الدكتور كمال رشيد .. أديب إسلامي معاصر .. كاتب وصحفي وشاعر .. ومربٍّ فاضل، له دور كبير في تربية الشباب والناشئين وتوجيههم .. وله تجارب ناجحة في مجال الشعر والصحافة والتربية وأدب الأطفال.
وهو من الأدباء الذين حملوا هم القضية الفلسطينية بوصفها قضيتهم وقضية الأمة العربية والإسلامية .. وأحد الوجوه الأدبية والفكرية في الساحة الأردنية.
حياته ودراسته:
ولد الأديب كمال عبد الرحيم رشيد عام 1941م في قرية الخيرية إحدى ضواحي مدينة يافا بفلسطين .. وفي أحضان ساحل يافا الجميل وبيارات البرتقال المعطاءة عاش طفولته المبكرة في أسرة كريمة محافظة متدينة .. وما كاد يبلغ السابعة من عمره حتى وقعت النكبة الكبرى في فلسطين عام 1948م، واحتل اليهود مدينة يافا وما حولها .. وارتحل كمال مع أسرته إلى قرية بديا بمنطقة نابلس ودرس بمدرسة بديا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف السابع.
ولما ضاقت بهم الحياة لقلة الموارد هاجرت الأسرة إلى مدينة نابلس، وسكنت مخيم عين الماء (1956-1967) .. ودرس كمال المرحلة الثانوية في مدرسة الجاحظ، وتخرج فيها .. وفي تلك الفترة اتصل بالحركة الإسلامية في نابلس وشارك في نشاط طلابها ..
ومع أنه بدأ العمل معلماً في مدارس مدينة طولكرم، إلا أن طموحه للعلم دفعه لمواصلة الدراسة الجامعية، فدرس في كلية الآداب بجامعة دمشق، وحصل على البكالوريس في اللغة العربية عام 1969م. ولما ذهب إلى دولة المغرب العربي للتدريس بمدارسها، درس في جامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على شهادة الماجستير في علوم اللغة العربية وآدابها في عام 1979م. ولما عاد إلى عمان للعمل في إدارة المناهج، واصل دراسته العليا في الجامعة الأردنية حصل على الدكتوراه في علوم اللغة العربية وآدابها العربية وآدابها في عام 1996 بتقدير ممتاز، وكان موضوع الرسالة التي قدمها "الترادف في القرآن الكريم".
أما الدراسات والدورات العلمية والعملية التي اكتسبها في أثناء عمله بإدارة المناهج فهي:
- دورة في إعداد البرامج التعليمية في الإذاعة المدرسية/ مركز CEDO لندن 1973م.
- دورة تحرير الكتب المدرسية والمواد التعليمية / جامعة لندن 1988م.
- دورة لزيارة دور النشر البريطانية الكبرى (لونجمان- أكسفورد- هاينمان) 1989م .. وكانت هذه الدراسة بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم الأردنية والمجلس الثقافي البريطاني في عمان ..
حياته العلمية
عمل الدكتور كمال رشيد بعد تخرجه من الثانوية العامة معلماً في مدينة طولكرم عام 1962م، في مدرسة الخالدية ثم في المدرسة العمرية .. وفي عام 1964م أعير معلماً للجزائر، وفي تلك السنة أصيب بكسر في رجله ودخل مستشفى الجامعة .. وفي المستشفى نظم عدداً من القصائد، ولكنها ضاعت منه .. وفي عام 1965م عاد من الجزائر إلى نابلس، وعمل معلماً في قرية "بيتا".
ولما حدثت النكبة الثانية عام 1967م، ووقعت الضفة الغربية فريسة للاحتلال الإسرائيلي، هاجر كمال إلى عمان وعمل معلماً في المدرسة المأمونية، وفي عام 1968نقل إلى مديرية المناهج عضواً لمبحث اللغة العربية. وفي عام 1975م أعير إلى المغرب العربي وعمل معلماً في الدار البيضاء، وعاد إلى عمان 1979م، بإدارة المناهج رئيساً لقسم الكتب المدرسية، ثم رئيساً لقسم التحرير، وقسم الإذاعة المدرسية.
ومن الأعمال التي قام بها في أثناء عمله بإدارة المناهج:
- كان عضو الفريق الوطني لتأليف كتب اللغة العربية.
- رئيس اللجنة الأردنية المحلية لمشروع "الرصيد اللغوي" التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
- ممثل الأردن في لجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأرض المحتلة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
- فحص عدد من الكتب المدرسية لغوياً وتحريرها وإجازتها.
- تقويم الكتب المقترح اقتناؤها لمكتبات مدارس وزارة التربية.
- تمثيل الأردن في عدد من المؤتمرات التربوية واللغوية والتعليمية.
وانتهى عمل الدكتور كمال في إدارة الناهج في عام 1991م حيث أحيل على التقاعد.
وفي عام 1992م عمل رئيساً لتحرير صحيفة الرباط الإسلامية الناطقة باسم الحركة الإسلامية في الأردن، لمدة عامين.
وفي عام 1994م عمل في جامعة الزرقاء الأهلية (سنة التأسيس) مديراً للعلاقات العامة، وعضو هيئة التدريس لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين لها.
وفي عام 1995م عمل مديراً عاماً للمدارس العمرية في عمان، وما زال على رأس عمله يمارس نشاطه التربوي والأدبي، ويوجه الأجيال وجهة سليمة تفيد الأمة والوطن.
نشاطه
لقد حفلت حياة أديبنا كمال بنشاطات متنوعة كثيرة، وفي مجالات متعددة من مجالات العمل التربوي والديني والأدبي والإعلامي.. فهو مؤلف وشاعر وباحث، وكاتب صحفي، وكاتب إذاعي، وكاتب للأطفال.. فمن أنشطته:
- إعداد وتقديم برامج دينية من إذاعة عمان لسنوات طويلة.
- إعداد وتقديم (30 حلقة) من برنامج ديني في إذاعة الكويت 1985م.
- إعداد مسلسل من عدة حلقات في إذاعة عمان (أشواق في المحراب).
- إعداد مسلسل من عدة حلقات لعدة سنوات لإذاعة عمان بعنوان: "الأسرة السعيدة".. تمثيليات اجتماعية.
- إعداد برامج تعليمية للمناهج الأردنية في مبحث اللغة العربية في إذاعة عمان.
- إعداد وتقديم برامج تلفازية تعليمية لمبحث اللغة العربية / التلفاز الأردني.
- كاتب صحفي في جريدة الدستور منذ عام 1997م.
- مشارك في ندوات فكرية وأمسيات شعرية مختلفة.
- مشارك في مهرجان المربد الشعري عام 1987م.
- محاضر في كليات المجتمع، وفي دورات المعلمين.
وللدكتور كمال ارتباط بعدد من الهيئات والجمعيات:
فهو عضو برابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو برابطة الكتاب الأردنيين. وعضو في اتحاد الكتاب الأردنيين، وعضو في جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية/ الأردن. وعضو المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وعضو الجمعية الوطنية لرعاية الطفل / الأردن. وعضو الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، وعضو جمعية مكافحة التدخين، وعضو جمعية العفاف.
إنتاجه الأدبي:
1- ديوان "شدو الغرباء" – الجمعية العلمية للطباعة والنشر، عمان، 1983م.
2- ديوان "عيون في الظلام" – مكتبة المنار، الزرقاء، 1984م.
3- ديوان "القدس في العيون" دار الوفاء، المنصورة بمصر، 1990م.
4- ديوان "نسائم الوطن" –دار بلال، عمان، 1997م.
5- أشواق في المحراب – دار البشير، عمان، 1985م.
6- تأملات في السنة – دار البيرق، عمان، 1988م.
7- مجالس الإيمان- دار عمار، عمان، 1984م.
8- الزمن النحوي في اللغة العربية .. وهو في أصله رسالة ماجستير، ويطبع حالياً بدعم من وزارة الثقافة في هذا العام 2007م.
كتب للأطفال:
1- أناشيدي (جزءان) دار الفرقان، عمان، 1983م.
2- الخطأ والصواب.. في الصحة- الجمعية العلمية ودار عمار، 1984م.
3- الخطأ والصواب في السلوك- الجمعية العلمية ودار عمار، 1984م.
4- الخطأ والصواب في المرور- الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق 2005م.
5- أقوال ومواقف- دار بلال، 1990م.
6- أشياء تنفعنا وتضرّنا- دار بلال، 2007م.
7- أخلاق إسلامية- دار عمار، 1990م.
8- عادات حميدة- دار بلال، 1990م.
9- سليم في المزرعة وقصص أخرى- دار عمار، 1990م.
10- أبو خليل والحلم الجميل –جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
11- في المسجد- جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
12- نحب هؤلاء (جزءان)- جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
13- أميّز بين الأشياء.
14- عشر قصص للأطفال.
وقد تناول أدب الدكتور كمال عدد من النقاد والأدباء، منهم الدكتور عماد الدين خليل، والدكتور محمود إبراهيم، والدكتور مأمون جرار، والدكتور عدنان حسونة، والأستاذ محمد صالح حمزة .. ومن هؤلاء من قدم وعرف بدواوينه الشعرية، ومنهم من كتب عنه في الكتب الأدبية، ومنهم من كتب في الصحف.
تجربته مع أدب الأطفال:
الأطفال في حياتنا أمانة في أعناقنا، فلا بد من إعطاء هذه الأمانة حقها.. وجميل أن يكون لنا أبناء فهم زينة الحياة، وأجمل منه أن يكونوا واعين مدركين، فلا يعيشون في معزل أو يتفتحون على شر.. فهؤلاء الأبناء فلذات أكبادنا، والواجب أن ننمي شخصياتهم، ونقوي مداركهم، ونثقف عقولهم، ونغرس فيها المفيد النافع، فالطفل عجينة تتكيف، وهو يأخذ المثل والخلق والأفكار مما يقرأ ويسمع .. فلا بد من تدريبهم على الحياة، وتلقينهم دروسها، واتباع الأساليب العلمية والتربوية المبنية على الخبرة والتجربة ..
ومن التجارب المفيدة في هذا المجال تجربة الدكتور المربي كمال رشيد التي بدأت في فترة مبكرة من حياته.. فبعد النكبة الثانية عام 1967م كانت هجرته من نابلس إلى عمان .. وفي عمان استكمل تكوينه النفسي والعلمي، وفيها توالت قصائده ودواوينه وأناشيده وكتبه، طباعة ونشراً وتوزيعاً.
وكان لمديرية المناهج التي عمل بها قرابة عشرين عاماً فضل كبير عليه .. فهي التي مكنته من الاطلاع على مناهج الدول العربية وكتبها المدرسية، كما بين له هذا الاطلاع افتقارها جميعاً إلى الكتابة في أدب الأطفال.
ومن فضلها عليه أيضاً أن عدداً من قصائده وأناشيده أخذت موقعها في الكتب المدرسية المقررة في الأردن، وأن عدداً من الدول العربية أخذ عنها، مثل الكويت والإمارات العربية.
وفي عمان عمل في قسم اللغة العربية في جامعة الزرقاء الأهلية، حيث العيش مع المكتبة والكتب والأساتذة والطلبة .. ثم عمل مديراً عاماً للمدارس العمرية، ومع أنه عمل إداري إلا أنه أيضاً عمل فني يتعامل مع المناهج والكتب الدراسية كما يتعامل مع الطلبة والمعلمين.
وكان لكثرة الترحال والتنقل، وتعدد الوظائف المتصلة بالكلمة والأدب والطفل، والتعليم، والمناهج، والصحافة، والعمل الجامعي والإدارة المدرسية .. كلها كانت محطات أثرت وأغنت وصقلت وهذبت تجربته.
وقد وضح لنا الدكتور كمال تجربته في موضوع "أدب الطفل ولغته" في نقاط فقال[1]:
أولاً: لقد تأخر ركب أدب الأطفال قياساً مع فنون الأدب الأخرى وغاب نقاده، وزهد فيه كثير من القادرين .. وهذا التأخير والنقص كان في الكم وفي النوع، فكتّاب الأطفال قليلون .. هذا مع أن المصلحة الوطنية والتربوية وكذلك المصلحة المادية التجارية تقتضي الاهتمام بأدب الصغار قبل أدب الكبار ليكون البناء متدرجاً .. وكذلك لأن مساحة انتشار أدب الصغار في الأصل أوسع وأشمل، فكتاب الأطفال يمكن أن يطبع ويباع بعشرات الآلاف من النسخ، بينما لا يزيد كتاب أدب الكبار عن الألف والألفين والثلاثة.
ثانياً: إن البيوت والمدارس والسارح وبرامج الأطفال ومجلات الأطفال بحاجة مستمرة لأدب الصغار لملء الفراغ في كل من هذه. وإذ نذكر هذا فإننا نحمد الله أن أدب الأطفال كثر واتسع وانتشر في السنوات الأخيرة، لوجود هذه المؤسسات وللاهتمام العالمي بالطفل وما تبع ذلك من اهتمام الدول ومنها الأردن .. كما جد جديد هو برامج الأطفال في الفضائيات، وهذه تقول هل من مزيد ..
ثالثاً: إن كثيراً مما ينسب لأدب الأطفال لا يستجيب لحاجات الطفل ولا يراعي اهتماماته ولا يدفع إلى سرعة الالتقاط أو الحفظ والتغني .. وإن كثرة النشر لهذا الكتاب أو ذاك لا يقوم دائماً على الجودة.
رابعاً: إن لأدب الطفل خصوصية غير أدب الكبار، مثال ذلك أن الشعر غير النشيد، وليس كل شاعر جيد قادراً على كتابة الأنشودة التي تشد الطفل وتسعده، وكذلك ليس الروائي الناجح قادراً على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة للطفل، وأقل ما يقال هنا أن الخيال للأطفال وأن المنطق والفلسفة وإعمال الفكر وقوة الحجة والتشريح الاجتماعي أو السياسي للكبار.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر