تدور في قطاع غزة منذ سنوات طويلة رحى حرب بين أنصار حركتي "حماس" و
"الجهاد الاسلامي" عنوانها السيطرة على المساجد، وهي حرب استعر أوارها في
العامين الآخيرين وبلغت أوجها بعدما وضعت الحرب الاسرائيلية الأخيرة على
القطاع أوزارها.
ووجدت
"حماس" ضالتها المنشودة في السيطرة على عدد اضافي من المساجد وضمها الى
قائمة طويلة من المساجد التي بنتها بنفسها أو أصبحت وزارة الأوقاف في
الحكومة المقالة مسؤولة عنها في أعقاب سيطرة الحركة على القطاع بالقوة
المسلحة في 14 حزيران (يونيو) عام 2007.
وكشفت
مصادر في "الجهاد" لـ "الحياة" أن "حماس سيطرت على عدد من مساجد الحركة،
وتقوم بمضايقات كثيرة وضغوط على أنصار الجهاد للسيطرة على أعداد اخرى
منها". وأكدت أن "ملف المساجد من الملفات الشائكة بين الحركتين"، مشيرة
الى أنه "في كل مرة انفجرت الأوضاع بين أنصار الحركتين بسبب السيطرة على
مساجد، سقط ضحايا خصوصاً من الجهاد".
ولفتت
الى "حادثتين على الأقل سقط فيهما قتلى وجرحى، احداهما عندما وقعت
اشتباكات مسلحة بين أنصار الحركتين في مسجد عسقلان التابع للجهاد في مخيم
الشاطئ غرب مدينة غزة"، حيث يقطن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية.
وأشارت الى أن "المرة الثانية كانت عندما وقعت صدامات مسلحة بين أنصار
الحركتين في مسجد الرحاب التابع للجهاد في بلدة بني سهيلا" شرق مدينة خان
يونس جنوب القطاع.
وشددت
على أن "سيطرة حماس على مساجد للجهاد تثير، من بين قضايا اخرى، غضباً
شديداً في نفوس أبناء الجهاد وأنصارها". وأعربت عن اعتقادها أن "هذه
القضية أحد أسباب فشل الوحدة أو الأندماج بين الحركتين" الاسلاميتين
اللتين ولدتا من رحم واحد هو جماعة "الاخوان المسلمين".
وقالت:
"القاعدة العريضة في الجهاد ضد أي اندماج أو وحدة مع حماس نظراً لأنها
تشعر بالاضطهاد لأن عناصر حماس تستقوي بالأجهزة الأمنية في السيطرة على
مساجد الجهاد". ولفتت الى أن "عدد مساجد الجهاد يصل الى نحو 70 مسجداً
فقط، سيطرت حماس على نحو 11 منها". واستعرضت أسماء المساجد الـ 11 التي
يقع معظمها في مدينة غزة وشمال القطاع.
وتقع
تحت مسؤولية "حماس" مئات المساجد التي بنتها بنفسها أو بناها آخرون وسيطرت
عليها على مر السنين. وقالت المصادر إن "أحد هذه المساجد الـ 11 هو مسجد
عنان في منطقة السودانية شمال مدينة غزة، والذي شهد ولادة حركة الجهاد
أواخر سبعينات القرن الماضي" على يد المؤسس الراحل الدكتور فتحي الشقاقي.
وأقر
أمام مسجد عنان الشيخ الدكتور سليمان عودة بأن "عناصر من حماس منعتني من
القاء الخطبة في المسجد بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على القطاع". وقال
لـ "الحياة" إن "قوات الاحتلال دمرت المسجد فجاءت عناصر من حماس ونصبت
خيمة أمامه ووضعت له خطيباً ومنعتتني من الخطبة، علماً أنني أخطب في
المسجد منذ أكثر من 30 عاماً". وأقر بأن "الجهاد تسلمت المسجد من المحسن
الذي بناه فوق أرضه الخاصة"، وأنه شخصياً انتمى الى الحركة سنوات طويلة،
لكنه الآن "مستقل" لا ينتمي لأي حركة أو حزب.
وتوجهت
"الحياة" بالسؤال الى وزير الأوقاف في الحكومة المقالة الدكتور طالب أبو
شعر الذي نفى أن يكون لديه علم بمثل هذه الأحداث، وقال انه لم يسمع يوماً
عن خلافات أو صدامات مسلحة في اطار الحرب على المساجد، وقال: "لم تصلنا أي
شكوى من أي جهة أو شخصية عن وجود مشاكل على مساجد على خلفية فصائلية"،
حاضاً "كل من لديه مشكلة على التقدم بشكوى الى الوزارة".
وأقر
عودة فعلاً بأنه لم يتقدم بأي شكوى لأي جهة كانت. أما مصادر في "الجهاد"
فقالت إنه "لم يحدث أن عقد اجتماع بين قيادتي حماس والجهاد وعلى كل
المستويات القيادية، الا وتمت مناقشة قضية استيلاء عناصر من حماس على
مساجد تابعة للجهاد، لكن من دون جدوى". وأضافت أن "القضية بُحثت في
اجتماعات عقدها الأمين العام للحركة الدكتور رمضان عبدالله شلح مع رئيس
المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق".
وقال
أبو شعر إن "سياستنا الواضحة أن المساجد لله، وأن لا ندعو مع الله أحداً،
وأن المساجد لتعليم الناس أمور دينهم ولجمع الكلمة، لا لتفريق الصف".
وأضاف: "في أول خطبة لي بعدما استلمت منصبي وزيراً للأوقاف، طلبت من
الخطباء الحض على الوحدة الوطنية، وحذرت بكلمات صحيحة من خطباء الفتنة".
وتابع: "لا نريد أن نقع في ما وقع فيه الساسة، نريد المساجد ملجأ
للطمانينة والراحة"، مشيراً الى أن عدد المساجد التابعة للوزارة 750
مسجداً. وأكد: "أننا لا نرغم أحداً على ضم المسجد الى الوزارة، ومن وجد
أنه من المناسب ضم المسجد الى الوزارة نشكره". وقال: "ورثنا وضعاً قائماً
معقداً منذ سنوات طويلة، في المساجد، وجدنا فيه وجوداً لجهات مختلفة، ولم
نرفع اماماً أو موظفاً، ولم نمنع أحداً من الخطبة".
وشرح
حدود تدخل الوزارة في شؤون المساجد، وقال: "في حال تعرض خطيب بالفتنة بين
الناس نتدخل لتحذيره، أو اذا كان غير عارف بأحكام دينه، أو اذا تطرف في
الحكم على أبناء المجتمع". وأكد رفضه لـ "أي تجاوز في المساجد، سواء من
حماس أو الجهاد".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر