رحلت جوليا قطان سيدة بيت لحم، حاملة معها تاريخا من الورد المعتق والذاكرة الخصيبة.
حملتها بيت لحم بهدوء المدينة الناضجة كالزيتون والحكاية، مبلولة بماء الآبار المقدسة، وبظلال الأنبياء الذين جاءوا جميعا لتشييع الفقيدة في رحلتها البيضاء.
الأجراس تقرع، وعلى البلاط المقدس خطوات القديسين الأوائل، أقمار ثلاثة تهبط على الأرض تشفع للمعذبين والفقراء.
هي امرأة تقرأ في وجهها مسيرة شعب لم يذهب في الهزيمة الى الصحراء، لم يختبئ في الأسطورة أو يرفع راية بيضاء.
امرأة هي المكان ثابتا كالنّص، متدفقا كالحليب أبيض في المغارة حيث يكثر الأولاد وتتفتح السماء.
في وجه أم عبد الله تكتشف كل حارات بيت لحم، أزقتها نقوشها، أحياء وأموات دخلوا الجداريات يشعون كلما أشرقت النجمة الفضّية، وتعالى في المدينة صوت الصلاة.
امرأة كلما شعر الأسرى بالبرد هرعت لإرسال البطاطين إليهم، لا تنام حتى ينام الأسير دافئا مع أحلامه الجميلة، تطل عليه من شباك الزنزانة تقول له: يا بني تحمّل الليل قليلا فالاحتلال الى زوال.
أم عبد الله الواقفة فوق جبلين، المطلة على بحرين، تودعنا بصمت الرياح وبحشد من السحاب، بردا وسلاماً وثلجاً وتراتيل تهب من القدس الى مدينة الميلاد.
في الثامن من آذار نزور حقلها النسائي، ترابها الأحمر، عسل خبزها الوردي، نقرأ على روحها رسالة الفقراء والمعذبين والصابرين كالآيات المحكمات الدافقات الى الحياة.
في الثامن من آذار نفتقد أم عبد الله، الفلسطينية التي شدت النطاقين منذ النكبة حتى حصار الكنيسة ، تحمل الماء والقمح وجرار الزيت، تتفقدنا في الهوية، وتبحث عنا في كوشان الميلاد، تخشى علينا الغياب.
في الثامن من آذار نقف على الضريح التلحمي، رائحة فلسطينية في المكان، حكاية تشدك الى متحفك الشخصي (بيتنا التلحمي)، هنا اسمك الخماسي، بحرك الأول، أنفاس جدك في الحصاد، اللغة العربية في رائحة الصيف.
في الثامن من آذار نصافح أم عبد الله، حارسة القريب والبعيد، تجمعنا في قاعة الاتحاد النسائي، توزع الشغل والحبّ علينا، توصينا أن نحيا كما نريد، توصينا بالوحدة منهجاً وبالتعددية ثقافة وبالحوار الذي يخصب الأرض من جديد.
عين على المدينة، وعين على الأولاد الذين انقسموا في باحة المدرسة، في النشيد والجغرافيا وفي درس الحساب، عين لا تنام، حمراء حمراء كالمجزرة، وحمراء حمراء كحمى الانقسام.
أيها الناس، دعوا أم عبد الله تنام هادئة البال، الكل حولها ، السلام الوطني والعلم بأربعة ألوان، وأغنية لا تجففها العصبوية ولا الطائفية ولا الشمولية وانتبهوا للقدس.
أم عبد الله ، وداعا وداعا وداعا، كل عام وأنت بخير.
الكاتب: عيسى قراقع
حملتها بيت لحم بهدوء المدينة الناضجة كالزيتون والحكاية، مبلولة بماء الآبار المقدسة، وبظلال الأنبياء الذين جاءوا جميعا لتشييع الفقيدة في رحلتها البيضاء.
الأجراس تقرع، وعلى البلاط المقدس خطوات القديسين الأوائل، أقمار ثلاثة تهبط على الأرض تشفع للمعذبين والفقراء.
هي امرأة تقرأ في وجهها مسيرة شعب لم يذهب في الهزيمة الى الصحراء، لم يختبئ في الأسطورة أو يرفع راية بيضاء.
امرأة هي المكان ثابتا كالنّص، متدفقا كالحليب أبيض في المغارة حيث يكثر الأولاد وتتفتح السماء.
في وجه أم عبد الله تكتشف كل حارات بيت لحم، أزقتها نقوشها، أحياء وأموات دخلوا الجداريات يشعون كلما أشرقت النجمة الفضّية، وتعالى في المدينة صوت الصلاة.
امرأة كلما شعر الأسرى بالبرد هرعت لإرسال البطاطين إليهم، لا تنام حتى ينام الأسير دافئا مع أحلامه الجميلة، تطل عليه من شباك الزنزانة تقول له: يا بني تحمّل الليل قليلا فالاحتلال الى زوال.
أم عبد الله الواقفة فوق جبلين، المطلة على بحرين، تودعنا بصمت الرياح وبحشد من السحاب، بردا وسلاماً وثلجاً وتراتيل تهب من القدس الى مدينة الميلاد.
في الثامن من آذار نزور حقلها النسائي، ترابها الأحمر، عسل خبزها الوردي، نقرأ على روحها رسالة الفقراء والمعذبين والصابرين كالآيات المحكمات الدافقات الى الحياة.
في الثامن من آذار نفتقد أم عبد الله، الفلسطينية التي شدت النطاقين منذ النكبة حتى حصار الكنيسة ، تحمل الماء والقمح وجرار الزيت، تتفقدنا في الهوية، وتبحث عنا في كوشان الميلاد، تخشى علينا الغياب.
في الثامن من آذار نقف على الضريح التلحمي، رائحة فلسطينية في المكان، حكاية تشدك الى متحفك الشخصي (بيتنا التلحمي)، هنا اسمك الخماسي، بحرك الأول، أنفاس جدك في الحصاد، اللغة العربية في رائحة الصيف.
في الثامن من آذار نصافح أم عبد الله، حارسة القريب والبعيد، تجمعنا في قاعة الاتحاد النسائي، توزع الشغل والحبّ علينا، توصينا أن نحيا كما نريد، توصينا بالوحدة منهجاً وبالتعددية ثقافة وبالحوار الذي يخصب الأرض من جديد.
عين على المدينة، وعين على الأولاد الذين انقسموا في باحة المدرسة، في النشيد والجغرافيا وفي درس الحساب، عين لا تنام، حمراء حمراء كالمجزرة، وحمراء حمراء كحمى الانقسام.
أيها الناس، دعوا أم عبد الله تنام هادئة البال، الكل حولها ، السلام الوطني والعلم بأربعة ألوان، وأغنية لا تجففها العصبوية ولا الطائفية ولا الشمولية وانتبهوا للقدس.
أم عبد الله ، وداعا وداعا وداعا، كل عام وأنت بخير.
الكاتب: عيسى قراقع
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر