ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك Empty الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأربعاء 19 أغسطس 2009, 10:10 am

    مركز الإعلام والمعلومات - داود داود

    استمرار حكومة أريل شارون في بناء الجدار أو السور الواقي، بمحاذاة خطوط الفصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عامي 1948 و1967، يمثل تعبيرًا بليغًا عن الفارق بين عالمين ومنظورين للصراع الصهيوني العربي وكيفية التعامل معه.. فهناك عالم الصهيونية وإسرائيل الذي يقرن القول بالفعل، وعالم عربي مستغرق في التناظر والجدل الصوري حول جزئية هنا وأخرى هناك من آلاف الجزئيان التي تدور حولها التسوية السياسية.

    وإسرائيل الصهيونية بدأبها على بناء السور، تكرس خطًّا من الإسمنت والحديد والكهرباء والنار في جوف الأرض الفلسطينية، وليس على الرمال التي تذروها الرياح.

    يشار إلى أن القوات الإسرائيلية بدأت في أعمال بناء الجدار الذي تقدر تكاليفه الإجمالية بمليار دولار، الأحد 16-6-2002 بزعم منع تسلل الفلسطينيين منفذي العمليات الفدائية إلى إسرائيل، ويتكون من سور يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وطوله 750 كيلومتراً، وهو عبارة عن سلسلة من الخنادق والقنوات العميقة والجدران الإسمنتية المرتفعة والأسلاك الشائكة المكهربة وأجهزة المراقبة.

    و يلتف الجدار الفاصل على مسافة حوالي 45 كيلومترا حول القطاع الشمالي من الضفة الغربية، ويسير على امتداد السفوح الشرقية لتلك المنطقة بطريقة تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على غور الأردن، وبذلك يطوق هذا الجدار الضفة الغربية بأكملها. كما يمر الجدار على الخط الأخضر من الشمال إلى الجنوب، ويضم القطاع الشرقي من القدس الذي احتلته إسرائيل وضمته في العام 1967 ليفصل بذلك هذا القطاع من المدينة المقدسة -الذي يريد الفلسطينيون أن يجعلوا منه عاصمة لدولتهم المقبلة- عن بقية الضفة الغربية.

    وكشف الوزير السابق لوزارة الزراعة الوزير / رفيق النتشة فى لقاء خاص لمركز الاعلام والمعلومات على ان الجدار صادر أكثر من 120 ألف دونم وتضررت من جراء هذا الجدار أكثر من 45% من الأراضي الفلسطينية، وحينما نتحدث عن هذا الجدار العازل العنصري نتحدث عن جدار كالثعبان يتلوى وفي كل انحناءة ويأخذ الآف الدونمات من جنين حتى الخليل وهو ليس جداراً في منطقة قلقيلية فقط وأتحدث عن جدار في بعض المناطق يتلوه جدار آخر وبعد الجدار الثاني يكون هناك خندق وأسلاك شائكة وكل هذا بالإضافة لمصادرة الأراضي فانه يمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم خلف السور من الناحية الغربية وهذا يؤدي الى تدمير للزراعة ومصادرة للأراضي الفلسطينية وهذا الجدار العنصري الذي ليس له مثيل يعني إلغاء كل الاتفاقيات وبخاصة خارطة الطريق التي أصبح لا معنى لها بوجود هذا الجدار ولأنه لم يبق أرض من أجل إقامة دولة عليها فكل الأراضي الفلسطيني نهبت وقسمت الوطن إلى قطع وبالتالي لا يوجد تواصل واستمرار هذا الجدار يعني لا يوجد خارطة طريق ولا يوجد سلام ولا يوجد دولة ولا يوجد كيان للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى أن هذا الجدار بدأ يضع المستوطنات التي هي مرفوضة أصلاً في خارطة الطريق ضمن إطار الحماية كما يزعمون وبالتالي أصبحت المستوطنة والأراضي حول المستوطنة أراض مستهدفة للمصادرة وتمنع آلاف العمال الزراعيين وأصحاب الأراضي من الوصول إلى أراضيهم حتى هذه اللحظة فهم لا يقدرون على جني ثمار الأرض ولا يزرعون الأرض وكم استشهد من مزارعين على أرضهم من المستعمرين أو الجيش الذي يحميهم وهذا جزء مما أثر فيه هذا الجدار العنصري ضد الشعب الفلسطيني .

    وأكد متخصصون بمجال الاستيطان على أن الجدار العازل يعتبر من أخطر المخططات الاستيطانية الضخمة التي تنفذها سلطات الاحتلال على الأرض منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967.

    وحسب الإحصاءات الصادرة من المؤسسات الزراعية ومركز الإحصاء الفلسطيني فإن هذا الجدار ألتهم 23.4% من مساحة الضفة الغربية.

    وتمتد المرحلة الأولى من الجدار ما بين قرية سالم قرب جنين في شمال الضفة ومستوطنة "الكنة" قرب مدينة طولكرم، ويبلغ طولها 128كم مربعا

    وقد تطلبت مراحل بناء الجدار من إسرائيل مبالغ مالية ضخمة؛ حيث صادقت اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على تحويل 745 مليون دولار لاستكمال أعمال إنشاء الجدار.

    وتقول إسرائيل: إن الجدار ضروري لحمايتها من العمليات الاستشهادية التي أسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2000، بينما يخشى الفلسطينيون أن يؤدي الجدار إلى ترسيم حدود دولتهم المستقبلية من جانب واحد.

    من جانبه أوضح الأخ د.يوسف أبو صفيه وزير البيئة الفلسطينية السابق ورئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية خلال لقاء أجراه معه مركز الإعلام والمعلومات اوضح أن الغرض الأساسي من الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ليس توفير الأمن، وإنما هو السيطرة على المناطق الطبيعية والبيئة، والسيطرة كذلك على أفضل الخزانات المائية الموجودة في شمال فلسطين بالإضافة إلى السيطرة على الأراضي الخصبة الجيدة للزراعة وتدمير ما تبقى للمصادر الطبيعية والبيئية، ولكي يضعوا العقبات أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وحتى تبقى الأراضي الزراعية مقطعة الأوصال وإعدام التواصل بين القرى والمدن الفلسطينية.


    التهام الأرض.. حقائق وأرقام



    مصدر الغضب الفلسطيني من جدار إسرائيل الإسمنتي ألديناصوري، أنه أقيما في مخططه على أرض تخص ما بقي للفلسطينيين من مساحة مرشحة لدولتهم المزمعة. ومن ناحية أخرى، فإن الجدار بالتواءاته الثعبانية على امتداد ما يسمى بالخط الأخضر، لم يلتزم باحترام هذا الخط (الذي هو بدوره لا يحترم فلسطين الدولة كما قررتها الشرعية الدولية عام1947).. وإنما قضم أرضًا فلسطينية بمعنيين: الأول، باحتضانه للمستوطنات التي أقيمت شرقي الخط الأخضر في الضفة المحتلة، والثاني بالتعدي على مساحات من هذه الأرض واتخاذ بعضها حرمًا آمنًا لا تناله أيدي الفلسطينيين على جناحه الشرقي (داخل الضفة أيضًا). هذا على الصعيد الجغرافي، لكن اعتداءات الجدار وتداعياته تتصل أيضًا بالصعيد الديمغرافي والإستراتيجي.



    ففي سياق حركته لتأمين الوجود اليهودي، فقط لا غير، قام الجدار بتطويق قطاعات جغرافية بما عليها من محلات آهلة بالسكان الفلسطينيين.. وأتضح من المجادلات ذات الصلة أن حكومة إسرائيل لا تعبأ بتحويل هؤلاء السكان إلى جزر معزولة عن محيطها الجغرافي والسكاني والاقتصادي الطبيعي، سواء قامت الدولة الفلسطينية أم لم تقم. كما أنها لا تلقي بالاً للصعوبات التي ستواجهها قضية السيادة الفلسطينية (المحدودة أصلاً قامت الدولة أم لم تقم..) في التعامل مع هذه الجزر. وبالتداعي، فإن ذهن هذه الحكومة يبدو خاليًا تمامًا من تبعات خريطة الطريق، ونصوصها القائلة بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة متصلة الأجزاء. وأغلب الظن -وليس كل الظن إثما- أن عبقرية مفسري النصوص الصهاينة سوف تتكفل بحل هذه الإشكالية إذا ما توجب ذلك.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك Empty رد: الجدار الفاصل والأهداف الإسرائيلية المستقبلية المراد تحقيقها من وراء ذلك

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأربعاء 19 أغسطس 2009, 10:11 am

    إن مفهومي "قابلية الحياة والتواصل" ليسا محددي الأصل من حيث المبنى والمعنى.. وهذا يتيح للمفسرين القول على سبيل الاقتراح والنصيحة بأن الفلسطينيين يمكنهم الحياة في معازل، على غرار جنوب أفريقيا ذات حين، ويمكنهم "التواصل" عبر أنفاق سفلية أو كباري ومعابر علوية، أيهما يختارون!



    ومن غير المستبعد أن يقال وقتئذ إن الضفة وغزة والقدس، ما هي إلا معازل أكبر قليلاً، ومع ذلك قبل الفلسطينيون بقيام دولتهم فيها. ثم إنهم قبلوا بوصل ما بين الضفة وغزة بنفق أو كوبري.. فلم لا يقبلون بذلك بالنسبة لبقية المعازل الأضيق؟



    لا نعتقد أن الغضب الفلسطيني من الجدار يتأتى من تأثيره على مسار المقاومة، ولا حتى من العقيدة العنصرية الانفصالية التي تحض على بنائه.



    فالمقاومة لن تعجز عن إبداع وسائلها لاختراق الجدار إذا ما قررت ذلك، هذا عائد لقانون الفعل ورد الفعل، والعقيدة العنصرية أمر يعلمه الفلسطينيون جيدًا منذ عشرات السنين ويكتوون بنيرانه على مدار الساعة.



    ما يغضب الفلسطينيين أكثر أن الجدار يقتطع من "حقوقهم" بأثر حالي ومستقبلي. وأنه يغوص في أحشائهم بوحشية بالغة. والجدار يبلغ نحو 600 كيلومتر طولاً بارتفاع 8 أمتار. ومزود بخنادق على جانبيه، و تعلوه أبراج مراقبة بمعدات إلكترونية وأجهزة متطورة للإنذار المبكر، ومحاط بأسلاك مكهربة شائكة. و له بوابات لا يمكن المرور منها إلا بتصاريح خاصة.



    وحتى يوليو 2003، أوشك بناء الجدار على استكمال مرحلته الأولى، التي يبلغ عندها 148 كيلومترًا. وألحق هذا الجزء أضرارًا فاحشة بأراضي الضفة، إذ تضرر منه 67 مجمعًا سكنيًّا فلسطينيًّا. وفصل منها 15 قرية عن أراضيها الزراعية، إما بالعزل خلف الجدار من جهته غربًا باتجاه إسرائيل، وإما بالمصادرة أو بالتخريب.



    ويبلغ حجم هذه الأراضي زهاء 97 ألف دونم (الدونم ألف متر مربع). وذهب ضحيته أيضًا نحو 66 ألف دونم أخرى بالإتلاف. وثمة 11 ألف دونم وزيادة ضاعت تحت أرض الجدار ذاته، وصارت مدينة قلقيلية ومجالها القروي محاصرين داخل التفافاته.



    وهناك 18 تجمعًا سكنيًّا فلسطينيًّا صارت إلى الغرب منه، و19 تجمعًا أخرى محشورة بين هذه الالتفافات وسكانها مكتوفي الحركة بالكامل. واقتلع الجدار في هذه المرحلة 83000 شجرة و35000 متر من أنابيب الري، وضم إلى الجانب الإسرائيلي 31 بئرًا للمياه حارمًا السكان الفلسطينيين من 4 ملايين متر مكعب من مياههم السنوية، المحدودة من الأصل.



    هذا قليل من كثير سوف يجرفه هذا الجدار الأعمى في طريقه من حقوق فلسطينية ،غير أن تداعياته السياسية والنفسية لا تقل شأنًا. والحق أنه لو كان الجدار قد بني على أرض تخص (بالأمر الواقع لا التاريخي) إسرائيل، لكانت لغته أقل وطأة على الفلسطينيين وقضيتهم. غير أنه في حقيقة الأمر يدخل في باب التوسع الاستيطاني، والفعل التخريبي المتعمد من جانب واحد بحقوق قانونية وسياسية فلسطينية ظاهرة، وذلك في غمرة عملية توصف بالتسوية! وهو من هذه الزاوية، زاوية علاقته بمسيرة التسوية وآفاقها، يبدو كاشفًا لبعض خفايا السياسات الحزبية الإسرائيلية.



    فلسفة السور



    لقد أقرت حكومة شارون بناء السور في مايو 2002، وشرعت وزارة الدفاع في تطبيقه في الشهر التالي، والمفارقة هنا أن فكرة بناء السور تعود في أصلها إلى القوى العمالية واليسارية، فيما كانت الأحزاب الموصوفة باليمينية والتطرف العنصري معارضة لها. كان رأي العماليين أن السور سوف يمثل "سياجًا أمنيًّا" يؤكد نظرية الفصل والتمييز بين العرب واليهود بما يحفظ نقاء الدولة اليهودية. ومفهوم النقاء هنا هو الاسم الحركي للأبعاد العنصرية التي تستبطنها هذه النظرية. هذا على حين اعتبر اليمينيون أن السور سيحدد الدولة الفلسطينية، وسيعني الموافقة على التصور الفلسطيني لهذه الدولة في حدود 1967، الأمر الذي لا يسعهم التجاوب معه.



    وهكذا، فإن كلاًّ من مؤيدي الخطوة ومعارضيها التقوا عند أهداف خبيثة. المؤيدون تطلعوا من ورائها إلى دولة يهودية وفقًا للنصوص الصهيونية الأولى بكل فجاجتها العنصرية، والمعارضون توجسوا من أن يحول السر بينهم وبين مخططاتهم التوسعية. وبين يدي الجماعتين، اختفت المعايير والحقوق الفلسطينية، ولم يفكر أحد منهما في الانعكاسات التي تحملها الخطوة بالنسبة لهذه الحقوق.



    وفي الواقع العملي، تمكن المشرفون على بناء السور من التوفيق بين هذين المنظورين، فهم أخذوا بمنظور اليمين التوسعي باعتبار أن السور يقتطع بالفعل مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي التي يمر بها، فضلاً عن المستوطنات وتوابعها الإقليمية، التي لن يبقى منها خارج ضفته الإسرائيلية سوى تلك المستوطنات الصورية التي لا قيمة لها جغرافيًّا أو اقتصاديًّا ولا يقطنها إلا العشرات من اليهود.. وفي الوقت ذاته، لم يهمل المشرفون منظور القوى العمالية؛ لأن السور سيضع الفلسطينيين عمليًّا في معازل تجعلهم تحت السيطرة الإسرائيلية رغم عدم تماسهم ماديًّا مع الإسرائيليين اليهود. وهذا هو التطبيق الواقعي لمفهوم العماليين القائل بـ "نحن هنا وهم هناك".



    السور الإسمنتي الجاري بناؤه في فلسطين، هو بمعنى ما محض تجسيد مادي منظور لعقيدة العزل والفصل المتغلغلة في معتقدات الصهيونية السياسية.





    كثير من قراء الصهيونية قدروا أنها بمشروعها الاستيطاني في فلسطين، سوف تؤدي إلى نتائج شديدة السلبية على يهود العالم، أبرزها: ديمومة النظر إلى العناصر اليهودية في مواطنها بعين الاختلاف والتباين، وهذا يعني تعقيد "الأسوار المفاهيمية" تجاههم من بقية مواطنيهم. وانتقال من يستهويهم هذا المشروع من الجيتوات التي عاشوا فيها مطولاً في بلادهم إلى جيتو كبير (هو إسرائيل)، بما يرسخ قضية التمايز والاختلاف مقابل المحيط الفلسطيني والعربي الإسلامي الحضاري، وهذا يعني أيضًا نشوء أسوار لا حصر لها بينهم وبين تفاعلات ومضامين هذا المحيط.



    عودة إلى الجيتو



    لقد كان الجيتو اليهودي في الأصل مكانًا داخل المدينة أو خارجها، محاطًا بسور له بوابة أو أكثر تغلق عند المساء، وكان من غير المصرّح به لأعضاء الجماعات اليهودية في مراحل تاريخية وبعض الدول، أن يظهروا خارج هذا السور العالي في مناسبات بعينها. ورغم القيود متعددة الأسماء والأغراض التي خضع لها سكان الجيتوات، فإن هذه الحياة كانت خيارًا مرغوبًا فيه لدى معظمهم، كونها بزعمهم تمنحهم فرص الحفاظ على الكينونة الذاتية والطقوس الخاصة.


    وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي فعلته الصهيونية السياسية إذن غير تجميع أو محاولة تجميع هؤلاء كلهم في جيتو دولتها الاستيطانية؟!



    وإذا كانت أسوار الجيتوات التقليدية قد فشلت -بزعم الرواد الصهاينة- في تأمين التطور الذاتي لليهود في بلادهم الأم، فهل نجح جيتو الدولة في تحقيق هذا الهدف؟ ألا يجيب مشروع السور الإسمنتي الواقعي عن هذا السؤال؟!



    تقديرنا أن هذا المشروع لا يعكس فقط دعوى التحرر والانعتاق التي طرحتها الصهيونية لاستقطاب يهود العالم.. إنه أيضًا تعبير صارخ عن معاكسة مسار التاريخ الإنساني عمومًا، وزعم إمكانية التعاون الإقليمي والانفتاح بين الكيان الصهيوني والعالم العربي خصوصًا. ففيما ينغمس العالم المعاصر في ظاهرة العولمة وسرعة التواصل، يقيم هذا الكيان سورًا عاليًا يحجبه عن الآخرين على بعد أمتار منه "متقنفذًا" داخله، ولنا أن نتصور أي تعامل يمكن أن يجري بين سكان هذا "القنفذ" ومجاوريهم من الفلسطينيين والعرب.



    لا ندري في كل حال ما إذا كانت هذه المعاني قد خطرت بذهن أصحاب السور، لكن المؤكد لدينا أنهم يتوسلون بالسور لتحقيق الأمن مع التوسع، بينما سيكون للمقاومة الفلسطينية رأي مخالف؛ جوهره أن الأمن لا ينال بهذا الأسلوب الانعزالي، وإنما برد الحقوق إلى أصحابها والتخلي عن عقلية الجيتو العنصرية.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر 2024, 1:38 pm