,,,
لم يسبق له أن زار فلسطين لتكتحل عيناه بمعشوقته التي أحبها وسكنت حياته منذ ريعان شبابه، أحب فلسطين وناضل من أجلها في بلاد لا تنطق العربية وتموج بأنشطة اللوبي الصهيوني المناوئ لكل ما له علاقة بفلسطين وشعبها، كانت بداياته الأولى مطلع السبعينيات عندما غادر بلدته الجزائرية "تلمسان" باحثاً عن مساحة أكبر من الحرية وحياة أفضل بمتطلباتها المختلفة، حط رحاله في مدينة مرسيليا الفرنسية، وبعد أشهر قليلة وخلال مشاركته في تظاهرة لدعم مطالب العمال المغاربة، تم ترحيله إلى المغرب ظناً من السلطات الفرنسية أنه مغربي الجنسية، وما أن وصل إلى المغرب حتى قامت الأخيرة بترحيله إلى وطنه "الجزائر"، هذا الإجراء الذي يتناقض مع حرية التعبير الذي تتغنى به فرنسا عزز لديه فلسفة التحدي، ولم يجد أمامه من سبيل سوى تعديل أسمه بإضافة حرف ميم ثانية إلى المقطع الثاني من أسمه "مصطفي محمدي"، وتمكنت الميم الثانية من إسقاط أسمه من القائمة السوداء التي يحظر على أصحابها دخول فرنسا، فعاد إلى مرسيليا مرة أخرى ليشارك بفعالية في التظاهرة الرافضة لزيارة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة "غولدا مئير" إلى مدينة مرسيليا، ليتطور العمل بعدها من خلال تشكيل لجان فلسطين، لتقف من خلفها حركة العمال العرب في فرنسا، وكذلك الجمعيات العاملة في متابعة قضايا الجاليات العربية مثل جمعية ودادية الجزائرية والمغربية والتونسية، من يومها بدأ الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني تتسع وتتنوع وتجلب إلى جانبها منظمات المجتمع المدني الفرنسي، وبطبيعة الحال اللوبي الصهيوني لم يترك لهم المجال للعمل بحرية بل سعى دوماً لإجهاض نشاطهم من خلال رفع شعار "معاداة السامية"، ومارس نفوذه وسطوته الاقتصادية والإعلامية لتحقيق ذلك، ورغم ذلك تواصلت الأنشطة الداعمة للحقوق الفلسطينية وتعززت بمشاركة فرنسية واسعة، وشكلت الانتفاضة الفلسطينية بوابة واسعة لتعاطف الفرنسيين ومشاركتهم في أنشطتهم المختلفة، المهم أن محمدي لم تفتر عزيمته خلال هذه السنوات الطويلة فظل ناشطاً مع المؤسسات الرسمية والأهلية في دعم القضية الفلسطينية، ومكنه ذلك التغلغل داخل المجتمع الفرنسي لتوسيع دائرة الأنشطة والفعاليات، حتى باتت شوارع وأزقة مرسيليا والمدن المجاورة تعرفه جيداً، وفرض احترامه على سكانها وهذا ما تلمسه من علاقاته المتشعبة معهم، وهو الرافض للحصول على الجنسية الفرنسية المعتز بهويته العربية وجنسيته الجزائرية، لا يترك محمدي صغيرة ولا كبيرة إلا وجاهد للاستفادة منها و تجيرها لخدمة القضية الفلسطينية، كان يروي لي قصته الأخيرة مع حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وكيف أنهم رفعوا شعاراً "برتقال إسرائيل مخضب بالدم الفلسطيني"، حتى ذهبت الصحيفة الأكثر انتشاراً في المدينة بتغطية نشاطهم بالعنوان ذاته، وأخذت الحملة تأتي بنتائجها ما دفع اللوبي الصهيوني على تنظيم تظاهرة أمام مقر الصحيفة وقذفوها بصناديق البرتقال التي لم تجد من يشتريها، ونحن نتبادل الحديث دعاني صديقي مصطفى محمدي لتناول فنجان من القهوة، لفت انتباهي أن القطعة التي سيوضع عليها فنجان القهوة تحمل شارة النصر وكتب عليها النصر لفلسطين، بدأ محمدي يتحدث عن مشواره في إقناع صاحب المقهى بذلك، وبين الفينة والأخرى أثناء حديثه تخرج منه تنهيدة لا تعبر عن الملل بل عن الممارسات التي نفقد من خلالها الأصدقاء، يقول محمدي أن تنظيم تظاهرة عادة ما يسبقها العديد من اللقاءات والاجتماعات للاتفاق على مضمونها وموعدها ومكان انطلاقها بل والشعارات التي سترفعها، وفي الآونة الأخيرة بدأ شباب المساجد "رغم مشاركتهم الضعيفة في الأنشطة" يخرجون عن قاعدة الاتفاق من خلال رفع شعارات تقلص من حجم مشاركة الفرنسيين، ويتساءل محمدي ما الذي يمكن له أن يدفع فرنسياً للمشاركة في تظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني ترفع شعار "خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود"؟، يواصل محمدي حديثه بأن المشاعر الإنسانية هي القاسم المشترك في فعالياتنا، وهي التي تدفع الشعب الفرنسي بأطيافه المختلفة للمشاركة والتفاعل معنا، ودعت صديقي محمدي كي يكمل ترتيباته للمشاركة في الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة في الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة.
لم يسبق له أن زار فلسطين لتكتحل عيناه بمعشوقته التي أحبها وسكنت حياته منذ ريعان شبابه، أحب فلسطين وناضل من أجلها في بلاد لا تنطق العربية وتموج بأنشطة اللوبي الصهيوني المناوئ لكل ما له علاقة بفلسطين وشعبها، كانت بداياته الأولى مطلع السبعينيات عندما غادر بلدته الجزائرية "تلمسان" باحثاً عن مساحة أكبر من الحرية وحياة أفضل بمتطلباتها المختلفة، حط رحاله في مدينة مرسيليا الفرنسية، وبعد أشهر قليلة وخلال مشاركته في تظاهرة لدعم مطالب العمال المغاربة، تم ترحيله إلى المغرب ظناً من السلطات الفرنسية أنه مغربي الجنسية، وما أن وصل إلى المغرب حتى قامت الأخيرة بترحيله إلى وطنه "الجزائر"، هذا الإجراء الذي يتناقض مع حرية التعبير الذي تتغنى به فرنسا عزز لديه فلسفة التحدي، ولم يجد أمامه من سبيل سوى تعديل أسمه بإضافة حرف ميم ثانية إلى المقطع الثاني من أسمه "مصطفي محمدي"، وتمكنت الميم الثانية من إسقاط أسمه من القائمة السوداء التي يحظر على أصحابها دخول فرنسا، فعاد إلى مرسيليا مرة أخرى ليشارك بفعالية في التظاهرة الرافضة لزيارة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة "غولدا مئير" إلى مدينة مرسيليا، ليتطور العمل بعدها من خلال تشكيل لجان فلسطين، لتقف من خلفها حركة العمال العرب في فرنسا، وكذلك الجمعيات العاملة في متابعة قضايا الجاليات العربية مثل جمعية ودادية الجزائرية والمغربية والتونسية، من يومها بدأ الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني تتسع وتتنوع وتجلب إلى جانبها منظمات المجتمع المدني الفرنسي، وبطبيعة الحال اللوبي الصهيوني لم يترك لهم المجال للعمل بحرية بل سعى دوماً لإجهاض نشاطهم من خلال رفع شعار "معاداة السامية"، ومارس نفوذه وسطوته الاقتصادية والإعلامية لتحقيق ذلك، ورغم ذلك تواصلت الأنشطة الداعمة للحقوق الفلسطينية وتعززت بمشاركة فرنسية واسعة، وشكلت الانتفاضة الفلسطينية بوابة واسعة لتعاطف الفرنسيين ومشاركتهم في أنشطتهم المختلفة، المهم أن محمدي لم تفتر عزيمته خلال هذه السنوات الطويلة فظل ناشطاً مع المؤسسات الرسمية والأهلية في دعم القضية الفلسطينية، ومكنه ذلك التغلغل داخل المجتمع الفرنسي لتوسيع دائرة الأنشطة والفعاليات، حتى باتت شوارع وأزقة مرسيليا والمدن المجاورة تعرفه جيداً، وفرض احترامه على سكانها وهذا ما تلمسه من علاقاته المتشعبة معهم، وهو الرافض للحصول على الجنسية الفرنسية المعتز بهويته العربية وجنسيته الجزائرية، لا يترك محمدي صغيرة ولا كبيرة إلا وجاهد للاستفادة منها و تجيرها لخدمة القضية الفلسطينية، كان يروي لي قصته الأخيرة مع حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وكيف أنهم رفعوا شعاراً "برتقال إسرائيل مخضب بالدم الفلسطيني"، حتى ذهبت الصحيفة الأكثر انتشاراً في المدينة بتغطية نشاطهم بالعنوان ذاته، وأخذت الحملة تأتي بنتائجها ما دفع اللوبي الصهيوني على تنظيم تظاهرة أمام مقر الصحيفة وقذفوها بصناديق البرتقال التي لم تجد من يشتريها، ونحن نتبادل الحديث دعاني صديقي مصطفى محمدي لتناول فنجان من القهوة، لفت انتباهي أن القطعة التي سيوضع عليها فنجان القهوة تحمل شارة النصر وكتب عليها النصر لفلسطين، بدأ محمدي يتحدث عن مشواره في إقناع صاحب المقهى بذلك، وبين الفينة والأخرى أثناء حديثه تخرج منه تنهيدة لا تعبر عن الملل بل عن الممارسات التي نفقد من خلالها الأصدقاء، يقول محمدي أن تنظيم تظاهرة عادة ما يسبقها العديد من اللقاءات والاجتماعات للاتفاق على مضمونها وموعدها ومكان انطلاقها بل والشعارات التي سترفعها، وفي الآونة الأخيرة بدأ شباب المساجد "رغم مشاركتهم الضعيفة في الأنشطة" يخرجون عن قاعدة الاتفاق من خلال رفع شعارات تقلص من حجم مشاركة الفرنسيين، ويتساءل محمدي ما الذي يمكن له أن يدفع فرنسياً للمشاركة في تظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني ترفع شعار "خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود"؟، يواصل محمدي حديثه بأن المشاعر الإنسانية هي القاسم المشترك في فعالياتنا، وهي التي تدفع الشعب الفرنسي بأطيافه المختلفة للمشاركة والتفاعل معنا، ودعت صديقي محمدي كي يكمل ترتيباته للمشاركة في الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة في الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر