الإخوة الأعزاء في حركة الجهاد
تحية،،،
- ما بين زرنوقة ورفح ومالطا، وما بين الحياة ومسيرة النضال والاستشهاد في سبيل المبادئ التي آمن بها، كان الشهيد المناضل د. فتحي الشقاقي – بشهادة كل من عرفه مثالاً للمثقف الثوري العربي الإسلامي المستنير، فقد حرص منذ اللحظة التي أدرك فيها مسئوليته ودوره المتميز، على بناء رؤيته وأفكاره بصورة تدرجية نقلته من إيمانه العفوي بالناصرية إلى إيمانه الواعي بحركة ومبادئ الإخوان المسلمين، ثم إلى وعيه العميق في حركة الجهاد التي ساهم في تأسيسها وناضل من أجل أهدافها، وقدم لها عبر مسيرته كل جهد ممكن على صعيد الفكر والممارسة النضالية، وكان في كل مساره ومسيرته مستنداً على تلك الرؤى والأفكار التي كانت ولم تزل ملهمة لكل المناضلين في حركة الجهاد، عبر الكفاح المسلح أو غيره من أساليب النضال الثوري والسياسي والجماهيري في تحقيق الأهداف الوطنية والقومية التي توحدت وانصهرت عند القائد الشهيد برسالة الإسلام عموماً وبكل ما هو مشرق ومستنير في تاريخنا وتراثنا الحضاري العربي الإسلامي الذي لم يتوقف عنده الشهيد القائد المفكر د. فتحي، بل اجتهد وقدم باقة من الأفكار التي استهدف من وراءها ربط ذلك التراث بكل عناصره الايجابية مع منطلقات وضرورات النضال الوطني في الساحة الفلسطينية ومحيطها العربي والإسلامي ضد العدو الرئيسي، التحالف الامبريالي الصهيوني، فكانت حركة الجهاد تتويجاً خلاقاً لتلك الأفكار من جهة، ولسلوك وممارسات القائد الشهيد من جهة ثانية، وهي أفكار وممارسات انطلقت من قناعاته، بحتمية النضال ضد المشروع الصهيوني في فلسطين العربية، في إطاره القومي والإسلامي دون أي تزمت او تعصب منغلق، فقد أكد في مناظرة له مع المفكر د. طيب تيزيني في دمشق، قبل استشهاده ببضعة أشهر، ان "المشروع الصهيوني يمكن ان يهزم حين ينتصر المشروع العربي" لكنه – كما يقول د. تيزيني – كان يلح على ان انتصار هذا المشروع العربي، لا يمكن ان يتم بعيداً عن تلاحم القوى العربية الناهضة بكل تياراتها الوطنية والقومية والدينية المستنيرة، حيث أنه كان يرفض التعاطي مع مفهوم الأصولية لما تضمنته من التزام حرفي بالنصوص.
- وفي تقديري فان هذه الرؤية الموضوعية عند الشهيد فتحي الشقاقي لا تجسد موقفاً معرفياً تنويرياً فحسب، بل تجسد أيضاً موقفاً سياسياً يرى في الحوار الفكري والسياسي بين كافة القوى أساساً وحيداً لحسم الخلاف بعيداً عن كل أشكال العنف والصراع عبر طموحه في بلورة إطار شديد الاتساع ينضوي فيه كل المناضلين ضد المشروع الصهيوني بوصفه مشروعاً امبريالياً بالدرجة الأولى، كهدف مركزي من أجل تحرير الأرض والإنسان بغض النظر عن تعددية الأيدلوجيات أو المذاهب التي يتوجب أن تُسخَّر جميعها في خدمة ذلك الهدف. ومن هذا المنطلق لم يكن لديه ما يمنع حركة الجهاد من التعاون والتنسيق مع كافة القوى المعادية للامبريالية والصهيونية سواء كانت قومية او ماركسية (م2 ص – 729)، فما أحوجنا اليوم لمثل تلك الرؤية والممارسة الديمقراطية العقلانية النافية للهيمنة والتفرد التي جسدها وضحى من أجلها فتحي الشقاقي الذي كان واضحاً في تحليله لنظام التجزئة العربي بمثل وضوح موقفه من الليبراليين والبرجوازيين الطفيليين والنظام الرأسمالي، (ص 1055)، إن هذه الأفكار التي شكلت وعي وممارسة القائد الشقاقي، التي استطاع بهديها أن يتقاطع ويتحاور مع الجميع، بحيث لا يمكن حصره في إطار أيدلوجي أحادي المنطلق، لأنه استطاع أن يجمع ويراكم عبر كل مسيرته النضالية مواقف ومنطلقات توحيدية عبر الأهداف الوطنية المشتركة بين كافة القوى الوطنية والإسلامية بكل تنويعاتها وتعدديتها بأسلوب حضاري ديمقراطي جسد الثقة المعرفية والذاتية العالية بالنفس التي ميزته في حياته، بمثل ما ميزت ممارسات أبنائه وإخوانه في قيادة وكادر وكل مناضلي حركة الجهاد التي نحتفل معها اليوم بالذكرى الثانية عشرة لاستشهاده.
- وفي هذا السياق، يمكن القول ان القائد الراحل لم يكتف بتقديم تشخيصه لأزمة الأمة – من منظوره الديني- فحسب، بل قام بتفكيك عناصر تلك الأزمة بأدواته المعرفية التي أوصلته إلى تأسيس حركة الجهاد كتجسيد عملي لاندماج أفكاره الإسلامية والوطنية والقومية في بوتقة واحدة.
- ففي سنوات عمره الأخيرة كان انفتاح الشهيد د. فتحي على الأفكار والتيارات العربية القومية واليسارية أكبر من ذي قبل، وكانت نظرته تتطور باتجاه العمل الجبهوي، يؤكد على ذلك مساهماته الفكرية والسياسية في العديد من المحافل الفكرية والثقافية، فقد كان عضواً مؤسساً في ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي – طرابلس، والمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي العربي الإسلامي – بيروت، والمؤتمر الشعبي العربي – الإسلامي بالخرطوم، ولم يكن مستغرباً في ضوء وعيه المستنير وموضوعيته وانفتاحه أن يكون صديقاً لعدد من الكتاب والمفكرين اليساريين، أذكر منهم: د. الطيب تيزيني، ود. يوسف سلامة، ود. أحمد برقاوي، وأ. عبد القادر ياسين، باختصار كان عروبياً مسلماً وديمقراطياً ومن أقواله "أن الالتزام بالديمقراطية يعني مزيداً من الالتزام بفلسطين"، وعلى هذا الأساس طالب كافة التيارات العربية والديمقراطية والإسلامية ان تؤكد التزامها بان الصراع مع العدو الخارجي له الأولوية المطلقة، وان الاختلافات الداخلية السياسية والأيدلوجية تحل بالحوار بعيداً عن أي شكل من أشكال العنف... هذا هو الدرس، وتلك هي العبرة التي نستخلصها من تراث القائد الشهيد، خاصة في ظروف التخلف والتبعية السائدة اليوم في كل بلداننا العربية، والتي قد توفر او تتيح فرصة للإسلام السياسي لكي يصبح عنواناً أولياً في هذا البلد أو ذاك، فإن الاسترشاد بعقلانية واعتدال واستنارة الشهيد القائد فتحي الشقاقي الذي كان مثالاً للمثقف المنفتح على الأفكار والأحزاب والفصائل المخالفة له في الايدولوجيا طالما أنها لا تفرط في ثوابت القضية، علاوة على سيرته ومسيرته التي تشهد على حرصه – وبوعي عميق- على احترام التعددية وحرية الاختلاف واحترام الآخر، لكي تكون كل هذه القيم ضرورة واجبة على كافة الأطر والتيارات الإسلامية سواء كانت في الحكم او خارجه.
تحية،،،
- ما بين زرنوقة ورفح ومالطا، وما بين الحياة ومسيرة النضال والاستشهاد في سبيل المبادئ التي آمن بها، كان الشهيد المناضل د. فتحي الشقاقي – بشهادة كل من عرفه مثالاً للمثقف الثوري العربي الإسلامي المستنير، فقد حرص منذ اللحظة التي أدرك فيها مسئوليته ودوره المتميز، على بناء رؤيته وأفكاره بصورة تدرجية نقلته من إيمانه العفوي بالناصرية إلى إيمانه الواعي بحركة ومبادئ الإخوان المسلمين، ثم إلى وعيه العميق في حركة الجهاد التي ساهم في تأسيسها وناضل من أجل أهدافها، وقدم لها عبر مسيرته كل جهد ممكن على صعيد الفكر والممارسة النضالية، وكان في كل مساره ومسيرته مستنداً على تلك الرؤى والأفكار التي كانت ولم تزل ملهمة لكل المناضلين في حركة الجهاد، عبر الكفاح المسلح أو غيره من أساليب النضال الثوري والسياسي والجماهيري في تحقيق الأهداف الوطنية والقومية التي توحدت وانصهرت عند القائد الشهيد برسالة الإسلام عموماً وبكل ما هو مشرق ومستنير في تاريخنا وتراثنا الحضاري العربي الإسلامي الذي لم يتوقف عنده الشهيد القائد المفكر د. فتحي، بل اجتهد وقدم باقة من الأفكار التي استهدف من وراءها ربط ذلك التراث بكل عناصره الايجابية مع منطلقات وضرورات النضال الوطني في الساحة الفلسطينية ومحيطها العربي والإسلامي ضد العدو الرئيسي، التحالف الامبريالي الصهيوني، فكانت حركة الجهاد تتويجاً خلاقاً لتلك الأفكار من جهة، ولسلوك وممارسات القائد الشهيد من جهة ثانية، وهي أفكار وممارسات انطلقت من قناعاته، بحتمية النضال ضد المشروع الصهيوني في فلسطين العربية، في إطاره القومي والإسلامي دون أي تزمت او تعصب منغلق، فقد أكد في مناظرة له مع المفكر د. طيب تيزيني في دمشق، قبل استشهاده ببضعة أشهر، ان "المشروع الصهيوني يمكن ان يهزم حين ينتصر المشروع العربي" لكنه – كما يقول د. تيزيني – كان يلح على ان انتصار هذا المشروع العربي، لا يمكن ان يتم بعيداً عن تلاحم القوى العربية الناهضة بكل تياراتها الوطنية والقومية والدينية المستنيرة، حيث أنه كان يرفض التعاطي مع مفهوم الأصولية لما تضمنته من التزام حرفي بالنصوص.
- وفي تقديري فان هذه الرؤية الموضوعية عند الشهيد فتحي الشقاقي لا تجسد موقفاً معرفياً تنويرياً فحسب، بل تجسد أيضاً موقفاً سياسياً يرى في الحوار الفكري والسياسي بين كافة القوى أساساً وحيداً لحسم الخلاف بعيداً عن كل أشكال العنف والصراع عبر طموحه في بلورة إطار شديد الاتساع ينضوي فيه كل المناضلين ضد المشروع الصهيوني بوصفه مشروعاً امبريالياً بالدرجة الأولى، كهدف مركزي من أجل تحرير الأرض والإنسان بغض النظر عن تعددية الأيدلوجيات أو المذاهب التي يتوجب أن تُسخَّر جميعها في خدمة ذلك الهدف. ومن هذا المنطلق لم يكن لديه ما يمنع حركة الجهاد من التعاون والتنسيق مع كافة القوى المعادية للامبريالية والصهيونية سواء كانت قومية او ماركسية (م2 ص – 729)، فما أحوجنا اليوم لمثل تلك الرؤية والممارسة الديمقراطية العقلانية النافية للهيمنة والتفرد التي جسدها وضحى من أجلها فتحي الشقاقي الذي كان واضحاً في تحليله لنظام التجزئة العربي بمثل وضوح موقفه من الليبراليين والبرجوازيين الطفيليين والنظام الرأسمالي، (ص 1055)، إن هذه الأفكار التي شكلت وعي وممارسة القائد الشقاقي، التي استطاع بهديها أن يتقاطع ويتحاور مع الجميع، بحيث لا يمكن حصره في إطار أيدلوجي أحادي المنطلق، لأنه استطاع أن يجمع ويراكم عبر كل مسيرته النضالية مواقف ومنطلقات توحيدية عبر الأهداف الوطنية المشتركة بين كافة القوى الوطنية والإسلامية بكل تنويعاتها وتعدديتها بأسلوب حضاري ديمقراطي جسد الثقة المعرفية والذاتية العالية بالنفس التي ميزته في حياته، بمثل ما ميزت ممارسات أبنائه وإخوانه في قيادة وكادر وكل مناضلي حركة الجهاد التي نحتفل معها اليوم بالذكرى الثانية عشرة لاستشهاده.
- وفي هذا السياق، يمكن القول ان القائد الراحل لم يكتف بتقديم تشخيصه لأزمة الأمة – من منظوره الديني- فحسب، بل قام بتفكيك عناصر تلك الأزمة بأدواته المعرفية التي أوصلته إلى تأسيس حركة الجهاد كتجسيد عملي لاندماج أفكاره الإسلامية والوطنية والقومية في بوتقة واحدة.
- ففي سنوات عمره الأخيرة كان انفتاح الشهيد د. فتحي على الأفكار والتيارات العربية القومية واليسارية أكبر من ذي قبل، وكانت نظرته تتطور باتجاه العمل الجبهوي، يؤكد على ذلك مساهماته الفكرية والسياسية في العديد من المحافل الفكرية والثقافية، فقد كان عضواً مؤسساً في ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي – طرابلس، والمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي العربي الإسلامي – بيروت، والمؤتمر الشعبي العربي – الإسلامي بالخرطوم، ولم يكن مستغرباً في ضوء وعيه المستنير وموضوعيته وانفتاحه أن يكون صديقاً لعدد من الكتاب والمفكرين اليساريين، أذكر منهم: د. الطيب تيزيني، ود. يوسف سلامة، ود. أحمد برقاوي، وأ. عبد القادر ياسين، باختصار كان عروبياً مسلماً وديمقراطياً ومن أقواله "أن الالتزام بالديمقراطية يعني مزيداً من الالتزام بفلسطين"، وعلى هذا الأساس طالب كافة التيارات العربية والديمقراطية والإسلامية ان تؤكد التزامها بان الصراع مع العدو الخارجي له الأولوية المطلقة، وان الاختلافات الداخلية السياسية والأيدلوجية تحل بالحوار بعيداً عن أي شكل من أشكال العنف... هذا هو الدرس، وتلك هي العبرة التي نستخلصها من تراث القائد الشهيد، خاصة في ظروف التخلف والتبعية السائدة اليوم في كل بلداننا العربية، والتي قد توفر او تتيح فرصة للإسلام السياسي لكي يصبح عنواناً أولياً في هذا البلد أو ذاك، فإن الاسترشاد بعقلانية واعتدال واستنارة الشهيد القائد فتحي الشقاقي الذي كان مثالاً للمثقف المنفتح على الأفكار والأحزاب والفصائل المخالفة له في الايدولوجيا طالما أنها لا تفرط في ثوابت القضية، علاوة على سيرته ومسيرته التي تشهد على حرصه – وبوعي عميق- على احترام التعددية وحرية الاختلاف واحترام الآخر، لكي تكون كل هذه القيم ضرورة واجبة على كافة الأطر والتيارات الإسلامية سواء كانت في الحكم او خارجه.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر