المألوف، في كل زمان ومكان، أن يحيا الإنسان بين معالم تحمل أسماء من لغته، وتعكس فلسفة قومه في تسمية أعلامهم. وقد بادر اليهود إلى تغيير أسماء كثير من المواقع والبلدان الفلسطينية منذ وقت مبكر، واستبدلوها بأسماء عبرية غالبا ما تكون توراتية أو لعلاقة بالتوراة والتلمود، إمعانا منهم في التشبث بحق يدعونه في فلسطين، وان كنا لا ننكر أن اليهود استوطنوا أجزاء من بلاد العرب في بعض أحقاب التاريخ. أننا لا ننكر حقهم في الإقامة على نحو ما كان من ذلك في العصور المختلفة في الجزيرة العربية والأندلس وغيرها من بلدان المشرق.
غير أن ما نستنكره هو سلخ فلسطين عن شقيقاتها، وتشريد أهلها، وإحلال اليهود من كل أصقاع العالم بدلا منهم، ولاستكمال حلقات التزوير التاريخي للحقيقة فقد راحوا يغيرون معالم التجمعات البشرية والمواقع الجغرافية، ويستخرجون من التوراة والتلمود أسماء يطلقونها عليها. ويمكن إجمال أوجه التحريف والتزوير التي طرأت على البلدان والأماكن الفلسطينية فيما يلي:
1. ترجمة الاسم العربي إلى العبرية (العبرنة). ومن هذا القبيل ترجمة "باب الواد" إلى شاعر هاجاي، وهي ترجمة حرفية اذ تعني كلمة شاعر: باب، بوابة، وها: ال، و جاي: واد، ويناظرها في العربية الجواء والجو. وباب الواد غرب القدس معروف. وترجمة "دار الجمرك" إلى "بيت ها ميخس" والمعنى بيت المكس. وهي محطة حدودية كانت بين فلسطين وسورية على الجانب الشرقي من جسر بنات يعقوب. وترجمة "الضفة الغربية" إلى جداه معر بيت، وجبل الزيتون في القدس إلى هار هزيتيم، وجبل الخروف في النقب إلى هار هاحاريف، وخان التجار إلى حانوت تجاريم، وهو أيضاً سوق الخان، ويقع في الجليل السفلي.
2. تحريف الاسم العربي ليلائم اسماً عبريا، أو صرفه عن جهته وحسب. وأمثلة ذلك كثيرة جداً، ويتراوح التحريف بين استبدال حرف بآخر سواء كان نظيراً له أم لم يكن، كتغيير القصرين إلى كتسرين، وهي خربة تقع إلى الشمال الغربي من القرية العربية المهجرة "أم خشبة"، إذن نلاحظ هنا أن التسمية تمت باستبدال الصاد بما يناظرها صوتيا في العبرية وهو"تس". واسدود إلى اشدود، وبيت الأثل إلى بيت ايشيل، والأثل من شجر الصحراء معروف، وعبلين إلى ابلين... إذ المعروف أن السين والثاء يناظرهما الشين والعين أخت الهمزة. وربما كان التحريف في غير حرف واحد، وإضافة أو حذفاً، على نحو ما نجده في "يالو" إذ أصبح اسمها أيالون، وتقع إلى الشمال الغربي من باب الواد غربي جبل القدس، و"الدميث" الواقعة في الجليل الغربي، إذ أصبح اسمها أداميت، واكسال أصبحت كسيلوت (جمعا)، وبيت عنات بعد أن كان اسمها البعنة، وبقعات عيرون سهل عارة، ورجم العطاونة الذي أصبح اسمه جباعوت ايتون، وبلدة قطرة التي غدا اسمها جديرة، وخربة أم دومانة التي غدت ديمونة، وقرية الطوفانية التي صار اسمها حيبل تيفن، وقاقون اذ صارت "يكون" وغيرها كثير. ونود أن نشير هنا إلى أن ثمة أصواتا عربية (حروفا) لها نظائر في العبرية كالتي ذكرتها قبل قليل، وأخرى تناظر حرفي أ و v في الانجليزية، وقد عبرنا عنهما بالباء والفاء من مثل جفعات ويبنه ونحوهما.
3. ومن المستعمرات الإسرائيلية ما أقيم قريباً من بلدة عربية هجر أهلها عنها. سواء عام 1948 أم 1967 وأعطي اسمها صريحاً أو محرفاً. ومن أوضح الأمثلة على ذلك بلدتي التي ولدت بها كفر سابا، وقد دمرها اليهود في أعقاب عام 1948 وأسس في موقعها مستعمرة كبلن بينما أسس على بعد 2كم مستعمرة أخرى إلى الغرب منها باسم كفار سابا ومن ذلك بيت هاشيطة المقامة في أراضي قرية شطة، ومجدال ها عيمك المقامة في أراضي المجيدل العربية، ومجداليم المقامة في أراضي مجدل بني فاضل وكريات ملاخي التي أقيمت في أراضي قسطينة وغيرها كثير.
4. وربما غير الاسم العربي كليا، أو وضع إلى جانبه اسم عبراني لعلاقة مرتجلة، فاسم وادي أم سدرة أصبح قنيون هاكتوبوت، أي أخدود الكتابات، وموقعه إلى الغرب من ايلات، على بعد 12 كم، ودير المحرقة غدا اسمه قيرن كرميل، والخالصة كريات شمونا، وقلعة القرين أصبح اسمها مونفور. ونورد فيما يلي أسماء جميع الأعلام الجغرافية التي ما تزال محافظة على عروبتها – والتي تغير وجهها بالاستيطان اليهودي – التي اعتراها تغيير في مواقعها أو تحريف في أسمائها مما انتهى إليه علمنا، سواء كان ذلك بعبرنتها (ترجمتها للعبرية) أم كان بتغيير بعض أحرفها. وهي مرتبة ألفبائياً، وقد قرنّاها بما يعرّف بها ويوضح موقعها بايجاز.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر