بقلم الشيخ أبوجرة سلطاني: نصرة القدس من الدموع إلى الشموع
لا توجد قضية فوق وجه الأرض أعدل من القضية الفلسطينية، ولا أعرف
قضية كتب حولها المسلمون، والنصارى، واليهود، وعبدة الأوثان أكبر مما كُتب
حول القدس والقضية الفلسطينية، ولا توجد مسألة هي محل إتفاق بين كافة
الفصائل الإسلامية في العالم كله إلا قضية القدس الشريف أولى القبلتين
وثالث الحرمين، وأكاد أقول: إن أشهر إسم يتردد على كل الألسنة لأكثر من
ستة ملايير بشر فوق ظهر هذا الكوكب-بعد إسم الله تعالى ورسوله محمد صلى
الله عليه وسلم- هو إسم "فلسطين"، والسياسات العالمية كلها تدرك أن "بؤرة
الصراع" الحقيقية التي تتجمع فيها كل خيوط "صدام الحضارات" هي المسألة
الشرق أوسطية، كما يسمونها.
فما هو جديد هذه القضية العادلة في يوم النصرة؟ وهل سياسة
التهويد سلوك طارئ على المخططات الصهيونية التي صارت تستهدف بالأساس محو
الآثار التاريخية والمعالم الدينية والرموز الإسلامية "لزهرة المدائن" حيث
منتهى الإسراء ومبتدأ المعراج وربط السماء بالأرض؟ وهل مسلمو القدس
ومسيحيوه وأحراره غافلون عن هذه الممارسات؟ وهل خرائط الحفريات مجهولة إلى
هذا الحدّ بعد أن صارت مثبوتة في المواقع الإلكترونية ومتداولة بين أيدي
الغيورين على المقدسات السماوية؟ وما هو الهدف من هذه الحملة –في اليوم
العالمي للقدس- وفي الذكرى الستين للنكبة، وفي ذكرى يوم الفرقان يوم التقى
الجمعان؟ وهل جرائم الكيان الصهيوني –بعد الغارة على غزة والهولوكست الذي
شاهده العالم بأسره بالصورة والصوت- تحتاج هذه الجرائم إلى بيان أم أن
التخاذل "الرسمي" والتواطؤ العربي والخذلان الدولي بحاجة إلى من يدلل على
استشرائه في مفاصل الأنظمة والحكومات حتى لكأنه "إنفلوانزا الإستسلام" أو
إنفلوانزا التطبيع؟.
لولا واجب النصرة المأمور به شرعا، والدعوة إلى تكثير سواد
الكتابات حول هذه القضية العادلة لما تحرك قلمي بتسطير حرف واحد حول هذا
الموضوع لأربعة أسباب بتنا مقتنعين بها في حركة مجتمع السلم الجزائرية
كاقتناع إخوتنا في الأراضي المحتلة بأن إسرائيل "زائدة دودية" لا تنفع
معها المراهم السياسية والعلاجات الدبلوماسية الموضعية، ولكنها بحاجة إلى
عملية جراحية عميقة تستأصلها من شأفتها وتريح الجسم الإنساني منها بعد أن
تأكدت البشرية كلها – خلال أحداث غزة- بأن الحركة الصهيونية تسعى إلى
"توريط" العالم كله في حرب عالمية ثالثة تنتقم فيها من"الغويم" تمهيدا
لميلاد إمبراطورية يهوذا التي جاء ذكرها مفصلا في برتوكولات حكماء صهيون.
إن الأسباب الأربعة لقناعات حركة مجتمع السلم الجزائرية ورئيسها
الشيخ أبو جرة سلطاني بأن البكاء على أطلال القدس لم يعد مجديا، وأن
"استجداء" حماية المقدسات سلوك كان ومازال مرفوضًا شرعا وقانونا ومنطقا
وتارخيا وأخلاقا.
السبب الأول تاريخي: وخلاصته أنه لم يحدث في تاريخ البشرية، من
عهد آدم عليه السلام إلى عهد ناتنياهو(عليه ما يستحق)، أن تنازل غاصب على
ما اغتصبه لأن قلبه خفق بالرحمة لدموع المغصوبين، فالغاصب ليس له قلب وليس
في قاموسه مصطلحات التعاطف: فلا رحمة، ولا شفقة، ولا شعور بذنب..
السبب الثاني واقعي: وخلاصته ما سجلته الوثائق الرسمية للكيان
الصهيوني منذ تم التوقيع على وعد بلفور المشؤوم – بعد إتفاقية سايكس/بيكو
– وما تلاها من كرّ وفرّ، منذ ثورة الشهيد عز الدين القسام إلى هولوكوست
غزة، فما سجلت هذه الوثائق "تراجعا" واحدا للكيان الغاصب على ما إقترفه في
حق الشعب الفلسطيني من مجازر، وما مارسه من عدوان ضد الجوار اللبناني
والسوري والمصري والأردني..فمنذ 1917 قامت سياسته التوسعية على الدعوة إلى
المزيد من تجسيد عقيدة التجمع والاقتحام.
السبب الثالث إستراتيجي: وخلاصته تتمثل في الحماية والرعاية التي
يحظى بها الطفل المدلل في حجري بريطانيا العظمى 1917-1947 والولايات
المتحدة الأمريكية 1947-2009، فما أخطأ "الفيتو" المنحاز لهذا الكيان ولو
مرة واحدة..حتى في شأن الجرافات التي طمست معالم إنسانية مصنفة عالميا، بل
لم يُستخدم حق النقض ضد من قصفوا مقرات الإغاثة وموظفي (الأنروا)
واستخدموا الفوسفور الأبيض...فما الجديد في سياسة التهويد؟
هل بعد هذا يطمع الفلسطينيون في نصرة خارج إمكانياتهم وفي تحرير
لا يمر وجوبا بطريق المقاومة، وهم يرون الإدارة الصهيونية تتحدى القرارات
الدولية، بل تتطاول على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما)
الذي أمر بوقف بناء المستوطنات أو توسيعها.
والسبب الرابع إيماني: وإن شئت فقل عقائدي، فما فتح بيت المقدس
واستلم مفاتيحها إلا قائد مسلم آمن بأننا كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام
ومهما إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله، ولما ضاعت من أيدي أحفاد
الفاروق(رضي الله عنه) إسترجعها، وأعاد تحريرها قائد مسلم آمن بأن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن القوة لابد أن تمر بطريق الوحدة،
فوحد الأمة وحررها من الذل والخذلان والاستسلام..ثم قادها ليحرر بها
المسجد الأقصى.
- فيا إخواننا في بيت المقدس
- ويا أشقاءنا في أكناف بيت المقدس
- ويا أمة المليار ونصف مليار موحّد
- ويا أحرار العالم في القارات الخمس
إن ما يجري في فلسطين عامة، وفي مدينة القدس خاصة لم يعد مجرد
ممارسات تستهدف "تهويد" الأرض المحتلة فحسب، بل هي مخططات تنفيذية متدرجة
تستهدف "تهويد" العالم الإسلامي كله، بعد تطبيعه، فبعد مفاوضات السلام
التي توجتها إتفاقية "كامب دافيد" جاءت مسارات السلام التي انتهت بسرقة
القضية من الزعيم ياسر عرفات وبيعها في مزادات سرية بين مدريد، وأوسلو،
وواي ريفر، ووادي عربة، وأغمض العالم عينيه وصمّ أذنيه على مجزرة غزة التي
راهنت بعض الجهات على "تصفية" المقاومة فيها بالضربة الخاطفة على غرار ما
حصل في حرب الأيام الستة سنة67، فلما صمدت المقاومة سمحوا بالمسيرات
المنددة بالهولوكست؟
إن التهويد لم يعد مقتصرا على "الهيكل" المزعوم، بل اتسعت
دوائره ليبتلع خارطة اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ثم تأتي التسويات
لتطرح مشاريع المقايضة باسم الوطن البديل، أو الأرض مقابل السلم بشروط
اليمين المتشدد والعالم المتصهين بعد أن تكون القدس قد حولت وجهتها،
واندرست معالمها، لا سمح الله.
إن الطريق الأصوب للتحرر ومواجهة كل أشكال التهويد والتطبيع هو
طريق المقاومة : بالحجر، بالمقلاع، بالكلمة، بالفتوى، بالشريط، بالموقع،
بـsms، بالتوريث، بالإعلان عن ميلاد جيل النصر المنشود..لكن هذا الطريق
المضمون النجاح 100% والذي جربناه في الجزائر بين 1830-1962 يتطلب خمسة
شروط متلازمة :
- الإيمان الراسخ بعدالة قضيتنا المركزية (فلسطين كلها، والقدس جزء لا يتجزأ منها).
- وحدة صف القيادة تحت مظلة المقاومة "التي تجمع الناس على الشهادة"
وتوحدهم على المقاومة والوقوف الشجاع في وجه الغاصب، وليس الوقوف تحت مظلة
المساومة (التي تجمع المتخاذلين على كيفيات اقتسام الريوع وشرب أنخاب الدم
الفلسطيني).
- الإعداد الشامل في حدود المستطاع، ودعك من نظرية التوازن
الاستراتيجي، فلو آمن الشعب الجزائري بهذه الخرافة لضاعت قضيتناـ ولو آمن
بها الفيتناميون لكانت بلدهم اليوم ولاية أمريكية. ولو آمن بها المسلمون
يوم بدر ما احتفلنا اليوم بذكرى انتصارها..
- توريث مبدإ التحرير، فما ضاع حق وراءه طالب، ورمزيات حمل مفاتيح
بيوتنا في الأراضي المحتلة والتواصي بذلك يُذكر بحق العودة، والصلاة داخل
الأقصى يُبقى على حرارة الإيمان ولو كان الثمن المزيد من الشهداء. فقد دخل
الدم بورصة المفاوضات !
- الثقة في قدرة الله القائل:" وتلك الأيام نداولها بين الناس"، فقد
كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وصارت أمريكا القطب
الأوحد، وها هي نُذر ميلاد "العالم المتعدد الأقطاب" قد بدأت تلوح في
الأفق. وبعدها تشرق شمس الإسلام من جديد.
وإذا كان الله تعالى قد بشر المؤمنين بالنصر المؤزر وهم محاصرون
وقليلون مستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، وحدثهم عن هزيمة
الروم أمام الفرس في ذلكم العام تمهيدا لإنقلاب موازين القوى – في بضع
سنين- حيث تكون الكرة للروم "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
فالمطلوب إعداد واستعداد، وتضحية وجهاد، المطلوب أيضا ووحدة وتوريث،
أما كيف سيفرح الفلسطينيون – ومن ورائهم الأمة العربية والإسلامية وكل
أحرار العالم – بنصر الله فقد أخفاه الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه
وسلم فتحقق في بضع سنين، فالواقع لا يبوح بذلك ولكن بشرياته واضحات.
والخلاصة: إذا كان الإسرائيليون قد أقاموا دولة في عمقنا بالدموع
وصار لهم رمز يسمى "حائط المبكى" فإن من حقنا ، بل من واجبنا أن نسترجع
مقدساتنا بالشموع وسوف يصير لنا حائط يسمى "حائط الشموع" كان يعرف في
التاريخ الإسلامي بإسم :حائط البراق. ومعناه : أن نتحول من سياسة ذرف
الدموع الماضي على ضياع مقدساتنا وتهويد أرضنا..إلى سياسة إيقاد الشموع في
ضمير حاضر أمتنا الإسلامية، واليقين في الله أن النصر آتٍ لا ريب فيه.
ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
لا توجد قضية فوق وجه الأرض أعدل من القضية الفلسطينية، ولا أعرف
قضية كتب حولها المسلمون، والنصارى، واليهود، وعبدة الأوثان أكبر مما كُتب
حول القدس والقضية الفلسطينية، ولا توجد مسألة هي محل إتفاق بين كافة
الفصائل الإسلامية في العالم كله إلا قضية القدس الشريف أولى القبلتين
وثالث الحرمين، وأكاد أقول: إن أشهر إسم يتردد على كل الألسنة لأكثر من
ستة ملايير بشر فوق ظهر هذا الكوكب-بعد إسم الله تعالى ورسوله محمد صلى
الله عليه وسلم- هو إسم "فلسطين"، والسياسات العالمية كلها تدرك أن "بؤرة
الصراع" الحقيقية التي تتجمع فيها كل خيوط "صدام الحضارات" هي المسألة
الشرق أوسطية، كما يسمونها.
فما هو جديد هذه القضية العادلة في يوم النصرة؟ وهل سياسة
التهويد سلوك طارئ على المخططات الصهيونية التي صارت تستهدف بالأساس محو
الآثار التاريخية والمعالم الدينية والرموز الإسلامية "لزهرة المدائن" حيث
منتهى الإسراء ومبتدأ المعراج وربط السماء بالأرض؟ وهل مسلمو القدس
ومسيحيوه وأحراره غافلون عن هذه الممارسات؟ وهل خرائط الحفريات مجهولة إلى
هذا الحدّ بعد أن صارت مثبوتة في المواقع الإلكترونية ومتداولة بين أيدي
الغيورين على المقدسات السماوية؟ وما هو الهدف من هذه الحملة –في اليوم
العالمي للقدس- وفي الذكرى الستين للنكبة، وفي ذكرى يوم الفرقان يوم التقى
الجمعان؟ وهل جرائم الكيان الصهيوني –بعد الغارة على غزة والهولوكست الذي
شاهده العالم بأسره بالصورة والصوت- تحتاج هذه الجرائم إلى بيان أم أن
التخاذل "الرسمي" والتواطؤ العربي والخذلان الدولي بحاجة إلى من يدلل على
استشرائه في مفاصل الأنظمة والحكومات حتى لكأنه "إنفلوانزا الإستسلام" أو
إنفلوانزا التطبيع؟.
لولا واجب النصرة المأمور به شرعا، والدعوة إلى تكثير سواد
الكتابات حول هذه القضية العادلة لما تحرك قلمي بتسطير حرف واحد حول هذا
الموضوع لأربعة أسباب بتنا مقتنعين بها في حركة مجتمع السلم الجزائرية
كاقتناع إخوتنا في الأراضي المحتلة بأن إسرائيل "زائدة دودية" لا تنفع
معها المراهم السياسية والعلاجات الدبلوماسية الموضعية، ولكنها بحاجة إلى
عملية جراحية عميقة تستأصلها من شأفتها وتريح الجسم الإنساني منها بعد أن
تأكدت البشرية كلها – خلال أحداث غزة- بأن الحركة الصهيونية تسعى إلى
"توريط" العالم كله في حرب عالمية ثالثة تنتقم فيها من"الغويم" تمهيدا
لميلاد إمبراطورية يهوذا التي جاء ذكرها مفصلا في برتوكولات حكماء صهيون.
إن الأسباب الأربعة لقناعات حركة مجتمع السلم الجزائرية ورئيسها
الشيخ أبو جرة سلطاني بأن البكاء على أطلال القدس لم يعد مجديا، وأن
"استجداء" حماية المقدسات سلوك كان ومازال مرفوضًا شرعا وقانونا ومنطقا
وتارخيا وأخلاقا.
السبب الأول تاريخي: وخلاصته أنه لم يحدث في تاريخ البشرية، من
عهد آدم عليه السلام إلى عهد ناتنياهو(عليه ما يستحق)، أن تنازل غاصب على
ما اغتصبه لأن قلبه خفق بالرحمة لدموع المغصوبين، فالغاصب ليس له قلب وليس
في قاموسه مصطلحات التعاطف: فلا رحمة، ولا شفقة، ولا شعور بذنب..
السبب الثاني واقعي: وخلاصته ما سجلته الوثائق الرسمية للكيان
الصهيوني منذ تم التوقيع على وعد بلفور المشؤوم – بعد إتفاقية سايكس/بيكو
– وما تلاها من كرّ وفرّ، منذ ثورة الشهيد عز الدين القسام إلى هولوكوست
غزة، فما سجلت هذه الوثائق "تراجعا" واحدا للكيان الغاصب على ما إقترفه في
حق الشعب الفلسطيني من مجازر، وما مارسه من عدوان ضد الجوار اللبناني
والسوري والمصري والأردني..فمنذ 1917 قامت سياسته التوسعية على الدعوة إلى
المزيد من تجسيد عقيدة التجمع والاقتحام.
السبب الثالث إستراتيجي: وخلاصته تتمثل في الحماية والرعاية التي
يحظى بها الطفل المدلل في حجري بريطانيا العظمى 1917-1947 والولايات
المتحدة الأمريكية 1947-2009، فما أخطأ "الفيتو" المنحاز لهذا الكيان ولو
مرة واحدة..حتى في شأن الجرافات التي طمست معالم إنسانية مصنفة عالميا، بل
لم يُستخدم حق النقض ضد من قصفوا مقرات الإغاثة وموظفي (الأنروا)
واستخدموا الفوسفور الأبيض...فما الجديد في سياسة التهويد؟
هل بعد هذا يطمع الفلسطينيون في نصرة خارج إمكانياتهم وفي تحرير
لا يمر وجوبا بطريق المقاومة، وهم يرون الإدارة الصهيونية تتحدى القرارات
الدولية، بل تتطاول على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما)
الذي أمر بوقف بناء المستوطنات أو توسيعها.
والسبب الرابع إيماني: وإن شئت فقل عقائدي، فما فتح بيت المقدس
واستلم مفاتيحها إلا قائد مسلم آمن بأننا كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام
ومهما إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله، ولما ضاعت من أيدي أحفاد
الفاروق(رضي الله عنه) إسترجعها، وأعاد تحريرها قائد مسلم آمن بأن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن القوة لابد أن تمر بطريق الوحدة،
فوحد الأمة وحررها من الذل والخذلان والاستسلام..ثم قادها ليحرر بها
المسجد الأقصى.
- فيا إخواننا في بيت المقدس
- ويا أشقاءنا في أكناف بيت المقدس
- ويا أمة المليار ونصف مليار موحّد
- ويا أحرار العالم في القارات الخمس
إن ما يجري في فلسطين عامة، وفي مدينة القدس خاصة لم يعد مجرد
ممارسات تستهدف "تهويد" الأرض المحتلة فحسب، بل هي مخططات تنفيذية متدرجة
تستهدف "تهويد" العالم الإسلامي كله، بعد تطبيعه، فبعد مفاوضات السلام
التي توجتها إتفاقية "كامب دافيد" جاءت مسارات السلام التي انتهت بسرقة
القضية من الزعيم ياسر عرفات وبيعها في مزادات سرية بين مدريد، وأوسلو،
وواي ريفر، ووادي عربة، وأغمض العالم عينيه وصمّ أذنيه على مجزرة غزة التي
راهنت بعض الجهات على "تصفية" المقاومة فيها بالضربة الخاطفة على غرار ما
حصل في حرب الأيام الستة سنة67، فلما صمدت المقاومة سمحوا بالمسيرات
المنددة بالهولوكست؟
إن التهويد لم يعد مقتصرا على "الهيكل" المزعوم، بل اتسعت
دوائره ليبتلع خارطة اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ثم تأتي التسويات
لتطرح مشاريع المقايضة باسم الوطن البديل، أو الأرض مقابل السلم بشروط
اليمين المتشدد والعالم المتصهين بعد أن تكون القدس قد حولت وجهتها،
واندرست معالمها، لا سمح الله.
إن الطريق الأصوب للتحرر ومواجهة كل أشكال التهويد والتطبيع هو
طريق المقاومة : بالحجر، بالمقلاع، بالكلمة، بالفتوى، بالشريط، بالموقع،
بـsms، بالتوريث، بالإعلان عن ميلاد جيل النصر المنشود..لكن هذا الطريق
المضمون النجاح 100% والذي جربناه في الجزائر بين 1830-1962 يتطلب خمسة
شروط متلازمة :
- الإيمان الراسخ بعدالة قضيتنا المركزية (فلسطين كلها، والقدس جزء لا يتجزأ منها).
- وحدة صف القيادة تحت مظلة المقاومة "التي تجمع الناس على الشهادة"
وتوحدهم على المقاومة والوقوف الشجاع في وجه الغاصب، وليس الوقوف تحت مظلة
المساومة (التي تجمع المتخاذلين على كيفيات اقتسام الريوع وشرب أنخاب الدم
الفلسطيني).
- الإعداد الشامل في حدود المستطاع، ودعك من نظرية التوازن
الاستراتيجي، فلو آمن الشعب الجزائري بهذه الخرافة لضاعت قضيتناـ ولو آمن
بها الفيتناميون لكانت بلدهم اليوم ولاية أمريكية. ولو آمن بها المسلمون
يوم بدر ما احتفلنا اليوم بذكرى انتصارها..
- توريث مبدإ التحرير، فما ضاع حق وراءه طالب، ورمزيات حمل مفاتيح
بيوتنا في الأراضي المحتلة والتواصي بذلك يُذكر بحق العودة، والصلاة داخل
الأقصى يُبقى على حرارة الإيمان ولو كان الثمن المزيد من الشهداء. فقد دخل
الدم بورصة المفاوضات !
- الثقة في قدرة الله القائل:" وتلك الأيام نداولها بين الناس"، فقد
كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وصارت أمريكا القطب
الأوحد، وها هي نُذر ميلاد "العالم المتعدد الأقطاب" قد بدأت تلوح في
الأفق. وبعدها تشرق شمس الإسلام من جديد.
وإذا كان الله تعالى قد بشر المؤمنين بالنصر المؤزر وهم محاصرون
وقليلون مستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، وحدثهم عن هزيمة
الروم أمام الفرس في ذلكم العام تمهيدا لإنقلاب موازين القوى – في بضع
سنين- حيث تكون الكرة للروم "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
فالمطلوب إعداد واستعداد، وتضحية وجهاد، المطلوب أيضا ووحدة وتوريث،
أما كيف سيفرح الفلسطينيون – ومن ورائهم الأمة العربية والإسلامية وكل
أحرار العالم – بنصر الله فقد أخفاه الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه
وسلم فتحقق في بضع سنين، فالواقع لا يبوح بذلك ولكن بشرياته واضحات.
والخلاصة: إذا كان الإسرائيليون قد أقاموا دولة في عمقنا بالدموع
وصار لهم رمز يسمى "حائط المبكى" فإن من حقنا ، بل من واجبنا أن نسترجع
مقدساتنا بالشموع وسوف يصير لنا حائط يسمى "حائط الشموع" كان يعرف في
التاريخ الإسلامي بإسم :حائط البراق. ومعناه : أن نتحول من سياسة ذرف
الدموع الماضي على ضياع مقدساتنا وتهويد أرضنا..إلى سياسة إيقاد الشموع في
ضمير حاضر أمتنا الإسلامية، واليقين في الله أن النصر آتٍ لا ريب فيه.
ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر