من حل الدولتين إلى الثلاث محمد ياغي | |
<table id="_ctl0_ContentPlaceHolder1_tblPicture" align="left" border="0" cellpadding="1" cellspacing="1"> <tr> <td align="center"> </td> </tr> <tr> <td align="center"> </td> </tr> </table> لا يمكن لأيّ متتبع للحالة الفلسطينية إلاّ أن يرى أن حالة الانقسام الفلسطيني أصبحت تسير بخطوات ثابتة من الـمؤقت إلى الدائم. وخلال ذلك يتحوّل الـمسار السياسي ودون إعلان من لاعبيه، من تسوية قائمة على حل الدولتين، إلى تسوية أمر واقع قائمة على حل الثلاث دول. عندما قامت "حماس" بحسمها في غزة في صيف العام 2007، كتب مارتن إندك، السفير الأميركي السابق في إسرائيل، ساخراً "كان الفلسطينيون يطالبون بدولة، فأصبحت لهم دولتان". إندك على أية حال ليس بريئاً. فهو نظر إلى دولة غزة بعد انسحاب إسرائيل منها وتحويلها إلى "دبي البحر الـمتوسط" حتى يمكن إقناع إسرائيل بجدارة الفلسطينيين بدولة أكبر تشمل الضفة، لكنه سرعان ما غير رأيه بعد استيلاء "حماس" عليها، وأصبح ينظر إلى نموذج الضفة الغربية الذي قد يتحول إلى "جنة عدن" تحت الاحتلال، وعندها سيثور أهل غزة على حكم "حماس". فلا غزة تحولت إلى دبي، ولا الضفة ــ بفعل الاحتلال ــ يمكنها أن تتحول إلى "عدن". على أية حال، سقوط النظريات السياسية بالنسبة إلى هؤلاء ليس دليل فشل، وإنما نقطة بداية لنظريات جديدة مصيرها الفشل أيضاًً. لـم نـأت على ذكر إندك بالصدفة، فالرجل ليس صاحب نظرية في كيفية التعامل مع الشأن الفلسطيني، لكن لأن نظرية الرجل هي ما اعتمدتها إدارة بوش الـمنصرفة، وهي وكما يبدو إلى الآن ــ على الأقل ــ ما هو معتمد من قبل إدارة أوباما. على أن الـملاحظ أن الـمنحنى البياني للأحداث منذ سيطرة "حماس" على غزة، لا يسير في اتجاه الثورة الشعبية ضد حكومة "حماس" أو باتجاه تسوية شاملة بعد تنفيذ السلطة في رام الله لخارطة الطريق من ألفها إلى يائها، بل باتجاه تكريس الامر الواقع كما هو قائم على الأرض. دولة غزة الـمحررة، ولكن الـمحاصرة "لحماس"... ودولة الـمعازل في الضفة، الـمحتلة، لكن غير الـمحاصرة لـ"فتح".. وبينهما وفوقهما وفي محيطهما دولة إسرائيل. لاحظوا جيداً ما هو قائم في غزة. هنالك سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية قائمة... هنالك وزارات بأجهزة إدارية كاملة، هنالك نظام ضريبي متكامل لـم تعف منه حتى الانفاق. هنالك موازنة سنوية موجودة على الانترنت أيضاً، لـمن يبحث عن الشفافية. هنالك سلطة تحرص على تنفيذ قوانين أقرها فرع التشريعي في غزة الذي لـم يتوقف عن العمل. هنالك جهاز أمني متكامل (شرطة وأمن داخلي وأمن وطني) مضاف إليه كتائب القسام عند الضرورة. لاحظوا أيضاً أن "حماس" ومنذ أنعمت عليها "فتح" بقرار إضراب الـموظفين عن العمل، قد قامت باستبدالهم بموظفين من عناصرها. سلطة "حماس" في غزة اليوم هي سلطة كاملة لا منازع لها إلا من بعض "الجماعات التكفيرية"، ولعل قراراتها الأخيرة بفرض الحجاب على الـمحاميات والطالبات، جاء من باب السيطرة على هذه الجماعات، التي تتهمها بأنها تمكنت من السلطة، لكنها تأبى أن تنفذ "شرع الله" إرضاء للغرب الكافر. عملية الفصل بين سلطتي رام الله وغزة أصبحت في نهاياتها... صحيح ان رام الله لا تزال تدفع رواتب موظفيها الذين يحترمون قراراتها في غزة، وصحيح أنها تدفع فواتير الكهرباء وبعض الخدمات الصحية وغيرها، لكن هذا يأتي من باب ترك موطئ قدم في غزة، ومن باب الحفاظ على قاعدة "فتح"، والأهم ربما، من باب الحفاظ على سقف أعلى من الدعم الدولي لـموازنة السلطة في رام الله التي تقول إن أكثر من نصفها لتغطية احتياجات غزة. لكن ذلك يجب ألا يحجب عنا الحقيقة الصارخة، وهي أن الـمسؤول الوحيد عن غزة اليوم هو "حماس"، وان لا سلطة لأحد فيها غيرها، بل لا يجرؤ احد على تحدي سلطتها دون ان يدفع ثمن ذلك. هل خططت "حماس" لذلك وسعت إليه؟ هل فرض عليها ولـم يكن هنالك غير ما جرى؟ أرى أن الاجابة لا تغير من واقع أن غزة أصبحت بعد أقل من ثلاث سنوات "دولة حماس"، وأن "حماس" لا تملك غير الحفاظ على دولتها، ليس من باب السعي لتحقيق برنامجها السياسي والاجتماعي فقط، بل وأيضاً من باب الحفاظ على الذات وعلى الـمكاسب الفعلية التي حققتها على الأرض. في الجانب الأول "حماس" أرادت أرضاً محررة تكون لها قاعدة دون أن تعترف بإسرائيل... وهذا تحقق. مشكلة هذه القاعدة ولأسباب عديدة أنها أن تمددها مستحيل، وهي لذلك تحولت إلى شبه "دولة" لا يلزمها لـمواصلة الحياة الطبيعية غير هدنة مع إسرائيل. وفي الباب الثاني أن "حماس" وباستخدامها القوة الـمفرطة في القضاء على خصومها أو الخارجين عن طوعها قد حولت الآلاف إلى حاقدين عليها ينتظرون ضعفها وسقوطها للانتقام، و"حماس" لذلك لا يمكنها أن تجازف بتسليم الأمن في غزة لأية جهة غيرها. وفي الباب الثالث فإن "حماس قد أصبح لها عشرات الالاف من الـموظفين في الجهازين الـمدني والعسكري وهم يعيلون أيضاً عشرات الالاف... فكيف لها أن تستغني عن السلطة ولـمن ستترك هؤلاء. لكن ماذا بعد دولة غزة؟ لا توجد عند "حماس" إجابة غير الانتظار وتعزيز ما هو قائم. في الضفة يبدو أن مؤسسة الرئاسة قد وصلت إلى جملة من القناعات. منها أن "حماس" لن تسلـم بإعادة السلطة لها دون أن تكون لها شراكة كاملة في الاجهزة الـمدنية والامنية ومؤسسات السلطة والـمنظمة، وهو ثمن لا تريد رام الله دفعه بلا مقابل سياسي على الأقل، وهو استعداد "حماس" للالتزام باتفاقات السلطة الـموقعة سابقاً مع إسرائيل والتي تشكل الأساس الذي يتيح للسلطة في رام الله أن تكون جزءاً من العملية السياسية ومن الحصول على الدعم الـمالي لـمؤسساتها أيضاً. ومنها أن الأولوية ليست لاستعادة وحدة غزة والضفة بل لتعزيز شرعية السلطة في رام الله، لذلك كانت الخطوة الاولى ترتيب البيت الفتحاوي، أعقبه تثبيت شرعية مؤسسات الـمنظمة، وسيلية انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة وحدها. لكن ماذا بعد ذلك؟ هل ستوافق إسرائيل على تسوية دائمة تعيد القدس الـمحتلة منذ العام 1967 للفلسطينيين؟ لا تمتلك السلطة في رام الله إجابة عن هذا السؤال..في أفضل الأحوال هي تأمل أن تكون لدى إدارة الرئيس أوباما الإجابة، لكن بوجود نتنياهو على قمة الهرم في إسرائيل، قد تكون النتيجة ليس أكثر من إزالة بضعة حواجز، وزيادة في عدد الشاحنات التي تعبر الضفة محملة بالبضائع، وقد يكون أقصى ما يمكن الحصول عليه من نتنياهو هو إعادة الحال في الضفة، إلى ما كان عليه الوضع سابقاً لانتفاضة الأقصى. وإذا تحقق ذلك، فلا يعود ما قاله إندك عن الدول الثلاث مجرد "نكتة" مضحكة، ولكن حقيقة سيتم التعامل معها لسنوات طويلة قادمة. |
2 مشترك
من حل الدولتين إلى الثلاث
وديع- مشرف أجراس اخبارية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 2258
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
- مساهمة رقم 1
من حل الدولتين إلى الثلاث
عـائـــدون- Admin
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 1
نقاط : 10504
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 23/01/2009
- مساهمة رقم 2
رد: من حل الدولتين إلى الثلاث
مقالة ساخرة من الواقع الذي وصلنا اليه من دولة غزة ودولة الضفة التي اصبحت واقع ..وهن اقصد غزة والضفة اوهن من ان يكونا شبه دولة بفعل الاحتلال .
كل التحية
كل التحية
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر