اعداد: المهندس تحسين عبد النبي النتشة
مقدمة
وفي مقام علي البكا منارتها يضيء منها السنا في قف لقون
وقيل داود في لقون مندفنـا وأربعـون نبيا مـع ثلاثيـن(1)
مقدمة
لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء وقدره تقديرا ، وجعل لكل اسمه، وعلم آدم عليه السلام الأسماء كلها وخصه بذلك وطلب منه تعليمها للملائكة. وقد درج الإنسان على إطلاق أسماء على المسميات المختلفة باللغات المختلفة حتى يتسنى تسهيل التفاهم والتخاطب بين بني البشر. وقد نشأ إطلاق كثير من الأسماء والتسميات لسبب أو مناسبة ما لبث أن حرف بعضها أو نشأت عنه اشتقاقات عديدة حتى أخذت مرحلة استقرار طال أو قصر على هذه التسمية أو تلك.
وسيتم التطرق في ورقة العمل العجالة هذه وباختصار إلى عرض تسميات مختلفة في مدينة الخليل لم تتطرق إليها مراجع أخرى تقريبا، وذلك بهدف تعريف المواطنين وإطلاعهم على أسباب وأصول إطلاق تلك التسميات على مسمياتها خاصة التي تتردد في كلامهم بشكل شبه يومي. هذه المسميات التي درج بعضها على ألسنة المواطنين والزائرين على مر العصور منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا. ومن تلك المسميات بعض الشوارع والأسواق والحارات والأحياء والعائلات وعيون الماء وآبار المياه والخلات والجبال وبعض المواقع والمعالم الدينية والأثرية والسياحية. أما المسميات التي وردت في مصادر مختلفة فقد آثرت أن اذكرها ذكرا أو بشيء من الإشارة معتبرا هذه الورقة مجرد حافز أقدمه بتواضع إلى القارئ العزيز الذي لا يعلم سبب تسميتها حاثا إياه بالرجوع إلى تفاصيلها والبحث عن غيرها. وفي نهاية الورقة أردت الإشارة إلى بعض الأحداث التاريخية التي حصلت في المنطقة في فترات زمنية مختلفة موضحا أسباب تسمياتها ومختصر حدثها مع التركيز على الغريب منها أحيانا والطريف والشيق أحيانا أخرى حيثما وجد ذلك مناسبا ومفيدا بهدف الإحاطة بها وأخذ العبرة من بعضها حيث آثرت اقتطافها من مصادرها.
لقد عالج العديد من المسميات واسباب تسميتها كثير من الكتاب والمؤلفين والباحثين وأسهبوا في ذلك ماضيا وحاضرا فسالت أقلامهم وخطت في تاريخ بلادنا عامة ومنطقة الخليل خاصة جزاهم الله خيرا على ما جهدوا وابانوا واضاءوا نبراسا للحقيقة ، تاركا للمهتمين مجال الاستزادة حول تلك التسميات المشابهة الكثيرة والتي أجاد الآخرون في الكتابة عنها وعن غيرها بالتفصيل في مراجع تتعلق بتاريخ الخليل والحرم الابراهيمي الشريف وجبل الرميدة والزوايا والمقامات وغير ذلك من مراجع تم ذكر بعضها في نهاية الورقة ، ومراجع أخرى يستدل عليها من حواشي المراجع المنوه عنها. وسيتم عرض شرائح (Slides ) ومرتسمات شفافة (Transparencies) خلال الإشارة إلى المسميات المختلفة حيثما أمكن.
لقد ذكرت مصادر مختلفة وفصلت تسميات وأصولها واسباب إطلاقها على مسمياتها مثل : "فلسطين، الخليل، خليل الرحمن، حبرون، ارض كنعان، قرية أربع، تربنتس ( رامـة الخليل )، بثنيم ( بيت عينون ) ". وكذلك ما يتعلق بالحرم الابراهيمي مثل : " الطبلخانة ، الجاولية ، مدرسة السلطان حسن ، القلعة " . إضافة إلى بلدات وقرى وخرب منطقة الخليل. وتعرضت إلى القبائل(1) التي نزلت ديار الخليل مثل : جذام ، لخم ، بنوجرم، الخوارزميون التركمان، والأنباط. ومن المسميات في الخليل أذكر ما يلي :
أولا: الشوارع
وقد اتبعت في ترتيب تسلسلها الحروف الهجائية كما يلي :
1- شارع الحاووز
وهو الذي يبدأ من ميدان باب الزاوية وينتهي مع نهاية حدود بلدية الخليل تقريبا من ناحية الغرب الجنوبي باتجاه الظاهرية وبئر السبع. وينسب اسمه إلى الحاووز الأول وهو خزان المياه تحت سطح الأرض الذي يحوز على الماء الذي يضخ إليه من الآبار الارتوازية في منطقة مخيم الفوار ولا زال موجودا قرب الجمعية الخيرية الإسلامية. وقد شغل البناء الواقع بجواره موظف البلدية المسؤول عن ضخ مياه الخزان إلى المدينة لمدة طويلة تبعه أحد مخافر الشرطة الفلسطينية في نهاية القرن الماضي. أما الحاووز الثاني فقد أنشئ كخزان معدني للمياه فوق سطح الأرض من قبل سلاح الهندسي الملكي أيام العهد الأردني قبل عام 1967 في مكان مدرسة بنات غرناطة الأساسية حاليا.
2- شارع الحرس
وهو الشارع المنحدر الذي يربط ما بين شارع سبته – بئر المحجر في مفترق جامعة الخليل غربا وشارع عين سارة شرقا ولا يتجاوز طوله الثلاثمائة متر. وكان المبنى الذي يستخدم كمخفر للشرطة حاليا في الطرف الشرقي للشارع مخفرا لرجال الأمن والحرس الوطني الأردني يتحكم بالمدخل الرئيسي الوحيد إلى مدينة الخليل من جهة الشمال، حيث كان يصعد رجل الأمن إلى حافلة الركاب القادمة من القدس وغيرها ليتفقدها والمسافرين قبل أن يسمح لها بدخول المدينة. ويطلـق على المسجـد الذي يضم زاوية الشيخ حسني القواسمة بجـوار مخفر الشرطة المذكور "مسجد الحرس" أيضاً.
3- شارع الشلالة (القديم والجديد)
ويصل القديم ما بين ميدان "عين العسكر" والطرف الشرقي لشارع باب الزاوية، أما الجديد فمن ميدان "عين العسكر" وحتى ميدان "باب الزاوية" نفسه. ويشكل الشارعان عصبين تجاريين هامين في وسط المدينة. وقد كان يمر من شارع الشلالة القديم سيل ماء يبدأ من عين أم الفرج التي كانت تنبع من أمام المدرسة المحمدية في باب الزاوية، وكان ذاك السيل يشكل شلالا صغيرا في الشارع. فجاء هذا الاسم "الشلالة" تصغير مؤنث عن "الشلال" في اللغة العربية على السنة أهل العربية دون سواهم. وكان ينبت على جنبات السيل نبات القصب بكثرة. وحين فتح شارع آخر فيما بعد موازيا للأول من الناحية الشمالية أطلق عليه شارع الشلالة الجديد.
4- شارع الشهداء
ويصل ما بين مفترق سوق الجملة المركزي القريب من مسجد أهل السنة ومفترق محطة الباصات المركزية القريبة من مدرسة أسامة بن المنقذ. وتقول الرواية أن الشهداء الأربعين المدفونين في مشهد مسجد الأربعين الواقع في جبل الرميدة قطعت رؤوسهم وتدحرجت من هناك حتى وصلت المكان المقابل لمحطة الباصات المركزية حيث تنبت في الموقع شجرتا بطم كبيرتان يطلق على إحداهما "بطمة الشهداء"، وعلى الشارع الذي يبدأ من هناك "شارع الشهداء".
5- شارع باب الزاوية
ويبدأ من مفترق شارع الشلالة القديم وامتداد شارع الشهداء وحتى ميدان باب الزاوية. وتعود التسمية إلى زاوية آل السعيد التي سيمر ذكرها لاحقا في "حارة باب الزاوية".
6- شارع بئر الحمص
ويبدأ من ميدان باب الزاوية متقاطعا مع شارع الكرمل الواصل ما بين مسجد الشيخ علي البكاء ومبنى الغرفة التجارية. وكان يوجد قرب هذا التقاطع بئر يطلق عليه "بئر الحمص".
7- شارع بئر السبع (شارع السبع):
وهو الشارع الموصل ما بين مدينتي الخليل وبئر السبع مارا بالظاهرية. ويذكر صاحب" الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل " الرواية الآتية توضح سبب تسمية مدينة "بئر السبع" بهذا الاسم:
"… ثم سار إبراهيم من مصر إلى الشام ، واقام بين الرملة وايليا، فهو أول من هاجر من وطنه (ويقصد العراق) في ذات الله تعالى حفظا لإيمانه. ولما نزل بالموضع الذي يعرف بوادي السبع وهو شاب لا مال له، أقام حتى كثر ماله وشاخ وضاق على أهل البلد مواضعهم من كثرة ماله ومواشيه. فقالوا له : يا شيخ ارحل عنا فقد آذيتنا بمالك أيها الشيخ الصالح – وكانوا يسمونه بذلك – فقال لهم : نعم ارحل عنكم ، فلما هم بالرحيل قال بعضهم لبعض : انه جاء عندنا وهو فقير وقد جمع عندنا هذا المال كله فلو قلنا له اعطنا شطر مالك وخذ الشطر، فقالوا له ذلك ، فقال لهم : يا قوم صدقتكم جئتكم وكنت شابا واليوم صرت شيخا فردوا علي شبابي وخذوا ما شئتم من مالي. فخصمهم ورحل عنهم. فلما كان وقت ورد الغنم الماء جاءوا يستقون فإذا الآبار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : الحقوا الشيخ الصالح الذي كنتم في بركته واسألوه الرجوع فإنه إن لم يرجع هلكنا وهلكت مواشينا. فلحقوه فوجدوه في الموضع المسمى بالغار وسألوه الرجوع ، فقال : إني لست براجع ودفع لهم سبع شياه من غنمه وقال لهم : اذهبوا بها معكم فإنكم إذا أوردتموها البئر ظهر لكم الماء حتى يكون عينا تجري فاملأوا واشربوا واسقوا مواشيكم ولا تقربها امرأة حائض. فرجعوا بالأغنام ، فلما وقفت على البئر ظهر لهم الماء فكانوا يشربون منها وهي على حالها لم تنقص أبدا ، واستمرت على تلك الحالة حتى أتت امرأة حائض واغترفت منها فغاض ماؤها. ورحل إبراهيم عليه السلام ونزل اللجون واقام بها ما شاء الله تعالى. ثم أوحى الله إليه أن انزل حبرى. فنزل بها ، ونزل عليه جبريـل وميكائيل عليهما السلام بحبرى وهما يريدان قـوم لوط عليه السلام" ( 2: 35 ج1).
8- شارع حارة الشيخ
ويقع في حارة أو حي أو محلة الشيخ علي البكاء. وقد ورد في بعض المصادر انه سمي " بالبكاء" لكثرة بكائه خشية الله. وورد في مصادر أخرى رواية تتعلق براهب صحبه أثناء حضوره إلى البلاد قادما من العراق (1 :73-74)، (2 :150 ج2)، (7 : 36)، (8 :32). وكان هذا الحي منعزلا عن مدينة الخليل ولكل منهما أبوابه الخاصة التي تغلق ليلا بعد صلاة المغرب منعا للمواصلة بينهما ومع بقية المقاطعات، وللمحافظة على الأمن والسكينة. ويروى أن من كان يريد من حارة الشيخ زيارة الخليل؛ كان عليه أن يلبس العباءة المخصصة لذلك والموجودة باستمرار في مسجد الشيخ علي البكاء ثم يذهب إلى المدينة.
9- شارع حبايل الرياح – شارع المدينة المنورة
ويمتد من مفترق شارع ممرا وحتى قرب مستشفى عالية من الجهة الشرقية. و"حبايل" جمع "حبلة". والحبلة هي قطعة الأرض في سفح الجبل. والشارع يمر من تلة أو جبل حبايل الرياح المكشوف من الناحية الغربية حيث تصطدم به الرياح الباردة القوية من جهة الغرب حين هبوبها شتاء وكذلك الرياح اللطيفة ذات النسيم العليل صيفا. وقد تم تعريض وتزفيت الشارع في الثمانينات بتمويل من المدينة المنورة حيث تم عمل اتفاقية توأمة بين بلدية الخليل وبلديتها فسمي باسمها أي : شارع المدينة المنورة.
10- شارع درج التنانير
وكان يربط بين بداية سوق القصبة وبداية شارع الشهداء من ناحية الغرب مارا بجوار محطة الحافلات المركزية التي حولتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى معسكر للجيش بجوار مدرسة أسامة بن منقذ والتي استولت عليها أيضا، وكانت تقوم على جانبه تنانير (جمع تنور) لصناعة الفخار.
11- شارع (زقاق) العميان
ويربط ما بين شارع باب الزاوية عند زاوية آل السعيد وأول طريق بئر السبع عند طلعة عبد شاكر عمرو.وسبب تسميته بشارع العميان هو كما يلي : كان للشيخ علي البكاء رحمه الله كرامات مختلفة في حياته وبعد مماته بقيت هذه الكرامات تؤثر في أهل حارته ، فقد تناقلوا على مستوى الحكاية الشعبية كرامة له من انه صانهم وحماهم من بطش جنود إبراهيم باشا أثناء ضربهم للثورة في الخليل في منتصف القرن الماضي ومفاد الحكاية: أن خيل المهاجمين اضطربت وأصيبتبالعمى أثناء مرورها في قصبة المدينة ودب الرعب في انفس الجند وسمي ذلك المكان "بزقاق العميان" ومازال يعرف بهذا الاسم (7 :26).
12- شارع زقاق فرن أم شحدة
ويتفرع عن شارع سبته مقابل مسجد الأنصار مارا بمبنى جامعة بوليتكنك فلسطين / قسم الهندسة الكهربائية، وكان يقوم في مكان التقاء الشارع المقصود وشارع سبته فرن كانت تملكه الحاجة عفيفة أحمد الجنيدي المكناة "أم شحدة" والمتوفاة في حوالي عام 1965م. وتم هدم الفرن حين جرى توسيع شارع سبته. وكان الشارع المقصود زقاقا ترابيا ضيقا تكسوه الشجيرات البرية الشائكة المتشابكة كالعوسج والسويد والبلوط، ولا زال يعرف الشارع بهذا الاسم إضافة لاسم "شارع أبو اكتيلا " نسبة إلى وادي أبو اكتيلا الذي يمر في المنطقة الغربية من الخليل. و" اكتيلا " اسم لإحدى الأعشاب البرية التي تنبت في جبال ووديان الخليل ، ويبدو أنها كانت تنبت بكثرة في هذا الوادي لدرجة تسميته بها.
13- شارع زقاق الهيش (شارع السلام) :
ويصل ما بين مربعة سبته ومفترق شارع الحاووز – عيصى. وقد كان في العهد الأردني زقاقا ترابيا ضيقا لا تمر منه سوى الدواب، وبصعوبة كبيرة شاحنات صغيرة حيث كانت الشجيرات الحرجية البرية الملتفة المتشابكة كالبطم والبلوط والسويد تنبت في الزقاق ، ويطلق على هذا التواجـدمن النبات (هيشBushes )، وقد تم توسيع الشارع وتهيئته وتقليل انحناءاته ثم تزفيته مرتين قبل أن يصبح بوضعه الحالي. وأطلق اسم (شارع السلام) لاحقا عليه وعلى شارع سبته حيث يشكل أحدهما امتدادا للآخر على جانبي مربعة سبته وذلك تيمنا وأملاً في أن يحل السلام في المنطقة.
14- شارع سبته :
ويمتد من مفترق "مربعة سبته" ويتجه شمالا حتى مفترق جامعة الخليل. وكانت تقوم هناك في ظاهر المسكوبية الشمالي خربة سبته بها أنقاض ومدافن منقورة في الصخر(1). ويكون الشارع الجزء الشمالي من "شارع السلام ".
15- شارع عين خير الدين:
وهو الشارع الذي يقع ما بين مبنى مديرية التربية والتعليم ومدرسة الحسين بن علي الثانوية تقريبا. ويطلق عليه وعلى شارع عين سارة "شارع الملك عبد الله ". وينسب اسمه إلى عين خيرالدين الواقعة على يسار مدخل ملعب مدرسة ابن رشد. ويروى أن الشارع والعينينسبان إلى"خيرالدين" والي الخليل الشامي الأصل في العهد العثماني، وكان رجلا عادلا وحازما، ومما يروى عنه في ذلك انه كان يأمر بإحضار كل لص ومعتد وعابث بأمن المواطنين ، ويطلب من جهاز الأمن أن يمدد الشخص على الأرض مستعملا فعل الأمر "سطحه" بمعنى مدده على سطح الأرض، ثم يًضرب الجاني على باطن قدميه حتى يعلن إقراره ثم توبته وتعهده بعدم تكرار فعلته. وبهذه الطريقة أشاع الأمن والنظام بين كافة مواطني المنطقة(2).
أما أخوه حسن بك والي يافا في نفس الفترة ، والذي ينسب إليه مسجد حسن بك في يافا، فكان رجلا عادلا وذكيا. ومما يروى عنه في ذلك أن أحد المواطنين شكا إليه يوما عن سرقة عدد من زهر القرنبيط المزروع في أرضه وتكررت السرقة والشكوى اكثر من مرة. فأمر الوالي بغـرز دبوس في زهرة كل قرنبيطة، وحين وصلته أول شكوى سرقة بعد ذلك، ذهب إلى سوق بيع الخضار، واتجه إلى أحد أكوام القرنبيط يتفحصه ، موهما البائع بإعجابه بالبضاعة مادحا إياها واهتمام مزارعها بها ، وهكذا كرر ذلك حتى وجد قرنبيطا عند أحد الباعة وقد غرز فيه من دبابيسه. وبهذه الطريقة اهتدى إلى السارق وأمر بإحضاره ومعاقبته بما يستحق(3).
16- شارع عين سارة :
ويبدأ من مفترق شارع "ممرا" وشارع "قرن الثور" مرورا بمدرسة الحسين بن علي– وكان اسمها سابقا مدرسة بيلي(1)- وينتهي عند مفترق الحرس. وكان يطلق على مكان الشارع "وادي سارة"، ومن شمال المفترق الحرس يطلق عليه شارع القدس. وينسب اسمه إلى "عين سارة" التي تقع على الجهة اليسرى للشارع مقابل مدرسة الحسين إلى الشمال قليلا. وقد ورد ذكرها في "بلادنا فلسطين": "بظاهر البلد بين الكروم، منبعها قريب من حوضها". و"سارة" كلمة معناها "أميرة"(2)، و"سارة" زوجة إبراهيـم عليه السلام وهي ابنة عمه هاران، كان اسمها "يسارة"، واليها تنسب تسمية العين (النبع) والشارع والحي كذلك. وقد ذكر "عين سارة" هذه الشيخ إبراهيم بن زقاعة(3) في شعره قبل اكثر من ستمائة سنة حيث قال :
فعين سارة لا أنسى مواردها وعين حلحول أعني عين ذا النون
ويطلق عليه وعلى شارع عين خيرالدين "شارع الملك عبد الله" أيضا.
ويطلق عليه وعلى شارع عين خيرالدين "شارع الملك عبد الله" أيضا.
17- شارع عيصى :
ويتفرع عن شارع الحاووز أو شارع بئر السبع متجها إلى غرب مدينة الخليل. وعيصى في اللغة تعني المنطقة ذات الأشجار الكثيفة الملتوية، وهذا لا زال ظاهرا في ما تبقى من الأشجار ، البرية منها، الموجودة في منطقة عيصى والتي تقع إلى الغرب من مدينة الخليل.
18- شارع وادي التفاح القديم :
18- شارع وادي التفاح القديم :
ويمتد ما بين منطقة باب الزاوية، وتحديدا البنك الإسلامي ، ومفترق "مربعة سبته ". ويعرف كبار السن أن الأراضي من حوله كانت تزرع فيها أشجار التفاح التي تتطلب المناخ البارد والتربة الطينية السميكة التي تحتفظ بالرطوبة صيفاً، وهذا ما ينطبق على منطقة الوادي. وكان يمر من الجانب الشمالي للشارع سيل ماء ينبع من عين خير الدين، وكانت تكثر فيه الضفادع وعلى جانبيه ينمو القصب. ومن أطرف ما يذكر عنه أن الجزء الواقع منه ما بين مفترق شارع "قرن الثور" و "مربعة سبته" قد تم تعبيده وتزفيته في خطين متوازيين عرض الواحد منهما حوالي 80 سم ، أي تم تزفيت مكان سير إطارات السيارات فقط، وتركت المسافة بينهما بدون تزفيت في الخمسينات، وذلك بهدف اقتصادي، فكان يشبه سكة الحديد، مما دعا المواطنين إلى إطلاق اسم "القطار أو الترين Train" على حافلة الخط الداخلي التي كانت تنقل المواطنين عبر ذلك الشارع. ويطلق عليه "شارع الملك حسين" أيضا.
19- شارع وادي التفاح الجديد (شارع العدل) :
وقد أنشئ في السبعينات موازياً لشارع وادي التفاح القديم من جهة الغرب عبر الأراضي الزراعية الخصبة. وكانت تقوم مكان بدايته محطة تشحيم وغسيل للسيارات ومقهى باسم "قهوة اللاجئين" من جهة الشرق. وفي الثمانينات – حين عين مسؤول دائرة أملاك الغائبين اليهودي "زمير شيمش" رئيسا لبلدية الخليل- تم إجراء تعديل على الجزء الغربي من الشارع وحتى التقائه بشارع زقاق الهيش إثر خلاف بين أصحاب الأراضي مما دعاه إلى تسمية الشارع بشارع العدل على اعتبار أن الوضعية الجديدة للشارع هي الوضعية الصحيحة العادلة.
وهناك شوارع أخرى كثيرة في الخليل بعضها له مناسبة وسببا في تسميته وردت في بعض المصادر كشارع ممرا(1) أو " نمرا " كما يلفظه المواطنون نسبه إلى "عين ممرا" الواقعة في المنطقة الشمالية من الخليل(2) والتي اتخذ الأمير الأموري المسمى"ممرا " من موقعها سكنا له. أقام إبراهيم عليه السلام مخيمه في موقعها. وشارع الزاهد نسبة إلى الشيخ عيسى الزاهد(3) وغير ذلك من الشوارع.
ثانيا : الأسواق
وقد اتبعت في ترتيب تسلسلها بادئا من جهة الغرب إلى الشرق خلال السير في البلدة القديمة كما يلي :
1- سوق القصبة
ويمثل السوق الرئيسي في البلدة القديمة وعصبها ، ويبدأ عند ساحة عين العسكر- حيث كانت تقوم هناك بلدية الخليل في الخمسينات والستينات في مبنى تشغله حاليا جمعية سيدات الخليل الخيرية - وبداية شارع الشلالة القديم والجديد وشارع الزاهد وشارع طلعة الكراج، وينتهي السوق بقنطرة "خزق الفار" التي تؤدي إلى سوق الجملة المركزي ، ويتفرع عنه أسواق وأزقة عديدة تماما كما تتفرع السنبلة بشعيراتها عن القصبة في حالة القمح، والسنبلة والأوراق في حالة الشعير. ويطلق اسم " سوق القصبة " في بلدان أخرى على الحالات المماثلة حيث تحيط به البيوت والحارات القديمة كما في مدينة نابلس ومدينة تونس العاصمة وغيرهما.
2،3- سوق الحصرية/ اللحامين
وسوق الحصرية يلي سوق اللحامين وإلى الشرق منه، ويعتبران امتدادا لسوق القصبة باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف. ويبدأ سوق اللحامين - ولازال فيه بعض حوانيت اللحامين أو الجزارين - من قنطرة "خزق الفار". أما سوق الحصرية - وقد ذكر صاحب الأنس الجليل(4) اسمه ذكراً - فقد اشتهر بالحوانيت التي كانت تبيع الحصر (جمع حصير وحصيرة) المصنوعة من القش أو النخيل أو غيرهما، والبسط (جمع بساط) والمزاود (جمع مزودة) وكلاهما كان يصنع في بيوت القرى المختلفة من شعر الحيوانات ليفرش على الأرضيات فوق الحصر شتاء.
4-سوق الزياتين
ويلي سوق الحصرية باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف مارا بمدخل قنطرة حمام الخليل حتى نهاية مبنى مسجد ابن عثمان. وقد ذكر صاحب الأنس الجليل(1) اسمه ذكراً. وكانت تباع فيه أنواعالزيوت المستخرجة من الزيتون (حيث كان الصابون يصنع منه ومن القلي الذي يأتي البدو(2) به) ومن السمسم (السيرج) وغيرهما. وكان يوجد في المنطقة العديد من المعاصر (جمع معصرة) لاستخراج زيت السيرج من السمسم ولا زال بعضها موجودا ولكنه لا يعمل.
5-سوق الغزل
ويرى بعض أهل الخليل أنه المقابل لباب مسجد ابن عثمان ويشكل بداية المدخل من السوق الرئيسي إلى حارة العقابة. وكان يتم فيه غزل عدول الشعر وبيوت الشعر والأخرجه (جمع خرج) حيث تصنع من شعر الماعز ، وكذلك غزل البسط والمزاود. وقد ورد ذكره في "الأنس الجليل"(3) خلال نبذة من أخبار المدينة بما فيها الزوايا والمشاهد حيث يقول : "ومشهد بالقرب من باب المسجد بخط سوق الغزل عند عين الطواشي، به ضريح الشيخ يوسف النجار صالح مشهور". وقد يشير هذا القول بأن السوق المقصود يقع في نهاية السوق المسمى حاليا " شارع جمال الدين الأفغاني" حيث تقع على يمين المتجه إلى الحرم "زاوية الأشراف أو زاوية المغاربة "، وعن يساره موقع عين الطواشي بالقرب من المدرسة القيمرية التي يقيم فيها اليهود اليوم. وقد ورد في بلادنا فلسطين بأن الخليل قد اشتهرت بغزل القطن ، حيث كان السكان يزرعون القطن فيغزلونه ويبيعونه في القدس أو في غزة(4).
6- سوق الخواجات
ويمتد في المسافة القصيرة الواقعة ما بين مفترق المدخل إلى جامع ابن عثمان وسوق الغزل وحارة العقابة وبين مفترق "مربعة السوق". والكلمة "خواجة" تطلق على التاجر، حيث كان التجار يشغلون الحوانيت على جانبي ذلك السوق.
7- سوق اللبن
ويطلق على الشارع المستقيم الذي يبدأ من مفترق "مربعة السوق" ويتجه جنوبا حتى أول منحنى في الشارع. وكان اللبن وكافة منتجاته (الحليب، الكشك أو اللبن الجميد، الأجبان، الزبدة، اللبنة، واللبن الرائب) تباع في حوانيت هذا السوق المتخصص بذلك دون غيره. أما الآن فعددهم لا يتجاوز الثلاثة حوانيت. ويطلق اسم "حارة الحوشية" على المنطقة المحيطة بهذا السوق.
8- سوق الإسكافية
ويلفظ سوق اسكافية، وهما سوقان قديم (غربي) وجديد نسبيا في بنائه (شرقي). وكانت تصنع في كليهما وتباع كافة المنتجات المصنوعة من إطارات السيارات (الكاوتشوك) مثل: الأحذية، دلاء المياه لإخراجها من الآبار ، أو نقلها على الدواب لبيعها ، المقاطف (جمع مقطف) وهو القفه ، الأحزمة وغير ذلك ، وكذلك تصليح الأحذية. ونسب اسماهما إلى الإسكافية (جمع إسكافي) الذي يقوم بالأعمال الواردة أعلاه أو ببعضها.
9- سوق العطارين:
ويمتد من مفترق "مربعة السوق" وحتى زاوية الأشراف تقريبا. ويدعى حاليا "شارع جمال الدين الأفغاني". وكانت الحوانيت على جانبيه تبيع كافة المواد المسماة بالعطارة وتضم التوابل بأنواعها والبذور والأعشاب والأصباغ والأدوية وكافة ما يمكن أن يستعمل في علاجات الأمراض والأورام المختلفة، وكذلك زيوت النباتات والأعشاب وغير ذلك. وكان (العطار) بمثابة الصيدلي حاليا من حيث وصف وتركيب الأدوية وبيعها للعلاج. ومن الأمثال الشائعة : (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر)، أي كما العطار ورغم قدراته العلاجية ومعرفته الفائقة لا يستطيع علاج الأمراض المستعصية كمرض الهرم مثلا، فلا يستطيع المختص والعالم بأشياء ما أن يعالج أمور ساءت نتيجة تدخل عوامل خارجة عن إرادته.
10- سوق البازار (البيزار):
وقد هدم أثناء عملية هدم المباني القديمة وتوسيع الساحات حول الحرم الإبراهيمي إبان العهد الأردني. وكان يمتد من زاوية الأشراف وحتى نهاية الواجهة الغربية الجنوبية من الحرم. وكانت ترد إليه الحبوب (القمح، الشعير، الذرة، وغيرها) بكميات كبيرة حيث تنقل على الجمال من مناطق الريف والبادية في جنوب فلسطين، ثم تباع إلى المواطنين، وكانت وحدات الكيل بأوعية من الخشب ثم الحديد(1).
ثالثا: الحارات والأحياء
(1) حارة الأكراد
ورد في بعض المصادر ذكر حارة الأكراد بالاسم والموقع فقط، حيث تقع شرقي الحرم الإبراهيمي الشريف، ويجدر القول هنا بأنها تنسب باسمها إلى العائلات كردية الأصل أي التي تعود بأصلها إلى الأكراد والتي جاءت مع وإثر حملة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ضد الصليبيين حيث انتصر عليهم وطردهم من بلادنا بما فيها الخليل عام 1187م. ومن هذه العائلات كما يروي أهل الخليل : القيمري ، أحمرو، نيروخ، أبو خلف، فراح، دوفش، زلوم، سدر، عسيله، وغيرهم.
(2) حارة السواكنة
وتكون القسم الغربي من البلدة القديمة من حارة القزازين وحتى ديوان آل النتشه القديم. ويروى أن سكانها من عائلة النتشه قد هاجروا إلى الخليل قادمين من الحجاز، وان نسبهم يرجع إلىسكينة بنت الحسين بن علي-رضي الله عنهم-، وان "السواكنة" سميت بهذا الاسم نسبة إليها، ولكونهم نزلوا وسكنوا في تلك الحارة(1).
(3) حي مغارة الزقاعة
ويقع في أحد جبال المنطقة الغربية من الخليل في موقع بداية طريق عيصى، وفيه مغارة تعرف باسم "مغارة الزقاعة" نسبة إلى الشيخ العلامة الشاعر الإمام المقرئ إبراهيم بن زقاعة المولود في غزة والمتوفى في القاهرة حوالي عام 818هـ، ويقول في منظومة شعرية مشيرا إلى المغارة ومنطقتها القريبة من " المشاهد الغربية ":
وآخر الليل عرسنا بمنزلة يلوح منها روابي طور سينين(2)
وقد ذكرت المصادر المختلفة(3) الكثير من الحارات والأحياء في الخليل، وسأذكر أسماء بعضها وسبب تلك التسمية فقط، ويمكن الرجوع إلى المصادر للإطلاع على تفاصيل أخرى ذات قيمة ومن هذه الحارات:
1. حارة الشيخ: نسبة إلى الشيخ علي البكاء.
2. حارة باب الزاوية: نسبة إلى زاوية آل السعيد المدفون فيها الشيخ محمد السعيد والشيخ يحيى السعيد.
3. حارة الزجاجين: نسبة إلى عمال ومصانع الزجاج التي كانت فيها منذ مئات السنين. ويلفظها المواطنون "القزازين".
4. حارة العقابة: وكان يطلق عيها حارة الجبارنة( الجبارية) والفستقة، وكان يقيم فيها عمال المعاطف الشتوية المصنوعة من الجلد.
5. حارة الحرم: وتحيط بالحرم الإبراهيمي الشريف.
6. حارة المشارقة (المشيرقة أو المشرقية) :وهي قسمان المشارقة الفوقا والمشارقة التحتا وتقعان في الجزء الشرقي من المدينة.
7. حارة قيطون أو رأس قيطون : حيث كان يقيم فيها عمال القطن. وقيطون معناها (المخدع)، وتنسب أيضا إلى ولي من أولياء الله يدعى قيطون وفيها زاوية تحمل اسمه، وقد ذكرها الشيخ إبراهيم بن زقاعة في شعرة حيث قال :
يا ما ألذّ أويقات لنا سلفت عند المشاهد من شرقي قيطون(1)
8. حارة اليهود: وكان يسكنها اليهود قبل عام 1929م، ولم يكن يسمح لهم مسؤول الدولة العثمانية الإقامة في غيرها. وقنطرة "خزق الفار" تنسب تسميتها من خلال رواية تتعلق بهم.
9. حارة الدارية: نسبة إلى أحفاد الصحابي تميم بن أوس الداري الذي أقطعه الرسول عليه السلام (حبرون، المرطوم، بيت عينون، وبيت إبراهيم وما فيهن).
10. حارة القصاروه : نسبه إلى عائلة القصراوي.
أما حارة الحدابنة أو الجدابنة وحارة النصارى وحارة الشعابنة فقد ذكرت في تلك المصادر ولكن لم تتعرض لما يفيد عن سبب تسميتها.
رابعا: العائلات
1- عائلة النتشـه :
ويرجع البعض نسبهم إلى بلاد الحجاز. وتقول الرواية أن أربعة أخوة دخلوا مغارة في جبال جنوب الخليل قادمين من الحجاز احتماء من المطر والثلوج. ثم أرسلوا أحدهم ليأتيهم ببعض الحطب ليستدفئوا بناره، وحين أطالوا انتظاره خرجوا ليستطلعوا خبره فوجدوه ميتا متجمدا من شدة البرد وقد أمسك بنبتة "نتش"، العشبة الشائكة المنتشرة في جبال الخليل. وحين نزل أحدهم مدينة الخليل وقص قصته فيها أطلق علية وعلى ذريته عائلة النتشه. أما أخواه الآخران فقد نزلا مناطق أخرى في فلسطين منها منطقة بئر السبع(2). و"النتوش" قبيلة تضم خمسة عشرعائلة منها "النتشه، العطاونة، التياها، السلالين، وغيرهم"(3).
2- عائلة التميمي :
وهي عائلة كبيرة ذات فروع كثيرة ترجع بنسبها إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري من قبيلة "جرم". ويروى أنه حين كان على أطراف المدينة المنورة قادما من بلاد الشام، وكان يحمل على دابته جرار خمر ليبيعها هناك، علم بنزول آية في تحريم الخمر، فما كان منه إلا أن سكب جراره وسال ما فيها على الأرض. ولما وصل المدينة أراد بعضهم إخباره بتحريم الخمر، فقال بعضهم للآخر وقد وصلهم خبره : "تميم داري" أي تميم عالم أو عنده علم أو دراية بالموضوع فلا حاجة لإخباره(4). وعائلة التميمي هي نفسها عائلة الدارية أو الداريين.
3- عائلة أبو اسنينـه:
ويرجع نسبهم إلى سرية "الأسنة" من الجنود حملة الأسنة (جمع سنان) الذين حضروا مع القائد صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله- من بلاد القوقاز، وعين لهم موقعا جنوب الخليل للدفاع عنها من هجمات الصليبيين القادمة من جهة عسقلان(1).
وقد تم ذكر الكثير من عائلات الخليل في مصادر مختلفة(2)، مع تفاصيل مفيدة عنها وسأذكر هنا بعضها مع أصلها ونسبها فقط(3):
1. عائلة الجعبري : ويرجع نسبهم إلى قرية "جعبر" التي تقع على الضفة اليسرى من الفرات الأوسط وكانت "جعبر" قديما تسمى "القلعة الدوسرية " نسبة إلى "دوسر" غلام النعمان بن المنذر ملك الحيرة.
2. عائلة القواسمه " القواسمي": ويرجع نسبهم إلى الفقيه شرف الدين قاسم بن الشيخ القدوة علم الدين سليمان بن شرف الدين قاسم الحوراني 696هـ.
3. عائلة قويدر: وهي عائلة خليليه مغربية الأصل من ذرية "سيدي عبد الله الغزاوني" وتعرف باسم المغاربة.
4. عائلة طهبوب : يذكر آل طهبوب في الخليل أنهم من أعقاب بني أمية، وانهم من ذرية عبد الرحمن المرواني الأموي، واشقاؤه: خير الدين، الوارد ذكره في " شارع عين خير الدين"، وشهاب الدين، ومحمد الذي توفي في البحر أثناء عودته من الأندلس، واسم والدتهم "ست الزوم". إما ابن عمهم شمس الدين أبو البركات الزرو المرواني- الذي تعود عائلة الزرو المروانيين بنسبها إليه- فقد كان مستشاراً لوالدهم(4).
5. عائلة اشتي : ويرجع نسبهم إلى عسقلان. ومنهم علي الشيخ الصالح علاء الدين العسقلاني الأصل الخليلي المعروف بابن شتي، توفي عام 933هـ.
6. عائلة قنيبي (اقنيبي) : ويعودون بأصلهم إلى العراق وقد نزحوا من حلحول ونزلوا الخليل وفيها عرفوا بهذا الاسم.
7. عائلة الحموري: من أعقاب التدمريين المنسوبين إلى الخطيب تاج الدين اسحق بن الخطيب برهان الدين إبراهيم بن احمد بن محمد بن كامل التدمري الشافعي خطيب حرم الخليل توفي عام 833هـ.
8. عائلة القيمري : ويرجع بنسبهم إلى بلدة " قيمر" ببلاد الأكراد.
خامسا :عيون الماء:
وكان يوجد 25 ينبوعا من الماء في مدينة الخليل منها:
1- عين عـرب:
تقع في شارع وادي التفاح القديم من ناحية الغرب، وقد هدم البناء الذي كان فوقها وأعيد بناؤه مرتين بهدف توسيع الشارع من جهة والمحافظة على العين من الناحية التراثية من جهة أخرى، علما بأنها نضبت مؤخرا وألغيت وأصبح البناء فوق مكانها مجرد شاهد عليها وعلى موقعها. وماء عرب، بكسر الراء، بمعنى كثر، والتعريب الكثير من الماء الصافي، وبئر عربة كثيرة المياه، وعرب النهر كثر ماؤه، ومن هنا يبدو أن الجزء الثاني من "عين عرب" يلفظ بكسر الراء وليس بفتحه، وبالتالي لا علاقة بلفظ" عرب" بفتح الراء، بعين الماء هذه. ويبدو أن مياه هذه العين كانت غزيرة وكثيرة أعطتها الكثرة اسمها فأصبحت " عين عرب". وقد ينطبق ذلك على عيون العروب بين الخليل والقدس، ووادي عربة جنوب البحر الميت، وذلك بكسر الراء في كلمة "عربة" بدل فتحها، حيث تتجمع المياه من مختلف السيول على الجانبين السحيقين للوادي إلى أن تصب فيه فتجري خلاله بكثرة.
وهناك رواية أخرى تذكر أن شخصا اسمه "عرب القصراوي" أقام البناء عليها ثم قام والي الخليل خير الدين بمد خط مياه منها إلى المدينة(1).
2- عين العسكر:
وكانت تقع في أول سوق القصبة من ناحية الغرب في وسط الساحة التي لا زالت تحمل اسمها حتى اليوم. وينسب اسمها هذا إلى عسكر "جنود" جيش الدولة العثمانية الذي كانوا يقيمون مركزاَ لهم هناك. وكانت بلدية الخليل تشغل مبنى يطل على الساحة تشغله حاليا جمعية سيدات الخليل الخيرية للقيام بأحد نشاطاتها الخيرية من خلاله. وذكر في كتاب" مدينه خليل الرحمن" أن عنابر الجيش العثماني كانت في ساحة محطة الباصات المركزية بجانب مدرسة أسامة بن المنقذ و بجانب الحرم الإبراهيمي الشريف وفي حلحول والظاهرية(2).
3- عين وشارع وادي القناة :
وهي على يسار الشارع الذي يصل شارع سبته بشارع وادي أبو اكتيلا. كانت تزود الحرم الإبراهيمي الشريف بالمياه عبر قناة من مواسير فخارية تسير مع التقاء الوادي بالجبل، ولا زال قسم منها ظاهرا حتى أيامنا هذه في الجانب الشرقي من شارع سبتة، ويبدو للعيان جدار حجري أثري محاذي لها في المنطقة.
هذا وقد مر ذكر عيون ماء مع تفاصيل لتسمياتها حين تم الحديث عن الشوارع التي سميت نسبة إليها مثل: عين خير الدين، وعين سارة. كما ذكرت المصادر المختلفة عيونا كثيرة مع ما يفيد بأسباب تسميتها أو تاريخها مثل: عين ممرا(1)، وعين ننقرEl’unqur (2)، ذكرتها الفرنجة في العصور الوسطى، محرفه ، وعين قشقله(3) الواقعة في حارة الشيخ علي البكاء، وذهب بعضهم إلى أن قرية "اسكول Escol " أيام الرومان كانت تقوم على هذه العين، والراجح أن جواسيس موسى عليه السلام قد أخذوا معهم من رمانها وتينها وعنقوداً من العنب الذي لزم رجلان لحملة ويظهر مرسوما على بعض الحافلات السياحية.
وذكرت تلك المصادر عيونا أخرى وحددت مواقعها وكانت معروفة منذ القدم ومن أشهرها : عين الطواشي، عين المسجد، عين السميقه ، عين الحمام ، عين حبرى(4) وغيرها.
سادسا: آبار المياه
1. بئر السعيري
وكان يقوم في سفح جبل يمر بجانبه شارع بئر السبع وقد بني مسجد الشافعي حديثا في نفس المكان. ويطلق على الموقع "قف النبي". وتقول الرواية عن سبب تسميته بقف النبي "أن محمداً علية الصلاة والسلام قدم إلى المدينة المنورة لزيارة جده إبراهيم عليه السلام حيث التقى هناك برجل سأله النبي عن مكان القبر، فقال الرجل: ومن أين أتيت؟ فلما اخبره النبي انه مسلم قدم من بلاد الحجاز، أخبره الرجل أن عليه أن يسير نفس المسافة التي سارها من الحجاز حتى هناك وذلك حتى يصل القبر، فعدل النبي عن متابعة السفر، وصلى ركعتين لله تعالى، حيث ترك أثراً في القف (الصخر) لمكان قدميه وعاد من حيث أتى. وتضيف الرواية أيضا أنه تم نقل ذلك الأثر إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، وهو موجود حتى الآن في كوة عليها حديد حماية بطرف مصلى المالكية بجوار مقام الخليل عليه السلام ويزار من قبل المصلين والزائرين(5). وتذكر الرواية أيضا أن ذاك الرجل كان يهوديا.
وجاء في "من أعلام الخليل"، أن "قف لقون" هو المكان المقابل لحارة الشيخ علي البكاء إلى الغرب من جبل الرميده ويعرف اليوم "بقف النبي"، وعلى رأى شاعرنا الشيخ إبراهيم ابن زقاعه، يقال أن النبي داود مر بالمكان ودفن فيه، وهذا ما قاله في بيت الشعر الثاني لاحقاً، علما بأن النبي داود علية السلام دفن في القدس على جبل صهيون قريبا من السور خارجه. وكذا روايات كثيرة يرددها العوام من أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد مر على هذا القف"الصخر" وترك أثراً فيه-كما مر أعلاه- فضلا عن الروايات الكثيرة كمثل التي يقول بها شاعرنا "ابراهيم بن زقاعة" من أعداد الأنبياء الذين دفنوا في هذا المكان حيث جاء في منظومته الشعرية قولة :
وفي مقام علي البكا منارتها يضيء منها السنا في قف لقون
وقيل داود في لقون مندفنـا وأربعـون نبيا مـع ثلاثيـن(1)
2. بئر بلد النصارى :
يقع في النهاية اليمنى تقريبا لشارع سبتة من جهة الشمال في أول الطريق بين الخليل وبيت جبرين. وهو بئر ارتوازي يقوم في خربة النصارى التي لا زالت تحتوي على مبان مهدمة، اساسات، عقود صهاريج. وتقول الرواية أن مجموعتين من النصارى كانتا تقيمان في المكان فتشاجرتا فرحلت إحداهما إلى تفوح والأخرى إلى بيت كاحل. وكان الذي حل الخلاف بينهما شخص من آل عمرو، فأعطي قطعه أرض في المكان جزاء فضة الخلاف أو الشجار بينهما. أما سبتة فهي موقع أثري تقع في ظاهر "المسكوبيه" الشمالي، بها أنقاض، مدافن منقورة في الصخر. وقد قامت بلدية الخليل بمد خط مياه من البئر إلى المدينة في فترة السبعينات.
3. بئر المحجر
وهو بئر ماء يقع في الناحية الشرقية مباشرة من مفترق الخليل- ترقوميا - إذنا - بيت كاحل. وكان يوجد في المكان مقلع (محجر) لقلع الحجارة واستعمالها في البناء. ويطلق اسم الجزء على الكل، حيث تعرف المنطقة كلها والشارع المؤدي إليها بمنطقة أو حي وشارع "بئر المحجر" نسبة إلى البئر، وكذلك كان يطلق على الحافلة التي تنقل السكان إليه "باص سبتة- بئر المحجر".
سابعا: الخلاّت
خلة: إن كلمة خلة آرامية بمعنى الوادي والفاصل. وتطلق اليوم على الأرض الخصبة المنبسطة على جوانب الجبال أو التي تحيط بها المرتفعات تحفظها من العواصف والرياح الشديدة(2).
1- خلة أبو مجنونة:
وتقع في ظاهر المدينة الغربي ويبدو من الآثار التي وجدت فيها أنها كانت ذات شأن ومأهولة في العهد الروماني. وتقول الرواية أن ملكها كان يكنى بـ "أبو مجنونة" أو "أبو مجنون".
2- خلة حادور:
وهي الحي الواقع في المنطقة الشمالية من البلدة القديمة بدءا من جامع الشيخ رشيد وديوان الأكراد تقريبا وانتهاء بقمة الجبل الذي يقوم عليه محول رأس خلة حادور. وحيث أن المنطقة صخرية وكانت وعرة جدا، فقد تطلب الأمر إلى إقامة المباني وتحويلها إلى منطقة سكنية إجراء التفجيرات الصخرية الكثيرة باستعمال مسحوق ملح البارود الأسود حيث بعد حفر الثقب في الصخر بالإزميل وتعبئته بالمسحوق وقبل إشعال النار فيه، كان يصيح المسؤول بأعلى صوته طالبا من الناس القريبين من المكان الابتعاد عنه محذرا إياهم من تمحترم حجارة التفجير عليهم بقوله "حادور- بارود"أو "حاذور" بمعنى "حاذر" من أخذ "الحذر" والحيطة. ويبدو أنه ولكثرة تكرار التفجير والصياح بلفظ "حادور" أطلق على المنطقة أسمها الذي عرفت به حتى اليوم(1). وقد تكون المباني الواقعة في المنطقة الغربية من البلدة القديمة وكذلك مباني حارة الشيخ قد أقيمت وبنيت من حجارة هذه المنطقة أو الخلة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر