مؤخرا تجري في مدينة يافا عملية يكتنفها كثير من
الصمت والهدوء, تنقلب معالم المدينة ويتحول أشهر أحيائها العجمي إلى "جنة
الأغنياء الجديدة",يهرب الأغنياء من أماكن أخرى من خارج يافا ومن خارج
البلاد,ولا يجدون مكانا إلا مدينة يافا, وتحديدا حي العجمي.
لا
يعارض احد من أهل مدينة يافا العرب التطوير , على العكس تماما فان مثل هذا
يشكل رغبة جامحة لديهم,للبقاء على أرضهم وفي حيهم وفي مدينتهم.
لكن
في يافا يتخذ التطوير معنى آخر بالنسبة للسكان العرب, يصل إلى حد الطرد
والتشريد, في عملية تهويد "هادئة" وبطيئة, في عملية زحف على معالم
المدينة, تهدم البيوت التي يمنع أهلها العرب من ترميمها, وتدفع مبالغ
خيالية لا تصدق أحيانا,تصل إلى نصف مليون دولار لبيت متواضع للغاية,إما
الشرط فهو بسيط للغاية ,"اقبض واترك".
السكان العرب في حي العجمي
وفي الأماكن الذي تخطط بلدية تل أبيب وشركة تطوير يافا فيها أن تتحول إلى
مكان سياحي جذاب,في هذه الأمكنة السكان لوحدهم.
في حالة يافا التي
تباد معالمها العربية وعلى رأسها السكان تتوفر كل الشروط لاستكمال مخطط
التهويد, الذي لم تنجح حتى بلدية تل أبيب في إخفائه.
السكان
يواجهون عملية منهجية للتهجير والطرد,ممنوعون من الترميم, بدون بيوت
للأزواج الشابة, تحاصرهم وتطاردهم البلدية,بدون ترخيص, وفوق كل هذا
إغراءات مالية تصل إلى حد الخيال,أما شرطها "فاقبض واترك"
هذا
تقرير للصحفي عوفر بترسبيرغ نشرته صحيفة يديعوت الصادرة الخميس الموافق 29
من كانون ثاني 2009 حول تهويد مدينة يافا العربية وإخلائها من السكان
العرب.
التقرير يعترف علانية بان هناك سياسة موجهة من قبل السلطات
المختصة وعلى رأسها بلدية تل أبيب التي تنوي استثمار مبلغ مليارد شاقل في
السنوات العشر القادمة في يافا بهدف تحويلها إلى منطقة سياحية جذابة,
وكذلك منطقة لجذب الأغنياء للسكن بها.
بغض النظر عما تدعيه السلطات
وبلدية تل أبيب خاصة في أن أصحاب البيوت من السكان العرب يحصلون على مبالغ
طائلة مقابل بيوتهم, وهم يفعلون ذلك عن طيب خاطر كما تدعي كاذبة ,فان
البلدية والشركة التي تشرف على هذا المشروع "هشلوشا" لم تقدم أي عون أو
مساعدة للسكان العرب ومنعتهم من ترميم بيوتهم ,وأصدرت أوامر إخلاء وطرد
بحقهم, وحاصرتهم بقصد إخلاء المدينة من العرب وتهويدها.
هذا
التقرير هو نقطة في بحر, لكنه يكشف بشكل لا يقبل التأويل أن يافا مستهدفة,
وان هوية يافا هي المستهدفة, أهلها أولا وبيوتها ثانيا.
لا يسكنون هنا بعد
قبل
عدة أيام توقفت سيارة مرسيدس سوداء بجانب احد البيوت القديمة في حي العجمي
في يافا ,ليس بعيدا عن شاطئ البحر. نزل من السيارة رجل أعمال يلبس بدلة من
النوع الفاخر ,وترجل باتجاه البيت المهمل :"إني اسكن مع أمي وإخوتي الصغار
",كما روى صاحب البيت من أصل عربي هذا الأسبوع,"دق الباب وعرض الشخص نفسه
على انه مقاول كبير من هرتسليا, وبدون إضاعة وقت سال ما إذا كان البيت
للبيع ,أردت إبعاده عن البيت فقلت نصف مليون دولار ,وبدون أن يفكر قال
"موافق", المشكلة انه ليس لدينا مكان ننتقل إليه ,إلى أين نذهب إلى حي
رمات افيف ج؟"
ثلث سكان يافا هم من العرب ,عددهم 17 ألفا, لكن
الديموغرافيا في المدينة تتغير بسرعة, فهناك على الأقل 32 مشروعا فاخرا
تتواجد الآن في مرحلة البناء في يافا ,وتتركز معظمها في الأحياء العربية
في المدينة ,وبحسب التقديرات فان عدد السكان اليهود سيتضاعف في العقد
القريب. سيكون ازدياد عدد السكان اليهود على حساب السكان العرب ,حيث يصعب
على هؤلاء مواجهة المقترحات المغرية التي يضعها أمامهم
المستثمرون-المبادرون ويقتنعون في بيع بيوتهم.
على العكس من مشاريع
مشابهة أخرى في باقي أنحاء البلاد لا يعطى لعرب يافا إمكانية الحصول على
بيت في العمارات الفخمة مقابل قطعة الأرض. يشترط عليهم المشترون شرطا
واضحا وغير قابل للتأويل :أن يأخذوا المبلغ ويتركوا المكان. حيث يتخوف
المبادرون من استبعاد الأغنياء من الألفية الأولى من السكن في الأبراج
الفاخرة في حالة سكن عرب في البرج .
هل هي مشاريع لليهود فقط؟ قسم
من المستثمرين لا يحاولون إخفاء حقيقة أن الحديث يدور عن سياسة موجهة .
فمثلا, فان شموئيل بلاطو شارون وشركة "توطين وبناء"(شيكون فبينوي) والتي
تملكها ساري اريسون صاحبة غالبية الأسهم في بنك هبوعليم يخططان لإقامة حي
فاخر ، في بيارة دكة ، احد الأحياء الفقيرة والمكتظة في يافا، حي فاخر
ومغلق ومحاط بجدار وحرس ,ويشمل المشروع أبراجا متعددة الطوابق تطل على
البحر, ويصل عدد البيوت إلى 1300 وحدة سكنية , والمعدة محترملبيتها ليهود
أغنياء من فرنسا.
وبحسب الاتفاق الذي وقعه أصحاب البيوت العرب مع
بلاطو شارون فان كل صاحب بيت سيحصل على ربع مليون دولار ,ماذا مع بيت في
المشروع لكل صاحب بيت؟ هذه الإمكانية لم تطرح حتى من قبل المستثمرين
والمبادرين,"هل تعلم كم يكلفني مبلغ 250 الف دولار ؟",كما قال شارون عند
التوقيع.
"قسم كبير من السكان تسللوا إلى الأرض قبل عشرين عاما
,وهم يعرفون جيدا إنني لست ضد العرب ,عندما تنتهي الحرب والعداء المتبادلة
ستأتي أيام أخرى وعندها قد يكون الأمر مختلفا".
ستنتهي الأعمال في
المنطقة المغلقة التابعة لشارون واريسون بعد خمس سنوات ,وسينضم الحي
الفاخر إلى مشاريع أخرى سيتم تنفيذها في يافا في السنوات القريبة.
ابرز هذه المشاريع هو مشروع الحي , والساعة, وسوق الخردة ومنطقة نوغا.
يقدر
الاستثمار في كل واحد من المشاريع بعشرات ملايين الدولارات ,على سبيل
المثال اشترت شركة الكترا للعقارات 50% من احد ى الممتلكات في المدينة
مقابل 30 مليون دولار.
تشمل حقوق الشراء أراضي بمساحة 5 دونمات ,وكذلك المستشفى الفرنسي الذي يمتد على مساحة 2.5 دونما إضافية.
بحسب
مخطط بناء المدينة فانه بالإمكان بناء أبنية بمساحة 15 ألف متر مربع فوق
هذه المساحة لاستعمالات متعددة : فندقة , بيوت للسكن وموقف تحت الأرض,
بحسب تقديرات الكترا وشركائها فان المشروع سيكتمل حتى 2010 ,ويتمثل تاج
رأس المشروع بفندق راق مكون من 130 غرفة والذي سيبنى على الأرض التي كان
عليها المستشفى الفرنسي.
يؤمن الإخوان نكاش بالقدرة السياحية
الكامنة في مدينة يافا ويخططون لإقامة فندق –بوتيك على دوار الساعة . قبل
شهر فازوا بالمناقصة التي أعلنت عنها دائرة الأراضي للمشروع. وبحسب المخطط
فسيتم ترميم المبنى التاريخي القائم على الدوار وسيتحول إلى فندق يشمل 140
غرفة.
الصمت والهدوء, تنقلب معالم المدينة ويتحول أشهر أحيائها العجمي إلى "جنة
الأغنياء الجديدة",يهرب الأغنياء من أماكن أخرى من خارج يافا ومن خارج
البلاد,ولا يجدون مكانا إلا مدينة يافا, وتحديدا حي العجمي.
لا
يعارض احد من أهل مدينة يافا العرب التطوير , على العكس تماما فان مثل هذا
يشكل رغبة جامحة لديهم,للبقاء على أرضهم وفي حيهم وفي مدينتهم.
لكن
في يافا يتخذ التطوير معنى آخر بالنسبة للسكان العرب, يصل إلى حد الطرد
والتشريد, في عملية تهويد "هادئة" وبطيئة, في عملية زحف على معالم
المدينة, تهدم البيوت التي يمنع أهلها العرب من ترميمها, وتدفع مبالغ
خيالية لا تصدق أحيانا,تصل إلى نصف مليون دولار لبيت متواضع للغاية,إما
الشرط فهو بسيط للغاية ,"اقبض واترك".
السكان العرب في حي العجمي
وفي الأماكن الذي تخطط بلدية تل أبيب وشركة تطوير يافا فيها أن تتحول إلى
مكان سياحي جذاب,في هذه الأمكنة السكان لوحدهم.
في حالة يافا التي
تباد معالمها العربية وعلى رأسها السكان تتوفر كل الشروط لاستكمال مخطط
التهويد, الذي لم تنجح حتى بلدية تل أبيب في إخفائه.
السكان
يواجهون عملية منهجية للتهجير والطرد,ممنوعون من الترميم, بدون بيوت
للأزواج الشابة, تحاصرهم وتطاردهم البلدية,بدون ترخيص, وفوق كل هذا
إغراءات مالية تصل إلى حد الخيال,أما شرطها "فاقبض واترك"
هذا
تقرير للصحفي عوفر بترسبيرغ نشرته صحيفة يديعوت الصادرة الخميس الموافق 29
من كانون ثاني 2009 حول تهويد مدينة يافا العربية وإخلائها من السكان
العرب.
التقرير يعترف علانية بان هناك سياسة موجهة من قبل السلطات
المختصة وعلى رأسها بلدية تل أبيب التي تنوي استثمار مبلغ مليارد شاقل في
السنوات العشر القادمة في يافا بهدف تحويلها إلى منطقة سياحية جذابة,
وكذلك منطقة لجذب الأغنياء للسكن بها.
بغض النظر عما تدعيه السلطات
وبلدية تل أبيب خاصة في أن أصحاب البيوت من السكان العرب يحصلون على مبالغ
طائلة مقابل بيوتهم, وهم يفعلون ذلك عن طيب خاطر كما تدعي كاذبة ,فان
البلدية والشركة التي تشرف على هذا المشروع "هشلوشا" لم تقدم أي عون أو
مساعدة للسكان العرب ومنعتهم من ترميم بيوتهم ,وأصدرت أوامر إخلاء وطرد
بحقهم, وحاصرتهم بقصد إخلاء المدينة من العرب وتهويدها.
هذا
التقرير هو نقطة في بحر, لكنه يكشف بشكل لا يقبل التأويل أن يافا مستهدفة,
وان هوية يافا هي المستهدفة, أهلها أولا وبيوتها ثانيا.
لا يسكنون هنا بعد
قبل
عدة أيام توقفت سيارة مرسيدس سوداء بجانب احد البيوت القديمة في حي العجمي
في يافا ,ليس بعيدا عن شاطئ البحر. نزل من السيارة رجل أعمال يلبس بدلة من
النوع الفاخر ,وترجل باتجاه البيت المهمل :"إني اسكن مع أمي وإخوتي الصغار
",كما روى صاحب البيت من أصل عربي هذا الأسبوع,"دق الباب وعرض الشخص نفسه
على انه مقاول كبير من هرتسليا, وبدون إضاعة وقت سال ما إذا كان البيت
للبيع ,أردت إبعاده عن البيت فقلت نصف مليون دولار ,وبدون أن يفكر قال
"موافق", المشكلة انه ليس لدينا مكان ننتقل إليه ,إلى أين نذهب إلى حي
رمات افيف ج؟"
ثلث سكان يافا هم من العرب ,عددهم 17 ألفا, لكن
الديموغرافيا في المدينة تتغير بسرعة, فهناك على الأقل 32 مشروعا فاخرا
تتواجد الآن في مرحلة البناء في يافا ,وتتركز معظمها في الأحياء العربية
في المدينة ,وبحسب التقديرات فان عدد السكان اليهود سيتضاعف في العقد
القريب. سيكون ازدياد عدد السكان اليهود على حساب السكان العرب ,حيث يصعب
على هؤلاء مواجهة المقترحات المغرية التي يضعها أمامهم
المستثمرون-المبادرون ويقتنعون في بيع بيوتهم.
على العكس من مشاريع
مشابهة أخرى في باقي أنحاء البلاد لا يعطى لعرب يافا إمكانية الحصول على
بيت في العمارات الفخمة مقابل قطعة الأرض. يشترط عليهم المشترون شرطا
واضحا وغير قابل للتأويل :أن يأخذوا المبلغ ويتركوا المكان. حيث يتخوف
المبادرون من استبعاد الأغنياء من الألفية الأولى من السكن في الأبراج
الفاخرة في حالة سكن عرب في البرج .
هل هي مشاريع لليهود فقط؟ قسم
من المستثمرين لا يحاولون إخفاء حقيقة أن الحديث يدور عن سياسة موجهة .
فمثلا, فان شموئيل بلاطو شارون وشركة "توطين وبناء"(شيكون فبينوي) والتي
تملكها ساري اريسون صاحبة غالبية الأسهم في بنك هبوعليم يخططان لإقامة حي
فاخر ، في بيارة دكة ، احد الأحياء الفقيرة والمكتظة في يافا، حي فاخر
ومغلق ومحاط بجدار وحرس ,ويشمل المشروع أبراجا متعددة الطوابق تطل على
البحر, ويصل عدد البيوت إلى 1300 وحدة سكنية , والمعدة محترملبيتها ليهود
أغنياء من فرنسا.
وبحسب الاتفاق الذي وقعه أصحاب البيوت العرب مع
بلاطو شارون فان كل صاحب بيت سيحصل على ربع مليون دولار ,ماذا مع بيت في
المشروع لكل صاحب بيت؟ هذه الإمكانية لم تطرح حتى من قبل المستثمرين
والمبادرين,"هل تعلم كم يكلفني مبلغ 250 الف دولار ؟",كما قال شارون عند
التوقيع.
"قسم كبير من السكان تسللوا إلى الأرض قبل عشرين عاما
,وهم يعرفون جيدا إنني لست ضد العرب ,عندما تنتهي الحرب والعداء المتبادلة
ستأتي أيام أخرى وعندها قد يكون الأمر مختلفا".
ستنتهي الأعمال في
المنطقة المغلقة التابعة لشارون واريسون بعد خمس سنوات ,وسينضم الحي
الفاخر إلى مشاريع أخرى سيتم تنفيذها في يافا في السنوات القريبة.
ابرز هذه المشاريع هو مشروع الحي , والساعة, وسوق الخردة ومنطقة نوغا.
يقدر
الاستثمار في كل واحد من المشاريع بعشرات ملايين الدولارات ,على سبيل
المثال اشترت شركة الكترا للعقارات 50% من احد ى الممتلكات في المدينة
مقابل 30 مليون دولار.
تشمل حقوق الشراء أراضي بمساحة 5 دونمات ,وكذلك المستشفى الفرنسي الذي يمتد على مساحة 2.5 دونما إضافية.
بحسب
مخطط بناء المدينة فانه بالإمكان بناء أبنية بمساحة 15 ألف متر مربع فوق
هذه المساحة لاستعمالات متعددة : فندقة , بيوت للسكن وموقف تحت الأرض,
بحسب تقديرات الكترا وشركائها فان المشروع سيكتمل حتى 2010 ,ويتمثل تاج
رأس المشروع بفندق راق مكون من 130 غرفة والذي سيبنى على الأرض التي كان
عليها المستشفى الفرنسي.
يؤمن الإخوان نكاش بالقدرة السياحية
الكامنة في مدينة يافا ويخططون لإقامة فندق –بوتيك على دوار الساعة . قبل
شهر فازوا بالمناقصة التي أعلنت عنها دائرة الأراضي للمشروع. وبحسب المخطط
فسيتم ترميم المبنى التاريخي القائم على الدوار وسيتحول إلى فندق يشمل 140
غرفة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر