التأقلم مع المصائب مهنة أجيدها،
وتقنيات استجلاب الصبر واستحلابه، أصبحت اختصاصًا مميزًا في المنطقة وأنا
من المنطقة لذا فلا غرو أن أجيد التحمل والصبر. وأصبحت أسير في الطريق
معطيًا خدّي الأيمن ليُصفع فأدير برشاقة ومهارة الخد الأيسر.
إلاّ أن ما حدث أخيرًا هو أن السيد
غولدستون - الذي ما ولدته أمّي ولا ينتمي لطائفتي ولا لعشيرتي ولا لحزبي -
رفض هذه الجرائم التي ترتكب بنا جهارًا نهارًا ، ورفض هذا الفتك بأطفالنا
ونسائنا وشيوخنا ، فدبّت به الحميّة واستنفر عشائره وقبائله. وللأمانة
كانوا أوفى من السموأل وأكرم من حاتم، إذ جهد الجماعة وحشدوا كل قواهم
ولفّوا العالم وهم يعرضون صور أطفالنا وشيوخنا ونسائنا، وعملوا المعارض
وقدّموا الوثائق لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان وكل مساندي الحق بهذا
العالم الكبير الغريب استنكروا وشجبوا وطالبوا بتقديم هؤلاء الوحوش
البشرية للمحاكم والحجر عليهم كوباء عضال يهدّد سلامة البشرية والإنسانية.
ولكن للأسف، وفجأة، ومع تعالي الأصوات
وحمرة العيون وحميّة وطيس النخوة العالمية ضد هذه الصهيونية وما تفعله
بشعبنا ، زعق مندوبنا متسامحًا ومطالبًا بتأجيل نقاش هذه القضايا التي
تسيء إلى القضية وتعطل دورانِها وتوقف مصادر رزق مغتصبي سلطتها وتهدد وليّ
نعمتهم. وانأ المهان تاريخيًّا والمذلّ منذ مطلع القرن ، والقرون التي
أحملها أصبحت تشكل معلمًا تاريخيًّا لا يقلّ عن العجائب السبع ، تعرّيت من
كل شيء رغم العري الطبيعي الذي أنا فيه ، إلاّ أن ما حصل جعلني كما خلقتني
يا ربّ.
يا رب، الله يسخط هذه الأمة ، أكثر مما
هي مسخوطة. يا رب أجلط هذه الأنظمة ، جلطة واحدة تودي بهم أكثر مما هم
جالطين شعبنا ومورثيه كل أدواء وأمراض العالم.
فماذا نفعل الآن.. نتوجه للعالم ونحن
نخوزق العالم ، نحشد التضامن العالمي ، ونحن نتآمر على التضامن العالمي ،
ما بعرف كيف بدنا نقنع أخونا غولدستون هذا وبأي طريقة ، ما بعرف نستضيفه ،
ندبّج له خطاب مقفّى ومقعّر مأخوذ من البيان والتبيين .
وأنا في هذه الحالة التي هي بين
الهذيان والجنون، وصلتني نعوة صديقنا حمار الوحش في غزة ، هذا الصديق الذي
أثر أن يترك السهول والغابات ويأتي إلى أرض الرباط. ويرابط الحزين معنا
ويلاقي الحصار مثلنا. وكان مرتبكًا ومقاتلاً شرسًا أيام العدوان يضحك
لفرحنا ويحزن وينفلق لوضعنا. إلاّ أنه لم يتحمّل هذه الأخبار والمآسي
فأصيب بذبحة قلبية وفارقنا تاركا وصيته التي لا أعرف كيف سننفذها .
الوصية :
إياكم وإهانة الحمير وإطلاق لقب حمار على كلّ من ولغ بأرض هي أول المقدسات
وقبلة الحق ووجه العدالة، فالحمير حيونات أهلية ومرتبطة بالوطن والأهل ،
وهي وفيّة لا تخون ولا تغدر، وتعرف طريقها جيدًا. لهذا لا داعي لإطلاق
لقبي على الطالع والنازل ، فالهامل والسارق ، والبايع والوالغ ، والمهرول
والمشمّر ، والتابع والقابع - ليس الحمير. الحمير لاتبيع أرضًا أكلت منها ، ولا ساقية شربت منها.
للأمانة قدّم الحمار احتجاجًا لغويا
أيضًا ، حيث قال لي : شو ، ليش هذه الفصاحة ، منين نازلة عليك؟ شو أكل هوا
وبكتب نحوي، ولك هذا اللي صاير فينا من هوان ، وإذلال وما يمارس علينا من
صفاقة وزعبرة يورث من الحزن والألم والوجع ما يجعل وضعنا مكشوفًا ومفضوحًا
وهو ليس بحاجة لفصاحة. عليك أن تعرف لغة شعبية وطالعة من الوجع والألم
والنزف. لغة ما بتعرف سيبويه ولا ابن خلويه ، ولا المدرسة البصرية ، ولا
الكوفية. لغة بتعرف تردح وتسبّ وتشتم. والأحسن أنك تهجم على كل مورثي هذا
العفن والمرارة في حياتنا وتلقي بهم على مزبلة أي حاكورة في بلدنا الناطرة
محمد السقال .
وتقنيات استجلاب الصبر واستحلابه، أصبحت اختصاصًا مميزًا في المنطقة وأنا
من المنطقة لذا فلا غرو أن أجيد التحمل والصبر. وأصبحت أسير في الطريق
معطيًا خدّي الأيمن ليُصفع فأدير برشاقة ومهارة الخد الأيسر.
إلاّ أن ما حدث أخيرًا هو أن السيد
غولدستون - الذي ما ولدته أمّي ولا ينتمي لطائفتي ولا لعشيرتي ولا لحزبي -
رفض هذه الجرائم التي ترتكب بنا جهارًا نهارًا ، ورفض هذا الفتك بأطفالنا
ونسائنا وشيوخنا ، فدبّت به الحميّة واستنفر عشائره وقبائله. وللأمانة
كانوا أوفى من السموأل وأكرم من حاتم، إذ جهد الجماعة وحشدوا كل قواهم
ولفّوا العالم وهم يعرضون صور أطفالنا وشيوخنا ونسائنا، وعملوا المعارض
وقدّموا الوثائق لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان وكل مساندي الحق بهذا
العالم الكبير الغريب استنكروا وشجبوا وطالبوا بتقديم هؤلاء الوحوش
البشرية للمحاكم والحجر عليهم كوباء عضال يهدّد سلامة البشرية والإنسانية.
ولكن للأسف، وفجأة، ومع تعالي الأصوات
وحمرة العيون وحميّة وطيس النخوة العالمية ضد هذه الصهيونية وما تفعله
بشعبنا ، زعق مندوبنا متسامحًا ومطالبًا بتأجيل نقاش هذه القضايا التي
تسيء إلى القضية وتعطل دورانِها وتوقف مصادر رزق مغتصبي سلطتها وتهدد وليّ
نعمتهم. وانأ المهان تاريخيًّا والمذلّ منذ مطلع القرن ، والقرون التي
أحملها أصبحت تشكل معلمًا تاريخيًّا لا يقلّ عن العجائب السبع ، تعرّيت من
كل شيء رغم العري الطبيعي الذي أنا فيه ، إلاّ أن ما حصل جعلني كما خلقتني
يا ربّ.
يا رب، الله يسخط هذه الأمة ، أكثر مما
هي مسخوطة. يا رب أجلط هذه الأنظمة ، جلطة واحدة تودي بهم أكثر مما هم
جالطين شعبنا ومورثيه كل أدواء وأمراض العالم.
فماذا نفعل الآن.. نتوجه للعالم ونحن
نخوزق العالم ، نحشد التضامن العالمي ، ونحن نتآمر على التضامن العالمي ،
ما بعرف كيف بدنا نقنع أخونا غولدستون هذا وبأي طريقة ، ما بعرف نستضيفه ،
ندبّج له خطاب مقفّى ومقعّر مأخوذ من البيان والتبيين .
وأنا في هذه الحالة التي هي بين
الهذيان والجنون، وصلتني نعوة صديقنا حمار الوحش في غزة ، هذا الصديق الذي
أثر أن يترك السهول والغابات ويأتي إلى أرض الرباط. ويرابط الحزين معنا
ويلاقي الحصار مثلنا. وكان مرتبكًا ومقاتلاً شرسًا أيام العدوان يضحك
لفرحنا ويحزن وينفلق لوضعنا. إلاّ أنه لم يتحمّل هذه الأخبار والمآسي
فأصيب بذبحة قلبية وفارقنا تاركا وصيته التي لا أعرف كيف سننفذها .
الوصية :
إياكم وإهانة الحمير وإطلاق لقب حمار على كلّ من ولغ بأرض هي أول المقدسات
وقبلة الحق ووجه العدالة، فالحمير حيونات أهلية ومرتبطة بالوطن والأهل ،
وهي وفيّة لا تخون ولا تغدر، وتعرف طريقها جيدًا. لهذا لا داعي لإطلاق
لقبي على الطالع والنازل ، فالهامل والسارق ، والبايع والوالغ ، والمهرول
والمشمّر ، والتابع والقابع - ليس الحمير. الحمير لاتبيع أرضًا أكلت منها ، ولا ساقية شربت منها.
للأمانة قدّم الحمار احتجاجًا لغويا
أيضًا ، حيث قال لي : شو ، ليش هذه الفصاحة ، منين نازلة عليك؟ شو أكل هوا
وبكتب نحوي، ولك هذا اللي صاير فينا من هوان ، وإذلال وما يمارس علينا من
صفاقة وزعبرة يورث من الحزن والألم والوجع ما يجعل وضعنا مكشوفًا ومفضوحًا
وهو ليس بحاجة لفصاحة. عليك أن تعرف لغة شعبية وطالعة من الوجع والألم
والنزف. لغة ما بتعرف سيبويه ولا ابن خلويه ، ولا المدرسة البصرية ، ولا
الكوفية. لغة بتعرف تردح وتسبّ وتشتم. والأحسن أنك تهجم على كل مورثي هذا
العفن والمرارة في حياتنا وتلقي بهم على مزبلة أي حاكورة في بلدنا الناطرة
محمد السقال .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر