غزة- (خاص-ايلاف) تحقيق / إياد عبدا لكريم العبادلة ثقافة الهجرة باتت ظاهرة اجتماعية منتشرة بين جيل الشباب في المجتمع الفلسطيني وامتدت إلى أصحاب المصانع والحرف والشركات الذين عانوا من ويلات الحصار على غزة خلال العامين المنصرمين, الجدير بالذكر أنها أصبحت ظاهرة اجتماعية متفشية بعد تشديد الحصار على غزة وتكدس ألاف الخريجين وارتفاع معدل البطالة ,حيث توجهت أنظار حملة الشهادات إلى المجتمعات الأوروبية لعلهم يجدون حلمهم بالعمل هناك .
بحث عن الذات
بسام المصري الذي عاد إلى غزة مع والديه بعدما أقنعوه "بسنغافورة الشرق" عام 1999"غزة", وبنى أحلامه على هذا الأساس ,عشق الحرية وتنفس هواءها النقي علي شاطئها الجميل بين أحضان أمواجه الدافئة, تخرج من جامعة الأزهر قبل أربع سنوات وحاول أن يحصل على فرصة عمل فلم يحالفه الحظ وانضم إلى طابور خريجي الجامعات ليزيدوا من ارتفاع معدل البطالة, بسام تحدث ل"ايلاف" عن سبب حلمه بالهجرة إلى الخارج معللا السبب عندما فاض به الكيل من البحث عن وظيفة اتجه إلى ثقافة الغناء من خلال موسيقى "الراب العربي"
فأصبح احد سفراء الأغنية الوطنية للعالم الخارجي ,"فوجد نفسه من خلال موهبته الغنائية التي لاقت رواجا خياليا في مجتمعات المهجر" على حد قوله بعد نشرها على مواقع الانترنت .
بسام المصري الذي عاد إلى غزة مع والديه بعدما أقنعوه "بسنغافورة الشرق" عام 1999"غزة", وبنى أحلامه على هذا الأساس ,عشق الحرية وتنفس هواءها النقي علي شاطئها الجميل بين أحضان أمواجه الدافئة, تخرج من جامعة الأزهر قبل أربع سنوات وحاول أن يحصل على فرصة عمل فلم يحالفه الحظ وانضم إلى طابور خريجي الجامعات ليزيدوا من ارتفاع معدل البطالة, بسام تحدث ل"ايلاف" عن سبب حلمه بالهجرة إلى الخارج معللا السبب عندما فاض به الكيل من البحث عن وظيفة اتجه إلى ثقافة الغناء من خلال موسيقى "الراب العربي"
فأصبح احد سفراء الأغنية الوطنية للعالم الخارجي ,"فوجد نفسه من خلال موهبته الغنائية التي لاقت رواجا خياليا في مجتمعات المهجر" على حد قوله بعد نشرها على مواقع الانترنت .
المجتمع الفلسطيني جزء من المجتمع العربي الكبير وأي ثقافة جديدة تدخله تأخذ وقتها فموسيقى "الراب" لا تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع الشرقي الذي يتسم بالطرب الشرقي الأصيل.
حتى وان حاول البعض فرضها من خلال الأغنية الوطنية فتبقي تحفظا كبير في نفوس غالبية الناس .
واقع اليم وظروف صعبة
سعدي عبد الرحمن الذي هاجر إلى النرويج بعد اسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" حيث بدأت إسرائيل تفرض قيودا وحصارا على غزة, لم يشهد له مثيل من قبل, أصبح هناك نقص في الحاجيات اليومية بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وسط دخل محدود , سافر هربا من واقع اليم وظروف صعبة للغاية وسط التهديدات الإسرائيلية بالاجتياحات وعمليات الاغتيال لرموز المقاومة.
سعدي عبد الرحمن الذي هاجر إلى النرويج بعد اسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" حيث بدأت إسرائيل تفرض قيودا وحصارا على غزة, لم يشهد له مثيل من قبل, أصبح هناك نقص في الحاجيات اليومية بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وسط دخل محدود , سافر هربا من واقع اليم وظروف صعبة للغاية وسط التهديدات الإسرائيلية بالاجتياحات وعمليات الاغتيال لرموز المقاومة.
احمد بدران خريج دبلوم شبكات من جامعة الأزهر بغزة يضع حلم الهجرة بين عينيه ويتمنى اللحظة التي يسمح له بالمغادرة عبر معبر رفح ليشق طريقه إلى عالم المجهول فهو لم يحدد الدولة الذي سيسافر إليها بل هدفه هو البحث عن فضاء يحلق فيه دون تحديد هدف , يتمنى العيش في دولة تؤمن بحرية الإنسان بعيدا عن العيش تحت رحمة صواريخ الطائرات والقصف العشوائي والحصار الخانق .
الهجرة إما ان تكون لهدف محدد أو البحث عن عمل من اجل تحسين مستوى الدخل المادي او للبحث عن الذات بهذه الجملة بدأ الأخصائي الاجتماعي نادر العبادلة حديثه عن ظاهرة الهجرة وأضاف ل"ايلاف" ان السفر من اجل البحث عن العلم أو كسب الرزق لتحسين المستوى المادي أمراً لا يرفضه المجتمع لان المجتمع يبحث عن التطور وعدم التقييد بالمكانة التي يصل إليها وبحاجة دائمة إلى البحث عما هو جديد.
لكن هناك ضوابط اجتماعية لا يسمح المجتمع بتجاوزها ,مثل ظاهرة الهجرة من اجل الهجرة فقط ,مع عدم التفكير بهدف معين يضعه الإنسان قبل التفكير في الموضوع ذاته, بالإضافة إلى عدم تقبل المجتمع للعادات السيئة التي تتعارض مع قيمه ومبادئه وأفكاره .
من اجل قضيتنا
"غزة أجا دورنا لنحكي شكراً كثير عالمساندة لكن حقيقة الوضع مختلفة غزة بعد 23 يوم من الحرب تركنا البندقية وامسكنا المايك ...." بهذه الكلمات فسر لؤي محمد أحمد وجهة نظره المختلفة فهو فنان يعشق الحرية ويغني لأجلها, رصيده الغنائي اثنا عشر أغنية, تغزل من خلالهم بتراب فلسطين الغالية وعشق بحرها الجميل يحلم بالهجرة من اجل القضية هدفه امتلاك "باسبور" أجنبي يستطيع من خلاله التنقل بين جميع البلدان ليجيش بأغانيه الوطنية اكبر عدد من الشعوب لخدمة القضية الفلسطينية عبر صوته الجميل وكلماته الراقية التي تعبر عن حصار غزة ,هدفه توصيل الرسالة مباشرة إلى آذان الشعوب والعمل على رفع الحصار عن غزة .
بدمعة حزن حبيسة, تحمل داخلها أحزان فراق كفيلة بأن تشق طريقها وسط جبال شاهقة , تحدث سامي سرور عن حلمه بحمل العلم الفلسطيني على مسارح الدول الأوروبية, لفتة منه لحشد الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وعن هدفه الأساسي من الهجرة أفاد ل"ايلاف" رغم عشقي الشديد لتراب فلسطين الغالي وهواءها الغربي النقي, إلا أنني مضطر للهجرة من اجل بلدي , ويضيف نحن شباب الوطن الواعد ولابد ان نتحمل ولو جزء من أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
افضل الموت تحت جنازير الدبابات في غزة
أما رولا بخيت والتي هاجرت إلى النرويج قبل ثلاثة أعوام سألتها عبر "الماسنجر" عن عما إذا كانت تفضل جنة الهجرة أو العيش تحت نيران المدافع الإسرائيلية في غزة ؟ فأجابت بكل ثقة "لو خيروني بين غزة وجنان الفردوس في المهجر لاخترت أن أموت تحت جنازير الدبابات في غزة" رولا عانت آلام الهجرة وتغير الثقافات واشتاقت إلى حنين الأهل وعطف الوطن تتمنى أن تعود بالأمس قبل اليوم عباراتها تحمل في طياتها نيران الفرقة والتي غالباً ما يكون لهيبها أقوى من نيران المدافع, تعشق حضن الأم الدافئ تنتظر اللحظة التي تقذف بنفسها في حضن غزة.
الحاجة أم بسام أرملة تعيش على أولادها في غزة، أهلها وجميع أقاربها في دولة عربية قريبة شاهدت لم تشاهده من قبل في غزة, قصف ودمار وحرب كادت أن تحرق الأخضر واليابس كانت حينها تضم أولادها تحت جناحيها في انتظار صاروخ ينزل من السماء لعله يكون رحمة لهم جميعا أو أن خبر يترامى على مسامعها يايقاف الحرب.
وعدت أم بسام أولادها بالسفر خوفاً عليهم ,وجهزت جميع الأوراق في انتظار نهاية امتحان الثانوية العامة, لتخرج من كابوس الخوف والرعب إلى منفى لا يقل خطراً عليها, فالغربة تعددت معانيها ومفاهيمها وان كنا قد أجملناها في معنى واحد هو الحنين الاشتياق ,التغير الاجتماعي والثقافي الكامل على الفرد, غريب مهما حصلت على امتيازات, علها تشبع بعضا من رغبات النفس البشرية إحساس الغربة يعني إحساس البدون, أو بمعنى آخر شخص بلا وطن بلا هوية ..
الحنين إلى الوطن يأتي من الإحساس النابع بالغربة والوحدة والبعد عن الأهل والأصدقاء , النموذج الذي قدمته رولا نابع من إحساسها الفسيولوجي وحاجتها إلى الام والأهل والأصدقاء, إحساس جميل يشعر به كل إنسان يفتقد إليه في مجتمع تختلف فيه الثقافات التي تربى عليها في مجتمعه الأم ,ومهما يحاول ان يذهب بعيدا بذهنه إلى العمل أو الأصدقاء, لابد وان يتذكر هذا الإحساس جيدا من خلال المنبهات الطبيعية كرؤية أم تداعب طفلها أو أب يتنزه مع ابنه في الشارع .
مشكلتنا تنحصر في معبر
أبو رامي سعيد احد أصحاب مصانع الخياطة المعدودين يمتلك أكثر من 150 ماكثة, وكان يعمل لديه أكثر 450 عامل , رجل في مسؤوليته حوالي خمسمائة أسرة , بسبب الحصار أغلق مصنعه منذ عامين ونصف حاول أن يحصل على تصريح لاستيراد القماش أو تصديره بعد الخياطة وفي كل مرة يفاجأ بإغلاق المعابر يدفع أجور العمال من قوت أولاده ,وبعضهم اخذ أتعابه وذهب يبحث عن مصدر رزق يكفيه قوت يومه .
أبو رامي سعيد احد أصحاب مصانع الخياطة المعدودين يمتلك أكثر من 150 ماكثة, وكان يعمل لديه أكثر 450 عامل , رجل في مسؤوليته حوالي خمسمائة أسرة , بسبب الحصار أغلق مصنعه منذ عامين ونصف حاول أن يحصل على تصريح لاستيراد القماش أو تصديره بعد الخياطة وفي كل مرة يفاجأ بإغلاق المعابر يدفع أجور العمال من قوت أولاده ,وبعضهم اخذ أتعابه وذهب يبحث عن مصدر رزق يكفيه قوت يومه .
بعد تفكير طويل قرر نقل المصنع إلى مصر فذهب واشترى قطعة ارض وأتم الأوراق وحصل على الإقامة وانشأ المصنع وفتح الله عليه, التقته "ايلاف" في احد المكاتب العقارية وسألته : هل عدت لتستثمر في غزة من جديد فأجابني ضاحكا جئت لأصفي أملاكي وأبيع "الفيلا" وارض المصنع وعندما سألته عن السبب أفاد:
"غزة أكثر مكان في العالم ممكن تستفيد فيه اقتصاديا ولكن الوضع الاقتصادي والسياسي فيها غير مستقر "
فالشركات وللمصانع الكبرى يلزمها معابر مفتوحة واقتصاد مستقر وحياة آمنة . أما عن رغبته بالعودة إلى الوطن قال : إذا أصبح هناك حل جذري للقضية و استقلالية للمعابر والتي تشكل الرموز السيادية للدولة سأعود لأنشأ اكبر مصنع في الشرق الأوسط يكون إنتاجه من غزة ويصدر إلى البلدان العربية والأجنبية .
لم يختلف عنه احمد إبراهيم الذي باع كل أملاكه وذهب لدولة الإمارات العربية المتحدة للاستثمار في العاصمة الاقتصادية للشرق الأوسط "دبي" بعدما تمكنت من الحصول على رقم هاتفه الخاص من احد أقربائه .
هاتفته وتحاورنا حتى توصلنا الى ان الاستثمار في البلد الأجنبي لا يخدم إلا الدولة التي تعيش فيها وأبناء تلك الدولة والضريبة تعود لها. إذن ماذا قدمت لبلدي هنا صمت إبراهيم قليلا وبعين تزرف دمعا بدأ يتفوه بكلمات فهمت منها انه يعيش على أمل العودة لوطنه ليكون من أول المستثمرين .
هاتفته وتحاورنا حتى توصلنا الى ان الاستثمار في البلد الأجنبي لا يخدم إلا الدولة التي تعيش فيها وأبناء تلك الدولة والضريبة تعود لها. إذن ماذا قدمت لبلدي هنا صمت إبراهيم قليلا وبعين تزرف دمعا بدأ يتفوه بكلمات فهمت منها انه يعيش على أمل العودة لوطنه ليكون من أول المستثمرين .
على صعيد أخر يفكر محمود بنقل مطعمه من غزة إلى مصر نظرا لظروف الحصار والاغلاقات المتكررة وغلاء المواد الأساسية وارتفاع سعر الدجاج الذي فاق ثمن الكيلو بما يقابله السمك والمعروف ان الأخير دائما ما يكون أغلى اللحوم في غزة . محمود لم يكتفي بنقل المطعم والعيش مؤقتا في دولة مصر بل "مصر على هجرة العائلة بأكملها خوفا عليهم من حدوث حرب أخرى بعدما انقلبت المعادلة الثورية من شعب اعزل لايمتلك سوى الحجارة إلى شعب أصبحت لديه تقنية صنع الصواريخ"
محمود لا يختلف كثيرا عمن سبقوه من كبار تجار ورجال إعمال وأصحاب شركات اضطروا لنقل مصالحهم الاقتصادية إلى الخارج كوضع مؤقت أو دائم ولكن اغلبهم يحلم بالعودة في انتظار حل جذري وشامل للقضية الفلسطينية يشمل فكرة الدولتين والتعايش المشترك بين الشعبين والتبادل التجاري بالإضافة إلى معابر ذات سيادة مطلقة وضريبة تعود بالفائدة على الشعب الفلسطيني بدلا من اقتسامها مع الجانب الإسرائيلي.
.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر