صدر
عن مركز دراسات الوحدة العربية اخيراً كتاب "نصارى القدس: دراسة في ضوء
الوثائق العثمانية" للدكتور أحمد حامد إبراهيم القضاة ضمن سلسلة أطروحات
الدكتوراه (67)، وهي دراسة تبحث في أوضاع نصارى القدس في القرن التاسع عشر.
عن مركز دراسات الوحدة العربية اخيراً كتاب "نصارى القدس: دراسة في ضوء
الوثائق العثمانية" للدكتور أحمد حامد إبراهيم القضاة ضمن سلسلة أطروحات
الدكتوراه (67)، وهي دراسة تبحث في أوضاع نصارى القدس في القرن التاسع عشر.
وتكمن
أهمية هذه الدراسة في أنّها أوّل دراسة تتناول الأحوال العامة للنصارى في
القرن التاسع عشر في ضوء معطيات سجلات محكمة القدس الشرعية في القدس
العثمانية. والمعلومات الواردة في هذه السجلات في غاية الأهمية وهي فريدة
من نوعها ولا تتوافر في المصادر التقليدية.
جاءت
الدراسة في تمهيد وستة فصول، وتحدثت عن طوائف النصارى التي عاشت في مدينة
القدس، وعن الحياة الاجتماعية. وتناولت الأحوال الشخصية التي تمتعت بها
طوائف النصارى ودورهم في الإدارة والتعليم. كما تحدثت عن الحياة
الاقتصادية والحياة الدينية وعن موقف الدولة العثمانية من التنصير وإسلام
بعض النصارى، ومن بناء الكنائس. كما بحثت الدراسة في علاقات طوائف النصارى
بعضها ببعض، وعلاقاتهم بالمسلمين. ودعمت الدراسة بمجموعة من الجداول
الإحصائية ومجموعة من الملاحق.
الملة
أو الطائفة هي جماعة دينية من الناس تنظمهما رابطة مذهبية واحدة، بغض
النظر عن الجنس، أو اللغة، أو القومية، ويخضع أفرادها إلى زعيم روحي ينتخب
من قبل أفراد الملة، ويقترن تعيينه بصدور البراءة السلطانية، ويمنح رؤساء
الطوائف حق رعاية شؤون رعاياهم العامة والشخصية، وحرية ممارسة شعائرهم
الدينية، والاستخدام العثماني الأكثر شيوعاً لهذا التعبير قبل فترة
الإصلاح.
(1839
- 1856م) اقتصر على المسلمين فقط؛ للتمييز عن الذميين، ولكن بعد صدور خط
التنظيمات الخيرية عام (1856م) أخذ المصطلح يشير إلى النصارى باستخدام
عبارة الملة لكل النصارى، غير أن استخدام المصطلح للدلالة على جماعة دينية
انتهى في أواخر ستينات القرن التاسع عشر، وأصبح يستعمل للدلالة على أمة
بمعنى الناس جميعاً، فبعد صدور قانون التبعية العثماني في (19 كانون
الأول/ديسمبر 1869م)، وفي إطار هذا التشريع غدا جميع قاطني الدولة
العثمانية وولاياتها عثمانيي الجنسية بصرف النظر عن أصولهم العرقية، وصار
الأشخاص غير التابعين لها أجانب.
وصدر
نظام الملة في الأول من كانون الثاني (يناير) 1454م في عهد السلطان محمد
الفاتح، وقد بني على أسس إسلامية مستنبطة من المذهب الحنفي، المذهب الرسمي
للدولة العثمانية، فأعطى الحرية الدينية لكل الطوائف بما يتفق مع الشريعة
الإسلامية، وانتخاب الرؤساء الدينيين من قبل أفراد الملة، على أن يقترن
تعيين البطريرك أو الأسقف المنتخب بصدور البراءة السلطانية، ومنح رؤساء
الطوائف حق رعاية الشؤون العامة والشخصية لطوائفهم.
وتعارف
جميع المتخصصين في التاريخ العثماني من مستشرقين وعرب وعثمانيين على تقويم
أوضاع أهل الذمة، وعلى ما كان لنظام الملة من آثار إيجابية فيهم،
واندماجهم في جسم الأمة العثمانية، مع الاحتفاظ بكياناتهم الدينية،
وقوانينهم الخاصة؛ حيث منح نظام الملل لهم حقوقاً مدنية ودينية، وجعل لهم
سلطة سياسية لم يكونوا يتمتعون بها قبل الفتح العثماني للقسطنطينية، في ظل
الدولة البيزنطية نفسها.
وهذه
الدراسة هي الاولى التي تتناول الأحوال العامة للنصارى في القرن التاسع
عشر في ضوء معطيات سجلات محكمة القدس الشرعية في القدس العثمانية حيث مثلت
طوائف النصارى ثلث سكان المدينة اعتماداً على المصادر المعاصرة كالرحالة
والقناصل والإحصاءات العثمانية الرسمية. ومن أبرز هذه الطوائف: الروم
الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، الأرمن، اللاتين، الأقباط، الأحباش، السريان،
البروتستانت والموارنة.
اختلف
موقف الدولة العثمانية من النصارى خلال القرن التاسع عشر، قرن التغيرات
السياسية والضعف في السلطنة العثمانية، فقد تطاول محمد علي باشا على
الدولة العثمانية واحتل بلاد الشام (1831 - 1840م) وحقق الحكم المصري في
القدس قسطاً من الحرية الدينية للنصارى، وألغى القيود التي فرضت عليهم من
قبل الدولة العثمانية، ثم أصدر السلطان عبد المجيد خط شريف كالخانة وخط
التنظيمات الخيرية، فكان هذان الخطان بمثابة اعتراف من الدولة بحقوق
النصارى وإطلاق الحريات الدينية، ومساواتهم مع المسلمين في الحقوق
والواجبات، وقد تناول الكتاب موقف الدولة العثمانية من طوائف النصارى على
النحو التالي:
المرحلة
الأولى (1800 - 1831م): حرصت الدولة العثمانية في هذه المرحلة على تطبيق
العهود والمواثيق التي منحها المسلمون للنصارى، وانطلاقاً من هذا الحرص
وفّرت لهم الأمان والحماية طالما سددوا ضريبة الجزية، فعندما تعرض دير
الروم للسرقة عام 1809م أصدرت الدولة فرماناً إلى متسلم القدس بملاحقة
السارقين، ورد الأشياء للدير. وسمحت الدولة العثمانية للنصارى بتولي بعض
الوظائف المالية؛ لخبرتهم بالأمور المالية فعينت ابرايم قسطندي الرومي
بوظيفة كاتب سنجق القدس.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر