" اعتنقت جمال الطبيعة وهزمت المنظر الجامد"...
تعتبر كريمة عبود من أولى المصورات الفوتغراف على مستوى فلسطين وحتى شرق الأردن. ومن الملفت للنظر والإعجاب إن لهذه الحرفة التي وصلت
لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر.. كانت تعالج فقط بأيادي ذكورين . لان الطلب على الصورة كان احتكاريا من حيث مبدىء الحشمة وعدم السفور والظهور أمام الغرباء وهذا أمر طبيعي في تلك الحقبة الزمنية التي ترافقت مع التواصل مع اللباس التقليدي الذي تجسد بالخمار واليشمك والنقاب إسلاميا ومسيحيا على حدا سواء لافرق بين الاثنين .....
وحتى في هذه السنوات فقد كان الإقبال عليها فقط من قبل العائلات الميسورة الحال ..
ولدت ألآنسة كريمة اسعد عبود في مدينة الناصرة في أواخر القرن التاسع عشر وأعتقد حسب سجل المعموديات أنها تولدت عام 1891 ؟ على أن هذه الفترة لم تكن دقيقة فأما قبل بعام أو بعد ...
كان والدها كاهنا روحيا عمل في العديد من المدن والقرى الفلسطينية في المجال التقليدي وكان دائم التنقل بحكم عملة .. وبطبيعة الحال فقد كانت العائلة برفقته أين ما كان .. بهذه الفترة ومع تفتح طفولة كريمة اكتسبت الكثير من التجارب في حداثتها .. ففي الناصرة تعلمت المراحل الأولية وفي القدس المراحل الثانوية والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح علية السلام ...
بحكم عمل والدها وتنقله في الكثير من المدن العربية الخارجية مثل السلط ودمشق وبيروت قام باقتناء كاميرا فوتوغرافية لابنته التي لم تتجاوز العشرين من عمرها ..
في تلك اللحظة أثبتت كريمة مدى عشقها لجمال الطبيعة وزمكانيتها وراحت تلتقط زوايا كثيرة من المناطق الفلسطينية كان أولها المعابد التقليدية الكنائس والمساجد .. ثم التقطت صورا كثيرة لمعالم بارزة من المدن الساحلية منها مدينة طبريا ويافا وحيفا .
وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها .. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان ( كريمة عبود مصورة شمسية ) ..
لاشك ان كريمة كان لها دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة للمجتمع العربي الشرقي ! خاصة ان الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب إلا بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة هاشم في أيام الانتداب البريطاني الزائف ....
من الناصرة ارض المولد والمنشأ سافرت كريمة لتستقر في بيت لحم مع ذويها ولتبدأ مرحلة الصعود لحرفية المهنة فمن هناك افتتحت أستوديو ومشغل لتلوين وصبغ الصور الفوتوغرافية وإدخال الألوان الزاهية بداخلها وهذا الشيء هو نادر في حينها فقد أدخلت اللون الأحمر والأخضر والأزرق لتعطي الصورة النطق بعد الصمت في سنوات الثلاثينيات ..
أيضا كانت تقوم كريمة عبود بتصوير النساء بداخل بيوتهم لأنها أنثى وهو ما خولها بان تلتقط مئات الصور الفوتوغرافية لكثير من نساء المشايخ والوجهاء .. وأيضا للطالبات اللواتي كنا يتعلمن في كليات التعليم العالي في القدس وبيت لحم وبيروت والشويفات .
لم تتزوج كريمة وبقيت عزباء في مدينة بيت لحم مع أختها المربية مثيل عبود أولى المعلمات في مدينة الناصرة توفيت على الأغلب في أواخر الستينيات ودفنت في بيت لحم تاركتا صورا بلغت 1000 صورة ونيف مازال أكثر 400 منها مشتت بين أزقة المدن الفلسطينية المهجرة !!!!.
( ملاحظة :- الدافع وراء كتابة هذه السيرة لشخصية نسائية عريقة هو استغرابي من شخص يدعى بوكي بوعاز وهو يهودي مقدسي جاء ليفتش عن آثار كريمة عبود بعد أن سمع عن ان مولدها في الناصرة وفوجئت أن العم بوعاز يحمل في جعبته أكثر من 600 صورة فوتوغرافية للمرحومة كان ابتداءها عام 1911 بعد ان استولى والدة عليها في القدس اثناء الاحتلال عام 1948 في حي القطمون الحي التي عاشت بة كريمة 5 سنوات .. لكن هذا الشخص لم يكن بعاشق لتاريخها او حتى أي شيء من هذا القبيل الا من قبيل تجميع المقتنيات وبيعها للسياح!! فتمت صفقة بيننا على ان يأخذ كتاب التوراة القديم من أرشيفي يعود تاريخه لعام 1842 .. واحتفظ أنا بالصور التي تهمني وتهم كل عربي في فلسطين والتي حملت بصمات فتاة عربية وثقت جمال الطبيعة ومهبط ارض الأنبياء بعدستها الصغيرة )
تعتبر كريمة عبود من أولى المصورات الفوتغراف على مستوى فلسطين وحتى شرق الأردن. ومن الملفت للنظر والإعجاب إن لهذه الحرفة التي وصلت
لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر.. كانت تعالج فقط بأيادي ذكورين . لان الطلب على الصورة كان احتكاريا من حيث مبدىء الحشمة وعدم السفور والظهور أمام الغرباء وهذا أمر طبيعي في تلك الحقبة الزمنية التي ترافقت مع التواصل مع اللباس التقليدي الذي تجسد بالخمار واليشمك والنقاب إسلاميا ومسيحيا على حدا سواء لافرق بين الاثنين .....
وحتى في هذه السنوات فقد كان الإقبال عليها فقط من قبل العائلات الميسورة الحال ..
ولدت ألآنسة كريمة اسعد عبود في مدينة الناصرة في أواخر القرن التاسع عشر وأعتقد حسب سجل المعموديات أنها تولدت عام 1891 ؟ على أن هذه الفترة لم تكن دقيقة فأما قبل بعام أو بعد ...
كان والدها كاهنا روحيا عمل في العديد من المدن والقرى الفلسطينية في المجال التقليدي وكان دائم التنقل بحكم عملة .. وبطبيعة الحال فقد كانت العائلة برفقته أين ما كان .. بهذه الفترة ومع تفتح طفولة كريمة اكتسبت الكثير من التجارب في حداثتها .. ففي الناصرة تعلمت المراحل الأولية وفي القدس المراحل الثانوية والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح علية السلام ...
بحكم عمل والدها وتنقله في الكثير من المدن العربية الخارجية مثل السلط ودمشق وبيروت قام باقتناء كاميرا فوتوغرافية لابنته التي لم تتجاوز العشرين من عمرها ..
في تلك اللحظة أثبتت كريمة مدى عشقها لجمال الطبيعة وزمكانيتها وراحت تلتقط زوايا كثيرة من المناطق الفلسطينية كان أولها المعابد التقليدية الكنائس والمساجد .. ثم التقطت صورا كثيرة لمعالم بارزة من المدن الساحلية منها مدينة طبريا ويافا وحيفا .
وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها .. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان ( كريمة عبود مصورة شمسية ) ..
لاشك ان كريمة كان لها دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة للمجتمع العربي الشرقي ! خاصة ان الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب إلا بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة هاشم في أيام الانتداب البريطاني الزائف ....
من الناصرة ارض المولد والمنشأ سافرت كريمة لتستقر في بيت لحم مع ذويها ولتبدأ مرحلة الصعود لحرفية المهنة فمن هناك افتتحت أستوديو ومشغل لتلوين وصبغ الصور الفوتوغرافية وإدخال الألوان الزاهية بداخلها وهذا الشيء هو نادر في حينها فقد أدخلت اللون الأحمر والأخضر والأزرق لتعطي الصورة النطق بعد الصمت في سنوات الثلاثينيات ..
أيضا كانت تقوم كريمة عبود بتصوير النساء بداخل بيوتهم لأنها أنثى وهو ما خولها بان تلتقط مئات الصور الفوتوغرافية لكثير من نساء المشايخ والوجهاء .. وأيضا للطالبات اللواتي كنا يتعلمن في كليات التعليم العالي في القدس وبيت لحم وبيروت والشويفات .
لم تتزوج كريمة وبقيت عزباء في مدينة بيت لحم مع أختها المربية مثيل عبود أولى المعلمات في مدينة الناصرة توفيت على الأغلب في أواخر الستينيات ودفنت في بيت لحم تاركتا صورا بلغت 1000 صورة ونيف مازال أكثر 400 منها مشتت بين أزقة المدن الفلسطينية المهجرة !!!!.
( ملاحظة :- الدافع وراء كتابة هذه السيرة لشخصية نسائية عريقة هو استغرابي من شخص يدعى بوكي بوعاز وهو يهودي مقدسي جاء ليفتش عن آثار كريمة عبود بعد أن سمع عن ان مولدها في الناصرة وفوجئت أن العم بوعاز يحمل في جعبته أكثر من 600 صورة فوتوغرافية للمرحومة كان ابتداءها عام 1911 بعد ان استولى والدة عليها في القدس اثناء الاحتلال عام 1948 في حي القطمون الحي التي عاشت بة كريمة 5 سنوات .. لكن هذا الشخص لم يكن بعاشق لتاريخها او حتى أي شيء من هذا القبيل الا من قبيل تجميع المقتنيات وبيعها للسياح!! فتمت صفقة بيننا على ان يأخذ كتاب التوراة القديم من أرشيفي يعود تاريخه لعام 1842 .. واحتفظ أنا بالصور التي تهمني وتهم كل عربي في فلسطين والتي حملت بصمات فتاة عربية وثقت جمال الطبيعة ومهبط ارض الأنبياء بعدستها الصغيرة )
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر