالتأكيد كانت هناك مؤامرة ضد عرفات وضد المقاومة. لقد شاهدنا اللقاء بين دحلان وموفاز، في 2 يوليو/ تموز 2003، وتأكيد دحلان بأنه هو وعباس في صف واحد ضد عرفات، وترديده عدة مرات لموفاز مقولة "ربما يمكننا فعل شيء"، كان ذلك واضحا بشكل لا يقبل اللبس. وكانت خاتمة اللقاء بتوجه موفاز لدحلان قائلا: "إبدأ بالعمل الآن"، ماذا يعني ذلك؟ الأمور في غاية الوضوح. وما جرى من حديث بين الاثنين لا يختلف عن فحوى الرسالة التي وجهها دحلان لموفاز بعد عشرة أيام من لقائهما أي في 22 تموز يوليو/ 2003، والتي قال فيها "إن عرفات أصبح يَعُد أيامه الأخيرة ودعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم"، ووصف فيها المقاومة بأنها عصابات "مافيا" . (مرفق الرسالة والشريط التسجيلي الذي بثته قناة الجزيرة). ويردف: لا شك لدي بأنه كانت هناك مؤامرة، وأكاد أجزم بأن المؤامرة حيكت بين موفاز ودحلان ولا أستبعد بعد أن شاهدت شريط اللقاء بين دحلان وموفاز أن يكون عباس شريكا، وربما آخرون.
ويقول مصدر آخر (نسميه في التقرير المصدر الثاني)وهو من مؤيدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويدافع عنه: "لا أستبعد أن تكون الوثيقة من فبركات الراحل عرفات". وهنا أقاطعه سائلا: أنت بذلك تقر أن الوثيقة كانت بحوزة الراحل عرفات؟ فيجيب، سمعت من عدد من قيادات فتح أنهم رأوا الوثيقة في مكتب عرفات قبل استشهاده. فأسأله هل هناك أي منهم يستطيع أن يؤكد لنا أنه رأى الوثيقة في مكتب عرفات؟ فيجيب: مطلقا لن تجد أحدا يخبرك بذلك، حتى دون ذكر اسمه.
ويقول المصدر الأول عن الأجواء في حركة فتح: تصريحات أبو اللطف شكلت صدمة حقيقية لكوادر حركة فتح، وتملكهم الذهول وانقسموا ما بين مصدق ومكذب ومشكك، وجميعهم يلومون القدومي بشكل أو بآخر. ويضيف: ردود الفعل متباينة ومتضاربة حول صدقية المعلومات وحول وجود مثل هذا المحضر. فهناك من يعتبر أن هذه الوثيقة مجرد فبركات إعلامية وثمة من يعتقد أنها حقيقة بل ويؤكد أنها كانت مودعة في مكتب الشهيد عرفات. وأسأله هل يمكنك أن تجيب بشكل مباشر- هل سمعت من أحد القيادات أنه رأوا الوثيقة في مكتب عرفات قبل استشهاده؟، فيقول نعم. ولكنه يكرر ما قاله المصدر الثاني: "لن تجد من يدلي بهذه المعلومات للصحافة".
ورفض مسؤولون فلسطينيون من الصف الأول نفي أو تأكيد رؤية الوثيقة في مكتب الراحل عرفات، وكان الجواب المشترك أنهم لا يريدون الحديث عن الموضوع. وقال أحدهم ربما أتحدث عن ذلك بعد مؤتمر فتح. حاولت أن أنتزع منه معلومات بعد أن قطعت له وعدا بأن لا أنشرها فقال: "لا أسلم رقبتي لصحفيين".
ويضيف المصدر الأول: أذكر أن العلاقات في تلك الفترة(الاجتماع الذي تحدث عنه القدومي) بين الراحل عرفات من جهة وأبو مازن ودحلان من جهة أخرى كانت مشحونة جدا. وكان أبو عمار محاصرا. وأسأله: هل تقف وراء تصريحات القدومي بشكل مطلق؟ فيجيب: التأخير في الإعلان عن هذا المحضر يلعب ضد القدومي. ولكن ما أنا متأكد منه أن القائد التاريخي، والمؤسس، لن يزج بنفسه في عبثيات، ولا شك بأن مؤامرة حيكت ضد عرفات.
ضابط متقاعد في الأمن الفلسطيني، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن الوضع محزن، الاتهام محزن والسكوت عنه محزن، وما يحصل هو تضييع الفحوى لحساب المهاترات. تجتاح الشعب الفلسطيني أزمة فكر وثقافة تتلخص في «المبالغة والاستسهال»، والآراء مرهونة بالمواقف السياسية. وستسمع مؤيدو القدومي يعرضون رأيا، ومؤيدو عباس يعرضون رأيا مخالفا. الأزمة تتلخص في عدم القدرة على رسم حدود العلاقة وحدود الأزمة، وذلك يقودنا إلى التيه. ينبغي تغليب مصلحة الوطن على كل شيء. وينبغي التعامل مع اتهامات القدومي في المسار القانوني والقضائي وليس الإعلامي أو السياسي.
ويضيف الضابط المتقاعد: لا أحد يملك الحقيقة وليس هناك مسلمات وينبغي التعامل مع الأزمة بصبر وعقلانية بعيدا عن الاتهامات والمواقف الشخصية والمهاترات. لا شك بأن الزمن كفيل بكشف قضية اغتيال المرحوم القائد ياسر عرفات. ولكن لا يمكن عرض معلومات دون إثباتات وبراهين . وأعتقد أنه من المفضل عدم الخوض في القضية إعلاميا لأن ذلك سيزيد الطين بلة. ويتساءل هل يعقل أن تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الإجرامية بتسريب محضر هذه الجلسة، غير معقول. ربما ستكشف عن سر اغتيال عرفات بعد سنوات طويلة. ويختتم بالقول: "إسرائيل لم تكن تلعب خلال العقود الماضية، كانت تعمل على تفتيت الشعب الفلسطيني وتشويه نضاله".
كيف ستؤثر تلك المستجدات على المؤتمر السادس لحركة فتح المزمع في الرابع من الشهر المقبل؟
المصدر الأول: فتح أمام مفترق تاريخي قد يغير ثوبها. العضوية في المؤتمر حسمت، وهناك الكثيرين الذين يرون أنهم ظلموا. لا يمكن توقع اتجاه المؤتمر أو نتائجه ولكن بالتأكيد ستلقي تصريحات القومي بظلالها على المؤتمر. الفترة الآن فترة حراك من وراء الكواليس، واصطفافات وصفقات. ولكن مما لا شك فيه أن الفترة التي ستعقب المؤتمر ستكون مرحلة الانقسامات والتشرذم. لأن النتائج لن ترضي الجميع، وأي تيار سيخسر لن يقبل بالنتيجة. الفترة المقبلة ستكون حرجة. من الصعب تقدير تأثير الزوبعة التي أثارها أبو اللطف سننتظر ونرى النتائج.
المصدر الثاني(مؤيد لعباس): بالتأكيد سيكون لتصريحات القدومي تأثير على المؤتمر السادس. وكما يقول المثل الشعبي "الرصاص الذي لا يصيب يدوش". لا شك لدي بأن محضر الجلسة التي عرضها القدومي مفبركة. فلنفرض جدلا أن هذا الاجتماع قد حصل فعلا، كيف سيحصل عرفات على فحوى الجلسة؟ وبأي لغة كتب المحضر؟ وهل جلسات من هذا النوع تدون أصلا؟ ولو دونت من سربها لعرفات شارون أم عباس أم دحلان؟ أعتقد بأن هذه الوثيقة كانت تخدم الخلافات الداخلية حينها.
ويقول الضابط المتقاعد: لا أعتقد أن ذلك سيؤثر. وأعتقد أن نتائج المؤتمر محسومة. وأسأله: هل تعني لصالح تيار عباس؟ فيجيب: قطعا، وإلا لما كان تقرر عقد المؤتمر أصلا. فمؤتمرات مثل تلك لا تعقد في الوطن العربي إلا إذا كانت محسومة مسبقا، والأمور بالتالي محكومة للمصالح وللمال.
ويضيف المصدر الأول: فترة عباس كانت حقبة تصفية المقاومة وحلها وتجفيف منابع تمويلها، وتسريح المقاتلين القدامي(قادة الثورة والفدائيين وضباط قوات الـ17 والمطاردين) من الأجهزة الأمنية، وخلق ما يسمى برجل الأمن المهني الذي يطبق القانون بمعزل عن الأوضاع السياسية. ويصمت قليلا ويردف كأنه اكتشف شيئا: ألا ترى أن ثمة علاقة بين المحضر المذكور وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 وعرض الانسحاب إعلاميا على أنه من جانب واحد! لماذا لا نربط بين المحضر والانسحاب والنتائج بعد ذلك وصولا إلى الحسم العسكري في قطاع غزة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر