عباس و«حماس» رأسا أفعى ينهشان الجسد الفلسطيني الجريح
محمّد صالح مجيّد
بمجرّد
أن هدأ "تسونامي الشّقاق" بين الإخوة الأعداء في "فتح" و"حماس"، وتعاظم
الأمل في اقتراب موعد اتفاق وشيك على تعزيز الصّف الداخلي على أرض الوطن
الممزّق، وبعد أن اتّفق الجانبان على الإشادة بدور الوسيط المصريّ في
تذليل الصّعوبات!، والعمل على تقريب وجهات النظر! جاء تقرير "غولدستون"
ليصبّ الزيت على النار في المطبخ الفلسطينيّ، وليساهم بطريقة غير مباشرة
في مزيد تعطّل لغة الحوار بين الإخوة الأعداء في "فتح" و"حماس".
ومن باب التذكير فقط! نقول إنّ "غولدستون" هو قاض جنوب إفريقيّ من أصل
يهوديّ اعترف دون مواربة أنّه مناصر لإسرائيل، وأنّه سعى بكلّ السبل إلى
التخفيف من حدّة التقرير، وإنقاذ "إسرائيل" من تهمة ارتكاب جرائم ضدّ
الإنسانيّة.
في البداية، كان
التقرير محلّ ترحاب في صفوف أبي عبّاس وشركائه الأربعة؛ وبدا جليّا أنّ
هذه المجموعة الصغيرة قد اختطفت الموقف الفلسطينيّ بعد أن نجحت في اختطاف
السلطة، وتقزيم منظّمة"فتح"؛ وهو ما جعل بعض شركاء عباس في السلطة
يضيقون ذرعا بطريقته في تسيير الشأن الفلسطينيّ، ويعلنون احتجاجهم على
انفراده باتخاذ القرارات المصيريّة التي تهمّ كافّة أطياف الشعب
الفلسطينيّ.
وعلى عكس السلطة في "رام اللّه"، تعاملت "حماس" مع التقرير في البداية بالرفض القاطع، واعتبرته منحازا لأنّه سوّى بين الضحيّة والجلّاد. فما غاب في خضم أزمة تأجيل التصويت، ووقع
التغافل عنه، هو أنّ التقرير اتهم حماس أيضا بارتكاب جرائم حرب، وأشار إلى
صواريخها البدائيّة التّي سقطت في جنوب إسرائيل بالرغم من أنّها لم تحدث
أضرارا بليغة!!. وعلى هذا الأساس رفضت حماس التقرير جملة وتفصيلا،
واعتبرته منحازا ومحكوما بسيطرة اللوبيّ الصهيونيّ على المنظّمات الدوليّة.
فما الذي حدث كي تغيّر حماس موقفها من تقرير "غولدستون" وتنادي بطلب التصويت عليه في مجلس الأمن؟؟ هل سقطت من التقرير فقرة اتهام المنظّمة بارتكاب جرائم حرب!!؟ هل كان رفض حماس للتقرير مسألة مبدئيّة أم لعبة سياسيّة تتغيّر قواعدها بتغير الظروف!!؟ هل أصبحت غاية "حماس" توظيف التقرير سياسيّا بقطع النظر عن محتواه الذي يدينها كما يدين إسرائيل؟ هل
أصبح همّ "حماس" تسجيل موقف، ومعارضة السلطة، وكشف عيوبها لإحراجها،
وللقضاء عليها سياسيّا؟؟ هل أصبح تقرير "غولدستون" كلمة حقّ أريد بها
باطلا!؟..
لم يعد تغيير المواقف من النقيض إلى النقيض غريبا عن "حماس" فبالأمس القريب كانت تنظر إلى "مصر- مبارك" على أنّها متآمرة على تجويع الشعب الفلسطينيّ، وتعميق جراحه؛ وبقدرة قادر تحوّلت هذه الدولة إلى وسيط في عمليّة المصالحة، وطرف يحظى بثقتها!!. وكذلك الأمر مع تقرير "غولدستون": كان مرفوضا لأنّه سوّى بين الضحيّة "حماس" والمجرم "إسرائيل"، ثمّ بمجرّد أن دعت السلطة إلى تأجيل النظر فيه تحوّل إلى تقرير مُنصِف أدان إسرائيل وفضح وحشيتها!.
ومن جهة أخرى داخل الملعب الفلسطينيّ، ماذا يقصد "عباس" بتشكيل لجنة للنظر في ملابسات تأجيل القرار؟ هل يريد استبلاه أبناء شعبه!؟ ألن يكون مصير هذه اللجنة كمصير اللجان الفلسطينيّة الأخرى التي تشكّلت تغريرا بالرأي العام، وربحا للوقت؟، هل أفضت اللجان السابقة التي شكّلها إلى الإجابة عن السؤال الذي يطرحه كلّ فلسطينيّ بمرارة: من قتل عرفات؟ هل تواطأ أعضاء في السلطة بالصمت أو بالمشاركة في اغتيال عرفات؟ أين ثروة "عرفات"؟؟ لماذا بقيت سرّا من أسرار الدولة لا يمكن الاطلاع عليه؟ هل وقع تقسيم الغنائم على ثلّة من الأخيار من وراء ظهر الفلسطينيّ الذي يزداد جوعا كلّ يوم!؟؟ هل نجح عباس في السابق حتى ينجح الآن؟ لماذا تخلّى عنه عرفات ذات يوم وعوّضه بأحمد قريع؟ لماذا ذهب!؟ ومن أعاده رغم أنف عرفات المريض آنذاك!؟
هذه هي الأسئلة الحارقة الصحيحة، أما تأجيل التصويت على تقرير "غولدستون"
فلا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان! فلنفترض أنّ القرار مرّ إلى مجلس الأمن،
فالأكيد أنّ مصيره سيكون سلّة المهملات في قاعة مجلس الأمن! فالفيتو الأمريكيّ أو الروسيّ جاهز للقضاء على هذا التقرير
وتحويله إلى أرشيف يتباهى العرب كالعادة في تقليبه والبكاء على حبره
الضائع في متاهات الأحلام الزائفة. المشكلة ليست في التقرير وإنّما في
التغرير بشعب تألبت عليه عوامل القهر من كلّ جانب، يلطمه الأخ قبل العدوّ،
ويطعنه القريب قبل البعيد.
الزوبعة
التي أثيرت حول تأجيل التصويت على التقرير كانت مناورة إسرائيليّة متقنة
في "زمن الغباء العربيّ"، فهي من جهة تعرّي "عبّاس" وتكشف عجزه عن التكلّم
باسم الفلسطينيين وبذلك يتأكّد ما ردّده "شارون" وما يردّده "نتنياهو" عن
غياب شريك فعليّ يصنع السلام!؛ وهي
من جهة أخرى تغذّي الاقتتال الفلسطينيّ- الفلسطينيّ لأنّها واثقة، في زمن
هرولة كلّ طرف لمسك زمام السلطة، من سعي "حماس" إلى استغلال الظرف لفضح
"السلطة" وكشف تواطئها مع العدوّ للقضاء على أحلام الفلسطينيّ.
هل بدأت "إسرائيل"- بفضحها المتعمّد والمشبوه لما جرى- تمهّد لضرب "عبّاس"
وجماعته بعد أن أدّوا دورهم، وتحوّلوا إلى ورقات محروقة لا تستجيب لطبيعة
المرحلة القادمة!!؟؟، هل بدأت تلوّح بورقة ضغط جديدة-قديمة تراهن عليها في قادم الأيّام بطلها "مروان البرغوثيّ" المسجون عندها!؟ فهل حان وقت إخراجه من السجن لتنطلق لعبة جديدة؟
أليست إسرائيل أوّل من يعلم أنّ السجن، في عقليّة العربيّ سجين العواطف
والأحلام، يطهّر السجين، ويحوّله إلى بطل تُغفر زلاته وتُقبل تنازلاته
مهما كانت مؤلمة، إذ لا يمكن المزايدة على "نضاله" بعد أن وشّح صدره برقم
في السجون الإسرائيليّة"!!؟.
الأكيد
أنّ إسرائيل لا تريد القضاء على "حماس" لأنّها تخاف من حالة الوفاق
الرهيب، ومن غياب خطاب عنيف ضدّها، فهي تقتات من ذلك وتظهر للعالم دائما
في صورة الدولة المهدّدة من المتطرفين؛ وقد اقتضى الأمر في حقبة "بوش" أن لبست ثوب الموقع المتقدّم للحرب على الإرهاب وراء إسرائيل أمريكا.
فقد بادر"راعي السلام"! برفض التقرير واعتبره "سيّئا" لأنه مجانب للحقيقة
وللصواب، لذلك ضغط من أجل تأجيل النظر فيه والبتّ في أمره. والسؤال الآن:
لماذا سعت الولايات المتحدة إلى تأجيل النظر في التقرير ولم تعمد إلى
السماح بتمريره إلى التصويت في مجلس الأمن لتتولّى كالعادة رفضه؟؟
يبدو أنّ أمريكا تريد بتأجيل التصويت مزيد الضغط على "إسرائيل" كي تليّن
مواقفها فيما يتعلّق ببناء المستوطنات. وهكذا هي أمريكا تريد دائما أن
تكون اللاعب الرئيسيّ الماسك بأطراف اللعبة دون أن تتخلّى عن فكرة حماية
إسرائيل باعتبارها مسألة مبدئيّة تمسّ الأمن القومي، ولا مجال للتنازل
عنها حتّى وإن وصل أمريكيّ من أصول عربيّة إلى البيت الأبيض!!
"إسرائيل نتنياهو"، إذن، في أزهى أيامها: حماس تتنفسّ بصعوبة أوكسجينا تتحكّم إسرائيل في سرعة تدفقه.. والسلطة فاقدة للشرعيّة تصارع من أجل البقاء، والجوّ ملائم ليتواصل زحف المستوطنات ولتعمل الحكومة اليهوديّة في هدوء.
لقد
أثبتت المفاوضات الأخيرة بين الغريمين تواطئهما على طعن الجسد الفلسطينيّ
بسكّين الانتهازيّة وتحيّن الفرص للظهور في مظهر المدافع عن الفلسطينيّ
المسحوق بين زئبقيّة "عبّاس" وانتهازيّة "حماس". فالسلطة من جهة أخرى تنهب
أموال المساعدات وتحوّلها إلى أرصدة في بنوك الأبناء والزوجات. والغريب
أنّ في هذه المجموعة الصغيرة مَن يعبس في وجه الفلسطينيّ السجين مَن يعبد
ربّه بأموال المشرّدين دون أن يقرع سنّ الندم، أو أن يحمد الله على
النعمة. وداخلها أيضا مَن لرؤيته لن يعرف الفلسطينيّ السلام ولا يطمع في
أن يفيض كرم المجموعة ليشمل الجميع.
وإذا
كان عبّاس وأصحابه الأربعة يغنمون مالا كثيرا من تعويض أضرار بناء الجدار
العازل تارة، وفي شكل غنائم من مشاركة شركاتهم وشركات ذويهم في بنائه طورا، فإنّه
لا مجال للظنّ بأنّ "هنيّة" والزهّار" و"خالد مشعل" مساكين!! يتسوّلون في
شوارع غزّة ينتظرون أن يمنّ عليهم الكرام بما يعيلون به أبناءهم، وبما
ينفقونه في تنقّل وفود حماس للمشاركة في المفاوضات.
"فلسطين"
الآن بين نابي أسدين متربصين لنهش جسدها؛ وغير بعيد عنهما، عدوّ متربّص
ينتظر نهاية المهزلة ليجهز بيسر على من بقي يتنفّس بعد أن أنهكه الصراع..
محمّد صالح مجيّد
بمجرّد
أن هدأ "تسونامي الشّقاق" بين الإخوة الأعداء في "فتح" و"حماس"، وتعاظم
الأمل في اقتراب موعد اتفاق وشيك على تعزيز الصّف الداخلي على أرض الوطن
الممزّق، وبعد أن اتّفق الجانبان على الإشادة بدور الوسيط المصريّ في
تذليل الصّعوبات!، والعمل على تقريب وجهات النظر! جاء تقرير "غولدستون"
ليصبّ الزيت على النار في المطبخ الفلسطينيّ، وليساهم بطريقة غير مباشرة
في مزيد تعطّل لغة الحوار بين الإخوة الأعداء في "فتح" و"حماس".
ومن باب التذكير فقط! نقول إنّ "غولدستون" هو قاض جنوب إفريقيّ من أصل
يهوديّ اعترف دون مواربة أنّه مناصر لإسرائيل، وأنّه سعى بكلّ السبل إلى
التخفيف من حدّة التقرير، وإنقاذ "إسرائيل" من تهمة ارتكاب جرائم ضدّ
الإنسانيّة.
في البداية، كان
التقرير محلّ ترحاب في صفوف أبي عبّاس وشركائه الأربعة؛ وبدا جليّا أنّ
هذه المجموعة الصغيرة قد اختطفت الموقف الفلسطينيّ بعد أن نجحت في اختطاف
السلطة، وتقزيم منظّمة"فتح"؛ وهو ما جعل بعض شركاء عباس في السلطة
يضيقون ذرعا بطريقته في تسيير الشأن الفلسطينيّ، ويعلنون احتجاجهم على
انفراده باتخاذ القرارات المصيريّة التي تهمّ كافّة أطياف الشعب
الفلسطينيّ.
وعلى عكس السلطة في "رام اللّه"، تعاملت "حماس" مع التقرير في البداية بالرفض القاطع، واعتبرته منحازا لأنّه سوّى بين الضحيّة والجلّاد. فما غاب في خضم أزمة تأجيل التصويت، ووقع
التغافل عنه، هو أنّ التقرير اتهم حماس أيضا بارتكاب جرائم حرب، وأشار إلى
صواريخها البدائيّة التّي سقطت في جنوب إسرائيل بالرغم من أنّها لم تحدث
أضرارا بليغة!!. وعلى هذا الأساس رفضت حماس التقرير جملة وتفصيلا،
واعتبرته منحازا ومحكوما بسيطرة اللوبيّ الصهيونيّ على المنظّمات الدوليّة.
فما الذي حدث كي تغيّر حماس موقفها من تقرير "غولدستون" وتنادي بطلب التصويت عليه في مجلس الأمن؟؟ هل سقطت من التقرير فقرة اتهام المنظّمة بارتكاب جرائم حرب!!؟ هل كان رفض حماس للتقرير مسألة مبدئيّة أم لعبة سياسيّة تتغيّر قواعدها بتغير الظروف!!؟ هل أصبحت غاية "حماس" توظيف التقرير سياسيّا بقطع النظر عن محتواه الذي يدينها كما يدين إسرائيل؟ هل
أصبح همّ "حماس" تسجيل موقف، ومعارضة السلطة، وكشف عيوبها لإحراجها،
وللقضاء عليها سياسيّا؟؟ هل أصبح تقرير "غولدستون" كلمة حقّ أريد بها
باطلا!؟..
لم يعد تغيير المواقف من النقيض إلى النقيض غريبا عن "حماس" فبالأمس القريب كانت تنظر إلى "مصر- مبارك" على أنّها متآمرة على تجويع الشعب الفلسطينيّ، وتعميق جراحه؛ وبقدرة قادر تحوّلت هذه الدولة إلى وسيط في عمليّة المصالحة، وطرف يحظى بثقتها!!. وكذلك الأمر مع تقرير "غولدستون": كان مرفوضا لأنّه سوّى بين الضحيّة "حماس" والمجرم "إسرائيل"، ثمّ بمجرّد أن دعت السلطة إلى تأجيل النظر فيه تحوّل إلى تقرير مُنصِف أدان إسرائيل وفضح وحشيتها!.
ومن جهة أخرى داخل الملعب الفلسطينيّ، ماذا يقصد "عباس" بتشكيل لجنة للنظر في ملابسات تأجيل القرار؟ هل يريد استبلاه أبناء شعبه!؟ ألن يكون مصير هذه اللجنة كمصير اللجان الفلسطينيّة الأخرى التي تشكّلت تغريرا بالرأي العام، وربحا للوقت؟، هل أفضت اللجان السابقة التي شكّلها إلى الإجابة عن السؤال الذي يطرحه كلّ فلسطينيّ بمرارة: من قتل عرفات؟ هل تواطأ أعضاء في السلطة بالصمت أو بالمشاركة في اغتيال عرفات؟ أين ثروة "عرفات"؟؟ لماذا بقيت سرّا من أسرار الدولة لا يمكن الاطلاع عليه؟ هل وقع تقسيم الغنائم على ثلّة من الأخيار من وراء ظهر الفلسطينيّ الذي يزداد جوعا كلّ يوم!؟؟ هل نجح عباس في السابق حتى ينجح الآن؟ لماذا تخلّى عنه عرفات ذات يوم وعوّضه بأحمد قريع؟ لماذا ذهب!؟ ومن أعاده رغم أنف عرفات المريض آنذاك!؟
هذه هي الأسئلة الحارقة الصحيحة، أما تأجيل التصويت على تقرير "غولدستون"
فلا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان! فلنفترض أنّ القرار مرّ إلى مجلس الأمن،
فالأكيد أنّ مصيره سيكون سلّة المهملات في قاعة مجلس الأمن! فالفيتو الأمريكيّ أو الروسيّ جاهز للقضاء على هذا التقرير
وتحويله إلى أرشيف يتباهى العرب كالعادة في تقليبه والبكاء على حبره
الضائع في متاهات الأحلام الزائفة. المشكلة ليست في التقرير وإنّما في
التغرير بشعب تألبت عليه عوامل القهر من كلّ جانب، يلطمه الأخ قبل العدوّ،
ويطعنه القريب قبل البعيد.
الزوبعة
التي أثيرت حول تأجيل التصويت على التقرير كانت مناورة إسرائيليّة متقنة
في "زمن الغباء العربيّ"، فهي من جهة تعرّي "عبّاس" وتكشف عجزه عن التكلّم
باسم الفلسطينيين وبذلك يتأكّد ما ردّده "شارون" وما يردّده "نتنياهو" عن
غياب شريك فعليّ يصنع السلام!؛ وهي
من جهة أخرى تغذّي الاقتتال الفلسطينيّ- الفلسطينيّ لأنّها واثقة، في زمن
هرولة كلّ طرف لمسك زمام السلطة، من سعي "حماس" إلى استغلال الظرف لفضح
"السلطة" وكشف تواطئها مع العدوّ للقضاء على أحلام الفلسطينيّ.
هل بدأت "إسرائيل"- بفضحها المتعمّد والمشبوه لما جرى- تمهّد لضرب "عبّاس"
وجماعته بعد أن أدّوا دورهم، وتحوّلوا إلى ورقات محروقة لا تستجيب لطبيعة
المرحلة القادمة!!؟؟، هل بدأت تلوّح بورقة ضغط جديدة-قديمة تراهن عليها في قادم الأيّام بطلها "مروان البرغوثيّ" المسجون عندها!؟ فهل حان وقت إخراجه من السجن لتنطلق لعبة جديدة؟
أليست إسرائيل أوّل من يعلم أنّ السجن، في عقليّة العربيّ سجين العواطف
والأحلام، يطهّر السجين، ويحوّله إلى بطل تُغفر زلاته وتُقبل تنازلاته
مهما كانت مؤلمة، إذ لا يمكن المزايدة على "نضاله" بعد أن وشّح صدره برقم
في السجون الإسرائيليّة"!!؟.
الأكيد
أنّ إسرائيل لا تريد القضاء على "حماس" لأنّها تخاف من حالة الوفاق
الرهيب، ومن غياب خطاب عنيف ضدّها، فهي تقتات من ذلك وتظهر للعالم دائما
في صورة الدولة المهدّدة من المتطرفين؛ وقد اقتضى الأمر في حقبة "بوش" أن لبست ثوب الموقع المتقدّم للحرب على الإرهاب وراء إسرائيل أمريكا.
فقد بادر"راعي السلام"! برفض التقرير واعتبره "سيّئا" لأنه مجانب للحقيقة
وللصواب، لذلك ضغط من أجل تأجيل النظر فيه والبتّ في أمره. والسؤال الآن:
لماذا سعت الولايات المتحدة إلى تأجيل النظر في التقرير ولم تعمد إلى
السماح بتمريره إلى التصويت في مجلس الأمن لتتولّى كالعادة رفضه؟؟
يبدو أنّ أمريكا تريد بتأجيل التصويت مزيد الضغط على "إسرائيل" كي تليّن
مواقفها فيما يتعلّق ببناء المستوطنات. وهكذا هي أمريكا تريد دائما أن
تكون اللاعب الرئيسيّ الماسك بأطراف اللعبة دون أن تتخلّى عن فكرة حماية
إسرائيل باعتبارها مسألة مبدئيّة تمسّ الأمن القومي، ولا مجال للتنازل
عنها حتّى وإن وصل أمريكيّ من أصول عربيّة إلى البيت الأبيض!!
"إسرائيل نتنياهو"، إذن، في أزهى أيامها: حماس تتنفسّ بصعوبة أوكسجينا تتحكّم إسرائيل في سرعة تدفقه.. والسلطة فاقدة للشرعيّة تصارع من أجل البقاء، والجوّ ملائم ليتواصل زحف المستوطنات ولتعمل الحكومة اليهوديّة في هدوء.
لقد
أثبتت المفاوضات الأخيرة بين الغريمين تواطئهما على طعن الجسد الفلسطينيّ
بسكّين الانتهازيّة وتحيّن الفرص للظهور في مظهر المدافع عن الفلسطينيّ
المسحوق بين زئبقيّة "عبّاس" وانتهازيّة "حماس". فالسلطة من جهة أخرى تنهب
أموال المساعدات وتحوّلها إلى أرصدة في بنوك الأبناء والزوجات. والغريب
أنّ في هذه المجموعة الصغيرة مَن يعبس في وجه الفلسطينيّ السجين مَن يعبد
ربّه بأموال المشرّدين دون أن يقرع سنّ الندم، أو أن يحمد الله على
النعمة. وداخلها أيضا مَن لرؤيته لن يعرف الفلسطينيّ السلام ولا يطمع في
أن يفيض كرم المجموعة ليشمل الجميع.
وإذا
كان عبّاس وأصحابه الأربعة يغنمون مالا كثيرا من تعويض أضرار بناء الجدار
العازل تارة، وفي شكل غنائم من مشاركة شركاتهم وشركات ذويهم في بنائه طورا، فإنّه
لا مجال للظنّ بأنّ "هنيّة" والزهّار" و"خالد مشعل" مساكين!! يتسوّلون في
شوارع غزّة ينتظرون أن يمنّ عليهم الكرام بما يعيلون به أبناءهم، وبما
ينفقونه في تنقّل وفود حماس للمشاركة في المفاوضات.
"فلسطين"
الآن بين نابي أسدين متربصين لنهش جسدها؛ وغير بعيد عنهما، عدوّ متربّص
ينتظر نهاية المهزلة ليجهز بيسر على من بقي يتنفّس بعد أن أنهكه الصراع..
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر