مضى أكثر من خمسة وعشرين يوماً على إخراج عائلات الغاوي وحنون من منازلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة لصالح اليهود المتطرفين ولم تلوح في الأفق أية بوادر لحل أزمة تشرد أفراد العائلات في الشوارع وعلى رصيف الشارع المُقابل لمنازلها المسلوبة.
ومع دخول الشهر الفضيل، ومن خلال الاستماع لكلمات المسؤولين، ظنت العائلات أن مشكلتها في طريقها إلى الحل، ولو بصورة مؤقتة إلى حين عودتها إلى منازلها، وأظهرت معاناتها عبر وسائل الإعلام المتعددة إلى الرأي العام المحلي والعالمي، وبيّنت كيف ينام الأطفال والنساء في الشوارع في صورة مأساوية قد تُسرّع عملية إيجاد حلول مناسبة لها..
إلا أن آمال العائلات تضاءلت، خاصة بعد انخفاض الحراك الشعبي التضامني معها، وتدخل السلطة الفلسطينية في رام الله والتي وفًرت للعائلات مباتاً في عددٍ من فنادق المدينة لا يحلّ مشكلة المأوى الدائم، والذي بات مطلب العائلات من كل الجهات المسؤولة فلسطينياً وعربياً ودولياً، فيما سارعت وكالة الغوث لمدّ العائلات بحاجات إنسانية يرى فيها أفراد العائلات بأنها لا تلبي الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الأساسية والضرورية.
ومع مُضي أيام شهر رمضان، ومع الإعلان عن بدء الدوام المدرسي يوم غدٍ تتفاقم مأساة هذه العائلات المُشرّدة، ولا يمكن وصف الحال الذي آلت إليه وأطفالها ونسائها إلا بالمأساوية.
جنى هي ابنة السيد ماهر حنون، الذي تعرض للعديد من مضايقات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة قبل أن يسطوا على بيته في الحي المنكوب، وهي الآن في الثانوية العامة.
تقول جنى لـ"موقع مدينة القدس": "حياتنا باتت لا تطاق، وأين وكيف سأدرس للثانوية العامة؟ ومن سيوفر لي الملاذ الآمن؟".
وتضيف: "في العام الماضي لم أتمكن أنا وشقيقتي الأصغر من وضع هلال شهر رمضان المُضيء على باب منزلنا لأن والدنا ماهر كان في سجون الاحتلال على خلفية رفضه إخلاء منزلنا، وفي هذا العام أقول لأختي الصغيرة، التي ترغب بوضع الهلال في البيت كسائر العائلات المقدسية، بأنه لا يوجد عندنا باب ولا نافذة لنضع عليها هلال رمضان".
وتساءلت جنى قائلة: "أين حقوق الطفل في القانون الإنساني العالمي؟ أنا أُخاطب كل صاحب ضمير في العالم بأن يلتفت إلى مأساتنا وأن يعمل على إعادتنا إلى بيوتنا التي سُلبت منا بقوة السلاح لصالح يهود متطرفين تحقيقاً لأهدافٍ عنصرية حاقدة لا يمكن أن تساهم ولا بأي شكلٍ من الأشكال في السلام".
وعن أجواء رمضان، تقول جنى إنها تحاول حبس دموعها أمام العائلة لكنها تنفجر أحياناً لشعورها بالظلم، وتقول أنا لا أريد إلا أن أعيش كأي طفلة عادية في بيت ومأوى آمن، لافتة إلى أن شعورها بالحسرة ازداد في الآونة الأخيرة مع انخفاض حركة التضامن الشعبية والرسمية مع العائلات المنكوبة، لافتة إلى أنها تتمنى أن يرتقي حجم التضامن إلى مستوى التضامن الأجنبي.
وأشادت جنى بتعاضد وتكاتف الجيران في الحي مع عائلتها وسائر العائلات المنكوبة، وقالت: "إنهم يحسّون بنا ويحاولون التخفيف عنا، ويشعرون أن مصير بيوتهم ومصير عائلاتهم على كف عفريت خاصة أن الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة ما انفكوا يؤكدون أنهم سيواصلون جهودهم لإخراج سائر العائلات الفلسطينية من منازلهم في الحي بدعوى ملكية الجمعيات اليهودية لها."
وتعود وتتساءل جنى حنون كيف سيكون حالها وحال العديد من أطفال وطلاب هذه العائلات المُشردة المنكوبة مع بدء العام الدراسي الجديد؟ وتقول: "أين المسؤولين ليسمعوا صيحاتنا وصرخاتنا وآهاتنا؟".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر