قبل سبع سنوات من الآن كان وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط هادئا،لا تسمع فيه سوى وقع منتظم رتيب لحوافر الحمير التي تجر متثاقلة عربات بعضها للبضائع والبعض الآخر يجد فيه المتمسكون بالبداوة وسيلة النقل المثالية.
أما اليوم في ظل التطور المتلاحق فقد أصبح مركز العاصمة موارا بأصوات الباعة المتنقلين: فهنا سنغاليون يبيعون المصنوعات الصينية كالمصابيح الصغيرة وقلامات الأظافر ويصيحون بعبارات عرض صيغت من كلمات فرنسية مكسرة، وهناك ماسحو أحذية ماليون وتوغوليون يساعدهم اغبرار الأرصفة على ترويج مهاراتهم في تلميع أحذية المارة.
تملأ أذنيك أصوات قرعهم على علب الألوان التي يحملونها.
غير أن الأصوات التي تزمجر من انشقاق الفجر إلى مغيب الشمس هي أصوات باعة بطاقات التزويد الخاصة بالجوالات.
لقد تحول هذا النشاط بعد أن رخص لثلاث شركات اتصال خاصة هي ماتل وموريتل وشنقيطتل في الاستثمار داخل قطاع الاتصالات، إلى نشاط مدر للأرباح يمارسه الجميع.
وابتكر الموريتانيون المعروفون بذكائهم التجاري، طريقة للترويج قائمة على استخدام مكبرات الصوت لعرض الخدمة بطريقة إذاعية ملفتة.
من عشرات مكبرات الصوت المحمولة على المناكب أو على اسقف السيارات تنطلق على مدار اليوم وبدونما توقف، عبارات الترويج ومنها 'لا اله الا الله.. نبيع بطاقات التزويد'.. 'محمد رسول الله نبيع جميع البطاقات لجميع الشركات' ..'الله أكبر نحول الرصيد.. الحمد لله نحول الرصيد.. أستغفر الله اشتروا من عندنا تنزل البركة.. سبحان الله تعال خذ واتصل واربح'، إلى غير ذلك.
ومن المروجين من يستخدم مقطوعات موسيقية قصيرة بين بلاغاته تجعل الزبون ينجذب إليه، ومنهم من ينشد الأشعار والأزجال للفت النظر إليه.
ويعرض البعض أسعاره بالأرقام'نحول 1000 بـ 1200..ونحول 500 بـ 700..ونحول 200 بـ 700'.
هكذا تتناغم هذه الأصوات هادرة في منطقة 'نقطة ساخنة' التي تعج بباعة الجوالات المستعملة وبمشتريها وبمصلحيها أيضا.
ومن باعة الأرصدة وباعة الهواتف من يقلد في ترويجاته مذيعين مشهورين مثل 'جميل عازر وعباس ناصر من قناة الجزيرة'.
يقول سالم ولد الصدفي وهو يعرض خدماته بصوت عباس ناصر 'تعجبني طريقة هذا المذيع فأنا أقلده لجذب الزبائن وقد جربت أن طريقته في صب جمله متلاحقة تلفت انتباه المارة وتجعلهم يشحنون هواتفهم عندي'.
أما الغريب في كل هذا فهو أن الموريتانيين حريصون على ملء هواتفهم بالرصيد ولو كان أحدهم فقيرا، ومنهم من يعتقد أن الهاتف يفسد إذا كان خاويا من الرصيد فعلى مالكه ألا يجوعه ولا يعطشه.
وقد ساهم هذا في رواج بطاقات التزويد وفي تحويل النشاط التجاري المتعلق بالجوالات من نشاط راكد قبل سنوات إلى النشاط الأكثر حيوية اليوم.
ويرى محمد ولد السنهوري وهو صاحب أقدم محل في مركز المدينة المسمى 'نقطة ساخنة'، 'أن بيع الهواتف الجوالة وبيع رصيد الهاتف يستوعب اليوم 80 بالمائة من الشباب الموريتاني العاطل الذي وجد في هذا النشاط وسيلة سهلة للحصول على لقمة العيش'.
ويؤكد سليمان ولد محمد خبير في المركز التجاري للهواتف وسط العاصمة 'أن باعة رصيد الهواتف يجنون لليوم ربحا صافيا لا يقل عن 20000 أوقية (حوالى 70 دولارا)'.
أما مركز الخبرة الذي يتأسس عليه السوق من الناحية الفنية فهو مجموعة من الخبراء الصينيين الذين اتخذوا من نقطة ساخنة مقرا لعرض خدماتهم، فهم يصلحون الفاسد ويستبدلون هياكل الهواتف وجلودها في دقة عالية.
أما اليوم في ظل التطور المتلاحق فقد أصبح مركز العاصمة موارا بأصوات الباعة المتنقلين: فهنا سنغاليون يبيعون المصنوعات الصينية كالمصابيح الصغيرة وقلامات الأظافر ويصيحون بعبارات عرض صيغت من كلمات فرنسية مكسرة، وهناك ماسحو أحذية ماليون وتوغوليون يساعدهم اغبرار الأرصفة على ترويج مهاراتهم في تلميع أحذية المارة.
تملأ أذنيك أصوات قرعهم على علب الألوان التي يحملونها.
غير أن الأصوات التي تزمجر من انشقاق الفجر إلى مغيب الشمس هي أصوات باعة بطاقات التزويد الخاصة بالجوالات.
لقد تحول هذا النشاط بعد أن رخص لثلاث شركات اتصال خاصة هي ماتل وموريتل وشنقيطتل في الاستثمار داخل قطاع الاتصالات، إلى نشاط مدر للأرباح يمارسه الجميع.
وابتكر الموريتانيون المعروفون بذكائهم التجاري، طريقة للترويج قائمة على استخدام مكبرات الصوت لعرض الخدمة بطريقة إذاعية ملفتة.
من عشرات مكبرات الصوت المحمولة على المناكب أو على اسقف السيارات تنطلق على مدار اليوم وبدونما توقف، عبارات الترويج ومنها 'لا اله الا الله.. نبيع بطاقات التزويد'.. 'محمد رسول الله نبيع جميع البطاقات لجميع الشركات' ..'الله أكبر نحول الرصيد.. الحمد لله نحول الرصيد.. أستغفر الله اشتروا من عندنا تنزل البركة.. سبحان الله تعال خذ واتصل واربح'، إلى غير ذلك.
ومن المروجين من يستخدم مقطوعات موسيقية قصيرة بين بلاغاته تجعل الزبون ينجذب إليه، ومنهم من ينشد الأشعار والأزجال للفت النظر إليه.
ويعرض البعض أسعاره بالأرقام'نحول 1000 بـ 1200..ونحول 500 بـ 700..ونحول 200 بـ 700'.
هكذا تتناغم هذه الأصوات هادرة في منطقة 'نقطة ساخنة' التي تعج بباعة الجوالات المستعملة وبمشتريها وبمصلحيها أيضا.
ومن باعة الأرصدة وباعة الهواتف من يقلد في ترويجاته مذيعين مشهورين مثل 'جميل عازر وعباس ناصر من قناة الجزيرة'.
يقول سالم ولد الصدفي وهو يعرض خدماته بصوت عباس ناصر 'تعجبني طريقة هذا المذيع فأنا أقلده لجذب الزبائن وقد جربت أن طريقته في صب جمله متلاحقة تلفت انتباه المارة وتجعلهم يشحنون هواتفهم عندي'.
أما الغريب في كل هذا فهو أن الموريتانيين حريصون على ملء هواتفهم بالرصيد ولو كان أحدهم فقيرا، ومنهم من يعتقد أن الهاتف يفسد إذا كان خاويا من الرصيد فعلى مالكه ألا يجوعه ولا يعطشه.
وقد ساهم هذا في رواج بطاقات التزويد وفي تحويل النشاط التجاري المتعلق بالجوالات من نشاط راكد قبل سنوات إلى النشاط الأكثر حيوية اليوم.
ويرى محمد ولد السنهوري وهو صاحب أقدم محل في مركز المدينة المسمى 'نقطة ساخنة'، 'أن بيع الهواتف الجوالة وبيع رصيد الهاتف يستوعب اليوم 80 بالمائة من الشباب الموريتاني العاطل الذي وجد في هذا النشاط وسيلة سهلة للحصول على لقمة العيش'.
ويؤكد سليمان ولد محمد خبير في المركز التجاري للهواتف وسط العاصمة 'أن باعة رصيد الهواتف يجنون لليوم ربحا صافيا لا يقل عن 20000 أوقية (حوالى 70 دولارا)'.
أما مركز الخبرة الذي يتأسس عليه السوق من الناحية الفنية فهو مجموعة من الخبراء الصينيين الذين اتخذوا من نقطة ساخنة مقرا لعرض خدماتهم، فهم يصلحون الفاسد ويستبدلون هياكل الهواتف وجلودها في دقة عالية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر