يافا: أنا القريب منك والبعيد ، المؤقت في الشتات والمنافي ، المهاجِر والمُهجّر والمسافر في دورة الزمان الفلسطيني المنكسر على واقع الهزيمة وبقايا ثقافة لم تجد من يقاتل لأجلها بصدق ، وقوميةٍ سقطت على جباه الهاربين من المعركة الى الوراء بدون نعال ، العائد من منفاه عودةً مؤقتة تحت حِراب المحتل بأذن السماح لأرى وجه الأشياء فيكِ وما تبدل من الأسماء ، يعتصرني الم الهزيمة والغربة والشتات والانكسار الطويل أمام مرفأك وغابات البرتقال والزيتون ، وتؤلمني ذاكرتي التي خذلتني هذه المرة وأنا أسير منطوياً على ذاتي في شوارعك العتيقة تائهاً في البحث عني وعنك ، وقد وقعت في فخ النسيان الوقتي ، ربما لان اللغة تغيرت ولم تعد الأشياء فيكِ بأسمائها الحقيقية التي اعرف والأماكن التي طالما نسجتُ بيني وبينها حكايات وذكريات من الماضي اختبأت ولم تتجرد أمامي لأني أتيت إليها مهزوماً من الوراء منطوياً على ذاتي في محاولة الهروب الى الأمام ، وقد خذلتها و انتظرتني طويلا تعد الأيام وتطوي سنين حتى أعود عودة دائمة تعيد إليها الحياة بعد كل هذا الموت ، وتتقدم إليّ كروس يليق بهذا البحر أن تزف إليه عروسته بالعتابا والميجنا والزجل الفلسطيني الذي أحبتهُ ، أو ربما هو الاندهاش بين الحقيقة والخيال أمام المفاجئات الكبرى .
يافا: أنا القريب منك والبعيد وقد تبدلت فيك شكل الحياة وابتسامة البحر وزغردة الحمام ، أقف منحنياً أمامك صامتاً وأنت تحتفظين لنفسك بكل التاريخ كما الأبطال يحافظون على الأشياء الثمينة ويحفظون الحقوق لأصحابها مهما شتتهم الزمان وافترقوا وظلوا طريقهم باتجاهات مختلفة ، هو كبرياء من لا يهتمون للأشياء العابرة في الزحام ، وفلسفتك الغريبة في الحياة المستمدة من هذا البحر الأوسطي الهادئ وأمواج تتشكل من عمق المكان ، أنا ويافا قريبين غريبين كأننا حبيبين وقد طال بنا قطار العودة وضللنا الطريق طويلاً ، وسافرنا باتجاهات معاكسة ومختلفة ، التقينا خلسة وهربنا تِباعاً وتباعدنا ثم تعانقنا ثم افترقنا وتكسرت بنا سبل اللقاء ثم عدنا بصمت وتعانقنا، وانطلقنا وانتفضنا واتحدنا وانقسمنا وانفصلنا وأطلقنا الرصاصات من بنادق مأجورة فلا تفرحي كثيراً بعودتي المؤقتة والخجولة لان أنصاف ذاكرتنا تبعثرت ، وشوقنا إليك لم يعد وحدة بيننا، وانتظري لقاء سيجمعنا ذات يوم كي أراك بأسمائك الحقيقية ونوافذك الساحلية نسامرك بالأغاني الوطنية وننشد إليك لحن الرجوع ، لنرى فيكِ وجع الذكريات وحنين الماضي ، بساتين الأمل الخضراء و شكل الحياة وما تغّير ، لنعيد الأسماء بحروفها على أبنيتنا القديمة وحجارتنا المرصعة باللؤلؤ لقراءة التاريخ بوجهه الحقيقي ونزيل شواهد المنفيين منها لأنهم عادوا ، وعادت معهم ذاكرتنا وذاكرتها كما كانت لا كما هي اليوم بحالها الجديد وغرابتها ، طيورٌ تحط على شاطئك بهدوء كأنها تعلن استسلامها أمام التاريخ والحضارة الباقية فيك منذ الآلف السنين ، ترتاح طويلاً أمام شاعرية المشهد وأنتَ بكامل وجدانك تتعرف عليها لتراها بصفائها منبسطة أمامك كلوحة مائية تشكلت منذ زمن بعيد ، وتتساءل هي ويدفعها الاندهاش نحوك قائلةً:
اهو أنت!!! نعم أجيب بصوت منكسر وقد عدت من منفاي عودة مؤقتة، ومعي أذن بالدخول لبضع ساعات
اهو أنت !!! نعم أنا وقد عدتُ ابحث فيك عن بقاياي المدفونة في رمال البحر ولغتي المخبئة فيكِ بين أوراق البرتقال
اهو أنت !!! نعم أنا وقد جئتك باحثاً عني وعنك بعدما افترقنا عند انتصاف الليل في حزيران قصراً وقهراً وموتاً بطيئاً، تشتتنا وابتعدتِ أو ابتعدتُ في لحظة انكسار طويل ووجع ، وتوقفت دورة الزمان الفلسطيني المعلق على خشبة الاحتلال ، وعقارب الوقت ظلت فارغةً بلا معنى ، صار الزمان كافراً وعابراً وعاصفاً وقاسياً ومائجاً ، صار غريباً كما أنا غريب في مكان لي ، أو كان لي قبل أن يختلف.
يافا: أنا القريب منك والبعيد وقد تبدلت فيك شكل الحياة وابتسامة البحر وزغردة الحمام ، أقف منحنياً أمامك صامتاً وأنت تحتفظين لنفسك بكل التاريخ كما الأبطال يحافظون على الأشياء الثمينة ويحفظون الحقوق لأصحابها مهما شتتهم الزمان وافترقوا وظلوا طريقهم باتجاهات مختلفة ، هو كبرياء من لا يهتمون للأشياء العابرة في الزحام ، وفلسفتك الغريبة في الحياة المستمدة من هذا البحر الأوسطي الهادئ وأمواج تتشكل من عمق المكان ، أنا ويافا قريبين غريبين كأننا حبيبين وقد طال بنا قطار العودة وضللنا الطريق طويلاً ، وسافرنا باتجاهات معاكسة ومختلفة ، التقينا خلسة وهربنا تِباعاً وتباعدنا ثم تعانقنا ثم افترقنا وتكسرت بنا سبل اللقاء ثم عدنا بصمت وتعانقنا، وانطلقنا وانتفضنا واتحدنا وانقسمنا وانفصلنا وأطلقنا الرصاصات من بنادق مأجورة فلا تفرحي كثيراً بعودتي المؤقتة والخجولة لان أنصاف ذاكرتنا تبعثرت ، وشوقنا إليك لم يعد وحدة بيننا، وانتظري لقاء سيجمعنا ذات يوم كي أراك بأسمائك الحقيقية ونوافذك الساحلية نسامرك بالأغاني الوطنية وننشد إليك لحن الرجوع ، لنرى فيكِ وجع الذكريات وحنين الماضي ، بساتين الأمل الخضراء و شكل الحياة وما تغّير ، لنعيد الأسماء بحروفها على أبنيتنا القديمة وحجارتنا المرصعة باللؤلؤ لقراءة التاريخ بوجهه الحقيقي ونزيل شواهد المنفيين منها لأنهم عادوا ، وعادت معهم ذاكرتنا وذاكرتها كما كانت لا كما هي اليوم بحالها الجديد وغرابتها ، طيورٌ تحط على شاطئك بهدوء كأنها تعلن استسلامها أمام التاريخ والحضارة الباقية فيك منذ الآلف السنين ، ترتاح طويلاً أمام شاعرية المشهد وأنتَ بكامل وجدانك تتعرف عليها لتراها بصفائها منبسطة أمامك كلوحة مائية تشكلت منذ زمن بعيد ، وتتساءل هي ويدفعها الاندهاش نحوك قائلةً:
اهو أنت!!! نعم أجيب بصوت منكسر وقد عدت من منفاي عودة مؤقتة، ومعي أذن بالدخول لبضع ساعات
اهو أنت !!! نعم أنا وقد عدتُ ابحث فيك عن بقاياي المدفونة في رمال البحر ولغتي المخبئة فيكِ بين أوراق البرتقال
اهو أنت !!! نعم أنا وقد جئتك باحثاً عني وعنك بعدما افترقنا عند انتصاف الليل في حزيران قصراً وقهراً وموتاً بطيئاً، تشتتنا وابتعدتِ أو ابتعدتُ في لحظة انكسار طويل ووجع ، وتوقفت دورة الزمان الفلسطيني المعلق على خشبة الاحتلال ، وعقارب الوقت ظلت فارغةً بلا معنى ، صار الزمان كافراً وعابراً وعاصفاً وقاسياً ومائجاً ، صار غريباً كما أنا غريب في مكان لي ، أو كان لي قبل أن يختلف.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر