انتقد
الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إسحاق ليفانون برنامج 'فتح' بشأن
الاحتفاظ بخيار المقاومة بكل أشكالها والذي عبرت عنه الحركة في مؤتمرها
السادس ببيت لحم. وقال ليفانون، في حديث للتلفزيون العربي للبي بي سي
'عندما يتحدثون عن المقاومة فهذا يعني شيئا واحدا هو استعمال العنف
والقوة، وهو يتناقض مع كل المعايير الدولية والاتفاقيات القائمة بين
الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك البند الثاني في اتفاقية أوسلو الذي
ينص على أن كل المشاكل العالقة تحل بالطرق السلمية'، مشيرا إلى أن هناك
وسائل أخرى للتعبير عن المواقف السياسية وليس عبر العنف.
ورأى ليفانون أنه إذا أراد الفلسطينيون الوصول إلى حل سلمي فعليهم أن
يرجعوا إلى طاولة المفاوضات دون أي شرط والتحدث في جميع المواضيع دون
استثناء، مضيفا أن 'على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقول إنه لا يتبنى
مؤتمر فتح ويريد استئناف المفاوضات مع إسرائيل ويريد الحل السلمي ولا يريد
استعمال القوة أو المقاومة بكل أشكالها'، موضحا أن ما عبر عنه المجتمعون
في مؤتمر فتح يعبر عن 'نفس الاسطوانة التي نسمعها منذ عشرين سنة'.
هذه اللهجة التي تنم عن عجرفة واضحة ووصاية بينة كان وزير الدفاع ايهود
باراك هو من أعطى إشارة الانطلاق لها عندما أعلن قبل أيام أن المواقف التي
صدرت عن 'فتح' 'مواقف خطرة وغير مقبولة' الشيء الذي دعا عكيفا الدار أحد
أبرز المعلقين الإسرائيليين أن يتساءل ساخرا في صحيفة 'هآرتس' عن ماهية
المواقف التي كان باراك يتوقعها 'فهل توقع أن تعلن فتح مثلا أن القدس
الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل الأبدية ؟! أم أنه كان سيكتفي بموافقة عباس
على الاستمرار في توسيع البؤر الاستيطانية غير القانونية ؟!'. ويبدو أن
اللهجة التي تحدث بها باراك والناطق باسم الخارجية هي التي بدأت تسود مجمل
الأوساط اليمينية المهيمنة حاليا أو السابقة حتى أن دوف فايسغلاس المدير
العام لديوان شارون وصل إلى حد اعتبار أن قيادة فتح 'لا تملك الجرأة
والاستقامة لمصارحة شعبها وهما من مستلزمات الجهد الصادق لإقرار تسوية
دائمة مع إسرائيل' خالصا في مقال له بصحيفة 'يديعوت أحرنوت' إلى أن
الفلسطينيين 'فضلوا التمسك بالشعارات المتطرفة التي تعد في معظمها معزولة
عن الواقع'. ويبدو أن كل ما سبق يصب في اتجاه إحياء اسطوانة 'عدم وجود
شريك فلسطيني' في محاولة للرد على إصرار الجانب الفلسطيني إلى حد الآن على
عدم العودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين وكذلك
محاولة إجهاض الجهد الأمريكي لتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة وحتى
وإن كان لفترة مؤقتة لا تتجاوز العام ومقابل توجه عربي رسمي للكثير من
مظاهر التطبيع مع إسرائيل كبادرة 'حسن نية' من شأنها إرساء 'الثقة' بين
الجانبين.
إن حرص إسرائيل المعلن والخفي على وجود طرف فلسطيني على المقاس الذي تريده
تماما وتجاهل الوضع الصعب الذي يوجد فيه من يوصفون بالمعتدلين الفلسطينيين
والعرب عموما ينم عن توجه متنام في البحث عن عملاء خلـّـص وليس عن شركاء
مستعدين لتسويات معينة للكثير من القضايا المزمنة التي تزداد صعوبة
واستعصاء، وهو ما أدركته بعض الأوساط الإسرائيلية نفسها، حتى وإن لم يعد
لبعضها أي ثقل ذي بال في المشهد السياسي الإسرائيلي، كحركة 'السلام الآن'
التي كتب سكرتيرها العام ياريف أوبنهايمر صراحة 'إن الذي يعتقد أن
الفلسطينيين سينضمون إلى الحركة الصهيونية ويقسمون يمين الولاء لدولة
إسرائيل لا بد أن يصاب بخيبة أمل جراء قرارات مؤتمر فتح'.
ويبقى من الهام حاليا رصد ما إذا كانت 'هذه النغمة' الإسرائيلية
المشهـّـرة بمؤتمر 'فتح' ستتواصل وتتعمق أم لا ، والأهم ما إذا كانت بعض
الأوساط الأمريكية الرسمية ستنضم في العزف عليها . في هذه الحال سيترسخ من
الآن ومبكرا اعتقاد البعض في أنه لا رجاء في أي انفراجة قريبة مهما كانت
محدودة ، ليس مع نتنياهو فقط بطبيعة الحال ولكن أيضا مع إدارة أوباما.
الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إسحاق ليفانون برنامج 'فتح' بشأن
الاحتفاظ بخيار المقاومة بكل أشكالها والذي عبرت عنه الحركة في مؤتمرها
السادس ببيت لحم. وقال ليفانون، في حديث للتلفزيون العربي للبي بي سي
'عندما يتحدثون عن المقاومة فهذا يعني شيئا واحدا هو استعمال العنف
والقوة، وهو يتناقض مع كل المعايير الدولية والاتفاقيات القائمة بين
الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك البند الثاني في اتفاقية أوسلو الذي
ينص على أن كل المشاكل العالقة تحل بالطرق السلمية'، مشيرا إلى أن هناك
وسائل أخرى للتعبير عن المواقف السياسية وليس عبر العنف.
ورأى ليفانون أنه إذا أراد الفلسطينيون الوصول إلى حل سلمي فعليهم أن
يرجعوا إلى طاولة المفاوضات دون أي شرط والتحدث في جميع المواضيع دون
استثناء، مضيفا أن 'على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقول إنه لا يتبنى
مؤتمر فتح ويريد استئناف المفاوضات مع إسرائيل ويريد الحل السلمي ولا يريد
استعمال القوة أو المقاومة بكل أشكالها'، موضحا أن ما عبر عنه المجتمعون
في مؤتمر فتح يعبر عن 'نفس الاسطوانة التي نسمعها منذ عشرين سنة'.
هذه اللهجة التي تنم عن عجرفة واضحة ووصاية بينة كان وزير الدفاع ايهود
باراك هو من أعطى إشارة الانطلاق لها عندما أعلن قبل أيام أن المواقف التي
صدرت عن 'فتح' 'مواقف خطرة وغير مقبولة' الشيء الذي دعا عكيفا الدار أحد
أبرز المعلقين الإسرائيليين أن يتساءل ساخرا في صحيفة 'هآرتس' عن ماهية
المواقف التي كان باراك يتوقعها 'فهل توقع أن تعلن فتح مثلا أن القدس
الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل الأبدية ؟! أم أنه كان سيكتفي بموافقة عباس
على الاستمرار في توسيع البؤر الاستيطانية غير القانونية ؟!'. ويبدو أن
اللهجة التي تحدث بها باراك والناطق باسم الخارجية هي التي بدأت تسود مجمل
الأوساط اليمينية المهيمنة حاليا أو السابقة حتى أن دوف فايسغلاس المدير
العام لديوان شارون وصل إلى حد اعتبار أن قيادة فتح 'لا تملك الجرأة
والاستقامة لمصارحة شعبها وهما من مستلزمات الجهد الصادق لإقرار تسوية
دائمة مع إسرائيل' خالصا في مقال له بصحيفة 'يديعوت أحرنوت' إلى أن
الفلسطينيين 'فضلوا التمسك بالشعارات المتطرفة التي تعد في معظمها معزولة
عن الواقع'. ويبدو أن كل ما سبق يصب في اتجاه إحياء اسطوانة 'عدم وجود
شريك فلسطيني' في محاولة للرد على إصرار الجانب الفلسطيني إلى حد الآن على
عدم العودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين وكذلك
محاولة إجهاض الجهد الأمريكي لتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة وحتى
وإن كان لفترة مؤقتة لا تتجاوز العام ومقابل توجه عربي رسمي للكثير من
مظاهر التطبيع مع إسرائيل كبادرة 'حسن نية' من شأنها إرساء 'الثقة' بين
الجانبين.
إن حرص إسرائيل المعلن والخفي على وجود طرف فلسطيني على المقاس الذي تريده
تماما وتجاهل الوضع الصعب الذي يوجد فيه من يوصفون بالمعتدلين الفلسطينيين
والعرب عموما ينم عن توجه متنام في البحث عن عملاء خلـّـص وليس عن شركاء
مستعدين لتسويات معينة للكثير من القضايا المزمنة التي تزداد صعوبة
واستعصاء، وهو ما أدركته بعض الأوساط الإسرائيلية نفسها، حتى وإن لم يعد
لبعضها أي ثقل ذي بال في المشهد السياسي الإسرائيلي، كحركة 'السلام الآن'
التي كتب سكرتيرها العام ياريف أوبنهايمر صراحة 'إن الذي يعتقد أن
الفلسطينيين سينضمون إلى الحركة الصهيونية ويقسمون يمين الولاء لدولة
إسرائيل لا بد أن يصاب بخيبة أمل جراء قرارات مؤتمر فتح'.
ويبقى من الهام حاليا رصد ما إذا كانت 'هذه النغمة' الإسرائيلية
المشهـّـرة بمؤتمر 'فتح' ستتواصل وتتعمق أم لا ، والأهم ما إذا كانت بعض
الأوساط الأمريكية الرسمية ستنضم في العزف عليها . في هذه الحال سيترسخ من
الآن ومبكرا اعتقاد البعض في أنه لا رجاء في أي انفراجة قريبة مهما كانت
محدودة ، ليس مع نتنياهو فقط بطبيعة الحال ولكن أيضا مع إدارة أوباما.
محمد كريشان
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر