ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    مشروع العواصم الثقافية العربية محاولة لاستعادة الدور

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : مشروع العواصم الثقافية العربية محاولة لاستعادة الدور Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    مشروع العواصم الثقافية العربية محاولة لاستعادة الدور Empty مشروع العواصم الثقافية العربية محاولة لاستعادة الدور

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:33 am

    عندما طرح الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي استفتاءه الثقافي الذي وضع له عنواناً مركباً يتضمن جملة من الأسئلة المتداخلة والمتراصة في الصيغة التالية : " عندما كان للثقافة مركز (مكان)، كيف، لماذا وإلي أين هي اليوم؟" .. كنت يومها في الإجازة السنوية والتي تصادفت في نهايتها مع اشتعال الحرب في لبنان، لبنان التي استحضرها الجنابي كمثال علي فكرة المركزية الثقافية التي طرحها الاستفتاء، وشارك فيه شعراء وكتاب كبار من كافة أنحاء الوطن العربي .

    يقول الجنابي: "في سنوات بعيدة، كان هناك المكان الثقافي الذي له قدرة الإشعاع والتأثير علي مراكز محيطه. كان يسمي المركز - الموئل: "القاهرة، بيروت ،بغداد"، والعالم العربي بأسره كان يُنظر إليه بواسطة هذا المكان المحدد جغرافياً، فمن غليان أحشائه، كانت تخرج التصورات والمفاهيم التي تدلُّ الأجنبي علي الجديد في هذا العالم العربي الغريب في نظره. مكانٌ ابتكرَ مجلات طليعيةً بعضُها لعب دوراً أساسياً في تغيير الذائقة الثقافية العربية، مجلات كل واحدة منها، كان لها متعطشون ينتظرونها بفارغ الصبر، وكأنها مصدرهم المقدس: "شعر، الآداب، حوار، مواقف، الفكر المعاصر، الطليعة، الكاتب، الكلمة .. إلخ ".

    ويتابع الجنابي: "جاءت حروب وانقلابات. جرت مياه كثيرة تحت جسر الكلمات والأفعال. فضاع هذا المكان، أو بالأحري لم يعد من السهل تسميته وتحديده جغرافياً اليوم، وكأن انزياحاً حصل له، نزعَ عنه صفة المركز، بل بعضُ مجلاته توقف، والآخر استمر، لكن لم يعد له بريقُ الوهلة التاريخية الأولي. علي أن هذا المركز- المكان بقي في الذاكرة العربية صورةً من صور الحرية، فترةً "ليبرالية" كانت تسودها الدهشة والرغبة في المغامرة فكراً وحياة وتجريباً في لب الإبداع؛ فترةً غالباً ما يحنّ إليها اليوم أصحاب الفكر الحر، وفي خَلَد كل منهم ذكرياتٌ وذكرياتٌ وذكرياتْ. حتي سجناؤها يتذكرونها بمتعة، لكن.. أوّاه، كم كريهة هذه الفترة الجميلة في ذكريات جيلها النرجسية !!

    اليوم، ويمكننا أن نقولها شبه متأكدين ،أن هذا المكان بات جزءاً من التاريخ، ولم يعد له وجود، ولا دور في وقائع الحاضر. بل نكاد نشعر وكأنه لم يعُد اليوم هناك أي دور لأي شيء، إثر غيابه "!

    هذه النتيجة الفرعية التي يتوصل إليها الجنابي في غمار مقدمته التحريضية تزدحم بالحنين إلي زمن مفتقد، زمن قد لا تختلف ظروفه كثيراً عن الظروف الحالية إلا باختلاف أسماء الكتاب والمثقفين والمقاهي والمجلات وعناوين الكتب التي سادت في ذلك الزمن، فما تغير ليس المكان وبريقه الخاص، بل الأشخاص الذين كانوا يصنعون منه تلك الحالة المتأججة التي أشار إليها الجنابي، فبعض تلك الأمكنة "العواصم" استمر حتي فترة طويلة امتدت للثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت مواصلة حضورها وبهاءها الثقافي، كما في دمشق، حين كان شاعراً كبيراً مثل النواب يصنع بمفرده مناخاً ثقافياً يرتاده المثقفون والأدباء في مقهي محدد "الهافانا" إلي درجة أن أحدهما ارتبط بالثاني "النواب/ الهافانا ".

    الواقع أن الاستفتاء ومن تجاوب معه في موقع "إيلاف" أفرز شهادات هامة جداً عبرت عن وجهات نظر عدة أجيال من المثقفين العرب، ولا سيما الأجيال الآنفة، فيما خلت الأجوبة عن رؤي الجيل الشاب "التسعيني" وما يليه، وهو جيل له تصور مختلف تماماً، بناه من واقع مختلف الإحداثيات حيث لا يجد في تلك "المركزية الثقافية" سوي مشهداً فلكلورياً أخذت فيه بعض الأسماء، بل غالبيتها، أحجاماً أكبر بكثير من حضورها الإبداعي، بدليل أنها انطفأت بعد تلك الحالة الاحتفالية والتي لم تفض إلا إلي خواء بسبب عدم بناء مؤسسات ثقافية وإبداعية حقيقة، كما يحدث في العالم المتقدم .
    إن مشروع "العواصم الثقافية العربية" الذي تبنته اليونسكو في العقدين الأخيرين ما هو إلا محاولة لاستعادة ذلك الدور، ولكنه دور لا يأتي للأسف بقرار من الأعلي، بل يصنعه الفاعلون في الحياة الثقافية، ولو دققنا في الأمر قليلاً سنجد أن حركة نشر الكتب وخصوصاً حين يتوفر لها مناخ الحرية والإبداع هي ما تصنع المركز الثقافي في هذه العاصمة أو تلك .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 7:20 am