ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


5 مشترك

    د.أنيس صايغ

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    د.أنيس صايغ Empty د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 27 ديسمبر 2009, 10:05 am

    توفي امس في العاصمة الأردنية عمان المفكر والباحث الفلسطيني د.أنيس صايغ.

    الباحث الفلسطيني د. صايغ، أحد بناة مركز الأبحاث الفلسطيني، ومن كبار المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بكامل ترابهم الوطني على امتداد ثمانين عاما.

    ولد أنيس صايغ في 3/11/ من عام 1931 في طبريا، وبدأ دراسته بمدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا التي انتقل إليها بعد الاحتلال الصهيوني لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأميركية في بيروت، واشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في جريدة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة.

    وحصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذا في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الانجليزي العربي، وعين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة.

    وحقق د. صايغ انجازات هامة وكبيرة كإنشاء مكتبة ضخمة، وإصدار اليوميات الفلسطينية ومجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة إسرائيل، إنشاء أرشيف كامل يحتوي على كافة الأمور التي تعني الباحثين، وعمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية.

    واشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق، وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية، وعين عام 1980 في جامعة الدول العربية كمستشار للامين العام، وكرئيس لوحدة مجلات الجامعة.

    وحصل المفكر والباحث الفلسطيني د.أنيس صايغ على عدة جوائز، أهمها: وسام الاستحقاق السوري بمناسبة صدور مذكراته: أنيس صايغ عن أنيس صايغ، 2006، ودرع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي، في بيروت، تقديراً لعطائه الفكري والثقافي، والتزامه بالقضايا الوطنيّة والقوميّة، وجائزة سيف فلسطين رمزاً للصمود، من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق 2006.

    ومن أبرز مؤلفات الراحل د. صايغ: لبنان الطائفي، بيروت 1955، دار الصراع الفكري، بيروت، 1957، والأسطول الحربي الأموي في المتوسط، بيروت، 1956، جدار العار، بيروت، 1957، سوريا في الأدب المصري القديم، بيروت، 1958، والفكرة العربية في مصر، بيروت، 1959، وتطور المفهوم القومي عند العرب، دار الطليعة، بيروت، 1961، في مفهوم الزعامة السياسية: من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر،المكتبة العصرية، بيروت 1965.

    ومن مؤلفاته أيضاً: الهاشميون والثورة العربية الكبرى، دار الطليعة، بيروت 1966، الهاشميون وقضية فلسطين، المكتبة العصرية، بيروت 1966، فلسطين والقومية العربية، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت 1967، وبلدانية فلسطين المحتلة، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت 1967، والمستعمرات الإسرائيلية منذ 67، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1969.

    ومن مؤلفات المرحوم المترجمة نذكر، فن الصحافة، بيروت 1958، وقمح الشتاء، بيروت 1958، ومقالات في القضية الفلسطينية، بيروت 1956، والمؤسسات والنظم الأمريكية،بيروت 1964.

    وشارك الباحث والمفكر الفلسطيني، في تحرير الموسوعة العربية الميسرة، مؤسسة فرانكلين، القاهرة 1965، وقاموس الكتاب المقدس، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967، ودراسات فلسطينية، (بالألمانية)، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967، يوميات هرتزل، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967، ومن الفكر الصهيوني، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1968، وتحرير مجلة العلية، بيروت، 1956-1959.

    وسينقل جثمانه الطاهر من مطار عمان إلى بيروت ليوارى هناك في لبنان.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الثلاثاء 29 ديسمبر 2009, 10:31 am

    رحل المعلّم والصديق الكبير الدكتور أنيس صايغ .. رشاد أبوشاور
    اتفقت أنا والصديق عبد الله حمودة على الالتقاء بالدكتور أنيس صايغ، صديقنا المشترك، في مكتبه، عند حضوره إلى عمّان التي اعتاد زيارتها لارتباطه بمصاهرة أسرة سلطيّة أردنيّة تنتسب اليها زوجته السيدة هيلدا، الباحثة التي زودت المركز بدراسات وترجمات، وكانت العون والسند للدكتور أنيس الذي ازداد اعتماده عليها بعد أن نجحت محاولة اغتياله الرابعة بإفقاده إحدى عينيه، وعدد من أصابع يديه.
    حضر الدكتور ورفيقة عمره إلى عمّان لمشاركة الأصهار بأعياد الميلاد، ولكن أزمة قلبيّة دهمته نقل إثرها إلى مستشفى ( فلسطين)، وفارق الحياة ليلة الأحد 26 كانون الأوّل 2009.
    سينقل جثمان الدكتور أنيس إلى بيروت ليدفن قريبا من أسرته، والده ووالدته، وأخوته الذي رحلوا قبله.
    قبل أيّام أرسلت له الكلمة التي طلبها منّي إسهاما في كتاب يشرف على إصداره بمناسبة رحيل الصديق الكبير الأستاذ شفيق الحوت.
    كنت أعرف حرصه، ودقّته، ونفوره من التسويف في المواعيد، لذا عملت على أن تصل الكلمة قبل الموعد بايّام...
    برحيل المعلّم الكبير، المفكّر والباحث والأكاديمي، الذي لم تضعف دوره عملية الاغتيال الصهيونيّة، خسرنا أحد معلمينا الكبار، ولكننا نستلهم حياته هو الذي واصل العمل بدأب، وعناد، وعقل شجاع، مفشلاً هدف تلك العمليّة الإجراميّة، ومبرهنا على شجاعة مثقف ومفكّر كبير كان سلاحه دائما الفكر والكلمة، والذي شكّل خطرا شديدا على عدو يرعبه الفكر المقاوم، فلم يجد بدّا من اللجوء عدّة مرّات لاغتياله...
    عرفت الدكتور أنيس مؤمنا بفلسطين وبالأمة وحتمية وحدتها ونهوضها، كاتبا ثاقب النظر، محرّضا على الثبات على المواقف، متصديا لخطاب أوسلو، ولنهج التسوية منذ بدأه السادات، مجابها لحالة الانهيار الفلسطينيّة والعربيّة الرسميّة.
    تتلمذ على يديه عشرات الباحثين في مركز الأبحاث، ومجلّة شؤون فلسطينيّة، ومجلّة شؤون عربيّة، وفي الجامعة اللبنانيّة، ومركز البحوث والدراسات العربيّة في القاهرة...
    قبل وصوله إلى عمّان بيوم واحد، كنّا الصديق عبد الله حموّدة وأنا نتداول فكرة الإعداد لتكريم ثلاثة من رموز فلسطين: الدكتور أنيس صايغ، الأستاذ بهجت أبو غربيّة ( شيخ المناضلين في الضفتين)، الأستاذ المناضل والكاتب هاني الهندي أحد اقطاب حركة القوميين العرب...
    الموت كما يفعل عادةً، غافلنا وفاجأنا باختطاف هذا الإنسان الفذ، المعلّم أنيس صايغ، أحد حُرّاس فلسطين القضيّة العربيّة المقدسة، كما كان يصفها دائما، هو الحريص على عروبتها لحمايتها من معسكر الأعداء ...
    ترك المفكّر الشديد الكبرياء، والاحترام للنفس، المتواضع، المتقشّف و(الصوفي) في حياته، الثاقب النظر، منجزا فكريّا مهما ستحتاجه أجيال المناضلين لتحرير فلسطين، ليسترشدوا به، والباحثين والمفكرين الذين سينهلون منه...
    كتب عن لبنان الطائفي، وعن القضيّة الفلسطينيّة، ودرس شخصية القائد جمال عبد الناصر _ هو الناصري الوفي ـ في كتابه (مفهوم الزعامة السياسيّة). درس ميزان القوى العسكريّة بين الدول العربيّة و(إسرائيل)، وكتب (في المقاومة). وعمل على التعريف بالقضيّة الفلسطينيّة في كتابه (الجهل بالقضيّة الفلسطينيّة). ولأنه خبر الإرهاب الصهيوني، وفي وقت مبكّر، كتب (ملف الإرهاب الصهيوني).. وفي حقبة اوسلو أصدر كتابه المهّم الذي حاجج طروحات جماعة أوسلو:13
    أيلول1994 . ومن بعد أصدر (الوصايا العشر للصهيونيّة).
    من حسن الحّظ أنه أنجز مذكراته المدهشة، التي صدرت في العام 2006 .
    رحيل المعلّم الدكتور أنيس صايغ خسارة فادحة لشعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربيّة، وللفكر والثقافة العربيّة...
    ولكن، ومع هول الخسارة، فقد أبقى لنا الدكتور أنيس ـ أقصد من يؤمنون بعروبة فلسطين، ومن سيتابعون المشوار جيلاً بعد جيل ـ زادا فكريا سيلهمنا، وسيرة حياتيّةً مجيدة، ستبقى نبراسا للشرفاء والصادقين والأوفياء المخلصين لفلسطين، والأمة العربيّة...
    avatar
    يزن المصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر السمك جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Jordan_a-01
    نقاط : 4341
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف يزن المصري الثلاثاء 29 ديسمبر 2009, 12:50 pm

    نجا من الاغتيالات في بيروت ومات بصمت في عمّان: رحيل أنيس صايغ الرجل الذي لم يضاهه في فلسطينيته سوى فلسطين


    توفي في عمان (26 الجاري) المفكر والباحث الفلسطيني د. أنيس صايغ، أحد بناة مركز الأبحاث الفلسطيني والمدافعين عن حق الفلسطينيين بكامل ترابهم الوطني على امتداد ثمانين عاماً.
    تعرّفت إلى أنيس صايغ قبل أكثر من سنة بقليل. لم تكن المناسبة مبهجةK بل كانت مناسبة موت. كنت أكتب تقريراً موسّعاً عن محمود درويش في حياته البيروتية، نشر ضمن ملحق خاص صدر مع 'القدس العربي' آنذاك في مناسبة وفاة الشاعر الفلسطيني. حين فكرت في الأسماء التي أريد أن أسرد من خلالها سيرة درويش خطر أنيس صايغ في رأس قائمة الأسماء. زرته في منزله الكائن في شارع الحمرا، في البناية نفسها التي كان يسكن فيها منذ الاجتياح الإسرائيلي (قرب فندق الكومودور). استقبلتني زوجته على الباب بود وترحاب، قبل أن يأتي هو من غرفة مجاورة للصالون ويصافحني بيد نقصت أصابعها. بدا لي شخصاً ودوداً ومضيافاً وصريحاً وذكياً وعنيداً. كان يعرف كيف يوائم بين الصراحة والقيافة، إذ كان يقول الأشياء كما خبرها ورآها من غير أن يجرح أحداً. الحديث عن محمود درويش قادنا إلى الحديث عن شقيقه الراحل الشاعر توفيق صايغ. لا أعرف لماذا رحت أدافع عن صايغ الذي مات بما يشبه الانتحار بعدما عرف أن المؤسسة الأميركية التي تمول مجلته 'حوار' على صلة بالمخابرات الأميركية (C.I.A). ومن هذا الدفاع انتقلت إلى الكلام عن حداثة صايغ الشعرية ومساهماته الأساسية في ترجمة الشعر الإنكليزي والأميركي، متطرقاً إلى الأبعاد الإنجيلية في شعره. كانت هذه- إذاً- المرة الأولى والأخيرة التي التقيت فيها أنيس صايغ. لكن اللقاء ترك فيَّ أثراً جميلاً لدرجة أن صديقتي التي تعمل مع مؤسسة دولية تعنى بالأبحاث السياسية، حين كانت تعد تقريراً موسّعاً عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، سألتني عن أسماء محتملين لمقابلتهم، فقلت لها بلا أي تفكير: أنيس صايغ، قبل أن أكمل: تستطيعين أن تأخذي منه كلاماً حقيقياً ليس فيه مجاملات أو تزييف أو تزيين. وبالفعل قابلته وعادت بالانطباع نفسه: طيب وصريح ويعرف الحدائق الخلفية.
    كان أنيس صايغ من أتى بدرويش إلى بيروت سنة 1972، وذلك بعدما تعرّف إليه في القاهرة وصارحه بهذه الرغبة. وافق وقتها درويش بلا تردد. وهكذا كان. وهنا في بيروت عمل الشاعر إلى جانب الباحث في مركز الأبحاث الفلسطيني وفي مجلة 'شؤون فلسطينية'. ولم يطل الأمر حين أدّت خلافات بين أنيس صايغ وياسر عرفات إلى تنحي الأول من رئاسة مركز الدراسات الذي رأسه لاحقاً محمود درويش فترة قصيرة قبل أن يغادره إثر تعرّض الياس خوري لتحقيق من قبل الأمن الفلسطيني. وهنا في بيروت تعرّض صايغ لمحاولة اغتيال حين أصاب عدد من الصواريخ مبنى مركز الأبحاث الفلسطيني، وقد أصيب مكتب درويش مباشرة بأحد هذه الصواريخ لكن تأخر الشاعر 'المزاجي' في المجيء إلى المكتب أنقذه من الموت. ولم تكن محاولة الاغتيال تلك الأخيرة، إلى أن تلقى صايغ ذات يوم رسالة مفخخة أدّت إلى بتر أصابع في يده وتضرّر عينيه.
    حين صدر الملحق الخاص بمحمود درويش ومعه التقرير الذي أعددته، اتصل بي أنيس صايغ. في البداية أبدى إعجابه بالنص وبلغته لكنه صحح لي معلومة وردت في التقرير وهي ذكري أنه رأس مركز الدراسات الفلسطينية بدل مركز الأبحاث. ملاحظة أخذتني إلى الدقة التي عُرف بها هو الذي أمضى حياته في العمل- كتابة وتحريراً- على موسوعات ومجلات وتقارير وكتب.
    ولد أنيس صايغ في 3 تشرين الثاني من عام 1931 في طبريا. بدأ دراسته في مدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا، التي انتقل إليها بعد الاحتلال الإسرائيلي لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأميركية في بيروت، أشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في صحيفة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة. حصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذاً في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الإنجليزي العربي. عين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة. حقق إنجازات مهمة كإنشاء مكتبة ضخمة، إصدار اليوميات الفلسطينية، مجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة إسرائيل، وإنشاء أرشيف كامل يحتوي على جميع الأمور التي تعني الباحثين. عمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية. أشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق. وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية. عين عام 1980 في جامعة الدول العربية مستشاراً للامين العام ورئيساً لوحدة مجلات الجامعة. تابع بدأب من خلال الدراسات الموثقة أكاديمياً القضايا الإسرائيلية إلى جانب المؤلفات التي تتناول موضوعات القضية الفلسطينية، فتعرض لمحاولة اغتيال من قبل الإسرائيليين أكثر من مرة، وأبرزها كانت الرسالة المفخخة التي بترت أصابع يده وأثّرت في نظره وسمعه. كما استهدف مركز الأبحاث الفلسطينية في بيروت، باعتداءات إرهابية من بينها إطلاق صواريخ على مبنى المركز، وكان آخرها سرقة أرشيف ومكتبة المركز في بيروت عام 1982.
    نال صايغ عدداً من الجوائز أبرزها وسام الاستحقاق السوري في مناسبة صدور مذكراته عن 'شركة رياض الريس للكتب والنشر' بعنوان 'أنيس صايغ عن أنيس صايغ' (2006)، درع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي في بيروت، وسيف فلسطين رمزاً للصمود من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق (2006).
    ابنة عكا
    ابنة عكا
    مشرفة أجراس وطنية
    مشرفة أجراس وطنية


    انثى الجدي جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Palestine_a-01
    نقاط : 6860
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/03/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف ابنة عكا الثلاثاء 29 ديسمبر 2009, 12:57 pm

    قسيس الثقافة الفلسطينية
    الياس خوري





    بموت انيس صايغ، يغيب الصايغ الأخير من شجرة القسيس عبدالله الصايغ، التي اقتلعت من طبريا، لتمد جذورها في ارض فلسطين والعرب. الرجل الخفيض الصوت، بيده المبتورة الأصابع، وانحناءته الخفيفة، واصراره العجيب على الدقة العلمية، كان يوحي للمحيطين به، انه اضفى على عمله شيئا من المقدّس. هكذا عرفناه في مركز الأبحاث، دقيقا في مواعيده، قليل الكلام، حازما ومترهبا لعمله.
    عندما عرفت ان والده كان قسيسا بروتستانتيا، فهمت انني امام مزيج من العقليتين المحافظة والثورية. وهو مزيج غريب نجح اوائل الانجيليين العرب في صوغه، واضعين كنيستهم الصغيرة في خدمة شعبهم وقضيته.
    في مركزالأبحاث، نجح انيس صايغ في صوغ المعادلة الثقافية الصعبة لفكرة فلسطين. جمع البحث الأكاديمي الى التوثيق العلمي، وحرية التفكير الى الالتزام. فاستطاع المركز ان يشكّل خلية الدفاع عن المقاومة، ومكان نقدها في آن معا، وان يفتح احتمالات الابداع الفلسطيني كلها، فكان لنا بيتا ومدرسة واطارا نضاليا.
    خلف تلك التجربة كان يقف رجل حازم يدقق في كل شيء، ويعرف كل شاردة وواردة. مثقف فهم ان فلسطين لا تستعاد الا اذا كانت المعرفة في خدمة النضال، كي تكون التجربة النضالية وسيلة لتطوير المعرفة.
    عرف الاسرائيليون معنى مركزالابحاث وخطورته، كانوا يعرفون ان المركز لم يكن غطاء معرفيا للعمل العسكري، بل كان مركز بحث وتوثيق. لذا خافوا منه وتعاملوا معه باللغة الوحيدة التي يتقنونها، ارسلوا طردا مفخخا لانيس صايغ، ثم قصفوه بالصواريخ. وعندما اجتاحوا لبنان عام 1982 نهبوا مكتبته ووثائقه، ثم فجروه ودمروا المبنى على رؤوس العاملين فيه.
    وراء تلك التجربة الكبرى، كان مديرنا الدكتور انيس. لقب الدكتور التصق به كأنه رتبة كهنوتية، اذ كان يشيع من حوله جوا ملتبسا تمتزج فيه قداسة القضية بقداسة المعرفة، وذلك الترجرج الذي وسم العلاقة بين قيادة ياسر عرفات وبين الثقافة والمثقفين. صرامة ابن القسيس وعقائديته التي بدأت مع المناخ القومي السوري ثم انتقلت الى المناخ العروبي، اصطدمت ببراغماتية فتح، والمناخ شبه القبلي والعشائري الذي حملته معها. لذا وجد ابناء القسيس عبدالله: فايز ويوسف وانيس انفسهم خارج معادلات التركيبة الفلسطينية الجديدة، وابتعدوا واحدا بعد الآخر عنها، وان باشكال مختلفة.
    لكن انيس صايغ لم يبتعد عن فلسطين. فالرجل كالعديد من ابناء جيله، كان يريد للوطن الضائع ان يتجسد في شخصه وكلماته ونمط حياته.
    مع انيس صايغ تعلمت ان فلسطين ليست قضية فحسب، بل نمط حياة. وانك تستطيع ان تكون فدائيا في كل تصرفاتك. وان اصابع يده اليسرى المبتورة، وعينيه شبه المطفأتين، والصواريخ التي قصفت مركز الأبحاث، هي اوسمة على صدر الثقافة، لأنها تضعها في دائرة الفعل، وتجعل من مؤرخي فلسطين صانعين لتاريخها.
    تعلمت الكثير من هذا الرجل، واللافت ان اصراري في شبابي المبكر على ان الكلمة لا تكون حية الا اذا تعمدت بالقتال الحقيقي، جعلني اثق اكثر بأن المعرفة هي طريق العبور بفلسطين الى التحقق، وان عمل مركز الأبحاث ومعه مؤسسة الدراسات كان وسيبقى ضروريا كي لا تصاب البندقية الفلسطينية بالعماء وتضل طريقها.
    عندما التحقت بمركز الأبحاث، في اوائل السبعينات، كان انيس صايغ اكثر من استاذ لي ولابناء جيلي. كان نموذجا للتقشف والالتزام ونكران الذات. وعندما استقال من المركز، وكان عليّ ان اتولى تحرير مجلة 'شؤون فلسطين'، مع شاعرنا الكبير محمود درويش، احسسنا بأننا نرث تجربة كبرى علينا عدم التفريط بها، وان الكنز الذي تركه انيس صايغ لنا، يحتاج الى التفاني والابداع كي يبقى حيا. وللأسف، لم تطل بنا التجربة، لأننا ذقنا المرارات نفسها التي ذاقها انيس صايغ، فغادر درويش للعمل في الالسكو في تونس، وانتقلت الى جريدة 'السفير'.
    كان حضور هذا الرجل آسرا، لا اعرف كيف كان يجد الوقت كي يصدر المجلات ويؤسس الموسوعة الفلسطينية ويكون في كل الأمكنة التي لها علاقة بفلسطين وقضيتها.
    لم يكن انيس صايغ براغماتيا، كان ضد اي تنازل، ورأى في اية تسوية خيانة للأرض الفلسطينية.
    نستطيع اليوم ان نقول ان الخلاف مع انيس صايغ لم يكن ضروريا، او ان خلاف انيس صايغ مع قيادة منظمة التحرير كان يمكن التخفيف من غلوائه، فهذا الصراع مع الصهيونية مفتوح على تاريخ المشرق العربي برمته، وهو صراع كتب على اجيال متعددة ان تخوضه، وسيبقى مفتوحا وسيتخذ اشكالا متعددة، لذا فهو يحتمل رؤى مختلفة، وتصورات متباينة، تصب كلها في ضرورة استعادة الوطن الضائع.
    لكننا لا نستطيع ان نغالب دموعنا، ونحن نرى جيل الرواد يموتون واحدا بعد الآخر. والموت ليس حقا فقط، بل هو عبء ايضا. كيف نرث انيس صايغ وشفيق الحوت وادوارد سعيد وابراهيم ابولغد؟
    هذا هوالسؤال الفلسطيني الكبير اليوم.
    فلسطين ليست قضية سياسية فقط، بل هي اولا فكرة، وقضية ثقافية.
    نقول للدكتور انيس وداعا، وننحني لا كي نوسده الأرض فقط، بل كي نمسح حزن الأرض بأجفاننا، ونقول لفلسطين اننا باقون على العهد حتى الموت.
    كتائب ابو علي
    كتائب ابو علي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الميزان جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Palestine_a-01
    نقاط : 511
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف كتائب ابو علي الثلاثاء 29 ديسمبر 2009, 1:17 pm

    الشعبية تنعي المفكر والمناضل الوطني والقومي الكبير الدكتور أنيس الصايغ



    نعي المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا وأمتنا المفكر والمناضل الوطني والقومي الكبير الدكتور أنيس الصايغ الذي وافته المنية اليوم السبت الموافق 26/12/2009، متقدماً بأحر التعازي لعائلته وأصدقائه، معاهداً إياه بمواصلة مسيرة الكفاح والنضال.
    وقالت الجبهة في نعي صادر عن مكتبها السياسي " برحيل المفكر والمناضل والقومي الكبير الدكتور أنيس الصايغ تفقد الساحة الفلسطينية علماً من أعلامها ومبدعاً ومفكراً متميزاً آمن بدور الثقافة في المواجهة الحضارية مع الكيان الصهيوني، لذلك قام بالمساهمة الفاعلة والنشطة في تأسيس ورئاسة مركز الأبحاث الذي سرقت محتوياته القوات الصهيونية الغازية للبنان عام 1982، وقام بإصدار الموسوعة الفلسطينية، لهذا حاول الكيان الصهيوني اغتياله لعظمة دوره والرسالة التي يمثلها.
    وأضافت: " نفتقد في هذه الساعات قامة كبيرة بقيت متمسكة بالأهداف والثوابت الفلسطينية، فسيبقى الفقيد في الذاكرة الوطنية والشعبية لما يمثل من عمق انتماء وأصالة في الارتباط بالقضايا الوطنية والقومية والدفاع عنها".
    تتقدم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأحر التعازي لعائلته وأصدقائه ونعاهد الفقيد على مواصلة مسيرة الكفاح والنضال
    ابن الاقصى
    ابن الاقصى
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الاسد جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Palestine_a-01
    نقاط : 289
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 05/05/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف ابن الاقصى الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:19 pm

    رحمك الله يا مفكرنا الكببير
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الخميس 31 ديسمبر 2009, 11:48 am

    كاتب مصري يشيد باسهامات الراحل أنيس صايغ


    استعرض الكاتب عبد العال الباقوري، اليوم، في مقال نشرته جريدة الجمهورية المصرية، إنجازات الكاتب والمبدع الفلسطيني الراحل أنيس صايغ، الذي فارق الحياة يوم السبت الماضي في العاصمة الأردنية.

    وقال الكاتب المصري وفي مقاله تحت عنوان 'فلسطيني .. مصر وطنه والقاهرة بلده': ما من مشروع ثقافي قومي عربي في نصف القرن الماضي، إلا وكان له فيه إسهام كبير وباع طويل، انه المثقف والمفكر والكاتب العربي الفلسطيني أنيس صايغ.

    وأوضح أنه بغيابه 'فقدت فلسطين والعروبة ومصر واحداً من الرجال الكبار في السياسة والثقافة والحياة وأحد صناع الثقافة الثقيلة الكبار: باني ومنشيء مراكز أبحاث ومحرر ومدير موسوعات ومؤسس مجلات رصينة ومربي أجيال من الباحثين المدققين الذين ينتشرون في الوطن العربي كله'.

    وأضاف: لست في حاجة إلي التدليل على عروبته فهو يفاخر بانتمائه القومي ويعتز به.. أما فلسطين فهي مهوي الرأس وميدان النضال، وأما مصريته العربية أو عروبته المصرية فيكفي ان نتذكر عمله الرائد 'الفكرة العربية في مصر' الذي صدر في 1959، وأصبح جميع الذين كتبوا في الموضوع بعده عالة عليه، ولم يقدموا أكثر من هوامش على المتن وحواشي علي الأصل.. لو لم يكتب سوي هذا الكتاب الرسالة لكان يكفيه فما بالنا وهو يتناول القضية نفسها من جوانب أخرى في أعمال مثل 'الزعامة العربية: من فيصل الأول إلى جمال عبدالناصر' و'سورية في الأدب المصري القديم' و'فلسطين والقومية العربية'.

    وبين أن هناك عمل مهم آخر قام بتحريره، وهو عدد خاص من مجلة 'قضايا عربية' بعنوان 'عبدالناصر وما بعده'، وأنه رحل وهو يشرف علي إعداد كتاب تذكاري عن مناضل فلسطيني آخر هو شفيق الحوت.

    وتابع: أعمال صايغ جميعاً كانت تصب في قضية حياته: أي فلسطين التي استأثرت بالجزء الأكبر من أعماله من منطلق قومي ومضاد للقطرية، على الرغم من أن نشأته السياسية كانت في إطار 'الحزب القومي السوري' الذي انشأه أنطون سعادة والذي كان يدعو إلى وحدة بلاد الشام.

    وأضاف: خلال هذه السنوات الخمسين كان مسعى أنيس صايغ هو تحرير فلسطين أولاً وأرض العرب كلها ثانيا، وقد عرف أستاذنا الجليل كواحد من أنشط دعاة تدوين السيرة الذاتية ورعاته، وقال عن نفسه: 'أشعر اليوم بزهو بأن العشرات من كتب السير التي صدرت مؤخراً إنما تدين لي بالحض والتحريض'.. هل أدل على هذا من أن آخر ما قرأت له وربما آخر ما كتب مقدمة لكتاب لمؤلف فرنسي عن حياة فلسطيني كبير آخر هو الدكتور جورج مبسن أحد أقطاب حركة القوميين العرب ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويأخذ الكتاب شكل الحوار، أما المقدمة التي كتبها أنيس صايغ فتكاد تكون كتاباً قائماً بذاته.. إنه كبير يكتب عن كبير.

    وبين أن أنيس صايغ تسلم من شقيقه فايز مسؤولية مركز الأبحاث في 1966 وخلال سنوات معدودة أصبح واحداً من أهم مراكز البحوث السياسية في الوطن العربي وفي العالم، وأصبح انتاج باحثيه يحظي باهتمام كبير في الدوائر العربية وعلى مستوى القمة لدرجة انه كان يحظى باهتمام خاص من الزعيم جمال عبدالناصر، وكان خلال سنوات موضوعاً لرسالة للدكتوراة في جامعة موسكو.. ولفت إلى أن أهمية المركز لم تكن تخفى على الدوائر الإسرائيلية والصهيونية التي حاولت إنهاء عمله عن طريق محاولة قتل مديره، أنيس صايغ نفسه في 1972 وإرهاب العاملين فيه.

    وأضاف الكاتب: إن قصة هذا المركز نشاطه وانتاجه ونموه ثم ضعفه وتراجعه وإغلاقه جزء من النضال الفلسطيني في نصف القرن الماضي، وقد كتب أنيس صايغ قصة صعود وسقوط هذا المركز العلمي بالتفصيل خاصة بعد أن نهب الإسرائيليون محتوياته عند غزو لبنان وحصار بيروت في 1982 وما أعيد من هذه المحتويات تكفلت جهات أخرى باضاعته وأضاعت بذلك مرصداً علمياً مهما في توثيق النضال العربي والفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، وفي معرفة هذا الكيان معرفة علمية دقيقة من داخله لدرجة ان المنظمة الصهيونية اعتبرته في وثيقة رسمية العدو الأنشط ضدها في الساحة الفلسطينية.

    وتابع: بعد اغتيال هذا المركز لم تملأ الفراغ الذي تركه أية مؤسسة بحثية أخرى فلسطينية أو عربية بل تراجعت الدراسة العلمية للكيان الصهيوني تراجعاً كبيراً.

    واستعرض الكاتب في بقية المقال وبالتفصيل اسهامات صايغ على الصعيد الفلسطيني والعربي، ومصر بشكل خاص، والدولي، مشددا على أن رحيله يعد خسارة كبيرة للقضايا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : د.أنيس صايغ Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    د.أنيس صايغ Empty رد: د.أنيس صايغ

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الثلاثاء 26 يناير 2010, 9:24 am

    كاتب بالأهرام يشيد بإرث المثقف المبدع الفلسطيني الراحل د.أنيس صايغ


    أشاد الكاتب د.مينا بديع عبد الملك، في مقال له نشره في جريدة 'الأهرام' المصرية في عددها الصادر اليوم، بالإرث الحضاري والنضالي المشرف للمبدع والمثقف الفلسطيني الراحل، الدكتور أنيس صايغ، الذي توفي في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.

    وعبر الكاتب في مقاله وتحت عنوان ' في رحيل مثقف ملتحف بالوطنية' عن إعجابه الكبير بإسهامات الراحل، وبمواقفه الوطنية المشرفة، وقال: فلم تكن فلسطين بالنسبة له قضية فحسب‏،‏ بل نمط حياة‏'.

    وتطرق إلى إرثه الثقافي والوطني والمكانة المرموقة التي نالها بسبب تميزه وعلمه، بقوله: لم يقطع بحر المانش سباحة‏،‏ ولم يهبط على سطح القمر‏،‏ ولم يتسلق قمة افرست‏،‏ ولا فاز في ملاكمة أو مصارعة‏،‏ ولم يحصل علي أوسكار أو نوبل‏،‏ ولم يملك ثروة تغري الملايين ولا صوتا يطرب الملايين‏،‏ ولم يسط على حكم أو مصرف، بل قضى من حياته نحو ثلاثة أرباع قرن مع سياسيين وكتاب ومثقفين'.

    وتابع الكاتب: ظلت أصابع يده اليمنى تعبث بالأقلام والأحبار والمقالات حتى آخر يوم من حياته‏،‏ كان يؤمن أن فلسطين لا تستعاد إلا إذا كانت المعرفة في خدمة النضال‏،‏ كي تكون التجربة النضالية وسيلة لتطوير المعرفة‏.‏

    وأشار إلى الحلم الذي كان يراود الراحل طيلة حياته وهو العودة لمسقط رأسه طبريا، وقال:'كان يحلم بالعودة الى منزله القديم بطبريا‏،‏ وفي هذا يقول ـ في ختام سيرته الذاتية‏Sad‏ في طبريا وعلي الطريق الي طبريا‏،‏ ومن أجل طبريا يطيب الموت‏،‏ لأن المرء يموت واقفا‏،‏ وكأنه لا يموت‏.‏ هناك يتساوى الموت مع الحياة حلاوة‏،‏ ودون ذلك تتساوى الحياة مع الموت مرارة‏).‏

    وأضاف الكاتب: لقد فارق د. صايغ الحياة واقفا‏،‏ وخرج من عالمنا كجبار بأس في مساء الجمعة‏25‏ ديسمبر‏2009،‏ إنه بالحقيقة قامة تستعصي على القياس‏'.‏

    وفيما يلي النص الحرفي للمقال:-

    في رحيل مثقف ملتحف بالوطنية

    بقلم: د. مينا بديع عبد الملك

    في مساء الجمعة‏25‏ ديسمبر‏2009‏ ـ بينما العالم الغربي يحتفل بميلاد السيد المسيح ـ ودع المثقفون العرب بصفة عامة والمثقفون الفلسطينيون بصفة خاصة كبير المثقفين الفلسطينيين وعميدهم د‏.‏ أنيس صايغ‏(1931‏ ـ‏2009)‏ الذي ـ كما كتب عن نفسه.

    لم يقطع بحر المانش سباحة‏،‏ ولم يهبط على سطح القمر‏،‏ ولم يتسلق قمة افرست‏،‏ ولا فاز في ملاكمة أو مصارعة‏،‏ ولم يحصل علي أوسكار أو نوبل‏،‏ ولم يملك ثروة تغري الملايين ولا صوتا يطرب الملايين‏،‏ ولم يسط على حكم أو مصرف‏.‏ هذا الذي قضي من حياته نحو ثلاثة أرباع قرن مع سياسيين وكتاب ومثقفين‏،‏ فلم تكن فلسطين بالنسبة له قضية فحسب‏،‏ بل نمط حياة‏.‏

    ولد راحلنا الفاضل في‏3‏ نوفمبر‏1931‏ بمدينة طبريا الفلسطينية الواقعة علي شاطيء بحر الجليل‏.‏ بدأ دراسته بها في المدرسة الحكومية الابتدائية للبنين‏،‏ ثم أتم دراسته الثانوية بمدرسة الفنون الإنجيلية بمدينة صيدا اللبنانية عام‏1949‏ وكان قد انتقل إليها بعد احتلال العدو الصهيوني لمدينة طبريا سنة‏1948،‏ التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت‏(1949‏ ـ‏1953)‏ وفيها حصل علي شهادة بكالوريوس العلوم السياسية والتاريخية‏،‏ وعين استاذا للتاريخ العربي في القسم الفرنسي بالجامعة الأمريكية‏.‏

    عمل مستشارا للمنظمة العالمية لحرية الثقافة‏.‏ سافر بعد ذلك الي إنجلترا وفيها التحق بجامعة كمبردج‏(1959‏ ـ‏1964)‏ ومنها حصل علي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والتاريخ العربي‏.‏ وتم تعيينه استاذا بجامعة كمبردج في قسم الأبحاث الشرقية‏.‏ أسس العديد من المجلات الثقافية منها‏:‏ شئون فلسطينية‏،‏ و المستقبل العربي و قضايا عربية‏،‏ وشئون عربية‏.‏ كما عمل مستشارا لجريدة القبس الكويتية‏.‏ كان أول من أطلق مشروع الموسوعة الفلسطينية في عام‏1966،‏ ثم في الفترة‏(1977‏ ـ‏1992)‏ أشرف علي مشروع الموسوعة الفلسطينية‏،‏ وذلك بغرض جمع الشتات الثقافي وذاكرة فلسطين تاريخا وجغرافيا وتقاليد ومواويل‏،‏ ثم رئيسا لتحريرها منذ عام‏1982،‏ ورئيسا لمجلس إدارتها منذ عام‏1988،‏ ومن هذا اختار لغة البحث العلمي الهادي والبعيد عن الانفعالات والأهواء‏.‏

    كما شارك في ادارة وتحرير خمسة مشاريع موسوعية أخري في بيروت والقاهرة ودمشق وبغداد‏.‏ اشرف علي تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في جريدة النهار اللبنانية والتي ماكثيرا كنت استمتع بمطالعتها وقت أن أكون موجودا ببيروت في مهمة علمية‏،‏ كما عمل مستشارا للمنظمة العالمية لحرية الثقافة‏.‏ اهتم باصدار نشرة رصد إذاعة إسرائيل‏،‏ ومن ثم تعرض للعديد من محاولات الاغتيال علي يد العدو الصهيوني‏،‏ وفي إحداها بترت أصابع يده اليسري وفقد إحدي عينيه وتعثرت الرؤية عنده‏،‏ لكن من جميعها أنقذه الله‏.‏

    وظلت أصابع يده اليمنى تعبث بالأقلام والأحبار والمقالات حتي آخر يوم من حياته‏،‏ كان يؤمن أن فلسطين لا تستعاد إلا إذا كانت المعرفة في خدمة النضال‏،‏ كي تكون التجربة النضالية وسيلة لتطوير المعرفة‏.‏

    كان يحلم بالعودة الى منزله القديم بطبريا‏،‏ وفي هذا يقول ـ في ختام سيرته الذاتية‏Sad‏ في طبريا وعلي الطريق الي طبريا‏،‏ ومن أجل طبريا يطيب الموت‏،‏ لأن المرء يموت واقفا‏،‏ وكأنه لا يموت‏.‏ هناك يتساوى الموت مع الحياة حلاوة‏،‏ ودون ذلك تتساوي الحياة مع الموت مرارة‏).‏

    ذهب د‏.‏ أنيس صايغ الى العاصمة الأردنية عمان مع شريكة حياته الأردنية لقضاء فترة أعياد الميلاد مع ابنته‏،‏ ولكن أزمة قلبية دهمته نقل على أثرها الي مستشفي فلسطين‏،‏ وفارق الحياة واقفا‏،‏ وخرج من عالمنا كجبار بأس في مساء الجمعة‏25‏ ديسمبر‏2009.‏ إنه بالحقيقة قامة تستعصي على القياس‏.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 10:47 am