منذ اللحظة التي قررت فيها دخول عالم هندسة السيارات، وهي تواجه صعوبات
بدءاً من العائلة ومروراً بالمجتمع وانتهاء بسلوكيات الرجال الذين تعاملت
معهم في مجال عملها، ورغم ذلك استطاعت أن تتغلب على كل المعوقات وتعمل في
المهنة التي عشقتها.
مي
ملحم امرأة فلسطينية من نوع خاص، خاضت تجربة العمل في مجال ميكانيكا
السيارات منذ ثلاثة عشر عاماً في سوريا والأردن وأخيراً في قطاع غزة،
لتصبح أول امرأة تقتحم فيه هذه المهنة التي ظلت طويلاً حكراً على الرجال.
تقول
مي "منذ قررت دراسة هندسة الميكانيكا بدا الاستهجان على العائلة، لكن أمام
إصراري تفهموا رغبتي وساندوني إلى أن تخرجت في جامعة دمشق، وعملت حتى قبل
ذلك في مصنع للميكانيكا". وتضيف "وفي الأردن عملت في شركتي "تويتا" و"لاند
روفر"، وكنت من أكفأ المهندسين".
وعادت
إلى قطاع غزة قبل عشر سنوات لتعمل كرئيس لقسم صيانة السيارات في جمعية
الهلال الأحمر الفلسطيني، ولتبدأ مرحلة جديدة من حياتها العملية، خاصة
صعوبة التعامل مع أصحاب الورش من الرجال الذين يصلحون سيارات الهلال
الأحمر.
تقول مي "في البداية كنت أوجه أي ميكانيكي إلى مكان المشكلة في السيارة
وأطلب منه إصلاح ما أقرره أنا فقط كمهندسة اختصاصية، كانوا ينظرون إلى
باستهجان أحياناً وبسخرية أحياناً أخرى". وتضيف: "لكن مع مرور السنوات
أصبح لدي شبكة علاقة واسعة مع معظم الميكانيكيين في غزة، وهم يثقون
بقدراتي كثيرا ويطلبون مني فحص بعض المشاكل في ورشهم".
وأثناء
إجرائي المقابلة مع مي، اتصل أحد سائقي سيارات إسعاف الهلال الأحمر بها
ليقول لها ان السيارة معطلة أمام المستشفى، ولا يعرف ماذا يفعل. فترتدي مي
بزتها بسرعة وتحمل أجهزتها وتنطلق نحو المكان المحدد لتحدد بسهولة سبب
الخلل وترشد الميكانيكي المرافق إلى كيفية إصلاحه، لتتحول نظرات الاستهجان
إلى كلمات إعجاب وثناء من الجميع.
وحول
تأثير الحصار الإسرائيلي على مجال تصليح السيارات في غزة تقول: "الحصار
حرم أي ميكانيكي من التعرف على عالم الحاسوب في الفحص والتصليح، ومنع دخول
قطع السيارات بصورة أثقلت كاهل أي ميكانيكي، فليس أمامه إلا تدبير الأمر
من دون تغيير أي قطعة". وتتابع: "يمكن القول أن ميكانيكي غزة مهرة، لكنهم
محرمون من الخبرة الخارجية والتطوير والتكنولوجيا".
وتعتبر
مي أن أكثر الصعوبات التي واجهتها في مهنتها كانت في الأردن، "حيث المجتمع
تقليدي ومحافظ للغاية، أما في غزة فكانت نظرات الاستغراب تلاحقني فقط في
البداية، وبعدما اعتاد الناس والمحيطين بي على سلوكياتي ورؤيتي أصلح
سيارات الإسعاف أحياناً وأقودها أحياناً أخرى ليصبح الأمر طبيعيا بعد ذلك".
ورغم
أنها تعمل في مهنة أقرب للرجال منها إلى النساء، إلا أنها ترفض خروج
المرأة من إطارها الأنثوي إلى الطابع الذكوري، لكنها بالمطلق لا توافق على
النظرة المجتمعية الضيقة لعمل المرأة.
يشار
إلى أن مي متزوجة ولديها ولدان، مرح (13عاماً) ومحمود (10 أعوام)، وتأمل
أن تتهيأ الظروف بشكل أكبر لتقتحم هي ونساء فلسطين الأسوار العالية إلى
فضاءات أوسع.
بدءاً من العائلة ومروراً بالمجتمع وانتهاء بسلوكيات الرجال الذين تعاملت
معهم في مجال عملها، ورغم ذلك استطاعت أن تتغلب على كل المعوقات وتعمل في
المهنة التي عشقتها.
مي
ملحم امرأة فلسطينية من نوع خاص، خاضت تجربة العمل في مجال ميكانيكا
السيارات منذ ثلاثة عشر عاماً في سوريا والأردن وأخيراً في قطاع غزة،
لتصبح أول امرأة تقتحم فيه هذه المهنة التي ظلت طويلاً حكراً على الرجال.
تقول
مي "منذ قررت دراسة هندسة الميكانيكا بدا الاستهجان على العائلة، لكن أمام
إصراري تفهموا رغبتي وساندوني إلى أن تخرجت في جامعة دمشق، وعملت حتى قبل
ذلك في مصنع للميكانيكا". وتضيف "وفي الأردن عملت في شركتي "تويتا" و"لاند
روفر"، وكنت من أكفأ المهندسين".
وعادت
إلى قطاع غزة قبل عشر سنوات لتعمل كرئيس لقسم صيانة السيارات في جمعية
الهلال الأحمر الفلسطيني، ولتبدأ مرحلة جديدة من حياتها العملية، خاصة
صعوبة التعامل مع أصحاب الورش من الرجال الذين يصلحون سيارات الهلال
الأحمر.
تقول مي "في البداية كنت أوجه أي ميكانيكي إلى مكان المشكلة في السيارة
وأطلب منه إصلاح ما أقرره أنا فقط كمهندسة اختصاصية، كانوا ينظرون إلى
باستهجان أحياناً وبسخرية أحياناً أخرى". وتضيف: "لكن مع مرور السنوات
أصبح لدي شبكة علاقة واسعة مع معظم الميكانيكيين في غزة، وهم يثقون
بقدراتي كثيرا ويطلبون مني فحص بعض المشاكل في ورشهم".
وأثناء
إجرائي المقابلة مع مي، اتصل أحد سائقي سيارات إسعاف الهلال الأحمر بها
ليقول لها ان السيارة معطلة أمام المستشفى، ولا يعرف ماذا يفعل. فترتدي مي
بزتها بسرعة وتحمل أجهزتها وتنطلق نحو المكان المحدد لتحدد بسهولة سبب
الخلل وترشد الميكانيكي المرافق إلى كيفية إصلاحه، لتتحول نظرات الاستهجان
إلى كلمات إعجاب وثناء من الجميع.
وحول
تأثير الحصار الإسرائيلي على مجال تصليح السيارات في غزة تقول: "الحصار
حرم أي ميكانيكي من التعرف على عالم الحاسوب في الفحص والتصليح، ومنع دخول
قطع السيارات بصورة أثقلت كاهل أي ميكانيكي، فليس أمامه إلا تدبير الأمر
من دون تغيير أي قطعة". وتتابع: "يمكن القول أن ميكانيكي غزة مهرة، لكنهم
محرمون من الخبرة الخارجية والتطوير والتكنولوجيا".
وتعتبر
مي أن أكثر الصعوبات التي واجهتها في مهنتها كانت في الأردن، "حيث المجتمع
تقليدي ومحافظ للغاية، أما في غزة فكانت نظرات الاستغراب تلاحقني فقط في
البداية، وبعدما اعتاد الناس والمحيطين بي على سلوكياتي ورؤيتي أصلح
سيارات الإسعاف أحياناً وأقودها أحياناً أخرى ليصبح الأمر طبيعيا بعد ذلك".
ورغم
أنها تعمل في مهنة أقرب للرجال منها إلى النساء، إلا أنها ترفض خروج
المرأة من إطارها الأنثوي إلى الطابع الذكوري، لكنها بالمطلق لا توافق على
النظرة المجتمعية الضيقة لعمل المرأة.
يشار
إلى أن مي متزوجة ولديها ولدان، مرح (13عاماً) ومحمود (10 أعوام)، وتأمل
أن تتهيأ الظروف بشكل أكبر لتقتحم هي ونساء فلسطين الأسوار العالية إلى
فضاءات أوسع.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر