بقلم غازي العريضي
[b]بعد فرض كتابة أسماء القرى والشوارع في فلسطين المحتلة باللغة العبرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورد الفلسطينيين بكتابتها بالعربية، وحصول تسابق وتحد بين العرب الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة، خرج وزير التربية والتعليم الإسرائيلي «جدعون ساعر» بفرمان يعبّر عن نية منع استخدام كلمة «النكبة» في مناهج التعليم على أن تستخدم بدلاً منها كلمة «مأساة»، فهددت لجنة متابعة التعليم العربي بالعصيان.
لماذا يرفض الإسرائيليون كلمة «نكبة» بعد أكثر من ستين عاماً على استخدامها؟
يقولون: إنها تشبه كلمة «محرقة»، وهم لا يريدون سماع هذه الكلمة! وقد طرح «ساعر» مسائل خطيرة جداً بالإضافة إلى ذلك. فهو أشار إلى أن «جهاز التعليم في الوسط العربي سينفذ إعادة تدقيق في تعليم الموطن والجغرافيا والمجتمع في مناهج الدراسة الابتدائية»! يعني قرّر عن هذا الجهاز ماذا عليه أن يفعل. وسيرسم له خريطة جديدة لتدريسها في الجغرافيا. وسيقدم نبذات جديدة عن التاريخ تتلاءم أيضاً مع الجغرافيا، وليس في هذا التاريخ شيء اسمه نكبة وتهجير وتطهير للفلسطينيين من أرضهم. وليس ثمة احتلال واغتصاب وإرهاب وإذلال وقتل ومجازر جماعية وتجويع واعتقال ومصادرة أراضٍ وتوسع وبناء مستوطنات من قبل الإسرائيليين!
كل ما في الأمر أن ثمة مأساة تعرض لها الفلسطينيون في مرحلة معينة، لكنها لا تقارن بشيء قياساً على المحرقة التي تعرّض لها اليهود!
وفي هذا السياق أكد «ساعر» أيضاً أن ثمة توجهاً لفرض إنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي «هتيكفا» على طلاب المدارس، ورصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم في الخدمة العسكرية...
نعم في سياق التدقيق في التعليم، لا بد من إنشاء نشيد إسرائيل، ومن ينخرط في الخدمة العسكرية تكافأ مدرسته... فالمطلوب من المدارس العربية أن تخرّج مقاتلين للدفاع عن إسرائيل وليس عن فلسطين. وعن أرضها وأهلها وحقوقهم! المطلوب من المدارس العربية أن تعلم الحقد ضد العرب والفلسطينيين وأن تزرع في نفوس طلابها وذاكرتهم أن الأرض هي لليهود، وأن لا حق لغيرهم عليها، وأن عليهم إنشاد نشيد دولة الإرهاب كل يوم... ألا يعني ذلك خطوات جديدة في سياق محاولة فرض سياسة التهويد في كل المجالات لا سيما في مجالات الفكر والتعليم والتاريخ والجغرافيا والثقافة والعمل؟
هذا هو المشروع الإسرائيلي المتقدم بقوة اليوم، ومع كل تقدم يحصل تراجع عربي وفلسطيني في الوقت عينه. كان البعض يتوقع أن ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في توجهه نحو حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين. وبعد أشهر من ولايته لم يتحقق شيء. راهن هذا البعض على خلاف بين أوباما والإسرائيليين. نجح الإسرائيليون في تجنب الخلاف من جهة وفي فرض خريطة طريقهم من جهة أخرى. كسبوا الوقت. وطرحوا معادلة جديدة: اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وتطبيع عربي مقابل تجميد الاستيطان لفترة زمنية معينة. لا إلغاء لفكرة الاستيطان. وهذا أمر طبيعي لأن الإقرار بيهودية الدولة من قبل الفلسطينيين، أو إصرار الإسرائيليين على ذلك يعني أن الأرض لليهود وبالتالي لا يمكن وقف البناء عليها والتوسع فيها. و«المعادلة» هي «كرم أخلاق» من نتنياهو وعصابته للوصول إلى حل!
وأي حل يمكن الوصول إليه في مثل هذه الحالة؟
انتظر البعض زيارة نتنياهو إلى بريطانيا ولقاءه بالموفد الأميركي جورج ميتشل، وتوقع الوصول إلى اتفاق حول وقف الاستيطان. لكن سقط التوقّع، لم يقدم نتنياهو أي وعد بذلك، بل أصر على رأيه، وفي زيارة سابقة لميتشل إلى إسرائيل، انتزع منه الإسرائيليون كلمة «دولة اليهود».
ثم انتقل نتنياهو إلى ألمانيا التي كانت مستشارتها ميركل قد أكدت قبل وصوله إصرارها على بحث موضوع الاستيطان والتأكيد على ضرورة تجميده. وصل نتنياهو، التقى ميركل. ولم يلتزم بشيء والسبب بسيط: ألمانيا لا تستطيع إلا أن تلتزم بما اتفقت عليه مع إسرائيل منذ سنوات ولا حول أو قوة لها للضغط على إسرائيل في أي موضوع من المواضيع.
وهكذا، فإن نتنياهو نجح في التهرّب من أي التزام تجاه أي فريق بوقف الاستيطان واستمر على شروطه لجهة المطالب التي يطرحها في وجه الفلسطينيين.
لا نزال في «النكبة» رغم كل التضحيات والإنجازات وروح الممانعة والمقاومة التي لا تزال حية في شعب فلسطين، ولن تموت لأنه شعب صاحب حق. لكن في المقابل يجب الإقرار أنه رغم الهزائم والكبوات التي تعرضت لها إسرائيل فإنها لا تزال قادرة على المناورة والفعل ومحاولة تحويل هذه الهزائم إلى انتصارات أو مكاسب. والساحة الوحيدة التي تلاقي فيها صعوبات في هذا الاتجاه هي ساحة لبنان. لكن التفكك والانقسام والخلاف وعدم تشكيل حكومة وارتفاع وتيرة الخطاب والتحريف المذهبيين، أمر يخدم إسرائيل، التي لا تريد إلا الشر والانقسام لنا جميعاً. كذلك فإن الواقع الحالي في العراق وخصوصاً بعد المستجدات الأخيرة والاتهامات العراقية ـ السورية المتبادلة بشأن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مراكز رسمية في العاصمة بغداد، والخلاف المصري ـ السوري، والمصري ـ القطري، والحرب في صعدة التي تهدد بتطورات خطيرة، قد تنعكس على وحدة البلاد وما يعني ذلك من انعكاسات على مستوى دول الجوار كلها وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي لا تزال ترفض الشروط الأميركية ـ الإسرائيلية لجهة الموافقة على اتخاذ خطوات من جانب واحد تكرس التطبيع مع إسرائيل وتسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء العربية في مقابل خطوات سخيفة لا قيمة لها من قبل السلطات الإسرائيلية ولا تغير شيئاً في واقع التعاطي مع الفلسطينيين.
هذا الواقع العربي الملازم للواقع الفلسطيني المنقسم وغياب وجود رؤية موحدة للتعاطي مع الإسرائيليين يخدم حكومة نتنياهو لتكسب الوقت أكثر ولتدفع في اتجاه مزيد من التصعيد والتوتير في العلاقات العربية ـ العربية والعلاقات الإسلامية ـ الإسلامية، ونتائج مثل هذا الأمر ستكون نكبة حقيقية على مستوى الأمة كلها.
إسرائيل لا تريد الحديث عن نكبة حلت بالفلسطينيين على أيدي عصابات الاغتصاب والإرهاب والاحتلال الصهيوني.
إسرائيل تريد نكبة بين العرب والمسلمين أنفسهم وقد تكون هذه «النكبة» المكملة «للنكبة» الأولى لتكريس الاحتلال وتفتيت المنطقة كلها!!.
[/b]
[b]بعد فرض كتابة أسماء القرى والشوارع في فلسطين المحتلة باللغة العبرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورد الفلسطينيين بكتابتها بالعربية، وحصول تسابق وتحد بين العرب الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة، خرج وزير التربية والتعليم الإسرائيلي «جدعون ساعر» بفرمان يعبّر عن نية منع استخدام كلمة «النكبة» في مناهج التعليم على أن تستخدم بدلاً منها كلمة «مأساة»، فهددت لجنة متابعة التعليم العربي بالعصيان.
لماذا يرفض الإسرائيليون كلمة «نكبة» بعد أكثر من ستين عاماً على استخدامها؟
يقولون: إنها تشبه كلمة «محرقة»، وهم لا يريدون سماع هذه الكلمة! وقد طرح «ساعر» مسائل خطيرة جداً بالإضافة إلى ذلك. فهو أشار إلى أن «جهاز التعليم في الوسط العربي سينفذ إعادة تدقيق في تعليم الموطن والجغرافيا والمجتمع في مناهج الدراسة الابتدائية»! يعني قرّر عن هذا الجهاز ماذا عليه أن يفعل. وسيرسم له خريطة جديدة لتدريسها في الجغرافيا. وسيقدم نبذات جديدة عن التاريخ تتلاءم أيضاً مع الجغرافيا، وليس في هذا التاريخ شيء اسمه نكبة وتهجير وتطهير للفلسطينيين من أرضهم. وليس ثمة احتلال واغتصاب وإرهاب وإذلال وقتل ومجازر جماعية وتجويع واعتقال ومصادرة أراضٍ وتوسع وبناء مستوطنات من قبل الإسرائيليين!
كل ما في الأمر أن ثمة مأساة تعرض لها الفلسطينيون في مرحلة معينة، لكنها لا تقارن بشيء قياساً على المحرقة التي تعرّض لها اليهود!
وفي هذا السياق أكد «ساعر» أيضاً أن ثمة توجهاً لفرض إنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي «هتيكفا» على طلاب المدارس، ورصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم في الخدمة العسكرية...
نعم في سياق التدقيق في التعليم، لا بد من إنشاء نشيد إسرائيل، ومن ينخرط في الخدمة العسكرية تكافأ مدرسته... فالمطلوب من المدارس العربية أن تخرّج مقاتلين للدفاع عن إسرائيل وليس عن فلسطين. وعن أرضها وأهلها وحقوقهم! المطلوب من المدارس العربية أن تعلم الحقد ضد العرب والفلسطينيين وأن تزرع في نفوس طلابها وذاكرتهم أن الأرض هي لليهود، وأن لا حق لغيرهم عليها، وأن عليهم إنشاد نشيد دولة الإرهاب كل يوم... ألا يعني ذلك خطوات جديدة في سياق محاولة فرض سياسة التهويد في كل المجالات لا سيما في مجالات الفكر والتعليم والتاريخ والجغرافيا والثقافة والعمل؟
هذا هو المشروع الإسرائيلي المتقدم بقوة اليوم، ومع كل تقدم يحصل تراجع عربي وفلسطيني في الوقت عينه. كان البعض يتوقع أن ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في توجهه نحو حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين. وبعد أشهر من ولايته لم يتحقق شيء. راهن هذا البعض على خلاف بين أوباما والإسرائيليين. نجح الإسرائيليون في تجنب الخلاف من جهة وفي فرض خريطة طريقهم من جهة أخرى. كسبوا الوقت. وطرحوا معادلة جديدة: اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وتطبيع عربي مقابل تجميد الاستيطان لفترة زمنية معينة. لا إلغاء لفكرة الاستيطان. وهذا أمر طبيعي لأن الإقرار بيهودية الدولة من قبل الفلسطينيين، أو إصرار الإسرائيليين على ذلك يعني أن الأرض لليهود وبالتالي لا يمكن وقف البناء عليها والتوسع فيها. و«المعادلة» هي «كرم أخلاق» من نتنياهو وعصابته للوصول إلى حل!
وأي حل يمكن الوصول إليه في مثل هذه الحالة؟
انتظر البعض زيارة نتنياهو إلى بريطانيا ولقاءه بالموفد الأميركي جورج ميتشل، وتوقع الوصول إلى اتفاق حول وقف الاستيطان. لكن سقط التوقّع، لم يقدم نتنياهو أي وعد بذلك، بل أصر على رأيه، وفي زيارة سابقة لميتشل إلى إسرائيل، انتزع منه الإسرائيليون كلمة «دولة اليهود».
ثم انتقل نتنياهو إلى ألمانيا التي كانت مستشارتها ميركل قد أكدت قبل وصوله إصرارها على بحث موضوع الاستيطان والتأكيد على ضرورة تجميده. وصل نتنياهو، التقى ميركل. ولم يلتزم بشيء والسبب بسيط: ألمانيا لا تستطيع إلا أن تلتزم بما اتفقت عليه مع إسرائيل منذ سنوات ولا حول أو قوة لها للضغط على إسرائيل في أي موضوع من المواضيع.
وهكذا، فإن نتنياهو نجح في التهرّب من أي التزام تجاه أي فريق بوقف الاستيطان واستمر على شروطه لجهة المطالب التي يطرحها في وجه الفلسطينيين.
لا نزال في «النكبة» رغم كل التضحيات والإنجازات وروح الممانعة والمقاومة التي لا تزال حية في شعب فلسطين، ولن تموت لأنه شعب صاحب حق. لكن في المقابل يجب الإقرار أنه رغم الهزائم والكبوات التي تعرضت لها إسرائيل فإنها لا تزال قادرة على المناورة والفعل ومحاولة تحويل هذه الهزائم إلى انتصارات أو مكاسب. والساحة الوحيدة التي تلاقي فيها صعوبات في هذا الاتجاه هي ساحة لبنان. لكن التفكك والانقسام والخلاف وعدم تشكيل حكومة وارتفاع وتيرة الخطاب والتحريف المذهبيين، أمر يخدم إسرائيل، التي لا تريد إلا الشر والانقسام لنا جميعاً. كذلك فإن الواقع الحالي في العراق وخصوصاً بعد المستجدات الأخيرة والاتهامات العراقية ـ السورية المتبادلة بشأن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مراكز رسمية في العاصمة بغداد، والخلاف المصري ـ السوري، والمصري ـ القطري، والحرب في صعدة التي تهدد بتطورات خطيرة، قد تنعكس على وحدة البلاد وما يعني ذلك من انعكاسات على مستوى دول الجوار كلها وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي لا تزال ترفض الشروط الأميركية ـ الإسرائيلية لجهة الموافقة على اتخاذ خطوات من جانب واحد تكرس التطبيع مع إسرائيل وتسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء العربية في مقابل خطوات سخيفة لا قيمة لها من قبل السلطات الإسرائيلية ولا تغير شيئاً في واقع التعاطي مع الفلسطينيين.
هذا الواقع العربي الملازم للواقع الفلسطيني المنقسم وغياب وجود رؤية موحدة للتعاطي مع الإسرائيليين يخدم حكومة نتنياهو لتكسب الوقت أكثر ولتدفع في اتجاه مزيد من التصعيد والتوتير في العلاقات العربية ـ العربية والعلاقات الإسلامية ـ الإسلامية، ونتائج مثل هذا الأمر ستكون نكبة حقيقية على مستوى الأمة كلها.
إسرائيل لا تريد الحديث عن نكبة حلت بالفلسطينيين على أيدي عصابات الاغتصاب والإرهاب والاحتلال الصهيوني.
إسرائيل تريد نكبة بين العرب والمسلمين أنفسهم وقد تكون هذه «النكبة» المكملة «للنكبة» الأولى لتكريس الاحتلال وتفتيت المنطقة كلها!!.
[/b]
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر